مصالحة

Reconciliation

مقدمة

أولاً: مصالحتنا مع الله بالمسيح

1.
المبادرة من الله
:

2.
نتائج المصالحة
:

3.
خدمة المصالحة
:

4.
قبول عطية الله
:

ثانياً: المصالحة الكونية

1.
مصالحة الخليقة
:

2.
مصالحة اليهود والوثنيين
:

 

 

مقدمة

منذ العهد القديم، والله يعدٌ البشر لإتمام المصالحة التامة مع ذاته، بإظهار عفوه المتكرر لهم. فكشف بذلك أنه “إله الرحمة والرأفة” (خروج 34: 6)، الذي يتنازل من تلقاء ذاته عن “وغر غضبه” (مزمور 85: 4، انظر 3،1: 8- 12) “ويتكلم بالسلام لشعبه” (أنظر مزمور 85: 9). لقد نقض إسرائيل عهد سيناء بخطاياه. لكنّ الله بدل أن يسلّم بالأمر الواقع، يأخذ بذاته المبادرة ويعد بعهد جديد أبدي (إرميا 31: 31- 33، حزقيال 36: 24- 30) فالكلام هنا- رغم اختلاف التعبير ينمّ عن مصالحة يعرضها الله على عروسه الخائنة (هوشع 2: 16- 22)، وعلى بنيه المتمردين (حزقيال 18: 31- 32). وكلّ طقوس التكفير في العبادة الموسوية، المرتبة من أجل التطهير من كل أنواع الخطايا، كانت تهدف في النهاية إلى مصالحة الإنسان مع الله. ومع ذلك فإنه لم يكن قد حان الوقت بعد للمغفرة التامة للخطايا، وكان المؤمنون بالله الحق في انتظار شيء أفضل (راجع 2 مكابيين 1: 5، 7: 33، 8: 29
).

لقد أتمّ يسوع المسيح “الوسيط بين الله والناس” (1تيموتاوس 2: 5) المصالحة الكاملة والنهائية. وليست المصالحة سوى جانب واحد من عمل الفداء. ومع ذلك فمن الحق المشروع أن نعرض سر الخلاص من هذا الجانب بالذات في ضوء نصوص بولس الرسول (رومة 5: 10- 11، 2 كورنتس 5: 18- 20، أفسس 2: 16، 17، كولسي1: 20- 22
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر دانيال 02

أولاً: مصالحتنا مع الله بالمسيح

1.
المبادرة من الله
:

إِن الإنسان بذاته يعجز عن مصالحة نفسه مع الخالق بعد أن أهانه بخطيئته. فعمل الله هو هنا الأول والآخر الحاسم، “وهذا كله من الله الذي صالحنا على يد المسيح” (2 كورنتس 5: 18). لقد أحبنا من قبل” ونحن أعداء” (رومة 5: 18)، وفي الأوان “مات المسيح من أجلنا” (رومة 5: 10)، وسر مصالحتنا متصل بسرّ الصليب (راجع أفسس 2: 16)، وبسر “المحبة العظمى” التي أحبنا بها (راجع أفسس 2: 4
).

2.
نتائج المصالحة
:

لا يعود الله يحسب بعد على البشر زلاتهم (راجع 2 كورنتس 5: 19)، لكنّ عمل الله وهو أبعد من أن يكون مجرد عمل اعتباري أو قانوني، يُعدّ بالأحرى، على حد قول الرسول بولس، “خلقاً جديداً (2 كورنتس 5: 17). فالمصالحة تقتضي تجديداً كاملاً لمن ينتفعون بها، وتتضمن التبرير (رومة 5: 9- 10)، والتقديس (كولسي 1: 21- 22). فحتى ذلك الوقت كنا أعداء لله بسلوكنا الشرير (رومة 1: 30، 8: 7)، لكننا الآن قادرون على أن “نفخر بالله” (رومة 5 : 11) الذي يريد” أن يجعلنا في حضرته قديسين بلا عيب ولا لوم” ( كولسي1 : 22)، بالمسيح الذي “لنا به جميعنا سبيلا ًإلى الآب في روح واحد” (أفسس 2: 18
).

3.
خدمة المصالحة
:

إن كل عمل الخلاص قد أكمل فعلاً من جانب الله، ولكنه من وجهة نظر أخرى فهو لا يزال في مرحلة التحقيق حتى ظهور المسيح في مجده. وعليه، فيستطيع بولس الرسول أن يصف النشاط الرسولي بأنه “خدمة المصالحة” (2 كورنتس 5: 18). والرسل بأنهم سفراء للمسيح، وقد حملوا رسالة “كلمة المصالحة” (5 : 19- 20
).

هل تبحث عن  م الأباء أغسطينوس الروح والحرف 58

وهناك ورقة بردي قديمة تتحدّث، عن “إنجيل لمصالحة” وهذا هو مضمون البشارة الرسولية (راجع أفسس 6: 15: “إنجيل السلام”). وعليه، فسوف يبذل خدام الإنجيل جهدهم في خدمتهم، على مثال بولس الرسول، لكي يكونوا من جانبهم صانعي السلام الذي به ينادون (2 كورنتس 6: 4- 13
).

4.
قبول عطية الله
:

إن كان الله هو العامل الأول والرئيسي للمصالحة، فهذا لا يعني أن يكون موقف الإنسان سلبيّاً محضاً. وإنما عليه أن يقبل عطية الله. فعمل الله لا يأتي بثمر إلا في الذين يتجاوبون معه بالإيمان. ولهذا نشاهد بولس الرسول يصرخ بشدّة: “نسألكم باسم المسيح أن تصالحوا الله” (2 كورنتس 5: 20
).

ثانياً: المصالحة الكونية

1.
مصالحة الخليقة
:

عندما تحدّث بولس الرسول عن مصالحة العالم(2 كورنتس 5: 19، رومة 11: 15)، كان يواجه خاصة- حتى ذلك الوقت- البشر الخطأة، دون أن يغفل عن تضامن الكون المادي ذاته مع الإنسان، وضرورة الاشتراك معه في التحرير (راجع رومة 8: 19- 22). وفي رسائل الأسر أي رسائله إلى أهل كولسي و أفسس، يتّسع الأفق أمام الرسول فيشمل الكون كله “سواء في الأرض” أو “في السموات” (كولسي 1: 20): “فإذا تصالح الناس مع الله بدم الصليب، تصالحوا أيضاً مع الأرواح السماوية”. فقد انقضى الآن الموقف العدائي الذي كانت القوات الملائكية قد تتخذه منا في ظلّ حكم الشريعة القديمة (راجع كولسي 2: 15
).

2.
مصالحة اليهود والوثنيين
:

يتوّ بولس تعاليمه في رسالته إلى أهل أفسس 2: 11 11- 22، حيث يلقي الضوء كاملاً على عمل المسيح الذي هو “سلامنا” (2: 14)، ولاسيما على البركات العجيبة التي يمنحها للمؤمنين الآتين من الوثنية. فإنهم يندمجون ضمن الشعب المختار، هم واليهود، على قدم المساواة. فقد انتهى عهد الفصل والبغض. وأصبح كل البشر يكوّنون في المسيح جسداً واحداً. (2: 21). ولم يعبأ رسول الأمم بالآلام المجيدة التي يتعرّض لها من جراء التبشير بهذا السرّ الذي أؤتمن عليه (أفسس 3: 1-13
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ح حلزون ن

ولئن كان بولس الباحث المتعمّق والملهم في المصالحة وخادمها الذي لا يكلّ، فصانعها الأساسي هو يسوع الذي أتمّها بذبيحته “في جسده البشري” (كولسي 1: 22)، وهو أول من ركّز على متطلباتها العميقة: فالخاطئ الذي صالحه الله لا يستطيع أن يقدّم إليه عبادة مرضية إن لم يذهب أولاً ليتصالح هو نفسه مع أخيه (متى 5: 23- 24
).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي