نِعـْمة

 

النعمة : الصنيعة والمنة ، وما أُنعم به على الإنسان من رزق ومال وغيره ، واليد البيضاء الصالحة ، فالنعمة هي الإحسان الغامر لمن لا يستحق الإحسان
.

والنعمة في الكتاب المقدس هي ما يمنحه الله مجاناً للإنسان الخاطئ ، بناء على ما عمله المسيح على الصليب لأجله . فهي تتميز عن الرحمة والمحبة ، فيقول الرسول بولس بالروح القدس : ” الله الذي هو غني في الرحمة ، من أجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها ، ونحن أموات بالخطايا ، أحيانا مع المسيح . بالنعمة أنتم مخلصون … لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان ، وذلك ليس منكم ، هو عطية الله ، ليس من أعمال لكى لا يفتخر أحد ” ( أف 4 : 4 – 9
) .

فالرحمة هى التى جعلت الله يدبر – عن طريق بذل ابنه الوحيد – خلاصاً للخطاة . فلو أن الله استطاع أن يخلص ولو نفساً واحدة على أساس رحمته وحدها ، إذاً لاستطاع أن يخلص جميع الناس على نفس هذا الأساس ، ولكان موت المسيح أمراً غير حتمي . ولكن محبة الله – في الجانب الآخر – هي العامل المحرك وراء كل ما عمله الله لخلاص النفس . وحيث أن الله قدوس وبار ، والخطية إساءة بالغة في حقه ، فلم تكن محبته أو رحمته تستطيع أن تعمل بالنعمة ، إلا على أساس التعويض الكافي عن الخطية ، فهذا التعويض هو الذي يتيح الأساس لعمل نعمة الله . فالنعمة إذاً تستبعد كل استحقاق بشري ، ولا تستلزم إلا الإيمان بالمخلص ، ولا يجوز إطلاقاً خلطها بالاستحقاق البشري
.

وعلى هذا الأساس ، فإن نعمة الله لا تضمن الخلاص فحسب ، بل تضمن الأمان والحفظ الكاملين للمخلصين بالإيمان بابن الله ، الرب يسوع المسيح ، بالرغم من عدم كمالهم . فالنعمة تكملِّ المخلصين إلى الأبد ، في نظر الله لأنهم في المسيح ، فالنعمة تمنح المؤمن استحقاق المسيح ومقامه إلى الأبد ( رو 5 : 1 و 2 ، 8 : 1 ) ، ” لأن فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ، وأنتــــــــــم مملـــؤون فيه ( تكملون ” – انظر كتاب الحياة – كو 2 : 9 و 10 ) . فالنعمة إذ لا علاقة لها بالاستحقاق البشرى ، ولم يعد المؤمن ” تحت الناموس ، بل تحت النعمة ” ( رو 6 : 14
) .

هل تبحث عن  ئلة مسيحية المرأة صورة الله ه

ومشكلة الحياة في القداسة تجد حلهـا في إنجيل النعمة ، حيث إنه بالإيمان بالرب يسوع المسيح ، يصبح المؤمن خليقة جديدة ، في مقام جديد تماماً ، إذ أصبح فى المسيح بعد أن كان في آدم ( رو 5 : 12 – 20 ) ، وقـــــد ” اعتمد ليسوع المسيح ” ( رو 6 : 1 – 11 ) ، قد ” مات للخطية مرة واحدة ، والحياة التي يحياها ، فيحياها لله … بالمسيح يسوع ربنا ” ( رو 6 : 10 و 11 ) ومعرفة هذا المقام المجيد في المسيح ، والإيمان به ، يجعلون المؤمن يحيا عملياً – في كل يوم – حسب هذا المقام السامي ، لأن النعمة ” تعلمنا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر . منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ، الذي بذل نفسه لأجلنا ، لكي يفدينا من كل إثم ، ويطهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً في أعمال حسنة ” ( تي 2 : 12 – 15
) .

وهناك مكافآت لحياة الأمانة والقداسة العملية ، ولكن لا يجب الخلط بين هذا الحق ، وبين الخلاص الأبدي الكامل على أساس الإيمان بابن الله الرب يسوع المسيح ، دون أى استحقاق بشرى ، ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية … الذي يؤمن به لا يدان ، والذين لا يؤمن قد دين ، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد ” ( يو 3 : 16 – 18
) .


الحق الحق أقول لكم : ” إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني ، فله حياة أبدية ، ولا يأتي إلى دينونة ، بل قد انتقل ( فعلاً ) من الموت إلى الحياة ” ( يو 5 : 24 ، ارجع أيضاً إلى كو 1 : 13
) .

هل تبحث عن  م الإنسان خبرات فى الحياة حكمتان ن

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي