سمك

 

تستخدم كلمة “سمك ” فى الكتاب المقدس للدلالة على جميع أنواع الأسماك دون تمييز بينها ، إلا فيما جاء فى الناموس للتمييز بين الأسماك الطاهرة الصالحة للأكل ، والأسماك غير الطاهرة : “وهذا تأكلونه من جميع ما فى المياه : كل ما له زعانف وحرشف فى المياه ، فى البحار وفى الأنهار ، فإيَّاه تأكلون . لكن كل ما ليس له زعانف وحرشف فى البحار وفى الأنهار … فهو مكروه لكم” (لا 11 : 9-12 ، تث 14 : 9و 10
).

وكلمة “سمك البحر” فى قصة الخليقة (تك 1 : 21و 28) ، تشمل جميع الأسماك التى تسبح فى المياه . ومع أن مستنقعات فلسطين تزخر بالأسماك ، إلا أن أخصب مفارخ السمك هو بحر الجليل ونهر الأردن وروافده ، وبخاصة اليبوق . وكانت بحيرة الحولة والمستنقعات حولها ، تعج بالأسماك ، إذ كانت أسراب البعوض وغيرها من الحشرات ، طعاماً شهياً لها ، لكن كثافة نباتات البردي كانت تعوق عملية الصيد بها
.

وأنواع كثيرة من الأسماك فى أنهار وبحيرات فلسطين ، تنتمي إلى نفس الأنواع الموجودة فى نهر النيل وأنهار شمالي أفريقيا . ويحتوي بحر الجليل على الكثير من أنواع عائلة “البلطي” الذى تشبه زعنفة الظهر فيه ، عرف الديك ، وكذلك الأسماك الفضية وذات الألوان الزاهية و “سمك بطرس” (انظر مت 17 : 27) . كما توجد أنواع من “الشبوط” وبخاصة
 
من “البني” ، وهى أسماك لذيذة الطعم ، وقد يصل طول الواحدة منها إلى 40-50سم . ويندر وجود أنواع السردين (التى يبلغ طولها نحو 12 سم) فى مختلف فصول السنة ، ولكنها تظهر قرب الشواطئ فى أسراب لا حصر لها ، فيما بين ديسمبر وأبريل . ويوجد نوع من “الرعَّاد” يتميز بشوارب طويلة ، وقد تنمو السمكة إلى نحو متر ونصف المتر طولاً ، وتزن نحو 45 كجم . ولوجود حويصلات هوائية فوق الخياشيم ، تستطيع هذا الأسماك أن تزحف على الأرض سعياً وراء الطعام . كما يوجد نوع من ثعابين السمك قرب الشواطئ وفى الروافد . وكانت الشريعة تحّرم أكل الرعّاد والثعابين لعدم وجود زعانف أو حرشف لها
.

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة 14

وتختلف الأسماك فى نهر الأردن الأسفل وفروعه – بعض الشىء – عنها فى بحر الجليل . ويحمل تيار نهر الأردن السريع أسماكاً كثيرة إلى البحر الميت حيث تموت وتصبح طعاماً سهلاً للطيور آكلة الأسماك ، التى تعيش فى المنطقة ، إذ لا يمكن أن تعيش الأسماك فى البحر الميت . ولكن فى الينابيع المالحة حوله والمستنقعات خفيفة الملوحة التى تحيط به توجد أنواع من الأسماك الصغيرة
.

ومما يذكر أن السمك كان طعاماً لبني إسرائيل منذ وجودهم فى أرض مصر (عد 11 : 5و 22) ، ولكن شاع استخدامه أكثر فيما بعد السبي (انظر نح 13 : 16) ، وكذلك فى العهد الجديد (مت 14 : 17-21 ، 15 : 34-38 ، مرقس 6 : 38و 41، لو 5: 6و 9، 9: 13، 24:42،يو 6: 9و 11، 21 : 8-13
).

وكان داجون معبود الفلسطينيين على هيئة سمكة برأس إنسان ، وعندماً أدخل الفلسطينيون تابوت الرب إلى بيت داجون للمرة الثانية ، وجدوا داجون ساقطاً على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب ، ورأس داجون ويداه مقطوعة على العتبة “بقي بدن السمكة فقط” (1صم 5 : 1-5
).

ولم يكن الحوت الذى ابتلع يونان النبي سوى سمكة كبيرة ، لعلها كانت نوعا من أسماك القرش (يونان 1 : 17 ، مت 12 : 40
).

ويستخدم السمك “مجازياً” للدلالة على عدم معرفة الإنسان لمصيره، فهو كالأسماك التى تؤخذ بشبكة مهلكة (جا 9 : 12 ، انظر أيضاً حبقوق 1 : 14
).

ويقول الرب لبطرس وأخيه أندراوس إنه سيجعلهما “صيادي الناس” (مت 4 : 19 ، مر قس 1 : 17) . وقال الرب إن ملكوت السموات يشبه “شبكة مطروحة فى البحر وجامعة من كل نوع . فلما امتلأت أصعدوها على الشاطئ وجلسوا وجمعوا الجياد إلى أوعية ، أما الأردياء فطرحوها خارجاً” (مت 13 : 47و 48). ويقول “ترسترام” إنه رأى الصيادين حول بحر الجليل يفحصون ما اصطادوه من سمك ، ويطرحون للبحر الأسماك غير الطاهرة ، مع صغار السمك التى لا تصلح للسوق . ونقرأ فى نبوة إرميا : “هأنذا أرسل إلى جزافين (صيادي السمك) كثيرين يقول الرب فيصطادونهم ، ثم بعد ذلك أرسل إلى كثيرين من القانصين (صيادي الطيور) فيقتنصونهم عن كل جبل وعن كل أكمة ومن شقوق الصخور” (إرميا 16 : 16) . وفى رؤيا حزقيال عن المياه الخارجة من تحت عتبة البيت ، والتى تنزل إلى العربة وتذهب إلى البحر الميت ، “أن كل نفس حية تدب حيثما يأتي النهران ، وتحيا ويكون السمك كثيراً جدَّاً لأن هذه المياه تأتي إلى هناك ، فتشفي ويحيا كل ما يأتي النهر إليه . ويكون الصيادون واقفين عليه من عين جدي إلى عين عجلايم … ويكون سمكهم على أنواعه كسمك البحر العظيم كثيراً جدَّاً” (حز 47 : 9و 10) وهذه الأسماك الكثيرة والشباك المسبوطة من عين جدي إلى عجلايم ، تدل على مدى التغيير الكبير الذى سيحدث فى البحر الميت عندما تصل إليه المياه الخارجة من تحت عتبة البيت (الهيكل) . كما يستخدم بسط الشباك للدلالة على مدى ما يصيب صور من خراب “فتصير مبسطًا للشباك” (حز 26 : 5و 14
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جمع ع

وقد ناول التلاميذ الرب – بعد القيامة – “جزءاً من سمك مشوي وشيئاً من شهد عسل فأخذ وأكل قدامهم” (لو 24 : 42) . كما أن التلاميذ عندما خرجوا إلى شاطئ بحر طبرية ، عندما جاء إليهم الرب بعد القيامة ، “نظروا جمراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخبزًا … ثم جاء يسوع وأخذ الخبز وأعطاهم وكذلك السمك” (يو 21 : 9-13
) .

وكانت الكنيسة الأولى تتخذ من السمكة رمزاً يتعرفون به على بعضهم البعض ، لأن حروف كلمة “سمكة” باليونانية وهى “أيشتيس
” (ichthys)
، هى الحروف الأولى من كلمات العبارة : “يسوع المسيح ابن الله المخلص” فى اليونانية
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي