قايين

 

وهو الابن الأول لآدم وحواء – بعد السقوط – فهو أول إنسان وُلد في العالم. والاسم في العبرية هو نفسه “قاين” (انظر المادة السابقة) فمعناه “رمح أو حدَّاد، ولكنه شبيه بكلمة عبرية أخرى بمعنى “يقتني”، فعندما ولدته حواء “قالت: اقتنيت رجلاً من عند الرب” (تك 4: 1) ظناً منها أن فيه يتحقق وعد الله عن نسل المرأة الذي يسحق راس الحية (تك 3: 15). “وكان قايين عاملاً في الأرض” وقدم قايين “من أثمار الأرض قرباناً للرب، وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه. ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر” (تك 4: 2-5
).

وثمة ثلاثة أراء حول سبب رفض الله لقربان قايين أولها: أن هابيل قدم أفضل ما عنده وهو ما لم يفعله قايين. ولكن ليس في القصة الكتابية دليل واضح على ذلك
.

والسبب الثاني هو أن قايين قدم تقدمة غير دموية على اعتبار أنه لم يكن خاطئاً في حاجة إلى ذبيحة. مما أغضب الله، ويجد هذا الرأي تأييداً لاهوتياً قوياً. ولكنه يفترض أن الله سبق أن حدد نوع القربان الذي يجب أن يُقدَّم له تكفيراً عن الخطية. ويقولون إن الدليل على ذلك هو استخدام صيغة الفعل في العدد الثالث، مما يدل على أن تقديم القرابين لله كان قد أصبح أمراً معتاداً
.

ومع احتمال ما لهذين الرأيين من صواب، إلا أننا نجد في الرسالة إلى العبرانيين سبباً واضحاً، حيث نقرأ: “بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قايين. فبه (بالإيمان) شهد الله أنه بار” (عب 11: 4 ). وهذا معناه أنه لم يكن عند قايين إيمان، وبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (“ارضاء الله” – عب 11: 6
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر العدد 24

وقد وبخ الله قايين على غيظه من أخيه، ولكنه عوضاً عن الاتضاع والاعتراف وطلب المغفرة، قام على هابيل أخيه وقتله (تك 4: 6و7). ولما سأله الله عن أخيه – معطياً إياه فرصة للاعتراف وطلب الغفران – أنكر ما حدث. ولكن الله قال له: “صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض، فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائهاً وهارباً تكون في الأرض” (تك 4: 10-12). وهنا قال قايين للرب: “ذنبي أعظم من أن يحتمل. إنك قد طردتني اليوم من وجه الأرض … فيكون كل من وجدني يقتلني … وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده. فخرج قايين من لدن الرب. وسكن في أرض نود شرقي عدن” (تك 4: 13-16
).

وعرف قايين امرأته، ولا شك أنها كانت من بنات آدم، إذ نقرأ أن آدم عاش “بعد ما ولد شيئاً ثماني مئة سنة وولد بنين وبنات” (تك 5: 4). وولد قايين حنوك، وبنى مدينة ودعاها كاسم ابنه” (تك 4: 17). ومن حنوك أصبح لقايين نسل كثير، خرج منهم “لامك” أو ل شخص نقرأ عنه أنه كان له زوجتان، وأنه ولد يابال الذي كان أباً لساكني الخيام ورعاة المواشي، ويوبال الذي كان أباً لكل ضارب بالعود والمزمار، أي كان أول موسيقار، وتوبال قايين الضارب كل آلة من نحاس وحديد (تك 4: 18-22
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي