كرمة

Vigne

مقدمة

1.
الكرمة، فرح الإنسان
:

2.
إسرائيل، الكرمة غير الأمينة لله
:

3.
الكرمة الحقيقية، مجد الله ومسرته
:

 

 

مقدمة

قلمّا نجد في النباتات ما يكون مرتبطاً في الوقت نفسه بمهارة الإنسان وبانتظام الفصول مثل الكرمة. وفلسطين، وهي أرض الكروم، تعلّم شعب إسرائيل كيف يستطيبون ثمار الأرض وكيف ينكبون على عمل مجزٍ مع الاعتماد الكلي على سخاء العناية الإلهية. ومن جهة أخرى، فإن الكرمة النفيسة للغاية تنطوي على سرّ عجيب. فهي تستمدّ كلّ قيمتها من ثمرها: عودها عديم الفائدة (حزقيال 15: 2- 5)، وأغصانها العقيمة لا تصلح إلا لأن تطرح في النار (يوحنا 15: 6)،. ولكنّ ثمرها ” يسرّ الله والناس ” (قضاة 9: 13). فالكرمة تخفي إذاً سراً أبعد عمقاً: فإن كانت تأتي بما يلذ نفس الإنسان (مزمور 104: 15)، إلا أن هناك كرمة يجلب ثمرها فرح الله
.

1.
الكرمة، فرح الإنسان
:

يزرع نوح البار كرمة على الأرض، بعد أن وعد الله بأن لا يعيد لعنها (تكوين 8: 21، 9: 20). ووجود الكروم على أرضنا علامة على بقاء بركة الله رغم خطيئة آدم (تكوين 5: 29). فالله يعد شعبه ويعطيه أرضا جوّادة بالكروم (عدد 13: 23 24، تثنية 8: 8). ولكنّ أولئك الذين يطأون المسكين (عاموس 5: 11) أو يخونون عهد الله (صفنيا 1: 13) لن يشربوا من خمر كرومهم (تثنية 28: 30 و39) التي يلتهمها الجراد (يوئيل 1: 7) أو تصير قتاداً وشوكاً (إشعيا 7: 21
).

إن الملك الذي يستولي على كروم رعاياه يقترف ظلماً جسيماً، وقد ارتكب آحاب (1 ملوك 21: 1- 16) هذا التعسف الذي تنبأ عنه صموئيل (1 صموئيل 8: 14- 15). ولكن في عهد الملوك الصالحين، يعيش الجميع في سلام، كلّ بجوار كرمته وتينته (1 ملوك 5: 5، 1 مكابيين 14: 12). وسوف تتحقق هذه الصورة النموذجيّة في الأزمنة المسيانيّة (ميخا 4: 4، زكريا 3: 10). حينئذ تكون الكرمة مثمرة (عاموس 9: 14 زكريا 8: 12). وترمز الكرمة المنبتة إلى الحكمة (سيراخ 24: 17) وإلى زوجة البار الخصبة (مزمور 128: 3)، كما أنها ترمز إلى أمل الزوجين اللذين يتغنيان بسر الحبّ في نشيد الأناشيد (نشيد 6: 11، 7: 12، 2: 12 و15، راجع1: 14
).

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القس أنطونيوس فكرى عهد جديد إنجيل لوقا 04

2.
إسرائيل، الكرمة غير الأمينة لله
:

إن إله إسرائيل، كزوج وكرّام، له كرمته، وهي شعبهِّ. يرى هوشع في إسرائيل كرمة خصيبة يرجع فضل خصبها” إلى آلهة غير يهوه، هذا الإله الذي، بحكم عهد موسى أصبح زوجاً له (هوشع 10: 1، 3: 1). وبالنسبة لإشعيا، يحب الله كرمته، وقد صورة من أجلها كل ما يمكن عمله، ولكن بدلاً من ثمر العدل الذي كان ينتظره، لم تنتج إلا الأقطاف وسفك الدم، فسوف يسلّمها للناهبين (إشعيا 1:5-7). ويرى إرميا في إسرائيل غرساً مختاراً، قد تحوّل إلى غرس أجنبي عقيم (إرميا 11: 21، 8: 13)، سوف تنزع أغصانها وتداس تحت الإقدام (إرميا 5: 10، 12: 10). وأخيراً نرى حزقيال يشبّه، تارة إسرائيل الخائن لربه، وتارة الملك الحانث بعهده، بالكرمة الخصبة التي سرعان ماتجف وتحترق (حزقيال 19: 10 -6:15- 8 ، 17 : 5 – 19
).

سوف يأتي يوم، تزدهر فيه الكرمة بفضل حراسة الله الساهرة (إشعيا 27: 32). لذلك يلجأ إسرائيل إلى الوفاء نحو محبة الله، كي ينقذ هذه الكرمة التي نقل غرسها من مصر إلى أرضه، والتي اضطرّ إلى تسليمها للدمار والنار! إنها سوف تكون وفية له من الآن فصاعداً (مزمور 80: 9- 17). ولكن لن يكون إسرائيل الذي سيفي بهذا الوعد. وإذ يرجع يسوع إلى مثل إشعيا، يوجز هكذا تاريخ الشعب المختار: إن الله الذي توقف عن انتظار ثمار كرمته، ولكن بدلاً من الاستماع إلى الأنبياء الذين أرسلهم ، أساء الكرّامون معاملتهم (مرقس 12: 1- 5). وفي قمّة الحب يرسل أخيراً ابنه الحبيب (12: 6). ومقابل هذا الحب، يبلغ رؤساء الشعب قمة الخيانة بقتلهم الابن الذي يؤول إليه ميراث الكرمة. لذلك سوف ينزل العقاب على المذنبين إلا أن موت الابن سيفتح مرحلة جديدة في تدبير الله، حينئذ تسلم الكرمة لكرّامين أمناء ، سوف يودون له الثمر في أوانه (12: 7- 9، متى 21: 41- 43
) .

هل تبحث عن  مريم العذراء ظهور مريم العذراء غوادالوبّي المكسيك ك

فمن عسى يكون هؤلاء الكرامون الأمناء؟ إن تأويلات الأفلاطونية العقيمة لا تجدي شيئاً، بل يتحتم العملِّ الفعال، وهو وحده المجدي (متى 21: 28 -32). وبجني ” ثمار كرمته، سوف يرحّب الله بجميع العملة: سواء عملوا منذ الصباح، أو انضمّوا إلى العمل في الساعة الأخيرة، سوف يحصل الجميع على نفس المكافأة. لأن الدعوة إلى العمل ومع الأجر هي من عداد الهبات المجانية، وليست حقاً يمكن للإنسان أن يطالب به. فكل شيء هو من قبل النعمة” (متى 20: 1- 15
).

3.
الكرمة الحقيقية، مجد الله ومسرته
:

وما لم يستطع إسرائيل أن يعطيه لله يعطيه يسوع له. فهو الكرمة المثمرة، الكرمة الأصيلة الجديرة بهذه التسمية. فهو إسرائيل الحقيقي. وقد غرسه أبوه وأحاطه بكل عناية وقضبه، حتى يأتي بثمر وفير (يوحنا 15: 21 حتى 15: 13). وهو يؤتي ثمره فعلاً بالتضحية بحياته، بسفك دمه كأقصى دليل على الحبّ ( يوحنا 9:15 و 13 راجع 10: 10-11 و 17). وستصبح ثمرة الكرمة في سر الأفخارستيا العلامة السرية لهذا الدم الذي سفك توثيقاً للعهد الجديد، وسوف يكون الطريق للاشتراك في محبة يسوع والاستقرار فيه (متى 26: 27- 29//، يوحنا 6: 56، 15: 4 و9- 10
).

فهو الكرمة، ونحن الأغصان، كما أنه هو الجسد ونحن الأعضاء. هو الكرمة الحقيقية، وتشترك معه في هذه الصفة كنيسة بأعضائها المتّحدين به. ودون هذا الاتّحاد. لا نستطيع أن نعمل شيئاً: يسوع وحده، الكرمة الحق يمكنه أن يؤتي ثمراً يمجّد الكرام أي الآب. وبدون الاتحاد به نصبح أغصاناً منفصلة عن الأصل، محرومة من العصابة. يابسة عقيمة تصلح لطرحها في النار (يوحنا 13: 4-6). وتوجّه الدعوة لهذا الاتحاد إلى جميع البشر، من قبل محبة الآب والابن، والدعوة مجانية، لأن يسوع هو الذي يختار أغصانه أي تلاميذه ، ولبس هم الذين يختارونه (15: 16). وبفضل هذا الاتّحاد، يصبح الإنسان غصناً في الكرمة الحقيقيّة. وإذ ينعشه الحب الذي يتحد به يسوع بأبيه يأتي بثمر، فيتمجّد الآب. وهكذا يشترك المؤمن في مسرة الابن، القائمة في تمجيد الآب (15: 8- 11). هذا هو سر الكرمة الحقيقيّة الذي يمثّل ما بين المسيح والكنيسة من اتّحاد خصب ومن فرح ثابت، كامل وأبدي (راجع 17: 23
).

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر اللاويين Leviticus 06

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي