ولادة المسيح من عذراء

 

إن قصتي ولادة المسيح في إنجيلي متى ولوقا ، قصتان مستقلتان تماماً ، ولكنهما ، كلتيهما ، تقرران أنه وُلد من عذراء بعمل الروح القدس دون أب بشري ، فتقرأ في إنجيلي متى : ” أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا : لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف ، قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى من الروح القدس . فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها ، أراد تخليتها سرّاً ، ولكن فيما هو متفكر في هذه الأمور ، إذا ملاك الرب قد ظهر له في الحلم قائلاً : يا يوسف بن داود ، لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك ، لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس ” ( مت 1 : 18 – 20
).

ونقرأ في إنجيل لوقا : ” وفي الشهر السادس ( لأليصابات ) أُرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة ، إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف ، واسم العذراء مريم . فدخل إليها الملاك وقال : سلام أيتها المنعم عليها ، الرب معك ، مباركة أنت في النساء ، فلما رأته اضطربت من كلامه ، وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية . فقال لها الملاك : لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله . وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع . هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى ، ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه . ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية . فقالت مريم للملاك : كيف يكون هذا وأنما لست أعرف رجلا ؟ فأجاب الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله ” ( لو 1 : 26 – 35
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تيصي 1

وهناك إشارات في سائر أسفار العهد الجديد ، إلى هذه الحقيقة . وقد لا يكون بعض هذه الإشارات إشارات مباشرة ، ولكن دلالتها واضحة . فمرقس – مثلاً – لا يروي قصة الميلاد . بل يبدأ من حيث كان يبدأ المبشرون في سفر أعمال الرسل ، أي من بدء خدمة يوحنا المعمدان ، ولكنه يستهل إنجيله بالقول : ” بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله ” ( مرقس 1 : 1 ) ، وفي هذا الدليل – أقوى الدليل – على أن ” يسوع المسيح ” لم يكن له أب من البشر . كما أنه يسجل تساؤل الكثيرين عندما سمعوا تعليم الرب يسوع المسيح ورأوا القوات التي صنعها : ” أليس هذا هو النجار ابن مريم ” ( مرقس 6 : 3 ) ، فهو لا ينسبه لأب من البشر
.

ويستخدم الرسول بولس عبارات تتضمن حقيقة ولادة المسيح من عذراء ، فيستهل رسالته إلى الكنيسة في رومية بالقول : ” بولس عبد يسوع المسيح … لإنجيل الله ، الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة ، عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد ” ( رو 1 : 1 – 3
).

وفي الرسالة الأولى للكنيسة في كورونثوس ، يكتب : ” هكذا مكتوب أيضاً : صار آدم الإنسان الأول نفساً حية ، وآدم الأخير روحاً محيياً ” ( 1 كو 15 : 45 ) ، وكأنه يقول : كما أن آدم جاء بمعجزة الخلق من الله مباشرة ، هكذا يسوع المسيح أيضاً جاء دون زرع بشري . ويجمع ” ايريناوس ” – فعلاً – بين هذه المقارنة وبين مولد المسيح العذراوي
.

وفي الرسالة إلى الكنيسة في غلاطية ، يكتب الرسول بالروح القدس : ” ولكن لما جاء ملء الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة ، مولوداً تحت الناموس ” ( غل 4 : 4 ) ، وهي عبارة واضحة الدلالة على ان يسوع المسيح هو ” ابن الله ” الذي ولد من ” امرأة ” ، وهي لم ” تعرف رجلاً ” كما قالت هي نفسها للملاك ( لو 1 : 34
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ف فرْقه فِرَق ق

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي