سلوانس

 

الاسم اللاتيني “لسيلا” ، وهو فى اليونانية “سيلا” يعادل “شاول” فى العبرية ومعناه “مسئول” . وكان سلوانس عضواً بارزاً فى كنيسة أورشليم (أع 15 : 22و 23) ورافق الرسول بولس فى معظم رحلته التبشيرية الثانية (أع 15-18
).

وعندما قرر مجمع أورشليم أن المؤمنين من الأمم غير ملزمين بالختان ، اختاروا “يهوذا الملقب برسابا وسيلا رجلين متقدمين فى الإخوة” لمرافقة بولس وبرنابا إلى الكنائس فى أنطاكية وسورية وكيليكية ، ومعهم الرسالة التى كتبوا بها قرارات المجمع ، كما قاموا بشرح هذه القرارات شفاهاً (أع 15 : 22-27) . “ويهوذا وسيلا إذ كانا هما أيضاً نبيين وعظا الإخوة بكلام كثير وشدداهم” (أع 15 : 32
).

وعندما افترق بولس عن برنابا بسبب “يوحنا الذي يدعى مرقس” (أع 15 : 36-39)، اختار بولس سيلا لمرافقته فى رحلته التبشيرية الثانية (أع 15 : 40و 40) . ولا نسمع شيئاً مباشراً عن سيلا إلى أن قبض على بولس وسيلا فى مدينة فيلبي بتهمة إحداث بلبلة فى المدينة، فضربوهما وألقوهما فى السجن ، وضبطت أرجلهما فى المقطرة . ولكن كل هذا لم يمنعهما من أن يصليا فى نصف الليل “ويسبحان الله المسجونون يسمعونهما . فحدثت بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن ، فانفتحت فى الحال الأبواب كلها وانفكت قيود الجميع” (أع 16 : 19-26) . وقد أسفر ذلك عن خلاص السجان وبيته . ولما عرف الحكام أن بولس وسيلا رومانيان ، “جاءوا وتضرعوا إليهما وأخرجوهما وسألوهما أن يخرجا من المدينة” (أع 16 : 37-39) . فغادرا فيلبي واجتازا فى أمفيبوليس وأبولونية وأتيا إلى تسالونيكي (أع 17 : 1) ومنها إلى بيرية ، حيث اضطر بولس أيضاً إلى أثينا ، ولكنه ترك سيلا وتيموثاوس هناك (أع 17 : 14و 15) . ومن أثينا أرسل بولس إليهما أن يأتيا إليه بأسرع ما يمكن ، ولكنهما لم يلحقا ببولس إلا بعد وصوله إلى كورنثوس (أع 18 : 5 وربما 2كو 11 : 9
).

هل تبحث عن  م الإنسان خبرات فى الحياة حكمة أبيجايل ل

ويذكر الرسول بولس كرازته هو وسلوانس وتيموثاوس فى كورنثوس (2كو 1 : 19) وهو ما يتفق مع ما ذكره فى رسالتيه إلى الكنيسة فى تسالونيكي (1تس 1 : 1 ، 2تس 1 : 1) ، اللتين كتبهما من كورنثوس فى رحلته التبشيرية الثانية ، حيث يرسل تحياته وتحياتهما أيضاً إلى الكنيسة فى تسالونيكي ، التي كان سيلا رفيقاً للرسول بولس فى تأسيسها (أع 17 : 1-9) . ويشير الرسول بولس إلى سجنه هو وسيلا فى فيلبي فى قوله : “بعد ما تألمنا قبلاً وبُغي علينا – كما تعلمون – فى فيلبي” (1تس 2 : 1و 2) . كما أن استخدام الرسول بولس لضمير المتكلم – بصيغة الجمع – فى الرسالتين إلى الكنيسة فى تسالونيكي ، دليل على وجود سيلا وتيموثاوس معه فى كورنثوس فى تلك الأثناء
.

ويقول الرسول بطرس فى ختام رسالته الأولى : “بيد سلوانس الأخ الأمين – كما أظن – كتبت إليكم بكلمات قليلة” (1بط 5 : 12) . ولا يمكن الجزم بمرمى هذه العبارة ، فيرى البعض أنها تعنى أكثر من مجرد أنه كان حامل الرسالة ، فقد تعنى أنه كان المدِّون لها بإملاء من الرسول بطرس ، أو لعله هو الذي صاغها فى هذا الأسلوب ، فالمعروف أن مسجلي الرسائل كان لهم قدر كبير من الحرية فى التعبير عن أفكار سادتهم . ومع أن اللغة تكون عادة هي لغة مسجل الرسالة ، إلا أن الأفكار الأساسية هي أفكار السيد الذي أملاها . وفى هذه الحالة يمكن أن يكون بطرس قد وثق فى سلوانس “الأخ الأمين” المؤهل للتعبير عن أفكار بطرس ومشاعره من نحو المؤمنين من الأمم فى آسيا الصغرى (كما يقول “زاهن” فى مقدمته للعهد الجديد) ، وبخاصة أن هناك تشابهاً فى الأفكار والتعبيرات بين رسالة بطرس الرسول الأولى والرسالتين الأولى والثانية إلى الكنيسة فى تسالونيكي والقرار الذي أصدره المجمع الذي انعقد فى أورشليم من الرسل والمشايخ (أع 15) ، وكان سيلا أحد الذين حملوه إلى كنائس الأمم . كما أنهم يقولون إنه من المستبعد أن إنساناً له مثل هذه المكانة بين التلاميذ ، يستخدمه الرسول بطرس مجرد مسجل لرسالته . ومع أن ثمة تفسيرات عديدة لمسألة التشابه فى الأفكار وفى التعبير ، إلا أن افتراض أن سلوانس كان هو المسجل لرسالة الرسول بطرس الأولى ، قد يكون فيه الرد الحاسم على الذين يرفضون الاعتراف بأن بطرس هو كاتب الرسالة ، على أسس لغوية إذ كيف يمكن لصياد غير متعلم ، أن يكتب اليونانية بمثل هذه السلاسة والبلاغة؟
.

هل تبحث عن  هوت طقسى علم اللاهوت الطقسى 40

ثم يقول البعض الآخر إن عدم ذكر اسم سلوانس فى التحية الافتتاحية كما ذكر فى التحية الافتتاحية فى الرسالتين إلى الكنيسة فى تسالونيكي ، وكما أرسل “ترتيوس” كاتب الرسالة إلى الكنيسة فى رومية تحيته (رو 16 : 22) ، لدليل على أن سلوانس قام بدور أصغر من الدور الذي كان يقوم به “المسجل” . وحيث أن عبارة “بيد سلوانس” عبارة غامضة تتسع لكل هذا الاحتمالات ، فليس من السهل القطع بمرماها . وما يسود الرسالة من لهجة اليقين والقوة ، يحملنا على القول بأن كاتبها لابد أن يكون رسولاً لا مجرد مسجل . وعندما يقول بطرس الرسول : “كتبت إليكم بكلمات قليلة ” (1بط 5 : 12) ، فإن هذا لا يعني أنه لم يكتب منها إلا القليل ، بل بالحري أنه كتب الرسالة بإيجاز ، واثقاً من أن سلوانس – الذي سيوفده إليهم – سيقوم بشرح ما يصعب عليهم فهمه منها
.

وللعلاقة بين سلوانس ورسائل الرسولين بولس وبطرس ، ووجود وجوه شبه بين رسالة بطرس الأولى والرسالة إلى العبرانيين ، يقول البعض إن سلوانس هو كاتب الرسالة إلى العبرانيين ، ولكن ليس ثمة دليل على ذلك ، بل هي مجرد مزاعم
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي