ورث – وراثة – ميراث

 

ورث فلان فلانا ، ومنه وعنه ، صار إليه ماله بعد موته. فهو وارث ، وهى وارثة ، والجمع ورثة . والميراث والإرث والتراث : ما وُرث
.

وترد الكلمة ومشتقاتها كثيراً فى العهد القديم فى الإشارة إلى امتلاك الأرض وغيرها خلفا عن سلف من الآباء إلى الأبناء . وبينما كل الأرض هى لله ( خر 19 : 5 ، تث 10 : 14 ) فهو خالقها ، لكنه أعطاها للإنسان ليزرعها وينعم بثمارها ( مز 115 : 16
) .

(
أ ) الوراثة فى العهد القديم
:

كان الميراث يشمل الأرض وسائر الممتلكات الشخصية مثل القطعان وأمتعة البيت والعبيد والجوارى ، بل والزوجات أحيانا . وحيث أن الأرض كانت أرض الله وهو الذى أعطاها للإنسان ليعملها ، كان الإنسان مجرد وكيل لله عليها ، لذلك لم تكن الأرض تباع البتة ( لا 25 : 23 ) . وإذا بيعت ، كان ذلك لوقت محدد ، إذ كانت ترجع لمالكها الأصلى فى سنة اليوبيل ( لا 25 : 25 -34 ) . وكان الاستثناء من ذلك المسكن فى مدينة مسورة ، الذى كان إذا لم يُفك قبل أن تكمل له سنة كاملة ، وجب البيت لشاريه ” فلا يخرج فى اليوبيل ” ( لا 25 : 29 و 30 ) ” أما بيوت مدن اللاويين فيكون لها فكاك مؤبد للاويين . أما حقول المسارح لمدنهم ، فلا تباع لزنها ملك دهرى لهم ” ( لا 25 : 32 – 34
) .

وكان للابن البكر نصيب اثنين من ميراث أبيه ( تث 21 : 17 ) ، ويقسم الباقى بالتساوى بين باقى الأبناء . وكان يمكن للأب أن يتصرف فى ممتلكاته للأبناء كما يرى ، فى أثناء حياته ( تك 24 : 35 و 36 ، 25 : 5 و 6 ) . وبينما كان لا يحق للأب أن يحرم ابنه البكر من حقوقه ( تث 21 : 15 – 17 ) ، كان فى إمكانه أن يفعل ذلك متى أساء الابن البكر إلى الأب ( 1 أخ 5 : 1 ) . وكان نقل حق البكورية من البكر إلى ابن آخر ، استثناء يمثل حق الله فى الاختيار كما فى حالة : إسماعيل واسحق – تك 21 : 10 و 12 ، وحالة : عيسو ويعقوب – تك 27 : 37 مع ملاخى 1 : 2 و 3 ، رومية 9 : 13 ، وحالة : رأوبين ويوسف – 1 أخ 5 : 1 مع تك 49 : 22 – 26 ، وأدونيا وسليمان – 1 مل 1 : 5 – 45 مع 1 أخ 22 : 9 و 10
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر التثنية 29

ولم يكن للابنة حق الميراث إلا استثناء ( كما فى حالة بنات أيوب – أى 42 : 15 ) . ولكن بعد أن مات صلفحاد بن حافر بن جلعاد ، تقدمت بناته الخمس – ولم يكن لهن إخوة بنون – إلى موسى مطالبات بميراث أبيهن ، ” فقدم موسى دعواهن أمام الرب ” . وكان أمر الرب لموسى أنه فى مثل هذه الحالة ، يُعطى ميراث الأب لبناته ( عد 27 : 1 – 11 ) ، ولكن على شرط زن يتزوجن من سبط أبيهن حتى لا يتحول نصيب سبط إلى سبط آخر ( عد 36 : 5 – 9
) .

وإذا لم يكن للمتوفى أبناء أو بنات ، كان يعطى ملكه ” لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه ” (عد 27 :9 و10
) .

أما الأرملة فلم يكن لها حق فى تركة زوجها ، ولكن إذا كانت بلا أبناء ، فكان على أخى الزوج – أو الولى القريب – أن يتزوجها ويقيم نسلاً على اسم المتوفى ( تث 25 : 5 – 10 ، راعوث 3 : 12 و 13 ، 4 : 1 – 8
) .

وكان الرب نفسه هو نصيب الرجل البار ( مز 16 : 5 و 16 ، 73 : 26 ، مراثي 3 : 54 ) . كما كان بصورة خاصة نصيب اللاويين الذين لم يكن لهم نصيب مثل باقى الأسباط ( تث 10 : 9 ) . وكان يُعتبر الناموس نفسه ( تث 33 : 4 و مز 119 : 111 ) ، والأبناء ، ميراثاً من الــــرب ( مز 127 : 3 ) . كما أن للإنسان الشرير نصيب من ” عند الله وميراث أمره من القدير ” ( أي 20 : 29 ) . وكانت أورشليم والهيكل يعتبران ميراثا للرب ( مز 97 : 1 ، إرميا 12 : 7
) .

(
ب ) الوراثة فى العهد الجديد
:

ترد الكلمة ومشتقاتها نحو 54 مرة فى العهد الجديد ، وبخاصة فى الأناجيل الثلاثة الأولى ، وفى رسائل الرسول بولس وبخاصة فى الرسالة إلى المؤمنين فى غلاطية ، وفى الرسالة إلى العبرانيين
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ص صانع السلام م

وتستعمل الكلمة فى معناها المألوف ( لو 12 : 13 ) ، وفى إشارة إلى استخدامها فى العهد القديم عن أرض الموعد ( أع 7 : 5 ، عب 11 : 8 ) ، ولكن المفهوم فى العهد الجديد ، تجاوز هذا الاستعمال فى ناحيتين
:

(1)
أن المسيح هو الابن وهو الوارث ،

(2)
أن الميراث هو الملكوت الذى سيقيمه المسيح . ونجد كلا المفهومين فى مثل الكرامين ( مت 21 : 33 – 46 ، مرقس 21 : 1 – 2 ، لو 20 : 9 – 19 ) ، حيث نرى أن الرب يسوع هو الوارث لأنه هو الابن ( مرقس 12 : 6 و 7 ، ارجع أيضاً إلى عب 1 : 2 ) والميراث هو الملكوت ( مت 21 : 43
) .

وليس المسيح هو الابن والوارث فحسب ، بل أصبح المؤمنون بالمسيح أبناء وورثة ( رو 8 : 17 ، غل 4 : 7 ) . وهذا المفهوم للميراث عند الرسول بولس ، لا يقوم على أساس المفهوم العبرى ، بل الحرى على أساس المفهوم الرومانى للميراث حيث كان لجميع الأبناء الحق الواحد فى الميراث . وكما كان القانون الرومانى يعتبر أن الموصى يعيش فى ورثته ، هكذا المسيح يعيش فى المؤمنين ، الذين يقوم حقهم فى الميراث على أساس أنهم وارثون مع المسيح ، إذ صاروا أبناء بالإيمان بالمسيح ( يو 1 : 12 ، رو 8 : 17 ) . وبينما يسكن الروح القدس الآن فى المؤمنين كعربون الميراث ( أف 1 : 11 ) ، فإن الميراث نفسه ميراث أبدى محفوظ لهم فى السموات لأجلهم (1 كو 6 : 9 و 10 ، غل 5 : 21 ، أف 5 : 5 ، يع 2 : 5 ، 1 بط 1 : 3و4 ) وسيدخل إليه المؤمنون بالمسيح بعد القيامة ( عب 9 : 15)، وهو ” ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل ” ، والمؤمنون أنفسهم ” محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يُعلن فى الزمان الأخير ” ( 1 بط 1 : 4 و 5
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس يسوعية كاثوليكية عهد قديم سفر عزرا 03

وهذا الميراث يتضمن : البركة ( 1 بط 3 : 9 ) ، والخلاص ( عب 1 : 14 ، والحياة الأبدية ( مت 19 : 29 ) ، والمجد ( رو 8 : 17 و 18 ، وعدم الفساد ( 1 كو 15 : 50 – 57 مع 1 بط 1 : 4 ) فى حياة القيامة التى سينعم بها المؤمنون بالمسيح ، والتى سيملكون فيها مع المسيح . كما أن ميراث هؤلاء المؤمنين يشمل المدينة السماوية ، فى سموات جديدة وأرض جديدة ( ب 11 : 10 و 16 و 12 : 22 – 24 ، رؤ 21 : 1 – 8
) .

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي