عمـل – أعمـال

 

العمل يشمل أعمال الله وأعمال الإنسان . وبينما يؤكد الكتاب المقدس على أن أعمال الله كلها صالحة ، فإنه يؤكد أيضاً أن أعمال الإنسان قد تكون صالحة أو شريرة ، ويتوقف ذلك على موقفه من الله . فالأعمال الصالحة هي التي تتم في تجاوب مع نعمة الله ورحمته . أما الأعمال الشريرة فتعكس موقف الإنسان الذي يظن أنه يمكنه إرضاء الله بأعماله ، أو الذي يرفض الله ويعيش حسب الجسد . والإنسان الطبيعي لا يمكن أن يعمل صلاحاً (رو 3 : 12
) .

والعمل في معناه الحرفي هو الشغل وبذل الجهد . ولم يكن العمل وليد السقوط ، أو لعنة وضعت على الإنسان عقاباً من الله على الخطية . فقد خلق الله آدم ” ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها ” (تك 1 : 28 ، 2 : 15) . بل حتى بعد السقوط ، يعتبر العمل أسلوباً طبيعياً صحياً للحياة (مز 104 :23) . والمهارات المهنية تعتبر مواهب من الله (خر 31 : 1-6 ، 35 : 30-36 : 2) . وقد عمل الرب يسوع في أثناء حياته على الأرض ” نجاراً ” (مرقس 6 : 2) . واشتغل الرسول بولس بصناعة الخيام (أع 18 :3
) .

والمفهوم الأساسي ” للأعمال ” في الكتاب المقدس مفهوم لاهوتي ، فيذكر الكتاب المقدس الكثير من الأمثلة لأعمال الله وأعمال البشر . فالخليقة هي عمل من أعمال الله ، فهو الذي ” خلق السموات والأرض ” (تك 1 : 1) ، كما خلق النبات والحيوان (تك 1 : 11 و 12 و20 و 22 و 24 و25) ، الناس (تك 1 : 26 و 27 ، 2 : 21-24) ، فكلها من عمل الله (مز 8 : 3 ، 19 : 1) ، ويقول عن شعبه القديم إنهم ” عمل يدي ” (إِش 60 : 21، 64 : 8
) .

ولكن عمل الله لا يقتصر على عمل الخليقة ، لأنه هو الذي يحفظها (نح 9 : 6 ، كو 1 : 17 ، عب 1 : 3 ، انظر أيضاً أع 17 : 28 ، 1 كو 12 : 6) ، وهو يسيطر على كل خليقته (مز 103 : 19) ، بالنواميس الطبيعية (تك 8 : 22 ، جا 3 : 1-9) ، وبالمعجزات (خر 14 : 21-31 ، انظر أيضاً يش 24 : 31 ، قض 2 : 7 و 10) ، وبكلمته (تث 17 : 18-20) . والأكثر من ذلك ، أن عمل الله يشمل خلاص شعبه ، ورد كل الكون إلى حالة الكمال الأصلية (رو 8 : 19-22) . وفي الماضي أنقذ شعبه من الخطر (مز 44 : 1 ، 46 : 8 و 9 ، 64 : 9) ، ولم يكن ذلك بوسائل عادية دائماً (إش 28 : 21 ، 37 : 36 ، 45 : 1) . وأعظم ما يتجلى عمل الله ، إنما في فدائه للعالم بموت ابنه( 2 كو 5 : 18-21) . وينطبق هذا أيضاً على ” أعمال المسيح ” لأنها ” أعمال الله الذي ظهر في الجسد ” (1 تي 3 : 16) ، وبخاصة كما ترد في إنجيل يوحنا ، حيث أن أعمال المسيح هي ” أعمال الآب ” ، إذ كان طعام الابن أن يفعل ” مشيئة الذي أرسله (الآب) ويتمم عمله ” (يو 4 : 34 ، انظر أيضاً يو 5 : 20 و 36 ، 6 : 28 و 29 ، 9 : 3 و 4 ، 10 : 25 و 37 و 38 ، 14 : 10-14 ، 15 : 24
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر المزامير Psalms 40

وسيترنم مفديو الله الغالبين بالقول : ” عظيمة وعجيبة هي أعمالك أيها الرب الإله القادر على كل شيء . عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين ” (رؤ 15 : 3) . وسيخلق الله ” سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر ” (2 بط 3 : 13 ، رؤ 1 : 1-4 ، انظر إش 65 : 17
).

أما بالنسبة لأعمال البشر فيمكن تقسيمها إلى ” أعمال الجسد ” و ” أعمال صالحة ” . فأعمال الجسد خاطئة شريرة ، وهي على النقيض تماماً من ” ثمر الروح ” (غل 5 : 16-22) . فأعمال الجسد هي
 
زنى
 
، عهارة ، نجاسة ، دعارة ، عبادة أوثان ، سحر ، عداوة ، خصام ، غيرة ، سخط ، تحزب ، شقاق ، بدعة ، حسد، قتل ، سكر ، بطر ، وأمثال هذه ” (غل 5 : 19-21) . فالذين يعيشون حسب الجسد (رو 8 : 12) ينغمسون في الشهوات (غل 5 : 16 ، 1 بط 4: 2، 2بط 2 : 10 ، 1 يو 2 : 16) ، وتتحكم فيهم عواطفهم ونزواتهم (أف 2 : 3) ، لأن إهتمامهم إنما هو للجسد (رو 8 : 5 و 7) ، فلا يستطيعون إلا أن يعملوا الأعمال الشريرة (كو 1 : 21 ، 2 يو 11 ، انظر أيضاً لو 13 : 27 ، يو 3 : 9 ، 7 : 7 ، 1 يو 3 : 12) ، والفاجرة ( يهوذا 15) ، فأعمالهم هي أعمال الظلمة (رو 13 : 12 ، أف 5 : 11) ، وهم يزرعون للجسد ، وسيحصدون فساداً وهلاكاً أبدياً (غل 6 : 8
) .

وفي الجانب الآخر ، يعلمنا الكتاب المقدس عن ” أعمال صالحة ” هي ثمر الروح في المؤمنين ، ” لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لنا لكي نسلك فيها ” (أف 2 : 8-10
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ش شفّاؤون ن

ومحاولة إرضاء الله على أساس ” أعمال الناموس ” (غل 3 : 10) لن يحصدوا منها إلا لعنة الدينونة (غل 2 : 16 و 21 ، 3 : 10-14) . ” فأعمال الناموس ” يمكن اعتبارها نوعاً من ” أعمال الجسد ” إذ إنها جميعها تتم على أساس عدم الإيمان بنعمة الله المخلصة ،

على حساب موت الرب يسوع وقيامته ، فهي ” أعمال ميتة ” (عب 6 : 1 ، 9 : 14) . وليست الأعمال الصالحة سبيلاً للخلاص ، بل هي الدليل عليه ، ولا تتحقق إلا بالولادة الجديدة بناء على الإيمان بالرب يسوع المسيح ابن الله . ولا تعارض في هذا بين أقوال الرسول يعقوب عن أن الإيمان ” إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته ” (يع 2 : 17) ، وأقوال الرسول بولس . فالرسول بولس يؤكد أن المؤمنين بالمسيح يجب أن يعملوا أعمالاً تليق بأولاد الله لأنهم خلصوا ليعملوا أعمالاً صالحة (أف 2 : 10) ، ” كما يحق لإنجيل المسيح ” (في 1 : 27) ، لأن المسيح ” بذل نفسه لكى يفدينا من كل إثم ، ويطهر لنفسه شعباً حاصاً غيوراً في أعمال حسنة ” ( تي 2 : 14
) .

فأساس ” الأعمال الصالحة ” إنما هو نعمة الله (2 كو 9 : 8 ، أنظر أيضاً في 1 : 6 ، 2 تس 2 : 16 و 17
) .

والروح القدس هو القوة العاملة في المؤمنين (رو 15 : 18 و 19 ، 1 تس 1 : 5) ، للسلوك ” كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح ، ونامين في معرفة الله ” (كو 1 : 10) ، ولمقاومة أعمال الجسد (غل 5 : 22و 23) ، فالأعمال الصالحة هي أعمال الإيمان (1 تس 1 : 3 ، 2 تس 1 : 11) ، لأنه ” بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه ” (عب 11 :6
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر الأمثال 23

والخلاصة هي أن المؤمنين خلصوا ليعملوا أعمالاً صالحة ، ولكنهم لم يعملوا أعمالاً صالحة ليخلصوا . وقد أوصى الرب يسوع المسيح تلاميذه أن يعملوا أعمالاً صالحة أمام الناس ” لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات ” (مت 5 : 16) . وقد قيل عن


طابيثا ” (أي غزالة) إنها ” كانت ممتلئة أعمالاً صالحة ” (أع 9 : 36 انظر أيضاً تى 2 : 7) . ” لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم . هو عطية الله . ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد ” (أف 2 : 8 و 9) ، ” لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة ” (في 2 : 13
) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي