فلسفة

 


فلسفة” كلمة يونانية معناها ” محبة الحكمة” وكانت تستخدم في اليونانية الكلاسيكية للدلالة على البحث عن الحكمة والمعرفة العلمية، أو على هذه المعرفة نفسها، وفي نفس العصر الهليني اتسع مفهوم الكلمة وأصبح اكثر شمولاً، إذ تضمن الفلسفة الأدبية والتأملات الدينية، بل اتسع حتى شمل السِحر. واستخدم يوسيفوس – المؤرخ اليهودي- كلمة ” فلسفة” بمعناها العام، فوصف المذاهب اليهودية الثلاثة بأنها ثلاث مدارس فلسفية. وبهذا المفهوم يستخدمها الرسول بولس في رسالته إلي الكنيسة في كولوسي(2 : 8)، فهو يقصد بها تعليم بعض نٌسّاك اليهود الذين انشغلوا بالتفكير في الملائكة ( كو 2 : 18 ) ، وتمسكوا بالطقوس بصورة اشد مما في ناموس موسى(كو 2 : 20 – 23). ” حسب تقليد الناس، حسب أركان العالم وليس حسب المسيح. فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً” ( كو 2 : 8 و 9- انظر أيضاً 1 : 15-20
).

وفي أثينا قابله قوم من الفلاسفة “الأبيكوريين والرواقيين ” (أع 17 : 18 – 23)، وظنوه ” ينادي لهم بآلهة غريبة، لأنه كان يبشرهم بيسوع والقيامة”.، فأخذوه إلى ” أريوس باغوس” حيث اتخذ من وجود مذبح لهم مكتوب عليه ” لإله مجهول، مدخلاً للمناداة لهم برسالة الإنجيل، مستخدماً بعض أقوال بعض شعرائهم لتأييد أقواله
.

ويكتب الرسول بولس عن ولع اليونانيين بالبحث في الحكمة ( 1كو 1: 18 : – 24 )، ويقارن بين حكمتهم وحكمة الله التي أعلنت في صليب الرب يسوع المسيح،فيقول إن المسيح أرسله ليبشر ” لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح، ” فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين، فهي قوة الله ” فالإنجيل من البساطة بحيث يستطيع أبسط الناس فهمه والإيمان بالمسيح لنوال الحياة الأبدية، وفي نفس الوقت هو عميق جداً حتى عن أذكى الناس لا يستطيع استيعاب أعماقه أو سبر غوره ( 1كو 1 : 24 و 25 انظر أيضاً رو 11 : 33- 36
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أزني أزنيون ن

ويستطيع المسيحي تقديم تفسير حاسم لأصل العالم والإنسان ، ومصيرهما ، وذلك من الكتاب المقدس الذي تؤيده الدراسات العلمية الصحيحة. فالمسيحي إذاً فيلسوف، بل هو الفيلسوف الذي يستطيع تقديم أدق الإجابات وأشملها. وعندما يقف المسيحي في حلبة الفلسفة، ليس عليه أن يخشى شيئاً من موقف، إذ إنه يستند على عمودين راسخين: الملاحظات العلمية والإعلان السماوي.( يمكن الرجوع أيضاً إلى مادة ” الأبيكوريين” في موضعها من المجلد الأول ، ومادة “الأخلاق” في المجلد الثالث، ومادة ” الرواقيين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي