سها – يسهو

 

سها عن الشيء – أو فيه – سهوا غفل عنه . وفعله سهواً أي عن غفلة أو عن جهل ، أي عن غير عمد . وقد هيأ الله فى العهد القديم وسيلة للتكفير عن خطايا السهو . وكانت الوسيلة هي تقديم ذبيحة معينة فى كل حالة (انظر لا 4 : 1-6 : 7) ، رمزاً لذبيحة المسيح الكاملة
.

وهذه الخطايا لم تكن بالضرورة عن غفلة ، بل عن غير قصد نتيجة ضعف أو تردد . فكان يلزم التكفير عنها لأنها لم تصدر عن قصد التمرد أو العصيان لشريعة الله . أما الذين كانوا يحتقرون كلمة الله ويرتكبون الشر عن عمد فكان لابد أن يُقطعوا من بين الشعب إذ لم يكن لهم علاج حسب القول : “وأما النفس التى تعمل بيد رفيعة… فهي تزدري بالرب ، فتقطع تلك النفس من بين شعبها ، لأنها احتقرت كلام الرب ونقضت وصيته . قطعاً تقطع تلك النفس . ذنبها عليها” (عد 15 : 30و31
).

وتستخدم فى هذا المعنى الكلمة اليونانية “أجنويا
” (agnoia)
بمعنى الجهل أو عدم المعرفة . وقد كتب الرسول بولس مراراً : “لست أريد أن تجهلوا أيها الإخوة” (رو 1 : 13 ، 11 : 25 ، 1كو 10 : 1 ، 12 : 1 …إلخ) كما قال : “لكننى رُحمت لأني فعلت بجهل فى عدم إيمان” (1تي 1 : 13). وعندما وقف يكرز فى أثينا ، قال لهم : “الله الآن يأمر جميع الناس فى كل مكان أن يتوبوا متغاضيا عن أزمنة الجهل” (أع 17 : 30
).

وفى الجانب الآخر ، يرتبط الجهل فى غير المؤمنين بغلاظة القلب : “إذ هم مظلمو الفكر ومتجنبون عن حياة الله بسبب الجهل الذى فيهم بسبب غلاظة قلوبهم” (أف 4 : 18) ، لأن “إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل المسيح الذى هو صورة الله” (2كو 4 : 4) وهم بلا عذر لأنهم “يحجزون الحق بالإثم ، إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم . لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولا هوته حتى إنهم بلا عذر
” (

هل تبحث عن  م الأباء مكاريوس الكبير عظات مكاريوس الكبير 26

رو 1 : 18-32 ، 2بط 3 : 5 ، انظر أيضا رو 10 : 3
).

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي