عبادة

 

العبادة هي الاحترام والاكرام والخشوع والتعظيم في هيبة ووقار بالفكر و بالمشاعر وبالعمل ، فهي باختصار انشغال النفس بالله نفسه ، وليس ببركاته أو التماس إحساناته
.

والعبادة أمر شائع بين كل الشعوب ، وفي مختلف الأزمنة والأمكنة ، وبالعديد من الصور والرسوم ، وبدوافع متنوعة ، وأهداف متعددة ،
 
وظروف متغيرة
.

أولاً – العبادة في العهد القديم : يمكن أن نقسم حديثنا عن العبادة في العهد القديم ، إلى مرحلتين هما : عصر الآباء ، ثم ما بعد الخروج . فقبل عهد موسى ، لا نجد سوى إشارات قليلة إلى العبادة الجماعية في عهد الآباء ، إذ يبدو أن العبادة كانت وقتئذ فردية شخصية حسب مقتضيات الأحوال في الحياة البدوية ، مثلما فعل إبراهيم المريا ( تك 1:22 – 5 ) ، ويعقوب في بيت إيل ( تك 18:28 – 22 ) . كما نجد في سفر التكوين بداية تقديم الذبائح وبناء المذابح ( تك 3:4 و 4 و26 ، 20:8 – 22 00 إلخ
) .

وبعد عبور البحر الأحمر ، رنم موسى وبنو إسرائيل للرب ( خر 15: 1- 19 ) . كما ” أخذت مريم النبية – أخت هارون – الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص ” ورنمن للرب نفس الترنيمة ( خر 20:15 و 21
) .

وتبرز بعد الخروج صورة العبادة الجماعية الطقسية
 
، فقد أعلن الله لموسى – في جبل سيناء – نظاماً دقيقاً شمالاً للعبادة : اشتمل على
:

(
أ ) أنواع معينة من التقدمات والذبائح عن كل الأمة
:

(1 )
ذبائح يومية ( عد 3:28 – 8
)

(2)
ذبائح كل يوم سبت ( عد 28: 9 – 10 لا 8:24
  ) .

(3 )
ذبائح في أول كل شهر ( عد 11:28 – 15
) .

(4)
ذبائح عيد الفصح وعيد الفطير ( عد 16:28 – 25، خر 1:12 – 20) ، في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول ، وكانت ترمز للمسيح ” حمل الله
” .

( 5)
ذبائح عيد الأسابيع أو عيد الباكورة ، عند حصاد القمح ( لا 15:23- 20 ، عد 26:28 – 31 ) وكانت رمزاً لحلول الروح القدس في يوم الخمسين . وبينما كان لا يُسمح بوجود أي خمير في عيد الفصح ، لأنه يرمز إلى المسيح الكامل بلا خطية ، كان يؤتى يوم الخمسين برغيفين من دقيق مختمر ، لأنهما يشيران إلى المؤمنين الذين فيهم الخطية ( 1 يو 8: 1 – 10
) .

(6)
ذبائح عيد الأبواق في أول الشهر السابع ، وكان نبوة عن تجمع شعب الله عند مجيء الرب ثانية ( لا 23:23 – 25 ، عد 1:29 –6 ، انظر إش 3:18 ، 27: 12 و13 ،يؤ 15 : 2 – 32
) .

(7 )
ذبائح يوم الكفارة ( لا 26:23 – 32 ، عد 7:29 –11 ) في اليوم العاشر من الشهر السابع ، الذى كان يعتبر يوم صوم واعتكاف العاشر من الشهر السابع ، الذي كان يعتبر يوم صوم واعتكاف وتوبة ، ويرمز لتوبة الشعب القديم عند مجيء الرب ثانية ( زك 10:12 – 14 ، 6:13 ، مت 30:24 رؤ 7:1
) .

(8)
ذبائح عيد المظال في اليوم الخامس عشر من الشهر السابع ، بعد إدخال المحصول ، حين كان الشعب يقيمون في مظال من أغصان الشجر ، تذكاراً لنجاتهم من مصر وسكناهم في خيام في البرية . وكان الكهنة يقدمون كل يوم ، على مدى سبعة أيام ذبائح معينة ( لا 23:3-44، عد 29: 13 – 39
) .   

(
ب) ذبائح خاصة كان يقدمها الكاهن أو الشخص عن نفسه بمقتضى الفرائض التي رسمتها الشريعة ( الرجا الرجوع إلى مادة ” ذبيحة

ولا شك في أنه حديث بعض الانحرافات في أيام القضاة ، حين تفرَّق الأسباط في نواحي البلاد ، حيث قامت مراكز متعددة للعبادة في دان ، وفي الجلجال ، وفي شكيم ، وفي شيلوه ، وفي بئر سبع ، وفي غيرها ، وفيها اختلطت بالعبادة ممارسات وثنية . ولكن حدث في ايام صموئيل ثم داود نهضة روحية ، أعقبها بناء الهيكل في عهد سليمان . ومن الواضح أن داود كانت له شركة روحية عميقة مع الرب ، ورغبة قوية في أن يقود الآخرين لذلك ( انظر مثلاً مز16،29،34 00 2صم 12:6- 18 ، أخ 16: 1-36 ) ، وانظر احتفاله بإحضار تابوت الرب بالهتاف وبصوت البوق ، وهو يطفر ويرقص أمامه ( 2 صم 6: 15و16)كما عين لاويين للخدمة أمام تابوت الرب ” لأجل التذكير والشكر وتسبيح الرب ” (أخ4:16
) .

هل تبحث عن  م الأباء يوحنا كاسيان مناظرات يوحنا كاسيان 10

وكان لبناء الهيكل أثر لا يضارع ، فقد أصبح هناك مركز واحد للعبادة في كل إسرائيل . وفيه وحده تقدم الذبائح .وكان الاحتفال بتدشين الهيكل عظيماً ( انظر 1مل8
).

وقد رتب داود فرق الكهنة واللاويين للخدمة في الهيكل ( 1أح6:24) . كما أقام فِرقاً للغناء بالعيدان والرباب والصنوج (1أخ1:25 ) ، وفِرقاً للبوابين ( 1أخ 1:26) .ونقرأ في المزمور الأخير ( مز 150 ) أن جميع أنواع الآلات الموسيقية كانت تستخدم في التسبيح للرب

ويبدو أن الشعب العابد كله كان يشترك في ترنيم بعض المزامير (20،21،24،107،118 ) . كما أن موسى قاد الشعب كله في النشيد ( (تث 31: 30
  ) .
وقاد سليمان الشعب في الصلاة عند تدشين الهيكل ( 1مل23:8-54) . وكذلك فعل عزرا (عز 5:9- 15
) .

وكثيراً ما كان القادة يخاطبون الشعب ، كما فعل موسى في خطاباته الخمسة المدونة في سفر التثنية وكما فعل سليمان ( 2أخ4:6 – 11 ) . وكما فعل يشوع الكاهن ورفقاؤه ( نح3:9- 38 ) ، بعد العودة من السبي
.

وبعد العودة من السبي ، أُعيد بناء الهيكل ، واصبح مرة أخرى مركز العبادة الرئيسي لكل الأمة ، وظهرت جماعات الفريسيين والصدوقيين والأسينيين ، وانتشرت المجامع أيضاً
.

كان الهدف الأساسي من المجمع هو التعليم وليس العبادة . وبعد تدمير الهيكل في 70 م ، أصبحت المجامع هي أمكنة الاجتماعات للعبادة والقراءات من الناموس والأنبياء ، والتعليق على ما يُقرأ ، والصلوات ، وكان الرب يسوع يتردد على هذه المجامع ( انظر مت35:9 ، مر21:1 – 39، 1:3، 1، 2:6 ، لو 16:4 ، 6:6 إلخ
).

ثانياً –في العهد الجديد : بموت الرب يسوع ودفنه وقيامته ، أصبحت ذبائح وقرابين العهد القديم في
  
خبر كان ،” لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين 000 حيث تكون مغفرة لهذه ، لا يكون بعد قربان عن الخطية ” ( عب 14:10 – 18 ، يو 29:1 ) كما أن المؤمن له الآن شفيع عند الله هو ” يسوع المسيح البار ” ( 1يو 9:1 ، 1:2) ، ولم يعد في حاجة إلى ذبيحة دموية ، ولا إلى كاهن أرضي ، ولذلك تغيَّر كل نظام العبادة
.

ولكن كانت العبادة العامة في الأيام الأولى للمسيحية ، مازالت مرتبطة بالهيكل ( لو 50:24- 53) ، فكان المسيحيون من اليهود يجتمعون ويصلون في الهيكل ( أع46:2 ، 1:3 ، 20:5 و 25 و 42 ) ، رغم إدراكهم أن العلى ” لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي ” ( أع47:7 – 50 ، 24:17 و 25 ) . كما كانت المجامع اليهودية المراكز الأولى ونقط الانطلاق للكرازة بالإنجيل ( أع5:13 و14 ، 14 : 1 ، 17 : 1 و 2 ، 18: 4
  ) .
وظل الأمر هكذا إلى وقت القبض على بولس ( أع 21 : 26 – 33
) .

ولكن في نفس الوقت كان التلاميذ يجتمعون فى أمكنة خاصة بهم ( انظر أع2 : 46 ب ، 42، 18 : 7 ، 19: 9 ، رو 16 : 5 ، 1كو 16 : 19 ، كو 5 : 4 ، فل 2 ) وكانوا ” يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات ” ( أع2: 42
) .  

ويبدو أنه كان هناك نوعان من الاجتماعات ، أولها اجتماع خاص بالمؤمنين لصنع عشاء الرب تذكاراً للرب وموته وقيامته ، واجتماع عام مفتوح للجميع من مؤمنين وغير مؤمنين للوعظ والكرازة بالإنجيل ( 1كو 23:14 – 25
) .

كما يبدو أنهم كانوا يصنعون العشاء – في البداية
– 
عقب وليمة محبة يشترك فيها جميع المؤمنين ( 1كو 20:11 – 34 )، ولكنهم أساءوا استخدام هذه الولائم ، فكتب لهم الرسول: ” أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا ؟ أم تستهينون بكنيسة الله ، وتخجلون الذين ليس لهم ؟” 000 ” إن كان أحد يجوع فليأكل في البيت ، كى لا تجتمعوا للدينونة ” ( 1كو 11 : 22 و 34
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر صموئيل الثانى 10

وكانوا يمارسون عشاء الرب في أول كل أسبوع ، أي في اليوم الذي قام فيه الرب ظافراً من بين الأموات ، والذي تكرر فيه ظهوره لتلاميذه بعد القيامة ( يو 20 : 19 و 26 ، أع20 : 7 ، 1 كو 16 : 2 ، رؤ 1:1
) .

ونجد التعليم الخاص باجتماع الكنيسة موضحاً في الأصحاحات 11-14 من الرسالة الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس . ومما يسترعى الانتباه ، أنه ليس ثمة إشارة أو تلميح إلى وجود قائد أو رئيس للاجتماع ، بل كانت هناك حرية لأى عضو أن يشترك في الخدمة حسب قيادة الروح القدس ( 1كو14 : 26 ) ، لأنه ” لكل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعة 000 ولكن هذه كلها الروح الواحد بعينه ، قاسماً لكل واحد بمفردة كما يشاء (الروح) ” (1كو 12 :7 – 11
) .

ويقول الرسول بطرس : ” ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة ، يخدم بها بعضكم بعضاً كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة . إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله ، وإن كان يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها الله ، لكي
 
يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح ، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين . آمين ” ( 1بط 4 : 10 و11
) . 

والعبادة يجب أن تكون ” بالروح والحق ” كما قال الرب للمرأة السامرية ( يو 24:4 ، انظر أيضاً في 3: 3 ) . وكان الاجتماع العام يشتمل على
:

(1 )
الصلاة من كثيرين ، الواحد بعد الآخر ، مؤيدة ” بآمين ” من الجماعة ( 1كو 14 : 14 – 16
) .

(2 )
التسبيح لله ” بمزامير وتسابيح وأغاني روحية ” ( أف 5 : 19 ، كو 3 : 16
) .

(3 )
قراءة كلمة الله ، سواء من العهد القديم ، أو مما وصلهم من أسفار العهد الجديد ( أع 17 : 11 ، 20 : 32 ، 1 تي 4 : 13 ، 2تي 3 : 14 – 17 ، كو 4 : 16
) .

(4)
لتعليم للبنيان والنمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح ( 2 بط 3 : 18 ، انظر أيضاً كو
  4 : 16
،
1
كو 14 : 4 ) . لذلك كان يجب أن يكون
 
الشيخ ” ملازماً للكلمة الصادقة 000 لكى يكون قادراً أن يعظ بالتعليم الصحيح ” ( تي 1: 9 ، 1تي 3: 2
) .

( 5 )
تقديم العطاء لعمل الرب واحتياجات القديسين (1كو16 : 1 و 2 – انظر أيضا 2كو
    8
و 9
).

وكان على المرأة التي تصلي أو تتنبأ أن تغطي رأسها ( 1كو 11 : 5 ) . كما يوصي الرسول بولس : ” لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذوناً لهن أن يتكلمن ، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضاً . ولكن إن كن يُردن أن يتعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت ، لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في
 
كنيسة . إن كان أحد يحسب نفسه نبياً أو روحياً ، فليعلم ما أكتبه إليكم أنه وصايا الرب 0000 وليكن كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب ” ( 1 كو 14 : 34 – 39 ) . كما يقول : ” لتتعلم المرأة ة بسكوت في كل خضوع . ولكن لست آذن للمرأة أن تعلِّم ولا تتسلط على الرجال ، بل تكون في سكوت . لأن آدم جبل أولا ثم حواء . وآدم لم يُغْوَ و لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي ” (1تى 2 : 12 – 14) . وليس من تناقض بين ما جاء في (1كو 11 :5 ) ، وكما جاء في ( 1كو 14 : 34 – 39 ، 1تي 2 : 12 – 14 ) ، إذ إن المرأة يمكنها أن تصلي أو تتنبأ ( تعظ ) في مجتمع سيدات ( انظر تي 2 : 3 – 5
) .

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد جديد إنجيل مرقس 01

كما يبدو أن البعض أساءوا استخدام موهبة التكلم بألسنة ، فكتب الرسول موضحا الحق من جهة هذا الأمر
 
فلا يتكلم أحد بلسان ” إلا إذا ترجم ” ( 1كو 14 : 5 ) وأن الأمر ” خمس كلمات ” بلغة مفهومة ، أفضل من ” عشرة آلاف كلمة بلسان
”  (1
كو 14 : 19 ) . وأن ” الألسنة آية لا للمؤمنين بل لغير المؤمنين ” ( 1 كو 14 :22 ) .و ” إن كان أحد تكلم بلسان ، فاثنين اثنين ، أو على الأكثر ثلاثة وبترتيب ولترجم واحد . ولكن إن لم يكن مترجم فليصمت ” ( 1كو 14 : 27 و 28 ) ، و ” وأرواح الأنبياء خاضعة للأنباء ” ( 1كو 14: 32 ) . كما يحرضهم على أن يجدوا ” لمواهب الحسنى ” ( 1كو 12 : 31 ) وبالأولى أن يتنبأ ( 1كو 14 : 1 ) . والتنبؤ هو ان يكلم الناس ” بنيان ووعظ وتسلية ” ( تعزية – 1كو 114 : 3 ) ,ويهم الطريق الأفضل ، وهو أن تسود المحبة كما رسمها في الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى الكنيسة في كورنثوس ، ” فالمحبة لا تسقط أبدا ” ( 1كو 13 : 8
) .

ثالثا – تتميز العابدة المسيحية عن غيرها من العابدات انها في لبها وجودها

(1 )
عبادة الله الآب في شخص ابنه الرب يسوع المسيح ، فالعابد الآن إلى الله الآب في علاقة شخصية ، هي علاقة البنوية على أساس التبني في المسيح ( رو 8: 15 ، غل 4: 5 و 6 ، انظر أيضاً يو 1: 12 ) . ويصلي باسم البان ( يو16 : 23 ) . وموضوع حمده تسبيحه هو ما عمله الله في ابنه ( أف 1: 3 – 9) . والأساس الوحيد لنوال مغفرة الله ، هو أن المسيح بذل نفسه ذبيحة كاملة عن الخطية ( 1يو 1: 7-9 ) . وهو يعترف بالرب يسوع المسيح ربا ( 1كو 12 : 3 ) . والأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد ، تشهد للمسيح ( يو 5: 39 ) والكرازة هي المادة بعمل المسح الكامل للفداء ( رو 3 : 24
) .

كما أن العطاء في المسيحية يكتسب معنى جديداً على أساس
 
جديد في ضوء عطلة الله في المسيح ( 2كو 9: 15 ) فأساس عبادة المسيحي هو أنه يحيا هو أنه يحيا فى المسيح والمسيح فيه
  (
ل2 : 20 ) ، ولمسيح ( رو 14 : 8 ) فالنقطة الفاصلة إذاً ، ليست ظهور أشكال جديدة للعبادة ، بل هي أن ” الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه ، غر حاسب لهم خطاياهم ، وواضعا فينا كلمة المصالحة بإيمانه عن ثقة ” ( أف 3: 12 ، انظر أيضاً أف2 : 18، عب 4 : 14 – 16 ، 10 : 19 – 22 ) ، وبذلك اكتسبت العبادة عمقا ومضمونا لم تبلغهما من قبل
.

(1)  
عبادة الله الآب في شخص الله الابن ، وبقوة الروح القدس الذي يسكن في المؤمن ( رو 8 : 9 و 10 ، أف 1 : 13 و 14 ، 4 : 30 ) . فالروح القدس يعين المؤمن في ضعفاته ، ويشفع فيه في صلواته ( رو 8: 26 و27 ) ، كما يرنم المؤمن بابتهاج بالروح القدس ( أف 5 : 18 – 20 ) ، و ” ليس أحد يقدر أن يقول إن يسوع رب إلا بالروح القدس ” ( 1كو 12 : 3 ) . والروح القدس هو الذي أوحى بالكتاب المقدس ، وهو ينير أذهان المؤمنين لفهم المكتوب ( أف 1: 17 – 20 ). وبالروح القدس نستطيع أن ننظر ” مجد الرب بوجه مكشوف عينها ، من مجد إلى مجد من الرب الروح ” ( 2كو 5 : 18 ) . وكرازة المؤمن ليست ” بكلام الحكمة الإنسانية المقنع ، بل ببرهان الروح والقوة ” ( 1كو 2: 4 ) . وظهور الفضائل المسيحية ، وأولها المحبة ، إنما هو ” ثمر الروح ” ( غل 5 : 22 ) . والمؤمن لا يسلك حسب الجسد ، بل حسب الروح ( رو 8: 1 و 4 ) . وبالإيجاز العبادة الحقيقية هي
 
فيض عمل الروح القدس في المؤمن
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي