لدة – لود

 

مدينة على السهل الساحلي في فلسطين ، وتسمى المدينة الحديثة “اللد” وتقع بالقرب من مصب النهر الكبير على بعد نحو عشرة أميال إلى الجنوب الشرقي من مدينة تل أبيب . ويرد اسم المدينة في قائمة المدن التي فتحها تحتمس الثالث فرعون مصر في حملته على الشام ( في نحو 1465 ق. م. ) والتي نقشها على جدران معبد الكرنك . ويذكر الكتاب أن شامر من بني ألفعل من سبط بنيامين ، هو الذي بنى “أونو ولود وقراها” ( 1أخ 8 : 12 ) ، إذ يبدو أنها كانت قد دمرت في وقت ما ، وأعاد شامر بناءها أو تحصينها بعد العودة من السبي عندما عاد إليها 725 من بني لود وبني حاديد وأونو ( عز 2 : 33 ، نح 7 : 37 ) . كما نقرأ في سفر نحميا أن من بين المدن التي سكن فيها بنو بنيامين الذين عادوا من السبي البابلي : “لود وأونو وادي الصناع” ( نح 11 : 35
).

ويمكن متابعة تاريخ المدينة منذ عصر المكابيين إلى العصر الحالي . ففي أيام يوناثان المكابي ، أضاف ديمتريوس الثاني ملك سورية في 145 ق. م. المدن الثلاث “أفبرتة ولدة والرامتايم” من أرض السامرة إلى اليهودية ( 1مك 11 : 34 ، 10 : 30 و 38
).

وفي العصر الروماني ، أعطاها يوليوس قيصر ليوحنا هركانس المكابي ، وفي فترة عدم الاستقرار التي أعقبت اغتيال يوليوس قيصر ، ونشوب الصراع بين أوكتافيوس وأنطونيوس على حكم الامبراطورية ( من 36-31 ق. م. ) ، أقام أنتيجونوس حليف أنطونيوس ، بجيوشه في “لدة” . وفي أواخر القرن الأخير قبل الميلاد ، أصبحت “لدة” مدينة متوسطة التعداد . ويسجل يوسيفوس المؤرخ اليهودي أن كوادراتوس الحاكم الروماني لسورية، ذهب إلى لدة ليتوسط في الحرب التي نشبت بين اليهود والسامريين ، وأنه وجد لدة قرية لا تقل في حجمها عن أي مدينة
.

هل تبحث عن  هوت نظرى إثبات وجود يهوه القدير ر

وبعد موت يوليوس قيصر ، لم يستطع سكان لدة وبعض المدن الأخرى ، دفع ما فرضه عليهم “كاسيوس” عندما استولى عليها في 45 ق. م. من جزية ، فباعهم عبيداً ، ولكن أنطونيوس أطلق سراحهم . وقد عانت لدة الكثير على يد “سستوس غالوس” الذي دمرها في 66م . وقد استسلمت هي وجامينا لفسباسيان . وبعد سقوط أورشليم ، أصبحت مركزاً هاماً لعلماء اليهود . وفي 200م . أصبحت مستعمرة رومانية أطلقوا عليها اسم “ديوسبوليس

( Diospolis ) .
واشتهرت في القرن الرابع بتجارة الأرجوان ، وأصبحت مركزاً لأسقفية مسيحية ، حضر أسقفها مجمع نيقية . كما كانت مقراً للمجمع الذي حاكم بلاجيوس الهرطوقي في 415م
.

وكانت لدة مقرَّاً لكنيسة مسيحية ناشئة في أيام العهد الجديد ، وقد زارها الرسول بطرس “فوجد هناك إنساناً اسمه إينياس مضطجعاً على سرير منذ ثماني سنين ، وكان مفلوجاً، فقال بطرس : يا إينياس يشفيك يسوع المسيح . قم وافرش لنفسك : فقام للوقت ورآه جميع الساكنين في لُدة وسارون الذين رجعوا في الرب” ( أع 9 : 32-35
).

ولما ماتت طابيثا ( غزالة ) من مؤمني يافا ، “وسمع التلاميذ أن بطرس في لدة ، أرسلوا برجلين يطلبان إليه أن لا يتوانى عن أن يجتاز إليهم . فقام بطرس وجاء معهما” وأقام طابيثا من الموت ( أع 9 : 32-42
).

وكانت لدة مسقط رأس القديس جورج ( مارجرجس ) وفيها استشهد في 303م . وتوجد بها آثار كنيسة باسمه . وفي القرن الرابع كانت مقراً لأسقفية سورية
.

وقد شغف الملك ريتشارد – قلب الأسد – ملك انجلترا في رحلته إلى الشام – في أيام الحرب الصليبية الثالثة ، بقصة “مارجرجس” لدرجة أن أصدر ملك انجلترا إدوارد الثالث مرسوماً ملكياً يجعله شفيعاً لانجلترا . واستولى عليها العرب في القرن السابع . ويقول المقدسي – المؤرخ العربي – إنه كان بها مسجد جامع يتسع لعدد كبير من الناس من أهل المدينة والقرى المجاورة
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تاودوتس س

وقد استولى عليها الصليبيون وأعادوا بناءها . ولكن هدمها صلاح الدين بعد موقعة حطين ( في 1191م. ) ، ثم أعيد بناؤها في 1271م. ، ولكن دمرها المغول بعد ذلك ، فلم تستعد المدينة مجدها بعد تلك الضربة ، إلا في العصر الحديث حيث تشتهر بمطارها الكبير
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي