قضاء

 

أولاً – الله القاضي” الله هو القاضي الأعلى، فهو ديَّان كل الأرض (تك 18 :25، مز 94 :2، رو 3 :6، انظر أيضاً جا 5 :8) وحق الله في القضاء يقوم أساسا على ثلاث صفات إلهية:(1)- عدل الله المطلق (مز 9 :8، 96 :13، 98 :2و9). (2)- علم الله غير المحدود بأسرار وخبايا حياة الناس (أي 34 :21-28، مز 139 :1- 16 ، رو 2 :16)( 3) – سلطان الله الذي لا يقاوم في منح المكافآت أو توقيع العقاب (مز 11 :5و6، رو 2: 1-16
).

فالله يجلس على عرشه قاضياً عادلاً (مز 9 :4 و7و8، 89 :14، 97 :2) وهو منزة عن الخطأ” ولا جور فيه”، فمن المستحيل أن يخطيء في قضائه (تك 18 :25، تث 4:32،أي8: 3 ،34: 10و12، رو 3 :5)، فهو دائماً يجازي” كل واحد حسب أعماله (رو 2 :6 ، رؤ 20 :12) فأحكامه لا تشوبها أخطاء البشر من المحاباة (رو2 :11، 1بط 1 :17) ولا يأخذ بالمظاهر الخادعة (1صم 16 :7، يو 7 :24)، ولا يحكم حسب الجسد (يو 8 :15) ولا يأخذ رشوة (2 أخ 19 :7) لذلك فإن مشيئة الله، لا الإنسان هي المعيار لكل حكم
.

ومع أن الشرير قد يبدو أنه ينجو بعض الوقت من قضاء الله العادل (مز 73:10) مستهيناً بغني لطفه وامهاله (رو 2 :3و4، أع 14 :16 ،17)، إلا أن هناك يوماً عصيباً محدداً في خطة الله (رو 2 :1-16) لدينونة كل الناس (مت 11 :22-24، 25 :31-46 ، أع 17 :31، 2بط 2 :9، 3 :7، رؤ 20 :11-15
).

ويمكننا رؤية أمثلة من القضاء الإلهي، في بعض الأحداث
:

(1)-
الحكم الذي صدر على آدم وحواء، ومن ثم على كل الجنس البشري، في جنة عدن (تك 3، رو 5 :12
)

(2)-
اهلاك العالم القديم بالطوفان (تك 6- 8 ، لو17 :26و27، 2بط 2 :5، 3 :5و6
)

(3)-
تدمير سدوم وعمورة (تك 19، لو17 :28-30، 2بط2 :6
)

(4)-
إهلاك جيش فرعون في البحر الأحمر (خر 14
)

(5)-
التأديبات التي أوقعها على بني إسرائيل في البرية (عد 16،14،25) وفي أوقات عديدة على مدى تاريخهم
.

(6)-
ادانة الله لإسرائيل لرفضهم المسيا (لو 21 :20-24، 1 تس 2 :14-16
)

(7)-
الدينونة النهائية لكل من يرفضون الرب يسوع المسيح (يو 3 :36، 5 :24، 2تس 1 :8،9، عب 10 :26-31،12 :25، 2بط1-10 ،3 :7
)

ثانيا – النظام القضائي عند الشعب القديم
:

يمكننا ان نرى بوضوح المراحل التالية للنظام القضائي في تاريخ الشعب القديم
:

(
أ)- مرحلة الآباء: كانت سلطة القضاء في يد رأس العائلة- إلى حد بعيد- في أثناء هذه المرحلة (تك 21، 22،38 :24 ). فمع أن شريعة الله لم تكن قد أعلنت بعد ( وهو ما حدث في جبل سيناء)، إلا أن الآباء كانوا يدركون مضمونها بناء على معرفتهم بالله ومقاصده من جهة الشر (رو 1 :18-23) لأن شريعة الله مكتوبة في قلوب الناس (رو 2 :14و15) وكذلك من بعض الشرائع التي كان الله قد سبق أن أعطاها للإنسان (مثلاً تك 9 :5و6) وهكذا أصبح رأس العائلة هو أداة الله في نقل مفاهيم البر والعدل من جيل إلى جيل (تك 18 :19) ومن وراء كل ذلك كان الادراك الكامن بأن” ديَّان كل الأرض” لابد أن يصنع عدلاً (تك 18 :25
).

(
ب)- الفترة المبكرة من حياة موسى
:

(
كان موسى بحكم معرفته الواسعة بشئون العالم (أع 7 :21و22) مؤهلاً للقيام بعلم القاضي وهو ما مارسه فعلاً كقائد لشعب الله الذي أخرجه من مصر، بل وهو في مصر، تحداه أحد إخوته قائلاً: “من جعلك رئيساً وقاضياً عليناً؟” (خر2 :11-15 انظر أيضاً أع 7 :23-28و35). إلا أن خروج بني إسرائيل من مصر استوجب وجود سلطة تحكم في قضاياهم ومنازعاتهم، وقد قام موسى بذلك خير قيام إذ اعترف به بنو إسرائيل كالوسيط بينهم والله (خر 20: 18 -21) فكان يجلس وحده وجميع الشعب واقف عنده من الصباح إلى المساء للحكم بينهم وتعريفهم بشرائع الله وفرائضه (خر 18 :13-15، عد 9 :8،27 :5) وهكذا كان يقوم بالقضاء في إسرائيل من يمثل عدالة الله على الأرض (أنظر خر 21 :6، 2أخ 19 :6، مز 82 :1 و6، يو 10 :34
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ق قولات مسيحانيّة ة

(
ج)- نصيحة يثرون لموسى: عندما رأى يثرون فداحة العبء الذي يحمله موسى على عاتقه، في القضاء لكل الشعب، قدم له نصيحة حكيمة (خر 18 :17-26) وكانت عناصرها الأساسية هي : (1)- إقامة قضاة من مستويات متصاعدة. (2)- محكمة عليا ممثلة في موسى نفسه. (3)- اتاحة الفرصة “لجميع أفراد الشعب” للتقدم للقضاء “في كل حين”. (4)- برنامج تعليمي “للفرائض والشرائع والطريق الذي يسلكونه والعمل الذي يعملونه”. (5)- المواصفات التي يجب توفرها فيمن يقيمهم قضاة. وأدرك موسى على التو الحكمة في اقتراحات يثرون ،قطبقها على النظام القضائي للشعب
.

(
د)- شريعة شيناء: نظمت شريعة سيناء ونفحت الاقتراحات التي قدمها يثرون
:

(1)-
بتحديدها – بشكل أدق – مواصفات القضاة (تث 1 :13-18، 16 :18-20). (2)- باختيار اللاويين حراساً ومفسرين للشريعة (تث 17 :8-13، 18-20). (3)- باعطاء مبادىء محددة لارشاد القضاة في اصدار أحكامهم (تث 19 :15-21، 21 :1-9، 25 :1-3
).

ولكن يلزمنا التنوية بأنه كانت هناك بعض الحالات الخاصة، مثل اشتراك كل جماعة إسرائيل في اصدار الحكم (عد 35 :12 و22-28). وفي تاريخ لاحق استطاعت الجماعة أن تنقض قَسَماً متهوراً صدر في ملكهم (1صم 14 :24-26) فيبدو أنه – في فترات بعد مغادرة بني إسرائيل لسيناء – كان لبعض العوامل التاريخية والسياسية، تأثيرها في نوع العدالة السائدة في حقبة خاصة
.

(
ه)- فترة القضاة: وهي الفترة التي يؤرخ لها سفر القضاة وتُشكَّل فترة انتقالية من حكم موسى ويشوع إلى حكم الملوك. وقد أقام الله – في خلال هذه الفترة- أشخاصاً مؤهلين لقيادة كل إسرائيل أو بعض الأسباط (قض 2 :16-23، 3 :9 و10، 1صم 12 :9-11، 2صم 7 :11) ويمكن ايجاز القول عن هؤلا القضاة في الآتي: (1)- أقامهم الله في أوقات الازمات في تاريخ الشعب (قض 2 :16-23، انظر مز 106 :43-45، أع 13 :20). (2)-كان روح الله هو الذي يمنحهم القوة (قض 3 :10، 13 :25، 14 :19، انظر أيضاً عد 11 :25-29). (3)- ظلوا يشغلون مراكزهم حتى وفاتهم (قض 2 :19، 1 صم 4 :18، 7 :15) . (4)- أبوا أن يؤسسوا حكماً وراثياً على إسرائيل (قض 8 :22و23). (5)- اعتبروا أن عملهم كقضاة يجعلهم مسئولين عن قيادة الشعب روحياً (1 أخ 17 :6، انظر 2 صم 7 :7
).

(
و)- فترتا المملكة المتحدة والمنقسمة: من الصعب القول بأنه كان هناك نظام ثابت للقضاء في الحقبة الممتدة من صموئيل – أخر القضاة – إلى نهاية أزمنة العهد القديم، فكثير من التحذيرات الواردة في شريعة جبل سيناء، ضد الانحراف بالعدالة، قد أُهملت بصورة واضحة في عصور الملوك الأشرار، أو في أوقات الارتداد الديني، وكثيراً ما احتج الانبياء ضد هذا الانحراف (اش 1 :23، 5 :23، 10 :1 و2، عا 5 :12، 6 :12، ميخا 3 :9-11،7 :3
)

ورغم أن صموئيل قام بواجباته كقاض خير قيام، وأقام نظاماً من المحاكم الدورية (1صم 7 :15 و16)، إلا أن ابنيه عوجاً القضاء (8 :1-3) وبذلك دعما رغبة الشعب في تغيير نظام الحكم من نظام القضاة إلى النظام الملكي (8 :4-22، 12 :1-25
).

وبعد أن أصبحت للملوك السلطة المطلقة في القضاء، أقام داود وسليمان محاكم محلية حسب النظام الذي وضعه صموئيل (1 أخ 23 :3و4، 26 :29-32). ومما يذكرلسليمان أنه أدرك حاجته إلى حكمة سماوية ليحكم شعبه (1 مل 3 :9) وسرعان ما تجلت هذه الحكمة في قضية عويصة عرضت عليه (1 مل 3 :16-28) وكان في إمكان أي شخص أن يأتي بدعواه إلى الملك رأساً (2صم 15 :2-4) ولكن بعض الملوك بلغ من شرهم ان انتهكوا العدالة (1 مل 21 :1-16، 2مل 21 :16) وكان من الطبيعي أن يعم الظلم في مثل هذه الأوقات (حب 1 :2-4
).

ويبدو أن يهوشافاط كان أبرز في وضع نظام للقضاء في كل نواحي مملكته (2أخ 19 :4-11) بل من الأرجح أن المحاكم التي أقامها “في كل مدن يهوذا المحصنة، في كل مدينة فمدينة” (2 أخ 19- 5 )، كانت من نوع المحاكم العليا، وأصبحت أورشليم في هذا النظام محكمة عُليا على رأسها” أمريا الكاهن الرأس” (2 أخ 91 :8-11). وهكذا وضع يهوشافاط – إلى حد كبير – نظام القضاء في العهد القديم في صورته النهائية، وهو النظام الذي أدى في النهاية إلى السنهدريم اليهودي في أزمنة العهد الجديد (انظر مثلا ً أع 5 :27-41، 6 :10-15 ، 32 :1-10
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر إشعياء 58

ثالثا: المسيح كقاض أو ديَّان
:

يمكن نلخص الجوانب المختلفة من هذا الموضوع في
:

(1)-
كان كالمسيا يمتلك كل مؤهلات القاضي الحقيقي، كما تنبأ عنه الأنبياء (مز 89 :14،97 :2، إش 11 :1-5) فهو وحده الذي سيأتي بالبر الأبدي (دانيال 9 :24) في عالم يندر أن توجد فيه عدالة (إش 59 :1-21، انظر ايضاً رو 3 :10-18
).

(2)-
المشرَع للقضاء الصحيح: فكان من أول أعمال المسيح – بعد أن بدأ خدمته على الأرض – توضيح المعنى الحقيقي لشريعة الله، وذلك في ما يعرف بالوعظة على الجبل (مت 5 :7) التي صحح فيها التعاليم الزائفة التي أبطل بها معلموا اليهود شريعة الله، لقد كانت خدمة المسيح نفسها دينونة لليهود لتحريفهم شريعة الله (انظر مثلاً 15 :1-20
).

(3)-
لم يدخل المسيح في القضايا بين الناس، فقد أبى أن يحكم في أمور مادية (لو 12 :13و14) بل حتى وهو أمام بيلاطس لم يدافع عن نفسه على أساس أن مملكته ليست من هذا العالم (يو 18 :33-36
).

(4)-
كممحص للقضاة الزائفين: فقد تنبأ ملاخي قائلا: “لأنه مثل نار الممحص، ومثل أشنان القصار، فيجلس ممحصاً ومنقياً للفضة، فينقي بني لاوي ويصفيهم كالذهب والفضة ليكونوا مقربين للرب
تقدمعه بالبر” (ملا 3 :1-6) وقد نطق المسيح بأحكام رهيبة على الفريسيين وسائر قادة اليهود كقضاة زائفين جلسوا على كرسي موسى (مت 23
).

(5)-
لقد أتي لكي يخلص لا ليدين، فقد جاء المسيح إلى العالم ليخلص العالم لا ليدين العالم (يو 3 :16-21، 12 :46 و47). ولكن ليس معنى هذا أن المسيح أبي أن يدين الشر الآن (يو 8 :15و16) لأن” الآن يوم خلاص” (2كو 6 :2) فقد قال إن الذي يؤمن به لا يدان أما الذي يؤمن به لايدان، اما الذي يؤمن به فقد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد .(يو 3 :18، انظر أيضاً لو 19 :21-44، يو 9 :39
).

(6)-
المسيح هو المعين من الآب للدينونة، فقد أعلن المسيح بكل جلاء أن” الأب لا يدين أحد بل قد أعطى كل الدينونة للابن” (يو 5 :22 و30).فهو الذي سيدين الجميع (مت 7 :21-23، 25 :36-46) فهو الدياَّن العادل (2 تي 4 :8) في ذلك اليوم الأخير الذي ستكون فيه كلمته هي أساس الدينونة (يو 48:12) فهو “المعين من الله دياناً للأحياء والأموات” (أع 10 :42، انظر أيضاً أع 17 :31، 2تي 4 :1، 1 بط 4 :5
).

رابعاً: المؤمن كقاض وكمدين
:

يمكن تلخيص جوانب هذا الموضوع في الآتي
:

(1)-
الادانة بالنقد: ويقع هذا النوع من النقد تحت نهي المسيح في مت 7 :1-4، لو 6 :37-42:” لا تدينوا”، فهذا نهي صريح ضد العادة القبيحة في نقد الآخرين، والتجاوز عن أخطائنا (انظر أيضاً يع 4 :11و12
)

(2)-
القضايا المدنية: وهناك جانبان لهذا الموضوع في العهد الجديد
:

(
أ)- كان لبولس الحق – أمام التهم الكاذبة – في أن يدافع عن نفسه ويرفع دعواه إلى قيصر (أع 9:25-12)، فقد كان هذا من امتيازات رعويته الرومانية (أع 16 :37-39، 22 :27-29، انظر أيضاً رو 13 :1-7) وفي الجانب الآخر فإنه يوصي المؤمنين بأن احتمالهم للظلم أفضل من أن يدخلوا في محاكمات ضد الاخوة أمام غير المؤمنين (1كو 6 :1-8). فقد كانت قضية الرسول بولس مع السلطات الرومانية شيئاً مختلفاً تماماً عن المحاكمات بين المؤمنين في كنيسة كورنثوس، فقد وجد بولس نفسه مضطراً لأن يرفع دعواه لقيصر، كالبديل الوحيد للحكم عليه بالاعدام الذي كان ينتظره يقيناً على يد الولاة في قيصرية، استجابة لمطالب رؤساء اليهود
.

(3)-
قضايا الضمير: قد توضح المبادىء التالية هذه المنطقة الصعبة في السلوك المسيحي
:

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم أخنوخ الأول 39

(
أ)- يجب أن يمارس الإنسان الجديد في المسيح حريته (يو 8 :32و36، رو 8 :15، غل 2 :4، 5 :1 و13، كو 2 :16-32
).

(
ب)- يجب ألا تنحدر هذه الحرية – بأي حال – إلى التحرر ، أي أن تصبح فرصة للجسد (غل5 :13، 1بط 2 :16
).

(
ج)- إن المساحة الغامضة بين الحرية والتحرر يمكن أن تغطيها المحبة المسيحية من نحو “الأخ الضعيف” (رو 14 :1-23 ، 1 كو 8 :9-13، 10 :23-33، غل5 :13-15)، وبالنظرة الصائبة إلى ضعف الشخص نفسه (غل 6 :1)، ومحاولة السلوك بمقتضى الناموس الملوكي (يع 2 :8-13 ) وباطاعة أمر المسيح: “لا تدينوا “( مت 7 :1-5
).

(
د)- الحكم على الذات: فليس على المؤمن أن يمتحن نفسه فحسب (2 كو 13 :5)، بل عليه أيضاً أن يدرك أن الله نفسه يمتحنه ( 1 تس 2: 4، انظر أيضاً مز 139 :1-6 و23) ويجب أن يكون امتحان الذات جزءاً من الاستعداد الروحي لعشاء الرب (1كو 11 :27-34) وعندما يتم ذلك بمعونة الروح القدس (رو 8 :26 و27) فإنه يضع عشاء الرب في منظوره الصحيح وبذلك يتحاشى الشخص التأديب الإلهي الذي يقع على من لا يميزون بين الوجبة العدية وعشاء الرب
.

(
هـ)- الحكم فيما يتعلق بالضمير والسلوك: فمطلوب من المؤمنين أن” يمتحنوا كل شيء، وأن يتمسكوا بالحسن” (1تس 5 :21) كما أن عليهم أن يمتحنوا الأرواح هل هي من الله (1 يو 4 :1) وفي الاجتماعات المسيحية عليهم أن يحكموا على ما يسمعون (1كو 14 :29) ويجب أن يحكموا فوراً على أي سلوك لا أخلاقي من أي عضو في الجماعة (1 كو 5 :1-8) وأي شخص غريب زائر، لا يجب قبوله إلا بعد التأكد من صحة إيمانه (2 يو 10 و11) ويجب أن يعتبر “أناثيما” كل من ينادي بانجيل آخر (غل 1 :9). والمبدأ الذي يكمن وراء كل هذه المنطلقات الروحي، هو أن على المسيحي ألا يستوجب تأديب الرب له، بوجود أي انحراف في التعليم أو في السلوك (رو 14 :22
).

(
و)- الإنسان الروحي (1كو 2 :14و15) غير خاضع لحكم الإنسان الطبيعي (غير المتجدد) لسبب بسيط وهو أنهما ليسا على مستوى واحد من البصيرة والمقدرةالروحيتين.فالانسان غير المتجدد هو ابن للشيطان (يو 8 :44، 1 يو 3 :10-12)، ليس فيه الروح القدس (يهوذا 19) بل وميت روحياً (أف 2 :1و5، كو 2 :13)، وأعمى روحياً (مت 23 :16و24 ، يو 9 :39-41) وعبد ذليل للخطية (رو 6 :6 و16-23 ، 2بط 2 :14) وعليه فان مثل هذا الشخص لا يستطيع أدبياً أن يحكم على الإنسان الروحي الذي أُقيم لحياة جديدة في المسيح (كو 3 :1-3)، والذي يسكن فيه الروح القدس (رو 8-11 ) وفيه أيضاً يسوع المسيح (2كو 13 :5) وقد أصبح في المسيح خليقة جديدة (2كو 5 :17
).

(
ز)- الحكم الوقتي: يتكلم الرسول بولس في 1 كو 4 :3-5 عن ثلاثة أحكام
:(i)
حكم الإنسان، أي من” يوم بشر” في أي محكمة بشرية أو من الرأي العام
. (ii)-
حكم ضميره، فمع أنه لا يدينه، إلا أنه غير كاف لتبريره تماماً
. (iii)
ـ- حكم الرب يسوع، الذي – في مجيئه ثانية – سيجري على الجميع . لذلك يوصى المؤمنين قائلا: أي لا تحكموا على خدمة أحد أخر، إلى أن”يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام، ويظهر أراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله” (1 كو 4 :5
).

(
ح)- المؤمن والدينونات القادمة: يعلن الكتاب المقدس علاقة مثلثة للمؤمن بالدينونات القادمة
.

(
ل)- سيعطي كل مؤمن حساباً عن حياته وخدمته لتقدير المكافآت (1كو 3 :11-15، 2كو 5 :10، 2تي 4 :1و8)، ولكن ليس من جهة خلاصة فهو” لن يأتي إلى دينونة” (يو 3 :18، 5 :24و رو 8 :1
)

(ii)-
سيشترك المؤمن في ادانة العالم والملائكة (1 كو 6 :2و3، انظر أيضاً دانيال 7 :18و22و27، مت 19 :28، رؤ 2 :26 و27، 3 :21
).

(iii)-
لن يقف المؤمن للدينونة أمام العرش العظيم الأبيض، لأن اسمه مكتوب في سفر الحياة (رؤ 20 :11-15، الرجا الرجوع إلى مادة “سفر الحياة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي