فدية

 

نحن هنا في جو الخلاص و الفداء. مع فعلين (ف د هـ. ج أ ل) يرتبطان بخبرة البشر في العهد القديم. 1) فدى (ف د هـ). ينتمي هذا الفعل إلى لغة التجارة. فبين الأبكار الذين يخصّون الله (هم حقّ له) (خر 13 :12؛ 22 :28-29؛ 34 :19؛ عد 3 :13)، أبكار الإنسان (خر 13 :13، 15؛ 34 :20؛ عد 18 :15)، والحمار (خر 13 :13؛ 34 :20)، والحيوان النجس (عد 18 :15؛ لا 27 :27)، تفتدى بحسب سعر محدَّد (خر 13 :13؛ 34 :20؛ عد 3 :46-51؛ 18 :15-16). والسرية العبدة قد تُفتدى (خر 21 :8؛ لا 19 :20) حسب سعر متّفق عليه، أو حسب سعر العبيد (خر 21 :32). وصاحب ثور أفلت فسبّب الموت لرجل، يُقتل ولكن يمكن دفع فدية (ك ف ر) يدفعها صاحبه فدية (ف د ي و ن) عن حياته. ولكن لا فدية إطلاقًا للإنسان الذي “حرِّم” (لا 27 :29) ولا أمام شريعة الموت التي لا تردّ : لا يستطيع الإنسان أن يشتري فديته ولا أن يدفع فديته إلى الله (مز 49 :8-9). غير أنّنا نلاحظ استعمالاً لاتجاريًّا للفعل (1صم 14 :45) : افتدى الشعب يوناثان فتشفّع له. وكل ذكْر لثمن الفدية يزول حين يكون الحديث عن عمل الله الخلاصي من أجل اسرائيل الذي “يفتديه” من مصر (تث 7 :8؛ 9 :26؛ 13 :6؛ 15 :15)، من المنفى (إش 50 :2؛ 51 :11؛ إر 31 :11)، من خطاياه (مز 301 :8)، من ضيقاته (مز 25 :22)، من أجل أعضاء شعبه (2صم 4 :9؛ 1 مل 1 :29؛ إر 15 :21؛ مز 26 :11؛ 31 :6؛ 34 :23؛ 44 :27؛ 55 :19؛ 69 :19؛ 71 :23؛ 119 :134؛ أي 5 :20؛ 6 :23؛ 33 :28). 2) تولّى (ج أ ل). ينتمي هذا الفعل إلى الحقّ العائليّ القديم. فالوالي (صيغة اسم الفاعل) هو أقرب الأقرباء (لا 25 :25، 49) الذي يحقّ له الافتداء (ج ا و ل هـ، لا 25 :24؛ را 2 :20؛ 3 :9-13؛ 4 :4-7؛ إر 32 :7)، الذي يجب عليه أن يدافع عن أخصّائه، لكي يحافظ على الإرث العائلي (لا 25 :23-28)، أو يحرّر أخًا سقط في العبوديّة (لا 25 :47-53)، أو يحمي أرملة (را 3 :9، 12؛ يش 20 :3، 5، 9؛ 2صم 14 :11). الفكرة الأساسيّة هي فكرة المدافع والمحامي عن مصالح المجموعة وأعضائها. ولا تتدخّل الوجهة التجاريّة إلاّ في درجة ثانية وفي حال افتداء أخ سقط في الضيق، بالمال (لا 25 :26-27، 49-53). وتزول هذه الوجهة كليًّا في الاستعمال الدينيّ الذي يحتفظ بأمور عائليّة مؤسّسة على المواعيد والعهد. يهوه هو وليّ (محامي، فادي) اسرائيل، الذي يتولّى أمره (يفتديه) من مصر (خر 6 :5-6؛ 15 :13؛ مز 74 :2؛ 77 :16؛ 78 :35؛ 106 :10)، من المنفى (إر 50 :34؛ إش 54 :5، 8). وهو وليّ اليتامى (أم 23 :11) والإنسان المضايَق (مز 69 :19؛ 72 :14؛ 103 :4؛ 107 :2) والبارّ الذي يمرّ في المحنة (مز 19 :15؛ 191 :541؛ أي 19 :25). يرد هذا الفعل 19 مرّة في أش الثاني الذي يشدّد من جهة أخرى على مجانيّة الخلاص (45 :13؛ 52 :3)، بعد أن صارت الفدية (43 :3-4) صورة عن ثمن اسرائيل في نظر يهوه
.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ج جديروت 1

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي