مدينة صوغر

 

اسم عبري معناه ” صغير ” ، وهو اسم المدينة التي طلب لوط من الملاك أن يسمح له بالهروب اليها ، قائلاً : ” هوذا المدينة هذه قريبة للهرب إليها ، وهي صغيرة ، أهرب إلى هناك ، أليست هي صغيرة ، فتحيا نفسي ، فقال له … أسرع اهرب الى هناك ، لأني لا استطيع ان افعل شئياً حتى تجئ إلى هناك . لذلك ‘دعى اسم المدينة صوغر ” ( تك 19 : 20 – 23 و 30 ) . وقد ذكرت من قبل في سفر التكوين ( 13 : 10 ) كما كانت إحدى المدن التي تمردت على كدر لعومر وكانت تدعى ” بالع ” ( تك 14 : 2 و 8
) .

ويرتبط موقع صوغر بمدن الدائرة ، وهي سدوم وعمورة وأدمة وصوبيم وصوغر , وكانت سدوم أشهر هذه المدن الخمس . ولا بد أن صوغر كانت في منطقة سدوم ، ولكنها لم تدمر مع سائر مدن الدائرة ، وذلك بناء على طلب لوط . ويكاد المؤرخون ( مثل : يوسيفوس ويوسابيوس وبطليموس ) والجغرافيون العرب ، يجتمعون على أن هذه المدن كانت تقع عند الطرف الجنوبي للبحر الميت ، وأن صوغر كانت تقع عند الطرف الجنوبي الشرقي من البحر الميت بالقرب من السهل المقفر المعروف باسم ” السبخة ” على بعد أربعة أو خمسة أميال أعلى وادي زارد الذي يصب في البحر الميت ، ومما يؤيد هذا الموقع ، وجود جبل يسمى ” جبل سدوم ” في نفس الموقع الآن ، وكذلك وجود كميات ضخمة من رواسب الأملاح المعدنية ، التي ‘يظن أن لها علاقة بقصة تدمير سدوم وعمورة وتحول امرأة لوط الى عمود ملح وهي في طريقها إلى صوغر ( تك 19 : 26 ) . كما تدل الشواهد الجيولوجية على أن المنطقة تعرضت لكارثة أشبه بالمذكورة عن تدمير المنطقة كما هو مدونَّ في سفر التكوين ( 19 : 22 – 30 ) ، بل يحدد بعض العلماء وقوع هذه الكارثة في منتصف العصر البرونزي . وتشير الدلائل الأثرية والجيولوجية الى ان مدن الدائرة ( تك 19 : 29 ) تقع الآن تحت مياه الطرف الجنوبي للبحر الميت ، وأن تدميرها الكامل كان نتيجة حدوث زلزلة عظيمة مصحوبة ببعض الصواعق والانفجارات واحتراق الغازات الطبيعية
.

هل تبحث عن  م الخلاص حتمية التجسد الإلهى 63

ولكن هناك من يعترض على هذا الموقع بناء على ما جاء في سفر التثنية ( 34 : 1 – 3 ) من أن الرب أرى موسى من فوق رأس الفسجة ” جميع الأرض .. والجنوب والدائرة بقعة أريحا مدينة النخل إلى صوغر ” . ومن الطبيعي أن يتجه النظر إلى الجانب الشرقي لوادي الأردن بالقرب من الطرف الشمالي للبحر الميت ، على العكس تماماً من الرأي التقليدي الذي يضعها في أقصى الطرف الجنوبي منه ، وبخاصة إذا عرفنا أن جبل نبو ( أو الفسجة ) ، الذي نظر منه موسى ، يطل على السهل الشرقي المقابل للسهل الذي توجد به اريحا في الجانب الغربي من نهر الأردن ، كما أنه من الصعب إدراك الهدف من غزو جيوش من بين النهرين لمدن على هذا البعد الشاسع إلى الجنوب من البحر الميت ( تك 14 ) . وكيف كان في استطاعة موسى أن يرى جنوبي البحر الميت من فوق جبل نبو في موآب مقابل أريحا ( تث 34 : 3 ) ، إذ لابد أن تعترض النظر المرتفعات التي تتوسط الطرفين ؟ كما أن لوط رفع عينيه ورأى كل دائرة الأردن ( تك 13 : 10 – 12 مع 3 و 4 ) مما يشير الى السهل المقابل لبيت ايل وعاي ، على بعد خمسين أو ستين ميلاً إلى الشمال من الطرف الجنوبي للبحر الميت
.

ومن هذا نرى أن موقع صوغر وسائر مدن الدائرة لم يتحدد بالضبط ، وإن كنا نعلم من سفر التكوين ( 19 : 19 – 30 ) أنها كانت تقع في السهل وليس في الجبل ، وإذا كان الأرجح ان الطرف الجنوبي للبحر الميت هو ” وادي السديم ” ، فإن مما يتفق مع كل التقاليد المتواترة ، هو أن تكون صوغر عند قاعدة جبال موآب إلى الشرق من وادي ” غرنديل ” حيث ما زالت توجد واحة طولها عدة أميال ، ويتراوح عرضها بين ميلين وثلاثة أميال ، يرجح أنها بقايا ” الدائرة ” الخصيبة التي اختارها لوط
.

هل تبحث عن  مريم العذراء حياة مريم العذراء مدينة الناصرة ة

وتذكر صوغر أيضا في أسفار الأنبياء ( إش 15 : 5 ، إرميا 48 : 34 ) . كما أن كلمة ” صغارها ” في ( إرميا 48 : 4 ) ، جاءت ” صوغر ” في الترجمة السبعينية ، وتبعتها في ذلك بعض الترجمات الإنجليزية ، والترجمة الكاثولوكية العربية ، وأنها في موآب
.

 

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي