لسترة

 

مدينة في المنطقة الوسطى في جنوبي آسيا الصغرى ( أع 14 : 6 و 18 و 21 ، 16 : 1 و 2 ، 2تي 3 : 11 ) . وكانت قرية قديمة في مقاطعة ليكاؤنية ، وكانت تقع على بعد نحو أربعة وعشرين ميلاً إلى الجنوب من إيقونية في مقاطعة فريجية
.

( 1 )-
موقعها : بنيت لسترة على تل صغير يرتفع فجأة إلى 100-150 قدماً فوق السهل المحيط بها أو إلى الشرق من سلاسل الجبال التي تشكل مثلث بيسيدية . ولم تكن لسترة تقع على طريق رئيسي أو طريق تجاري ، بل كانت في الواقع ، تقع على بعد نحو ثمانية أميال أو عشرة من الطريق التجاري ، والأرجح أن لسترة كانت تحدها من الشمال إيقونية ، ومن الغرب الجبال ، ومن الجنوب سورية . وليس من السهل تحديد تخوم ليكأونية ، وبخاصة من الشرق ، لعدم وجود مدن في المنطقة . وأغلب الظن أن ليكأونية لم تكن مساحتها تزيد عن مائة ميل مربع ، وكان السهل المحيط بلسترة خصباً يمر به نهيران يحيطان بالتل الذي تقع عليه القرية
.

( 2 )-
تاريخها : ليس من السهل متابعة تاريخها ، فتاريخها القديم يكاد يكون مجهولاً. فقد وقعت تحت حكم الفرس ثم اليونان ، أولاً تحت حكم السلوُقيين

(
من نحو280-189 ق. م
. )

ثم تحت حكم الأثاليين ( من نحو 189-133 ق. م. ) ثم أخيراً تحت حكم الرومان . وفي 36 ق. م. أعطيت ليكاؤنية ، “لأمينتاس
( Amyntas )
ملك بسيدية، الذي عين وقتئذ ملكاً على غلاطية . وعندما قُتل أمينتاس في الحرب ضد الهومونيين

( Homonadeis )
في 25 ق. م. استعادها الرومان وجعلوها جزءاً من ولاية غلاطية. وفي 6 ق. م. خضع الهومونيون لروما ، وأنشأ أوغسطس قيصر خمس مستعمرات عسكرية حولهم ، كانت لسترة إحداها . وقد تحير بعض العلماء كيف أن روما جعلت من لسترة – القرية الصغيرة – مستعمرة رومانية ، ولكن الأرجح أنه لوقوعها في الجانب الشرقي من الجبال ، كان من الممكن أن تكون حصناً قوياً للسيطرة على القبائل الجبلية في الجنوب والغرب منها . وحيث أنها كانت أبعد المدن المحصنة شرقاً ، فكانت عاملاً هاماً في استتباب السلام في بيسيدية وسورية ، وفي أن تصبح قاعدة للزحف شرقاً ، وكانت لسترة ودربة تخضعان للحكم المباشر لروما حتى نحو 37/38م . حين وضعت تحت حكم الملك التابع أنطيوكس الرابع ، ملك كوماجين. وفي 72م ، أعاد أنطونيوس بيوس هاتين المدينتين إلى حكم الولاية الرومانية في كيليكية
.

هل تبحث عن  م الكتاب المقدس جولات فى الكتاب المقدس 10

وإذا أصبحت لسترة مستعمرة رومانية ، أرسلت ( في القرن الثاني ) اتفاقية سلام للمستعمرة المجاورة في أنطاكية بيسيدية . وكمستعمرة رومانية – استقر فيها بعض الرومان ، كان غالبيتهم من المحاربين القدماء . كما أنه في أيام الرومان ، أنشئت بعض الطرق الممتدة من إيقونية إلى لسترة ثم إلى دربة ولاراندا وأخيراً إلى كيليكية
.

أما سكان لسترة ، فقد كان العنصر الروماني قليلاً فيهم ، وكان يكوِّن الأرسقراطية المحلية من الجنود ، فقد كانوا هم الطبقة الحاكمة ، ثم الطبقة المثقفة من اليونانيين ، وكان يطلق عليهم “الهيلينيين” ، ولم يكونوا طبقة عرقية ، بل جماعة من المثقفين الأثرياء . والأرجح أن ثيموثاوس – الذي كان أبوه يونانياً ( هيلينياً ) وأمه يهودية – كان ينتمي إلى هذه الطبقة المتعلمة . ثم كانت الغالبية من الليكاؤنيين غير المتعلمين ، وكانوا أصلاً قبلية صغيرة من قبائل الأناضول
.

وكانت الطبقة الرومانية الأرستقراطية تتكلم باللاتينية ، أما الطبقة المتعلمة فكانت تتحدث باليونانية . أما الليكاؤنيون فكانوا يتكلمون بلغتهم الليكأونية ( أع 14 : 11 ) التي ظلوا يتكلمون بها حتى القرن السادس الميلادي ، ولم يكونوا يعرفون اليونانية جيداً
.

( 3 )-
خدمة الرسول بولس في لسترة : في رحلة الرسول بولس التبشيرية الأولى ، وصل بولس وبرنابا إلى لسترة ( حوالي 49م. ) بعد هروبهما من عداء اليهود في إيقونية ( أع 14 : 6 ) . وفي لسترة شفى الرسول بولس رجلاً عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه ، فاعتقدت الجموع أن الرسولين هما الإله هرمس والإله زفس ( أع 14 : 6-8 ) . وتروي أساطير “أوفيد” أن هذين الإلهين قد سبق أن أتيا إلى هذه المنطقة، وزارا زوجين مسنين ، هما فليمون وزوجته بوسيس ، مما جعل الجموع تظن في الرسولين هذا الظن
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ع عُدَّو عدَّو و

وبعد ذلك “أتي يهود من أنطاكية وإيقونية ، وأقنعوا الجموع ، فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين أنه قد مات ، ولكن إذ أحاط به التلاميذ ، قام ودخل المدينة” . والأرجح أن هذه الزيارة هي التي تجدد فيها تيموثاوس ، وساعد – بلا شك في تثبيت الكنيسة الناشئة هناك ( 2تي 3 : 10 و 11 ) . ثم غادرها بولس وبرنابا إلى دربة ، ولكن في أثناء عودتهما زارا لسترة مرة أخرى ( أع 14 : 19-23
).

وفي رحلته التبشيرية الثانية ، اجتاز الرسول بولس سورية وكيليكية وزار الكنائس في دربة ولسترة ( حوالي 50م – أع 15 : 41-16 : 2 ) . كما يبدو أن الرسول زار لسترة مرة أخرى في رحلته التبشيرية الثالثة

(
حوالي 52م – أع 18 : 23
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي