شـركة

 

       
الشركة هي مشاركة الآخرين علي أساس شيء مشترك بينهم . ويمكن النظر إلي الشركة المسيحية ، في النقاط التالية
:

(
أ) المشاركة أو الصلة الوثيقة : وشركة المسيحي هي أولاً مع الله (1 يو 1 : 6) ، ومع الرب يسوع المسيح (1 كو 1 : 9) ، ومع الروح القدس (في 2 : 1 ، 2 كو 13 : 14) ، ومع الآب والابن (1 يو 1 : 3 ، يو 14 : 6 و 23 و 26) . ثم شركته مع غيره من المؤمنين (يو 15 : 12 ، 1 يو 3 و 7
) .

(
ب) أساس شركة المؤمنين : أساس الشركة المسيحية ، هو أولاً : الاعتراف الصريح بأن يسوع المسيح هو ابن الله ، وأنه قد جاء في الجسد (1 يو 4 : 2 و 3 ، 2 يو 7-11) ، وأنه مات من “أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا” (رو 4 : 25) . وثانياً : ألا يعيش في خطايا واضحة مثل الزني ، وعبادة الأوثان ، والطمع والسكر (1 كو 5 : 11) ، ومع ذلك فيمكنه أن يختلط ويعمل مع غير المؤمنين-رغم أنه قد تشيع بينهم هذه الخطايا-وذلك لأنه يعيش في العالم ، وإلا فيلزمه أن يخرج منه (يو 17 : 15 ، 1 كو 5 : 10) . ولكن يجب عليه ألا يخالط المسيحيين الذين يرتكبون مثل هذه الخطايا (1 كو 5 : 11) ، مما يرينا مدي خطورة هذه الخطايا ، ليس علي من يقترفها فحسب ،بل وعلي غيره من المؤمنين ، لأن خميرة صغيرة تخمر العجين كله (1 كو 5 : 6
) .

كما أن المؤمن يجب ألا يكون تحت نير مع غير المؤمنين (2 كو 6 : 14-18) . لقد كان الرسول بولس يكتب للمؤمنين الذين تركوا الوثنية منذ عهد قريب ، وإلا أن مبدأ الانفصال عن الوثنية ، ينطبق أيضاً علي الانفصال عمن يعلمون تعاليم خاطئة عن الرب يسوع المسيح (1 يو 4 : 2 و 5 ، 2 يو 7 : 11 ، غل 5 : 9
) .

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ب بيت عادان ن

(
جـ)مجالات الشركة : هناك خمسة مجالات للشركة يستطيع المؤمن أن يستمتع بها
:

1-
الشركة في عشاء الرب (1 كو 10 : 16-21) : وفيما يعترف بإيمانه بذبيحة المسيح الكفارية ، ويخبر بموت الرب إلي أن يجيء ثانية (1 كو 11 : 23-26) . ويعطي الرسول بولس تعليمات دقيقة بخصوص هذه الشركة ، ويأمر المؤمن أن يمتحن نفسه قبل أن يشترك في عشاء الرب (1 كو 11 : 27 و 28
) .

2-
العضوية في الكنيسة : لقد أسس المسيح كنيسته التي هي جسده ، علي أساس الاعتراف به أنه ابن الله مخلص العالم (مت 16 : 18) . وقد “نقض حائط السياج المتوسط” بين اليهود والأمم ..”لكي يخلق الاثنين في نفسه إنسانا واحداً جديداً صانعاً سلاماً” (أف 2 : 14-16) . وقد أحب المسيح الكنيسة-عروسه-وبذل نفسه لأجلها (أف 5 : 25) . وفي الكنيسة المحلية يجد المؤمنون-في شركتهم-الغذاء الروحي للتعليم والبنيان (1 كو 14 : 26 و 31 ، عب 10 : 24 و 25 ، ملاخي 3 : 16) ، والاستمتاع بالشركة في دراسة الكلمة وفي الصلوات (أع 2 : 42
) .

3-
العطاء : ونجد الأمر صريحاً في الرسالة الأولي إلي تيموثاوس (6 : 18) ، وفي الرسالة إلي العبرانيين (13 : 16) . ويمكن أن يشمل العطاء المنتظم (رو 15 : 26 ، 2 كو 8 : 4 ، 9 : 13) ، وقد يشمل عطاء مبالغ كبيرة أو كل ما يمتلكه الشخص ، في أوقات خاصة (أع 4 : 36 و 37 ، 5 : 1-11) . وفي حالة اعطاء الكل ، فان للمعطي كامل السلطان ، أي أنه علي الدوام عطاء اختياري (أع 5 : 4) . وقد يكون ذلك لازماً في بعض الأوقات ، عندما يُقلع الشخص عن خطية الطمع وحب المال ، كما قال الرب للشاب الغني (لو 18-22
) .

4-
الخدمة للقديسين : كما في الجمع الأخرى (أع 11 : 29 ، رو 15 : 25 ، 1 كو 16 : 3 و 4) ، ومعاونة المسيحيين الذين في احتياج (رو 12 : 13 ، 2 كو 8 : 4) ، وغيرهم من الناس ، إذ “حسبما لنا فرصة ، فلنعمل الخير للجميع ولا سيما لأهل الإيمان” (غل 6 : 10 ، عب 13 : 16) . كما يجب علينا أن نتحمل ضعفات الآخرين (رو 15 : 1) ، وأن نعترف بعضنا لبعض بالزلات ، وأن نصلي لأجل بعضنا البعض (يع 5 : 16
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر اللاويين 22

5-
الشركة في الآلام : وهي الآلام التي نتحملها كأعضاء في جسد المسيح “لأنه إن كان عضو واحد يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه” (1 كو 12 : 26) ، إذ إننا بهذا نختبر “شركة آلام المسيح” (في 3 : 10 ، كو 1 : 24
) .

(
د) حدود الشركة : إلي أي مدي يستلزم تعليم الشركة المسيحية إزالة الحواجز الطائفية ، بالاندماج والاتحاد ؟ لقد شغل هذا السؤال الأذهان طيلة نصف القرن الأخير . وفي 1923 اتحدث كل كنائس الميثودست والمستقلين ، 55 % من الكنائس المشيخية في كندا وكونت “الكنيسة المتحدة” . كما تكونت اتحادات أخرى ، بخاصة بين الكنائس البروتستنتية في الولايات المتحدة . ومع تسليمنا بان الكثير من الانقسامات في جسد المسيح ، هي انقسامات لا داعي لها ، بل لها أضرارها ، ولكن التغاضي عن كل الاختلافات لتكوين كنيسة واحدة عظيمة متحدة ، يثير الكثير من التساؤلات ، ويشكل أخطاراً علي الكنيسة
.

لقد صلي الرب يسوع-حقيقة-قائلا : ليكون الجميع واحداً ..كما أننا نحن واحد” (يو 17 : 21 و 22) ، ومع ذلك يجب فحص الأسس التي يقوم عليها الاتحاد ، فأي وحدة تبني علي أساس الجمع بين المؤمنين الحقيقيين بأن المسيح هو ابن الله الوحيد الذي تجسد ومات علي الصليب ليحمل خطاياهم ، وقام بجسد القيامة الممجد في اليوم الثالث ، وأناس أو كنائس لا تؤمن بهذه الحقائق الأساسية ، ولا يمكن أن تكون وحدة كتابية . وليس الأمر قاصراً علي الإيمان بمن هو المسيح ، بل وماذا فعل ، وهل قدم الذبيحة الواحدة الوحيدة الكافية لخلاص الخاطيء من خطيته ، أم أن هذه الذبيحة لا تكفي بدون أعمالنا الصالحة ؟ وهل المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والناس ، أم أن هناك وسطاء آخرين يجب أن نستعين بشفاعتهم ؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة ميتاليبسيس س

لقد صلي المسيح من أجل وحدة الشركة ، وليس من أجل وحدة التنظيم ، وحدة في الحياة الجديدة وفي الروح (2 كو 13 : 14) ، الوحدة التي فيها يتنوع الأعضاء في الجسد الواحد (1 كو 12) . وكما طلب الرب يسوع في صلاته : “أنا فيهم وأنت فيُ ليكونوا مكملين إلي واحد” (يو 17 : 23
) .

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي