ماران أثا

 


ماران أثا” عبارة أرامية استخدمها الرسول بولس في 1 كو 16: 22، وهي تعني: “تعال يا ربنا” أو “ربنا قد أتي
“.

(
أ) -المشكلة اللغوية: من المؤكد أن عبارة “ماران أثا” (مثلها مثل: آمين”، و “هللويا”، و “أبا الآب”) قد استخدمت في العبادة عند المسيحيين الأوائل من اليهود الذين كانت لغتهم السامية هي الأرامية. وحيث أن الرسول بولس كتب رسالته باللغة اليونانية، فقد نقل العبارة بلفظها بحروف يونانية، وهي عملية تؤدي أحيانا إلي شيء من الغموض. وعلاوة علي ذلك، فإن الكلمات في المخطوطات القديمة لم تكن تكتب منفصلة، ولآن “ماران أثا” تتكون أصلاً من كلمتين، فإنه يمكن تحليلها علي وجوه مختلفة
.

       
ويتفق غالبية العلماء علي ان الكلمة الأولي هي “ماران” (أو “مارانا”) ومعناها “يارب” (أو “يا” ربنا)، وأن الكلمة الثانية هي كلمة مشتقة من الفعل “يأتي”. ويمكن أخذ هذه الصيغة من الفعل علي أنها صلاة (صيغة الطلب من الفعل “يأتي”) بمعني “تعال”، أو قد “أتى”. وهناك خمسة احتمالات لتفسيرها
:

       
فإذا أخذت العبارة الأولي علي أنها “طلب” أي “صلاة”، فيكون الرسول بولس يصلي طالباً حضور الرب يسوع بالروح، وبخاصة في اجتماع عشاء الرب، أو أنه يطلب مجيء المسيح ثانية
.

       
أما إذا أخذت العبارة علي أنها “فعل تام”، فقد تشير إلي مجيء الرب يسوع في التجسد، كما قد تعني “ربنا حاضر” سواء بالنسبة لاجتماع عشاء الرب، أو- علي الأخص- إشارة إلي حضور الرب في الاجتماع حسب وعده في إنجيل متى (18: 20)، أو قد تعني “ربنا آت”، وإن كان بعض علماء اللغة الأرامية البارزين ينكرون هذا المعني
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد قديم سفر المزامير 33

       
ومما يؤيد أخذ العبارة علي أنها “فعل تام” هو أن النسخة السريانية (وهي نوع من الأرامية) تترجم الفعل بصيغة الفعل التام، علاوة علي أن آباء الكنيسة الأوائل فسروها بهذا المعني. ولكن هناك غالبية من العلماء يعتقدون أن هذا التفسير لا يتفق تماماً مع سياق الكلام، كما أنها إذ أخذت علي أنها “طلب” (صلاة) فهناك آيات أخري تدعم هذا الرأي (ارجع إلي في 4: 5 ب، 1 بط 4: 7أ، وبخاصة رؤ 22: 20ب. وقد تكون جميعها ترجمة لعبارة “ماران أثا
“).

(
ب) -الأهمية اللاهوتية: إن عبارة “ماران أثا” تحمل دليلاً قوياً علي اعتراف الكنيسة منذ البداية بربوبية يسوع المسيح
.

       –
كما أن عبارة “ماران أثا” عقب قول الرسول: “إن كان أحد لا يحب الرب يسوع فليكن أناثيما” (1 كو 16: 22)مباشرة، جعلت الكثيرين ينظرون إلي عبارة “ماران أثا” لجزء من اللعنة نفسها: “فليكن أناثيما. ماران أثا”، باعتبار أن طلاب مجيء الرب يسوع إنما هو لتنفيذ الدينونة. وقد انعقد مجمع كنسي في القرن السابع، وأصدر قرار ضد المنشقين يحمل هذه الكلمات: “أناثيما ماران أثا، ليدان عند مجيء الرب
“.

       –
وبدون إنكار العلاقة بين “ماران أثا” و “أناثيما”، فإن بعض العلماء يفضلون ربطها بشدة بعشاء الرب. ورغم أن هذا الرباط لا يبدو واضحاً في 1 كو 16، فإن أقوال الرسول بولس في الأصحاح الحادي عشر من نفس الرسالة عن عشاء الرب، يجمع بين مجيء الرب والدينونة لمن يأكل بدون استحقاق (1 كو 11: 26- 29). كما ان كتاب “تعليم الرسل” (“الديداك”، من القرن الثاني) يذكر في وصفه لعشاء الرب صلاة تنتهي بهذه الكلمات: “أوصنا لإله داود، إذا كان إنسان مقدساً، فليتقدم، أما إذا لم يكن فليتب. ماران أثا، آمين” (الفصل 10: 6
).

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة أنطاكية تاريخ كنيسة أنطاكية 19

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي