شبا
(1)
شبا وددان ابنا رعمة بن كوش (تك 10 : 7
).
(2)
شبا وددان ابنا يقشان بن إبراهيم من زوجته قطورة (تك 25 : 3
).
(3)
شبا أحد أبناء يقطان بن عابر من نسل سام بن نوح (تك 10 : 28
).
ويبدو من هذه الشواهد الثلاثة أن شبا هو اسم قبيلة عربية (والعرب ساميون) وقد يشير القول بأن “شبا وددان” من نسل كوش (تك 10 : 7) إلى أن بعض هذه القبائل السامية هاجرت إلى إثيوبيا عبر باب المندب واختلطت بنسل كوش . كما يشير القول بأن “شبا وددان” من نسل إبراهيم (تك 25 : 3) إلى أن بعض عشائرهما هاجروا إلى الشمال . فالواقع أن شبا كانت قبيلة عربية من نسل يقطان استوطنت جنوبي بلاد العرب (تك 10 : 28) واسم شبا وأسماء بعض اخوته مثل حضرموت وأوزال (صنعاء) مازالت تطلق على أجزاء فى جنوبي شبه الجزيرة العربية
.
ويذكر الكتاب المقدس أن السبئيين أهل سبا أو شبا كانوا يتاجرون فى الذهب والأطيان ، وأنهم كانوا يستوطنون مكانا بعيداً عن فلسطين (انظر 1مل 10 : 2.1 ، إش 60 : 6 ، إرميا 6 : 20 ، حزقيال 27 : 22 ، مز 72 : 15 ، مت 12 : 42) كما يبدو أنهم كانوا يتاجرون فى الرقيق (يؤ 3 : 8) ، أو كانوا غزاة من البدو (أيوب 1 : 15 ، 6 : 19
).
ويقول النسَّابون العرب إن سبا أو شبا هو الحفيد العظيم لقحطان (يقطان) أصل العرب القحطانية ، وهو أبو حمير وكهلان . ويقولون إنه سمي “سبا” لأنه أول من أخذ مسبيين فى الحرب ، وإنه هو الذي أسس “مأرب” عاصمة “سبا” وبنى قلعتها
.
(I)
تاريخهم : ما نعرف عن تاريخ سبا ، إنما نستمده من النقوش التى اكتشفت فى جنوبي بلاد العرب ، التى بدأ التنقيب عنها منذ منتصف القرن التاسع عشر ، وكذلك من العملات المختلفة التى ترجع إلى الحقبة من 150ق.م إلى 150م ، ومن بعض الجغرافيين والمؤرخين العرب وبخاصة الهمداني . كما ورد اسم أحد الملوك السبئيين فى نقش أشوري يرجع إلى 715ق.م وواضح أنه لم يكن أول ملوكهم . كما اكتشفت لهم آثار ترجع إلى ما قبل ذلك التاريخ حتى القرن السادس الميلادي عندما دالت دولتهم
.
وفى البداية اشترك السبئيون فى حكم القبائل العربية فى الجنوب مع حمير وغيرها من القبائل ، ولكن شيئا فشيئا مدت سلطانها حتى شمل كل هذه القبائل بعد بداية العصر المسيحي . ويبدو أن شكل الحكم كان جمهوريا أو نوعاً من حكم الأقلية ، على أن تتناوب عليه القبائل . ويبدو أنه كان هناك أكثر من ملك فى وقت واحد (مثلما نرى فى تث 4 : 47) ويبدو أن الشعب كان يتكون من طبقتين : الاشراف وعامة الشعب ، وكان من حق الأشراف وحدهم بناء القلاع للمشاركة فى الحكم
.
(II)
الديانة : تسجل النقوش أسماء عدد من الآلهة على رأسهم “المقِّي وتعلب” وكان منهم “عشتار” (وهو مذكر عشتاروت) ، ورامون (وهو “رمون” فى الكتاب المقدس) ، والشمس وغيرها . وكان يلحق بعشتار والشمس اسم المكان أو القبيلة (مثل “بعل” فى الكتاب المقدس). وكانت العبادة تشمل تقديم العطايا للمعابد ، وتقديم ذبائح وبخاصة البخور ، والحج والصلوات . كما كانت هناك بعض الطقوس مثل الاغتسال أو الوضوء ، والنذور للاله ، وغير ذلك . وفى مقابل ذلك ، كان الإله يتولى حماية قلعة العابد وآباره وممتلكاته ، كما يمده بالحبوب والخضر والفاكهة ، ويعطيه نسلا من الذكور
.
(
ج) حضارتهم : (1) كانت أهم مهنة عند السبئيين ، الغزو والتجارة . ونجد قائمة بأهم منتجات بلادهم فى نبوءة إشعياء (60 : 6) ، وهى تتفق تماماً مع النقوش الأشورية . وكان أهمها “البخور” الذي بلغ من أهميته أن الكلمة التى تعبر عنه فى لغة السبئيين هي نفسها التى تدل على “الذهب” فى غيرها من اللغات السامية . كما كان للزراعة أهميتها البالغة كما تدل على ذلك نقوشهم
.
(2)
كانت المرأة تشغل أعلى المناصب كما يتضح من قصة ملكة سبا وسليمان . ويبدو أن المرأة كانت تتساوى مع الرجل من جميع الوجوه . وكانت تشغل نفس المناصب المدنية والدبنية بل والعسكرية التى كان يشغلها الرجل . كما يبدو أنهم لم يمارسوا تعدد الزوجات
.
(3)
يعتقد “البروفسور مارجليوت” أن الأبجدية التى كتبت بها نقوش السبئيين هى أساس الأبجدية السامية ، وعنها أخذت كل اللغات السامية . أما الفنون فيبدو أنهم أخذوها عن أشور وفارس واليونان . وعملتهم أشبه بعملات اليونان والرومان ، بينما استخدموا الأوزان الفارسية (الرجا الرجوع إلى “سبا” و “السبئيين
“