عزازيل

 

في يوم الكفارة – وهو اليوم العاشر من الشهر السابع – كان رئيس الكهنة يأخذ من جماعة بني إسرائيل ” تيسين من المعز لذبيحة خطية ، وكبشاً واحداً لمحرقة .. ويأخذ التيسين ويوقفهما أمام الرب لدى باب خيمة الاجتماع . ويلقي هارون على التيسنين قرعتين : قرعة للرب وقرعة لعزازيل . ويقرب هارون التيس الذي خرجت عليه القرعة للرب ويعمله ذبيحة خطية . أما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حَّياً أمام الرب ليكفر عنه ليرسله إلى عزازيل إلى البرية ( لا 16 : 5 – 10
) .

وبعد أن يفرغ هارون من تقديم ثور الخطية عن نفسه وعن بيته ، ثم بعد تقديم تيس الخطية عن الشعب ، ” للتكفير عن القدس وعن خيمة الاجتماع وعن المذبح ، يقدم التيس الحي ، ويضع هارون يديه على رأس التيس الحي ويقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سيآتهم مع كل خطاياهم ، ويجعلها على راس التيس ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ، ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة ، فيطلق التيس في البرية ” ( لا 16 : 20 – 22
) .

ويظهر الاسم ” عزازيل ” في سفر أخنوخ الزائف ( ارجع إلى مادة ” أخنوخ “، على أنه ملاك صناعة الأسلحة والسكاكين ( 8 : 1 ) ، ومعلم الإثم ( 9 : 6 ) الذي قُيِّد وطُرح في ظلام الصحراء أو بئر الهاوية ( 10 : 4 ) ، والذي لا سلام له ، بل عليه حكم صارم بالقيود ( 13 : 1 ) . ثم يذكر اسمه بين الملائكة الساقطين ( 69 : 2
) .

وثمة أربع محاولات لتفسير كلمة ” عزازيل
” :

( 1 )
إنه اسم مكان في البرية كان يرسل إليه التيس الثاني ، ولكن حيث أن بني اسرائيل كانوا في ترحال مستمر ، ولم يكن لهم مقر ثابت ، فمن غير المعقول تحديد اسم مكان ثابت ليُرسل إليه التيس من مختلف مواقعهم في البرية
.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم المدائح 07

( 2 )
إن عزازيل اسم لكائن سواء الشيطان أو أحد الأرواح الشريرة ، ولكن لا يذكر هذا الاسم في أي مكان آخر من الكتاب المقدس ، وهو أمر مستغرب لو أنه كان اسم كائن مهم حتى يتقاسم ذبيحة الخطية مع الرب ، علاوة على أن الشريعة تنهي نهياً قاطعاً عن عبادة الأرواح الشريرة ( لا 17 : 7
) .

( 3 )
إن عزازيل اسم يعني الإبعاد أو الإزالة التامة ، على أساس أن الكلمة ” عزازيل ” مشتقة من كلمة سامية بمعنى ” عزل ” أو ” أبعد ” ( انظر مز 103 : 12
)

( 4 )
جاء في ” رسالة برنابا ” الأبوكريفية أن تيس عزازيل كان يرمز إلى الرب يسوع الذي حمل الخطايا
.

وحيث أن التيسين كانا ” لذبيحة خطية ” ( لا 16 : 5 ) أي أنهما كانا يعتبران ذبيحة واحدة ، وكانا كلاهما يقربان أمام الرب ، وحيث أنه لم يكن يمكن أن يمثل ” تيس واحد ” جانبي الكفارة ، لذلك كان يلزم وجود تيسين كتقدمة واحدة ، يقدم أحدهما ذبيحة خطية رمزاً للمسيح ككفارة عن خطايانا ، والثاني ليرمز إلى محو الخطية وإبعادها نهائياً ، مهما أشبه بالعصفورين في تطهير الأبرص ( لا 14 : 4 – 7
) .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي