قيامة يسوع المسيح

 

أ- أن قيامة الرب يسوع المسيح هي لب الايمان المسيحي ورسالته فالصليب والقيامة هما الموضوعان الرئيسيان في سفر اعمال الرسل والرسائل فيقول الرسول بطرس في كلامه في يوم الخمسين عن الرب يسوع : الذي اقامه الله ناقصا اوجاع الموت ، اذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه ( أع 24:2) ، وهناك الكثير من امثال هذا القول( أع 3: 15،4:10، 5:3، 10:40، 13: 23و 30و 37، 26: 8) ونجد نفس الامر في رسائل الرسول بولس (رو 8: 11، 10: 10، 1 كو 6: 14، 15: 4، 20، 2 كو 4: 14، غل 1: 1، أف 1: 20، 1 تس 1 : 10
) .

كما أن الرب نفسه كثيرا ما جمع بين موته وقيامته ( مت 16: 21، 20: 18 و 19، مرقس 8: 31، 9: 31، 10: 33 و 34, لو 18: 32و33، يو 10: 17 و 18) وكذلك فعل بطرس الرسول ( 1 بط 2:1-4،21،18:3و19) 0

ب- اهمية قيامة المسيح
:

أن قيامة المسيح هي البرهان المعجزي على أن المسيح قد كفر عن الخيطة ( أع 24:2و38،37:13و38،رو4:1) وأنه غلب الموت ( 2 تي 10:1، رؤ18:1) 0 وبالقيامة تبرهن أنه الرب المسيح ( أع 32:2-36( ، وأنه ابن الله بقوة ) رؤ 4:1، في 6:2،11 انظر أيضاً أع 33:13( ، وأنه البكر من الأموات رأس الكنيسة وسيد الخليقة (كو 1: 16-18؛ أف 1: 1923 ؛ أنظر أيضاً أع 1: 3) بل هو نفسه القيامة وواهب الحياة الأبدية (يو 11: 25) وعندما قام من الأموات وجلس فى الاعالى أرسل الروح القدس (أع 2: 23, 38؛ انظر أيضاً يو 15: 26، 16: 7
).

وهو الرب المقام، رئيس الكهنة العظيم، قد دخل مرة واحدة بدم نفسه إلى الأقداس فوجد فداء أبداً (عب8: 1؛ 9: 12) وبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة ، جلس إلى الأبد عن يمين الله 00 لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الابد المقدسين 00 لا يكون بعد قربان عن الخطية ( عب 10:10-17) 0 وهو الأن يشفع فينا ( رو 34:8، 1 يو 1:2) ، اذ هو حي في كل حين ( عب 25:7) 0 وهو وحده الذي له الحق الكامل في أن يلك اختام سفر الدينونة ( رؤ 1:5-7) ، فهو وحده الديان لكل العالم ( يو 21:5و22،أع42:10،31:17،2تي1:4) 0

ج- القيامة والخلاص
: –

لكي يتم التكفير عن خطية الإنسان ، يلزم أن تكون هناك حياة بر كاملة ، في طاعة كاملة لشريعة الله المقدسة ، لكي تقدم لله بلا عيب ، وقد تمم المسيح ذلك في حياته ( رو 19:5،4:10، عب15:4، 8:5و9) 0 كما يجب أن تقدم كفارة كاملة عن خطايا الناس والناموس المكسور الذي يقتضي عقوبة الموت (رو 23:6( وقد تمم المسيح ذلك بالموت نيابة عنا ، وقد اظهر الله رضاءه المطلق عن طاعة المسيح الايجابية والسلبية ، باقامة ابنه من بين الاموات ، وبذلك شهد بأن عمل ابنه لتبريرنا ، قد نال عنده الرشى والقبول التامين ) رو25:4) 0

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس تفاسير أخرى عهد جديد إنجيل يوحنا بنيامين بنكرتن 07

د) القيامة والاخرويات
:

أن قيامة المسيح ضمان للنصرة النهائية الكاملة على الخطية والموت ونتائجهما على الإنسان والخليقة أيضاً ، فلأن المسيح قد قام فسيقوم المؤمنون في قيامة الأجساد ( 1 كو 15) 0 ولأنه قام فستعتق الخليقة من اللعنة 0 فهذا هو تفسير تلك الحقيقة من أن قيامة المؤمنين أي استعلان أبناء الله من خلال فداء أجسادنا ، وعتق الخليقة من عبودية الفساد عند مجئ المسيح ثانية ، يتحدث عنهما الكتاب كامرين متزامنين ( رو 18:8-23، انظر أيضاً إش 6:11-12، 25:65، زك 5:14) 0

هـ) نكرأن القيامة
:

هناك بضع نظريات لنكرأن قيامة المسيح بالجسد 0

(1)
نظرية الخداع : أي أن تلاميذه سرقوا جسده من القبر وخبأه في مكان ما 0 ولكن هذه النظرية لا يمكن أن تعلل كيف أن جماعة من الجبناء المذعورين ، تحولوا إلى رجال شجعان ما بين يوم وليلة كما أنها تتجاهل وجود الحراس الرومان 0 أنها تفترض صدق ما وضعه شيوخ اليهود على فم الحراس – بعد رشوتهم – ليقولوهخ تعليلا لوجود القبر فارغا 0 وحور بعضهم هذه النظرية بالقول أن أعداء المسيح هم الذين سرقوا جسده وخهبأوه ولن لو كان هذا ما حدث ، فكيف لم يظهرو الجسد لدحض اقوال التلاميذ أنه قد قام 0

(2)
نظرية الهذيان : فيزعمون أن التلاميذ قد توهموا أنهم قد رأوا يسوع 0 ولكن هذا الزعم يتعارض مع جسي التلاميذ ليديه ورجليه وجنبه ، كما تحدثوا إليه وأكلوا معه وهو معهم ( لو 42:24،43) ويحوز رتشارد نبور
( R.Niebuhr )
هذه النظرية بادعاء أن التلاميذ كانت ذاكرتهم ممتلئة بالمسيح فتوهموا أنهم رأوه وتكلموا معه بعد قيامته 0 وهي نظرية باطلة لنفس بطلان نظرية الهذيان 0

(3)
نظرية الرؤى : يزعمون أن الله قد اعطى اتباع يسوع رؤى حقيقة ليثبت لهم أن روح يسوع حية 0 ولكن هذه النظرية لا تحل مشكلة القبر الفارغ ، ولا لمس التلاميذ لجسده في ظهوراته المختلفة 0

(4)
نظرية الجسد الروحي المتغير : في محاولة لتفسير وجود الكفن وكل قطعة منه في موضعها كما كانت على الجسد ، وكيف خرج منها الجسد كما خرج أيضاً من باب القبر المغلق ، وادعى البعض – بناء على تفسير مغلوط كما جاء في 1 كو 44:15-أن يسوع قام بجسد روحاني غير مادي ، ولكن يدحض هذا الزعم أنه اكل مع تلاميذه ، كما أن تلاميذه جسوه ، ووضع توما اصبعه في اثر المسامير ، كما وضع يده في اثر الحربة في جنبه ، وهتف قائلا : ربي والهي ( يو 25:21-29) 0

هل تبحث عن  م الكنيسة كنيسة الله الحى 23

(5)
نظرية الاغماء : يزعمون أن يسوع لم يكن قد مات حقيقة ، ولكنه كان قد اغمى عليه ، وأن تلاميذه افاقوه 0 ومعنى هذا أن تلاميذه تورطوا في خديعة ، ولكن المخادعين لا يخاطرون بحياتهم في سبيل خدعة يعلمونها ، كما فعل التلاميذ 0 كما أنها ظلم لشهادة قائد المئة عندما سأله بيلاطس ( مرقس 44:15) ، ولاشك في أنه لم يقل ذلك للوالي إلا بعد أن تيقن من موته ، كما إنها إساءة بالغة للرسل الذين اسسوا الكنيسة على أساس الكرازة بالقيامة شاهدا لله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته ( عب 4:2) 0

(6)
نظرية القبر الخاطئ : يزعم كيرسوب ليك
( Kirsop Lake )
أن النساء ذهبن إلى قبر غير القبر الذي دفن به جسد يسوع ، وهناك قابلهن شخص غريب ، وقال لهن : ليس هو ههنا قهرين منه 0 وواضح أن هذا الزعم محاولة يائسة لاثبات ما كان كيروسوب يؤمن به ، وهو استحالة حدوث معجزة القيامة 0 ولكنه زعم يتعارض تماما مع شهادة الجنود الرومان الذين كانوا يحرسون القبر كما أن القبر الذي ذهبت اليه النسوة كان فارغا والاكفان التي لف فيها جسد يسوع ، كانت هناك ، كل شئ في موضعه 0 كما أن الشخص الذي رأيته لم يقل فقط : ليس هو ههنا بل قال أولاً : لماذ تطلبن الحي بين الاموات ؟ ثم اردف قائلا ليس هو ههنا لكنه قام ) لو 5:24-7) 0

و) البراهيم على قيامة المسيح
:

إن حقيقة قيامة المسيح تقوم على أساس يقينية موته ,دفنه ، وختم القبر ، ووجود الأكفان فى موضعها ، وفي ذكر أكثر من عشرة ظهورات مسجلة للرب المقام وهى
:

(1)
ظهوره لمريم المجدلية (يو 20: 1-18
) .

(2)
ظهوره للنساء الأخريات (مت 28: 9-10
) .

(3)
ظهوره لبطرس بخاصة (1كو 15: 15 ؛ لو 24: 34
) .

(4)
ظهوره لكلوباس ورفيقة وهما فى طريقهما إلى عمواس (لو 24: 13-35
).

(5)
ظهر لعشرة من التلاميذ وهم في حجرة مغلقة (يو 20: 19-25 ؛ لو 24: 36-43
) .

(6)
ظهر لتوما والاخرين معه في الاسبوع التالي لقيامته ( يو 26:20-29) 0

(7)
ظهر لاكثر من 500 تلميذ دفعة واحدة ( 1 كو 6:15) ، والارجح أن هذا حدث في الجليل اتماماً لما جاء في مت 7:28،8 ، مرقس 7:16 ولعلها المناسبة التي امر الرب فيها التلاميذ بالارسالية العظمى ( مت 16:28-20) 0

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر زكريا 08

(8)
ظهر ليعقوب اخي الرب ( 1 كو 7:15) 0

(9)
ظهر لستة من التلاميذ عند بحر الجليل ( يو 1:21-23
)

(10)
ظهر للرسل وربما لغيرهم أيضاً في أورشليم عند صعوده ( لو 52:5:24 ، أع 4:1-5)0

(11)
هناك ظهورات مماثلة يتضمنها القول : الذين اراهم أيضاً نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم ، وهو يظهر لهم اربعين يوما ويتكلم عن الامور المختصة بملكوت الله ( أع3:1)0

(12)
ظهوره لشاول الطرسوسي ( بولس الرسول ) في الطريق إلى دمشق ( أع 3:9-5،6:22-9،12:26-19، 1كو8:15) 0

ومما يقطع تاريخيا بقيامة المسيح
:

(1)
حقيقة التغيير المفاجئ في حياة الرسل ، فقد كان التلاميذ ( الاحد عشر ) جبناء عند الصليب حتى تركوه كلهم وهربوا ( مت 56:26) ، لقد فقدوا الامل وامتلأت قلوبهم حزنا ويأسا يوم السلب ، ولكن في اليوم الثالث – عندما رأوا سيدهم المقام – توهجت قلوبهم بالفرح واليقين كما أن النسوة اللواتي ذهبن إلى القبر ، ذهبن لتحنيط الجسد ، إذ لم تكن القيامة تخطر على بالهن 0 ولكن كل شئ تغير عندما رأين القبر الفارغ وسمعن ما قاله الملاك ، ثم رأين الرب نفسه فايقن من قيامته 0 وهكذا اصبح التلاميذ ابطالا شجعانا مستعدين لبذل حياتهم من أجل ربهم المقام

(2)
حلول الروح القدس في يوم الخمسين تتميما لوعد المسيح ( يو 16:14و26:15،7:16 مع 37:7-39، أع 32:2و33) 0

(3)
تغير يوم العبادة من يوم السبت اليهودي إلى يوم الاحد ، اليوم الذي قام فيه المسيح 0

(4)
النمو السريع المذهل للكنيسة المسيحية 0 لقد مات المسيح مصلوبا ، وهو ما كان يدعو اليهود إلى أن يعتبره ملعونا من الله ( تث 23:21) 0 ومع ذلك فبعد خمسين يوما فقط من صلبه ، امن به عدد كبير منهم ( أع41:2)، بل وعدد كبير من الكهنة ( أع7:6) 0

(5)
وجود العهد الجديد الذي تدور رسالته حول حقيقة القيامة 0 أن قيامة المسيح بالجسد أعظم حقيقة مؤكدة في التاريخ وكما يلخص مريل سي تني
( Merril .C.Tenney )
الامر : أن القيامة وثيقة الصلة بحاجة البشر 00 والحادثة ثابتة أكيدة في التاريخ ، ونتائجها مضمونة للأبدية 0

ومن يدرس كل الحقائق المرتبطة بالقيامة في العهد الجديد ، لابد أن يصل إلى النتيجة التي عبر عنها منذ سنوات ، رئيس أساقفة ارماغ ، وهي : أن قيامة المسيح هي الصخرة التي تحطمت عليها كل معاول النقد دون أن تحدث بها خدشا واحدا 0

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي