عَلَّم – معلَّم – تعليم

 

(
أولاً) – في العهد القديم

(I)  
الكلمات المستخدمة : هناك اثنتا عشرة كلمة عبرية تفيد معنى ” علَّم ” مشتقاتها ، وأهم
    
هذه الكلمات هي
:

(1) “
ياد
” (yada) 
ومشتقاتها ، وقد وردت في العهد القديم أكثر من 940 مرة ترجمت في
      
غالبيتها العظمى إلى ” علَّم ” ومشتقاتها (انظر مثلاً تث 4 : 9 ، قض 8 : 16 ، 2 أخ 23 : 3 ، عز 7 : 25 ، أي 37 : 19 ، مز 90 : 12 ، أم 9 : 9 إش 40 : 13 … إلخ) ، كما ترجمت أيضاً إلى ” يُعِّرف ” (انظر مثلاً مز 51 : 6 ، 143 : 8
) .

(2) “
لاماد
” (lamad)
ومشتقاتها ، وقد وردت في العهد القديم أكثر من 85 مرة ، وترجمت أيضاً في غالبيتها إلى ” علَّم ” ومشتقاتها (أنظر مثلاً تث 4 : 1 و 5 و 10 و 14 ، 5 : 13 … قض 3 : 2 ، 2 صم 1 : 18 … إلخ
) .

(3) “
يارا
” (yara)
ومشتقاتها ، وقد وردت في العهد القديم أكثر من 70 مرة ، وترجمت في غالبيتها إلى ” علَّم ” ومشتقاتها (أنظر مثلاً خر 4 : 12 ، 24 : 12 ، 35 : 4 ، لا 10 : 11 … إلخ
) .

(
ب) الله هو المعلم : فالله هو المعلم الذي ليس له نظير أو مثيل (أي 36 : 22) ، فهو الذي ” يعلِّم معرفة ” (أي 21: 22) وليس ثمة من ” يعلِّمه ” (إش 40: 13و14) ، بل بالحرى هو ” مؤدب الأمم … المعلم الإنسان معرفة ” (مز 94 :10) . وهو الذي يعلِّم الفلاح فنون الزراعة (إش 28 : 24-26) . وقد علِّم موسى وهارون ماذا يقولان وماذا يفعلان (خر 4 : 12 و 15) . وهو الذي أعطى موسى الشريعة لتعليم بني إسرائيل (خر 24 : 12) . وقد وعد أن يعلم الملوك من نسل داود عهده وشهاداته ليحفظوها (مز 132 : 12) . كما قال لشعبه القديم : ” أنا الرب إلهك معلمك لتنتفع . وأمشِّيك في طريق تسلك فيه ” (إش 48 : 17) . ورغم ذلك ، يقول الرب عنهم : “قد حولوا لى القفا لا الوجه وقد علمتهم مبكراً ومعلماً ولكنهم لم يسمعوا ليقبلوا أدباً ” (إرميا 32 : 33) . ولكن في آخر الايام ستقول شعوب كثيرة هلم نصعد إلى جبل الرب … فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله ” (إش 2 : 3 ، ميخا 4 : 2 ، أنظر أيضاً إش 30 : 20 ، 54 : 13
) .

 
والله يعلِّم الأفراد كما يعلِّم الأمم ، فهو ” يعلِّم الخطاة الطريق . يدرب الودعاء في الحق ،
  
ويعلِّم الودعاء في الحق ، ويعلم الودعاء طرقه ” (مز 25 : 8 و 9) . ويقول المرنم للرب : ” اللهم قد علمتني منذ صباي ” (مز 71 : 17) . ويقول الرب : ” أعلِّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها ” (مز 32 : 8) . و ” طوبى للرجل الذي تؤدبه يا رب وتعلِّمه من شريعتك ، لتريحه من أيام الشر ” (مز 94 : 12) . وهو يعلم خائفيه ” طريقاً يختاره ” (مز 25 : 12) . ويقول المرنم : ” تنبع شفتاي تسبيحاً إذ علِّمتنى فرائضك ” (مز 119 : 171) . وبسبب هذا التعليم ، لم يمل عن أحكام الله (مز 119 : 102) . ويلتمس من الله أن يعلمه فرائضه لأنه في حاجة دائمة إلى هذا التعليم (انظر مز 119 : 12 و 64 و 68 و124 135) ، وأن يعلمه ” ذوقاً صالحاً ومعرفة ” ( مز 119 : 66) ، وأن يعمل رضاه (مز 143 : 10
) .

(
جـ) الإنسان كمعلم : فقد علِّم موسى بنى إسرائيل جميع الوصايا والفرائض والأحكام التي أمره الرب بها (تث 4 : 1 و 5 و 14 ، 5 : 31 ، 6 : 1 …) وكان على الأباء – بدورهم أن يعلموها لأولادهم (تث 4 : 10 ، 11 : 19) . وكان على اللاويين أن يعلموا بني إسرائيل جميع الفرائض والأحكام والشرائع (لا 10 : 11 ، تث 33 : 10) . كما كان الكهنة يعتبرون معلمين للشعب (2 أخ 15 : 3 ، ملاخي 2 : 6و7
) .

    
وقد أمر الرب موسى أن يكتب النشيد ويعلم بني إسرائيل إياه (تث 31 : 19 و 22) . وعلَّم داود بيى يهوذا مرثاته لشاول ويوناثان (2 صم 1 : 18- انظر إرميا 9 : 20 ، وعنوان مزمور 60) . وكان على كل القضاة أيضاً أن ، يعلموا الشعب حسب الشريعة (تث 17 : 10 و 11) وقد وعد صموئيل النبي الشعب ، عند إقامة شاول ملكاً ، أن يظل يعلمهم : ” الطريق الصالح المستقيم (1 صم 12 : 23) . وأمر يهوشافاط الملك اللاويين أن يعلِّموا الشعب الشريعة في جميع مدن يهوذا (2 أخ 17 : 7 و 9) . بينما هيأ عزرا الكتاب قلبه لطلب شريعة الرب والعمل بها وتعليمها للشعب (عز 7 : 10) . وأمر ملك أشور أن يرسلوا واحداً من الكهنة – الذين سباهم – إلى مدن السامرة ” ليعلمهم قضاء إله الأرض ” (2 مل 17 : 27 و 28
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس الكنيسة القبطية عهد جديد رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 03

    
ويقول داود : ” هلم أيها إستمعوا إلى فأعلمكم محافة الرب ” (مز 34 ك 11) . وبعد أن أخطأ وإعترف بخطيته يقول الرب : ” رد لى بهجة خلاصك ، وبروح منتدبة أعضدنى ، فأعلم الأثمة طرقك والخطاة إلىك يرجعون ” (مز 51 : 12 و 13
) .

وقد “علم (الجامعة) الشعب علماً ووزن وبحث وأتقن أمثالاً كثيرة ” (جا 12 : 9) . وقال بلدد الشوحي لأيوب : ” إسأل القرون الأولى وتأكد مباحث آبائهم .. فهلا يعلمونك ” (أي 8 : 8-10) ، بل إت ايوب يقول إن البهائم وطيور السماء والأرض وسمك البحر ، يمكن أن يتعلم منها الإنسان (أي 12 : 7 و 8 ، انظر أيضاً أم 6 : 6) . ويقول لأصحابه : ” إنىأعلمكم بيد الله ” (أي 27 : 11) . ويقول إرميا إنه عندما يقطع الرب مع شعبه القديم عهداً جديداً ، ” لا يعلمون بعد كل واحد صاحبه ، وكل واحد أخاه قائلين إعرفوا الرب لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم ” (إرميا 31 : 31-34 ، أنظر أيضاً عب 6 : 11 ، إش 54 : 13
) .

ويمكن تعليم الشر مثل تعليم الخير ، فقد أمر الرب بتحريم مدن الأمم الوثنية ، ” لكي لا يعلموا كم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم ، فتخطئوا إلى الرب إلهكم ” (تث 20 : 18) . وأنذر الله بالدينونة للنبي ” الذي يعلم بالكذب ” (إش 9 : 15) ، وللكهنة الذين يعلمون كمعاً في الأجرة (ميخا 3 : 11) . ويسخر من عبدة الأوثان قائلاً ” ويل للقائل للعود إستيقظ ، وللبحر الأصم إنتبه . أهو يعلم ؟ ” (حب 2 : 19
) .

(
د) التعليم : كان التعليم يتم أساساً في البيت (تث 4 : 10 ، 11 : 19) . وكانت المسئولية في ذلك تقع على الأبوين (أم 4 : 4 و 11 ، 31 : 1 ، نش 8 : 2) . كما كان يشترك في ذلك قادة الأمة والكهنة والأنبياء والحكماء (الرجا الرجوع إلى مادة ” مدرسة

   
ثانياً – في العهد الجديد
:

        
توجد بضع كلمات يونانية تؤدى معنى ” علَّم ” ولكن أهمها وأكثرها استخداماً هي كلمة “ديداسكو
” (didasko) 
ومشتقاتها
.

(1)
الله هو المعلم : يقول الرسول بولس إنه يتكلم ” لا بأقوال تعلِّمها حكمة إنسانية ، بل بما يعلمه الروح القدس ” (1 كو 2 : 13) . ويقول للتسالونيكيين : ” وأما المحبة الأخوية فلا حاجة لكم أن أكتب إليكم عنها ، لأنكم أنفسكم متعلمون من الله أن يحب بعضكم بعضاً ” (1 تس 4 : 9) . وقد أوصى الرب يسوع تلاميذه قائلاً : ” فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون ، لأن الروح القدس يعلِّمكم في تلك الساعة ما يجب أن تقولوه ” (لو 12 : 12) . كما قال لهم : إن المعزى – الروح القدس
– 
الذي سيرسله الآب باسمي ، فهو يعلِّمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم ” (يو 14 : 26) . فمسحة الروح هي المعلم المصاحب للمؤمن ، فلا حاجة به لأن يعلمه أحد كما تعلمه هذه المسحة عينها عن كل شيء (1 يو 2 : 27
) .

(2)
الرب يسوع المسيح كمعلِّم

لقد كانت حدمة الرب يسوع المسيح – في أثناء حياته على الأرض – هي خدمة التعليم ، سواء للجموع التي احتشدت حوله ، أو لتلاميذه ، وسواء في المجامع أو الأماكن العامة ، أو على مسامع القادة الدينيين (لو 5 : 17) . وكان تأثيره بالغاً على سامعيه حتى بهتوا من تعليمه ، ” لأنه كان يعلِّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة ” (مت 7 : 28 و 29 ، 13 : 34 ، 22 : 33 ، مرقس 1 : 22 ، 6 : 2 ، 11 : 18 ، انظر أيضاً لو 4 : 32) . وقد أكد الرب يسوع أنه يتكلم بما علمه أبوه (يو 8 : 28) ، وأن تعليمه ليس له بل من الآب (يو 7 : 16 و17) . وكان كثيراً ما يتكلم بأمثال (مر 4 : 2
) .

  
وقد اعترف نيقوديموس بالرب يسوع المسيح ، قائلاً : ” يا معلم أنك قد أتيت من الله معلِّماً ” بناء على ما شاهده من الآيات التي صنعها المسيح (يو 3 : 2) . كما سأله رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب قائلين : ” بأي سلطان تفعل هذا ، ومن أعطاك هذا السلطان ؟ ” (مت 21 : 23 ، أنظر أيضاً يو 18 : 19) . ” بل إن أعداءه اعترفوا جهاراً بأنه يعلِّم طريق الله دون مبالاة بأحد بل بالحق ” (مرقس 12 : 14 ، لو 20 : 21 ، مت 22 : 16) . وقد بُهت الجميع من
 
تعليمه كما سبق القول ، وتساءلوا ” ما هذا ؟ ماهو هذا التعليم الجديد ؟ ” (مر 1 : 27) . وفي خدمته الأولى في الجليل ” كان يعلِّم في مجامعهم ممجداً ” من الجميع “( لو 4: 15 ) . وفي الأيام الأحيرة من خدمته ، ” كان يعلِّم كل يوم في الهيكل ” ( لو 19: 47، 20: 1- انظر أيضاً مرقس 14: 49، يو 18: 20
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد قديم سفر المزامير خادم المسيح 48

وقد كسبت شهرة المسيح كمعلم الإحترام والتقدير حتى أطلقوا عليه كلمة “ربي” أو “ربوني” ( أي يا معلم أو يا سيد – ارجع إلى مادة “ربوني
” 
، وهو لقب لم يكن يحظي به سوى عظماء المعلمين المبرزين ، وذلك من تلاميذه ( مرقس 9: 5، 11: 21، يو1: 49) ، ومن سامعيه (مرقس 12: 14، يو 3: 2) ، بل ومن أعدائه ( لو 10: 25، 11: 45، 19: 39، 20: 28) . وقد تقبل المسيح هذا اللقب باعتباره معبِّراً عن موقعه منهم كالمعلم وهم التلاميذ ( يو 3: 13، لو 6: 40، مت 10: 24, 25
) .

وكان تعليم المسيح يدور حول الملكوت (مت 5: 2، 9: 35) . وقد وصف لوقا بانجيله بأنه : “عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلِّم به ” (أع 1: 1). ومن بين الدروس الكثيرة التي علمها المسيح لتلاميذه ،ذكر البشيرون البعض منها مثل الموعظة على الجبل (مت 5-7) ،والصلاة التي علمها لتلاميذه (لو 11: 1) ، ورفضه وصلبه وقيامته (مرقس 8: 31، 9: 31)، ومجيئه ثانية (مت 24، 25، مرقس 13، لو 17: 20-37، 21
) .

(3)
الرسل كمعلمين: أرسل الرب يسوع -في أثناء خدمته على الأرض -تلاميذه ليعلموا الشعب (مرقس 6: 30) . وبعد قيامته من الأموات ، أمرهم أن يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم ويعلموا أن يحفظوا جميع ما أوصاهم به ( مت
  28: 19, 20).
وبعد يوم الخمسين ، بدأ الرسل في تعليم الشعب والكرازة لهم بقيامة يسوع من الأموات (أع 4: 2) .وقد أمر رؤساء اليهود الرسولين بطرس ويوحنا ” ألا يعلما باسم يسوع” ( أع 4: 18)، ولكنهما واصلا كرازتهما حتى في الهيكل نفسه ( أع 5: 21 و24و25) . ورغم التهديد الشديد ، واصل الرسل كرازتهم “في الهيكل وفي البيوت معلمين ومبشرين بيسوع المسيح ” (أع 5: 42) حتي ملأوا أورشليم بتعليمهم (أع 5: 28
) .

وقد ظل بولس وبرنابا يعلِّمان سنة كاملة في الكنيسة في أنطاكية (أع 11: 26) .وقد اندهش الوإلى سرجيوس بولس-والي جزيرة قبرس – من تعليم الرسول بولس عن الرب (أع 13: 12). وعندما سمع الفلاسفة الآثينيون الرسول بولس ، أحضروه إلى أريوس باغوس ليحدثهم عن هذا التعليم الجديد ( أع 17: 16-19) .وأقام الرسول بولس في كورنثوس “سنة وستة أشهر يعلم بينهم بكلمة الله” ( أع 18
:  11) .
وعند توديعه لشيوخ الكنيسة في أفسس ، ذكَّرهم بأنه لم يؤخر شيئاً من الفوائد إلا وأخبرهم وعلمهم به جهراً وفي كل بيت ( أع 20: 20) . كما أن أبلوس كان يتكلم في أفسس و”يعلّم بتدقيق ما يختص بالرب” (أع 18: 25). وقد هاجم إليهود الرسول بولس لأنه “يعلم الجميع في كل مكان ضداً للشعب والناموس” (أع 21: 28
).

(4)
المعلمون في الكنيسة: يذكر الرسول بولس مراراً أن الرب جعله “كارزاً ورسولاً .. معلماً للأمم في الإيمان والحق” ( 1تي 2: 7، 2تي 1: 11)، كما يشير إلى تعليمه (2 تي 3: 10، 1كو 4: 17) .ويقول إن “الإنجيل الذي بشرت به ، إنه ليس بحسب إنسان ، لأني لم أقبله من عند إنسان ، ولا علمته ، بل بإعلان يسوع المسيح ” (غل 1: 11, 12). كما يبين هدفه من الكرازة بالمسيح بالقول : “منذرين كل إنسان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة، لكي نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع ” (كو 1: 28
) .

ومن بين المواهب التي يمنحها الرب يسوع المقام من الأموات للكنيسة ، أنه “أعطى البعض أن يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح “أي الكنيسة (أف 4: 11, 12
) . 

وكان المعلم في الكنيسة يقوم بخدمته بناء على تعيين إلهي وتأهيل من الروح القدس (1 كو 12: 28). ويجب على كل من وضع عليه الرب مسئولية التعليم في الكنيسة أن يلتزم بخدمته بكل أمانة ومثابرة (رو 12: 7، 1تي 4: 11, 13, 16) بالتعليم الصحيح (تي 2: 1) في إيمان ومحبة وصبر (تي 2: 2) .والذين يقومون بهذه الخدمة يجب أن “يُحسبوا أهلاً لكرامة مضاعفة (1 تي 5: 17) .وعلى المتعلم أن يشارك “المعلَّم في جميع الخيرات” (غل 6: 6) . وخادم الرب “لا يجب أن يخاصم بل يكون مترفقاً بالجميع صالحاً للتعليم صبوراً على المشقات ، مؤدبا بوداعة المقاومين” (2 تي 2: 24, 25) .وغير مسموح للمرأة أن تعلم الرجال في الكنيسة (1 تي 2: 12، انظر أيضاً 1 كو 14: 34) .ولكن على العجائز أن يكن “في سيرة تليق بالقداسة
”  …
لكي ويعلمن و” ينصحن الحدثات ” (2 تي 2: 3-5
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد إنجيل متى 27

(5)
التعليم في الكنيسة: يشير العهد الجديد إلى ” الكلمة الصادقة ” “والتعليم الصحيح” (تي 2: 7، 1: 9)، الذي سُلِّم للكنيسة (رو 6: 17، 16: 17، أف 4: 21، كو 2: 7، تس 2: 15، 2 تي 2: 2، يهوذا 3) .وكان المؤمنون الأوائل في الكنيسة في أورشليم ” يواظبون على تعليم الرسل ” (أع 2: 42) وكان هذا التعليم يشمل أسفار العهد القديم ، الذي يقول عنه الرسول بولس إنه كُتب لأجل تعليمنا (رو 15: 4) ، وأنه نافع “للتعليم” (2 تي 3: 16، انظر أيضاً 1 تي 1: 8-10) .والتعليم المسيحي هو وحده (ا تي 1: 3) الذي يجب أن يُودع لأناس ” أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضاً ( 2 تي 2: 2). فكان يجب أن يكون الأسقف أو الشيخ ” صالحاً للتعليم” (1 تي 3: 2)، ملازماً للكلمة الصادقة التي بحسب التعليم لكي يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ” (تي 1: 9) ، مطيعاً من القلب لصورة التعليم التي تسلمها ليتحرر من العبودية للخطية ويصبح عبداً للبر (رو 6: 17, 18). وهذا التعليم الصحيح “يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى ” ( 1 تي 6: 3)، ليكون “خادماً صالحاً ليسوع المسيح متربياً بكلام الإيمان والتعليم الحسن ” (1 تي 4: 6
) .

ويقول الرب يسوع إن ” من عمل وعلَّم ،فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السموات ” (مت 5: 19). وقد وبخ الرب يسوع الكتبة والفريسيين لأنهم يعبدون الله باطلاً “وهم يعلِّمون تعاليم هي وصايا الناس ” ( مت 15: 9، مرقس 7: 7، انظر إش 29: 13). ويحذر الرسول يعقوب قائلاً : “لا تكونوا معلمين كثيرين” (يع 3: 1) لأن ذلك يتضمن مسئولية أعظم
.

(6)
التعليم الكاذب : كان يوجد في الكنيسة إليهودية من يعلِّمون بوجوب الختان للخلاص ، وهو التعليم الذي شجبه الرسل والمشايخ وكل الكنيسة الذين اجتمعوا في الكنيسة في أورشليم ( أع 15: 1-29) . ويحذر الرسول بولس من الخضوع “لوصايا وتعاليم الناس التي لها حكاية حكمة بعبادة نافلة ” (كو 3: 20- 23) . ويحذر تلميذه تيموثاوس قائلاً : “إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مُضِلَّة وتعاليم شياطين ” (1 تي 4: 1) ، بينما يجمع آخرون “لهم معلمين مستحكة مسامعهم فيصرفون مسامعهم عن الحق وينحرفون إلى الخرافات ” (2 تي 4: 3, 4
) .

ويقول الرسول بطرس إنه سيقوم في الكنيسة : “معلمون كذبة الذين يدسون بدع هلاك .. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم .. وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة” (2 بط 2: 1-3
) .

ويحذر الرسول بولس شيوخ الكنيسة في أفسس قائلاً : “احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه .لأني أعلم هذا أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية . ومنكم أنتم سيقوم رجال يتكلمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم ” (أع 20: 28-30
) .

ويوصي الرسول بولس تيموثاوس أن يتجنب الذين يعلمون تعليماً آخر “لا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح ” (1 تي 6: 3-5) .كما يقول إنه “يجب سد أفواه الذين يتكلمون بالباطل ، لأنهم “يقلبون بيوتاً بجملتها معلمين ما لا يجب من أجل الربح القبيح” (تي 1: 10, 11) .كما يحذره من التهوديين الذين “يريدون أن يكونوا معلمي الناموس وهم لا يفهمون ما يقولون ولا ما يقررونه” (1 تي 1: 7). كما يوصي كنيسة أفسس بالنمو في ” الإيمان ومعرفة ابن الله . إلى إنسان كامل . إلى قياس قامة ملء المسيح . كي لا نكون في ما بعد أطفالاً مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر إلى مكيدة الضلال ” (أف 4: 13, 14
) .

ويحذر كاتب الرسالة إلى العبرانيين المؤمنين قائلاً : “لا تساقوا بتعاليم متنوعة وغريبة ” (عب 13: 9) . ويكتب الرسول يوحنا : “إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم (الصحيح )، فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام . لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة” (2 يو 10, 11
) .

ويوجه الرب اللوم للكنيسة التي في برغامس لأن فيها ” قوماً متمسكين بتعاليم بلعام ” ، كما كان هناك “قوم متمسكين بتعاليم النقولاويين الذي أبغضه ” (رؤ 2: 12, 14, 15). بينما يوبخ الكنيسة التي في ثياتيرا لأنها “تسيب المرأة إيزابل .. حتى تعلم وتغوي عبيدي” ( رؤ 2: 20-24
) .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي