من

 

المن هو الطعام الذي أمد به الله – بطريقة معجزية- بني إسرائيل في برية سيناء. وقد بدا في أول ظهوره “مثل قشور دقيق كالجليد على الأرض”. فلما رأي بنو إسرائيل، قالوا بعضهم لبعض: من هو؟” ومن هنا جأت تسميته “بالمن” (خر 16: 14 و15). “وكان كبزر الكزبرة ومنظره كمنظر المقل” (عد 11: 7)، أما طعمه فكان “كرقاق بعسل” (خر 16: 13)، أو كطعم “قطائف بزيت” (عد 11: 8)، فالحكم على المنظر أو الطعم ليس أمراً موضوعياً ولكنه يختلف من شخص إلى آخر ومن وقت لآخر
.

ولقد جرت محاولات للربط بين هذا المن، وبعض المواد الصمغية التي تفرزها بعض الشجيرات الصحراوية كالطرفاء وغيرها. ولكن من الواضح أن “المن” الذي عاش عليه بنو إسرائيل طوال مسيرتهم في البرية على مدى أربعين عاماً، لم يكن أمراً طبيعياً، إذ كان نزوله على بني إسرائيل منتظماً كل صباح ليأخذ كل واحد فيهم كفايته ليومه، فما أبقاه البعض للصباح التالي تولد فيه دود وأنتن (خر 16: 20). وكان في اليوم السابق للسبت (يوم الجمعة) ينزل بكمية مضاعفة ليأخذ كل واحد كفايته ليومين، لأنه لم يكن ينزل في يوم السبت. وما كانوا يحتفظون به إلى يوم السبت، “لم ينتن ولا صار فيه دود” (خر 16: 24). ويقول المرنم إن الرب “أمطر عليهم مناً للأكل وبُرّ السماء أعطاهم، أكل الإنسان خبز الملائكة” (مز 78: 24 و25)، “وخبز السماء أشبعهم” (مز 105: 40). كما يعلن الرب يسوع قائلاً : “ليس موسى أعطاكم الخبز من السماء، بل أبي يعطيكم الخبز الحقيقي من السماء” (يو 6: 32
).

وظل الله يمد بني إسرائيل بهذا المن إلى أن وصل بنو إسرائيل إلى “عربات أريحا وأكلوا من غلة الأرض في الغد بعد الفصح فطيراً وفريكاً في نفس ذلك اليوم. وانقطع المن في الغد عند أكلهم من غلة الأرض ولم يكن بعد لبني إسرائيل من. فأكلوا من محصول أرض كنعان في تلك السنة” (يش 5: 10-12
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس س سلافونية ة

وقد علمّهم المن الاعتماد الكامل على الله، “وأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الرب يحيا الإنسان “فقد أراد الله أن يذلهم ويجربهم (تث 8: 3و 16
).

وقد استخدم الرب يسوع ما جاء في سفر التثنية (8: 3) في دحر إبليس عندما تقدم ليجربه في البرية (مت 4:4 ، لو 4: 4)، كما أن الرب يسوع قال عن نفسه إنه المن الحقيقي، “الخبز الحي الذي نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد” (يو 6: 25-51
).

وبناء على أمر الرب، قال موسى لهرون : “خذ قسطاً واحداً واجعل فيه ملء العمر مناً وضعه أمام الرب في أجيالكم”، “لكى يروا الخبز الذي أطعمتكم في البرية حين أخرجتكم من أرض مصر” (خر 16: 32-34 – انظر أيضاً عب 9: 4). وتذكر بعض كتابات علماء اليهود أن هذا القسط سيظهر مع تابوت العهد عند ظهور المسيا
.

ويقول الرب لملاك الكنيسة التي في برغامس : “من يغلب فسأعطيه أن يأكل من المن المخفي” (رؤ 2: 17) في إشارة إلى نفسه كالمن الحقيقي الحي (يو 6
).

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي