مملكة يهوذا

 

مملكة يهوذا كانت إحدى المملكتين اللتين انقسمت إليهما الأمة اليهودية بعد موت سليمان
.

1 –
بداية المملكة
:

كان أسباط إسرائيل الأثنا عشر ، يكونون مملكة متحدة تحت حكم داود وسليمان . واستمرت أسرة داود تحكم في أورشليم حتى قضى على المملكة الجنوبية (يهوذا) في 586 ق.م . على يد نبوخذ نصر ملك بابل . ولكن سلطة الأسرة ونفوذها أصبحا محدودين بشدة بعد انقسام المملكة عند موت سليمان فى 936 ق.م. لقد حدث توتر شديد بين المملكتين الشمالية والجنوبية ، بين رحبعام ملك يهوذا ( ابن سليمان ) ويربعام بن نباط من سبط أفرايم ، ملك المملكة الشمالية ( إسرائيل ) فقد نجح يربعام في حركته الانفصالية ، وأصبح أول ملك للملكة الشمالية ، بينما احتفظ رحبعام بعرض المملكة الجنوبية ( يهوذا
) .

2 –
حدود مملكة يهوذا
:

كانت مملكة يهوذا تتضم ، علاوة على سبط يهوذا ، معظم سبط بنيامين ثم سبط شمعون في أقصى الجنوب ، ولما اشتدت سواعد سبط يهوذا ، بسطوا سلطانهم على كل بنيامين وشمعون . وكان لموقع مملكة يهوذا أثاره الهامة على ثقافة الشعب وتاريخه ” وكان الحد الغربي ليهوذا هو البحر المتوسط ، والحد الشرقى نهر الأردن والبحر الميت . وفي الجنوب كانت البرية التى كان يلزم لتعميرها أنشاء نظام للري . وفي الشمال لم يكن ثمة فاصل طبيعي بن يهوذا وسائر أسباط إسرائيل ، فكان الحد الفاصل يتأرجح شمالاً وجنوباً حول بيت إيل ، يمتد تقريباً من نقطة تبعد قليلا إلى الشمال من يافا على البحر المتوسط ، إلى نقطة على نهر الأردن تبعد نحو ثلاثة عشر ميلا إلى الشمال من الطرف الشمالي للبحر الميت ، وعلى هذا التخم كانت توجد حصون مخماس والرامة وجبعون وبيت إيل وغيرها . فكانت مملكة يهوذا أشبه بمربع طول ضلعه نحو 54 ميلاً
.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 00

وكانت هذه المساحة تضم مناطق متنوعة التضاريس والمناخ والموارد . ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسية ك السهل الساحلي ، والمنطقة التى تليه شرقاً ، ثم منطقة المرتفعات . وفي الواقع لم يسيطر بنو إسرائيل على السهل الساحلي تماماً بسبب سيطرة الفلسطينيين عليه ، حتى أصبح هذا السهل الساحلي يُعرف باسم ” أرض الفلسطينيين ” ( 2 مل 8 : 2 ) ولكن هذا الساحل شبه المستقيم ، لم يتيح الإمكانات لإقامة الكثير من المواني لتنشيط التجارة ، كما هو الحال فى شاطي فينيقية كثير التعاريج
.

وإلى الشرق من هذا السهل الساحلي ، كانت توجد منطقة قليلة الارتفاع ( يش 11 : 2 و 16 ) جرت فيها معارك كثيرة بين بني إسرائيل والفلسطينيين ، وكانت تقع فيها حصون غريقة ، وبيت شمس ، ودبير ، ولخــيش ، ولبنة . وكانت هذه المنطقة بالغة الأهمية ليهوذا لأسباب دفاعية ، كما أيضاً لثروتها الغنية بأشجار الزيتون على المرتفعات ، وحقول الحنطة في الوديان ، ويفصل المنطقة قليلة الارتفاع ( الشفيلة ) عن سلسلة الجبال الوسطى ، عدة وديان ، أشهرها وادي عجلون
.

وتبلغ مساحة إقليم المرتفعات نحو خمسة وثلاثين ميلا طولاً وخمسة عشر ميلا عرضاً . وفي الطريق من السامرة إلى أورشليم تنخفض المرتفعات إلى نحو 2500 – 2600 قدم فوق مستوى سطح البحر ، ثم تعاود الارتفاع جنوبي أورشليم فيبلغ أقصى ارتفاع لها –37ر3 قدماً ، إلى الشمال مباشرة من حبرون . وقد كان لهذه المنطقة من الأثر فى حياة الشعب ، أكثر مما كان لأي منطقة جغرافية أخرى ، فقد أدى وجود الجبال إلى هطول الأمطار بصورة كافية ، على السفوح الغربية ، فالسحب القادمة من البحر المتوسط نهطل أمطاراً تبعث الحياة في الإقليم . أما المنحدرات الشرقية فهى ” برية يهوذا “( قض 1 : 16 ) ، وهى أرض جرداء ، تتخللها وديان تنحدر نحو الأردن والبر الميت إلى عمق 291ر1 قدماً تحت مستوى سطح البحر ، فهو انحدار حاد لا يتيح المجال لزراعة كافية
.

هل تبحث عن  م الأباء مكاريوس الكبير عظات مكاريوس الكبير 16

وفي هذا الجزء الشرقي من البلاد كانت تقع أريحا وعين جدي وقمران وماسادا
.

3 –
تاريخ مملكة يهوذا
:

شغلت أسرة داود عرش مملكة يهوذا على مدى تاريخها ، وكانت عاصمتها أورشليم ، مما أعطى مملكة يهوذا ثباتا كانت تفتقر إليه المملكة الشمالية . ونجد تاريخها مسجلا في 1 مل 12 – 2 مل 25 ، 2 أخ 10 – 36 ) ، وفي كتابات الأنبياء المعاصرين ، وإليك جدولاً بملوك يهوذا والتاريخ المرجح لكل منهم
:

يمكن تقسيم تاريخ مملكة يهوذا بالنسبة لعلاقاتها بالأمم الأخرى ( إسرائيل – أشور – بابل ) ، فالفترة الأولى تمتد من أيام رحبعام إلى أيام يوثام ( 936 – 731 ق.م. ) والفترة الثانية من أيام آحاز إلى أيام يوشيا ( 731 – 609 ق.م. ) والفترة الثالثة من أيام يهوياقيم إلى آخر أيام صدقيا ( 609 – 587 ق.م
. ).

(
أ) يهوذا وإسرائيل
:

بدأ الصراع بين المملكتين اللتين انقسمت إليهما الأمة العبرانية ، عقب انفصالهما مباشرة ، فقد شرع رحبعام في حشد جيش كبير لإعادة إخضاع الأسباط الشمالية تحت سيادة بيت داود ، ولكنه لم ينفذ خطته ، بسبب كلام شمعيا رجل الله : ” هكذا قال الرب ” لا تصعدوا ولاتحاربوا إخوتكم بني إسرائيل . ارجعوا كل واحد إلى بيته ، لأن من عندي هذا الأمر ” (1 مل 12 : 21- 24
).

وحصَّن رحبعام بلاده ببناء حصون في خمس عشرة مدينة على الأقل ، في جميع نواحي البلاد ، ولكن هذا لم يمنع شيشق ( شيشنق ) فرعون مصر – الذي كان قد ساعد يربعام في ثورته – من غزو يهوذا، ونهب خزائن الهيكل والقصر
.

وكان لنساء رحبعام الكثيرات تأثير سيء عليه ، إذ أملن قلبه وراء آلهتهن . وكانت هزيمته أمام شيشق عقاباً له من الرب ، فاعترف الملك والشعب بخطاياهم ، وتذللوا أمام الرب ، فرجع عنهم شيشق ، مكتفيا بما أخذه من كنوز . ” وكانت حرب بين رحبعام ويربعام كل الأيام ( 1 مل 14 : 20 و 21 ، 2 أخ 12 : 15 و 16
) .

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس الكنيسة القبطية عهد جديد إنجيل لوقا 15

يمكن الرجوع إلى كل ملك من هؤلاء الملوك لمعرفة تاريخه
.

وقد ظلت مملكة يهوذا قائمة على مدي نحو 350 سنة بعد سنة الانقسام ( 931 ق.م. ) ، حتى قضى عليها نبوخذ نصر ملك بابل فى 587ق.م. وبعد نحو 135 سنة من قضاء أشور على المملكة الشمالية ( مملكة إسرائيل ) فى 722 ق.م
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي