هيكل العهد الجديد

 

هناك كلمتان يونانيتان تترجمان إلى ” هيكل ” ، هما هيرون
” ( Hieron ) “
وناوس
” ( Naos ).
والأولى تشير إلى مجموعة أبنية الهيكل فى أورشليم ، أما الثانية فتشير بصورة أكثر تتحديداً إلى ” المقدس ” . ومما يذكر هو أن كتبة رسائل العهد الجديد في وصفهم للكنيسة كهيكل ، يستخدمون كلمة ” ناوس
” .

(1)
الهيكل في الاناجيل
:

دعاه الرب يسوع ” بيت الله ” ( مت 12 :4،مع يو 2 : 16 ) ، وأنه مكان مقدس ويقدس كل ما به ، لأن الله يسكن فيه ( مت 23 : 17 و 21 ) وغيرته لبيت أبيه ، جعلته يظهره ( يو 5 : 17 ) . كما زن المصير الذى كان ينتظر المدينة المقدسة ، جعله يبكى عليها ( لو 19 : 41 – 44 ) . ولكنه كان هو ” أعظم من الهيكل ” ( مت 12 : 6 ) ، كما تنبأ بأن الهيكل سينقض تماماً لا يترك فيه حجر على حجر ( مرقس 13 : 1 و 2 و 14 ) . وهو ما حدث فعلاً على يد الجيوش الرومانية بقيادة تيطس فى 70 م
.

(2)
الهيكل في سفر أعمال الرسل
:

بعد صعود الرب يسوع المسيح ، بدأ الرسل والتلاميذ يجتمعون فى الهيكل فى أورشليم ( أع 2 : 46 ، 3 : 1 – 10 ، 5 : 12 ، 20 و 24 و 42 ) . ولكن يتضح من حديث استفانوس أنهم أدركوا أن الإيمان بالمسيح لا يتفق مع النظام الذي يعبر عنه الهيكل اليهودي ( أع 6 : 11 – 15 ، 7 : 48 – 50 ) . فنجد التلاميذ بعد ذلك مجتمعين فى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس ، للصلاة من أجل بطرس ( أع 12 : 13
) .

(3)
الهيكل في الرسائل
:

كثيراً ما يذكر الرسول بولس فى رسائله أن المؤمنين هم هيكل الله والروح القدس يسكن فيهم ( 1كو 3: 16 و 17 ، 6:19، 2كو6 : 16- 7 :1 ، أف 2: 19 – 22 ) ، ويستشهد الرسول بولس ( 2كو 6 : 61 – 7 : 1 ) بما جاء فى سفر اللاويين ( 26: 12 ) ، ونبوة حزقيال ( 37 : 27 ) ، وتطبيق ذلك على الحياة اليومية ( 2 كو 7 : 1 ، 1كو 6 : 18 – 20 ) . ويفترض ذلك وحدتهم لأن الله واحد ومسكنه واحد ، والانقسام يفسد الهيكل ، مما يستجلب التأديب ( 1 كو 3 : 5 – 17 ) . والصورة المرسومة في الرسالة إلى المؤمنين فى أفسس ، لها تطبيقها التعليمي ، وبخاصة فيما يتعلق بعدم العنصرية في كنيسة الله ، ” لأنه لا فرق إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ” ( رو 3 و 23 ) . ويستخدم الرسول بطرس كلمة ” بيت ” ( عوضا عن هيكل ) ، فيقول للمؤمنين : ” كونوا أنتم أيضاً مبنيين كحجارة حية بيتاً روحياً ، كهنوتاً مقدساً .. ( 1 بط 2 : 4 – 10
) .

(4)
الهيكل في الرسالة إلى العبرانيين
:

يذكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين أن المقدس السماوى هو المثال الذي بُني عليه المسكن الأرضي ، فلم يكن الهيكل اليهودي إلا صورة للمسكن الحقيقي في السماء ( عب 8 : 5 ، 9 : 24 ) ، والذي أصبح من امتياز المؤمنين في العهد الجديد ، الدخول إليه بالإيمان ” حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا صائراً على رتبة ملكي صادق رئيس كهنة إلى الأبد ” ( عب 6 : 19 و 20 ) . فرغم أننا مازلنا على الأرض ، فإن لنا امتياز ” الدخول إلى الأقداس ( السماوية ) بدم يسوع ” ( عب 10 : 19 – 22 ، 12 : 22 – 24
) .

(5)
الهيكل في سفر الرؤيا
:

تقرأ في سفر الرؤيا عن جبل صهيون السماوي حيث رأي الرائي جموع المفديين ( رؤ 14 : 1 ) ، وعن ” أورشليم الجديدة النازلة من السماء ” ( رؤ 3 : 12 ، 21 : 2 – 26) . كما أشار الرائي أيضاً إلى هيكل أورشليم الأرضية ( رؤ 11 : 1ر2
) .

ومن هذا الهيكل السماوي – المكون من جموع المفديين – سيرسل الله دينونته على الأشرار ( رؤ 11 : 19 ، 14 : 15 و 17 و 15 : 5 – 16 : 1
) .

ونقرأ أنه لم يرَ في أورشليم السماوية ” هيكلاً لأن الرب الإله القادر على كل شذء هو والخروف هيكلها ” ( رؤ 21 : 22 ) . وهو بذلك يريد أن يؤكد أن موضوع العبادة سيكون الله وابنه ، حيث ستختفى الحواجز جميعها التى تفصل الإنسان الآن عن الله ، فلا يبقى ما يخبىء الله عن شعبه ، ” وعبيده يخدمونه . وهم سينظرون وجهة ” ( إو 22 : 3 – 5 ، ارجع أيضاً إلى 1 يو 3 : 1ر2 ) ، فهذا هو الامتياز المجيد لكل المؤمنين
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي