وحدة

Unite

مقدمة

أولاً: أمل الوحدة، ونقضها بالخطيئة

ثانياً: نحو البحث عن الوحدة بالعهد

ثالثاً: إتمام الوحدة في الكنيسة

 

 

مقدمة

إن الإنسان باعترافه عن طريق الإيمان، بالله الواحد: الآب والابن والروح القدس، ينفتح للمحبة التي تربط الآب بالابن، والتي يشركه فيها الروح (يوحنا 15: 9، 17: 26، رومة 5: 5). وهذه المحبة إذ تتحده بالله الواحد، تجعل منه الشاهد لها في العالم والمتعاون مع مقصدها، عندما يجمع كل البشر، والكون كله، في الابن الواحد (رومة 8: 29 ،أفسس 1: 5 و10
) .

أولاً: أمل الوحدة، ونقضها بالخطيئة

إن الكون في تنوعه العجيب هو عمل الله الخالق، الذي يعلن قصده في الوصية التي أعطاها للرجل والمرأة: ” أنموا وأكثروا واملأوا الأرض وتسلَطوا عليها ” (تكوين 1: 28). لذا نرى في العمل الإلهي كيف تنسجم الكثرة مع الوحدة. ومن واجب الإنسان، لكي تصل الخليقة إلى وحدتها تحت سلطانه، أن يتكاثر، ولكي يكون خصيباً لا بدّ وأن تتم في المحبة وحدته مع المرأة (تكوين 2: 23- 24). إلا أن الإنسان لكي يحقق هذا المقصد ينبغي أن يظل متحداً بالله، معترفاً بتبعيته له في أمانة قائمة على الثقة
.

وإن رفض هذه الأمانة هو الخطيئةّ الأساسية، يرتكبها الإنسان من أجل أن يجعل نفسه ندّاً لله، فيعود الأمر به إلى نكران الله الواحد. فهو بذلك يقطع علاقته.بمن هو أصل الوحدة لأنه المحبة كلها (1 يوحنا 4: 16). ونتيجة لنقض العلاقة هذا، تحدث الانقسامات التي من شأنها أن تُحطَم وحدة الزواج، بالطلاق وتعدد الزوجات (تكوين 4: 19، تثنية 24: 1)، وتحطّم الوحدة بين الإخوة بالحسد القاتل (تكوين 4: 6 8 و 24)، والوحدة في المجتمع بانعدام التفاهم الذي يقوم رمزه المعبر عنه في تباين اللغات ” (11: 9
) .

هل تبحث عن  م التاريخ تاريخ الكتاب المقدس كتاب مواليد آدم م

ثانياً: نحو البحث عن الوحدة بالعهد

وعلاجاً لهذه القطيعة، يختار الله أناساً يعرض عليهم عهده الممهور بالإيمان (هوشع 2: 22)، إذ إن الإيمان هو شرط الوحدة معه والتعاون في عمله. ففي سبيل عمل الوحدة هنا لا يكفّ الله عن توجيه الدعوة إلى مختارين جدد: نوح و ابراهيم (راجع إشعيا 51: 2)، موسى، داود، العبد
.

على أن الشريعة التي يعطيها الله لشعبه، والملك ” الذي يختاره له من بيت داود والهيكل حيث يسكن معه في أورشليم،، العبد الذي يقدمه له مثالاً للأمانة… كل هذه الجهود لا يُراد منها سوى تأمين وحدة إسرائيل، وإتاحة الفرصة له بأن يقوم برعايته كشعب كهنوتي (خروج 19: 6) وشعب شاهد (إشعيا 43: 10- 12
).

لأن الله إذا ما جعل من إسرائيل شعباً خاصاً، فما ذلك إلا لكي بواسطته يظهر نفسه للأمم، ويجمعهم في وحدة عبادته. وحتى الشتات ذاته الذي اضطر الله أن يعاقب به خيانة إسرائيل، فإنه يفيد في النهاية في تعريف الوثنين بالله الواحد الخالق والمخلص (إشعيا 45
).

ومع ذلك فإنه في سبيل إتمام رسالة الشعب المختار، وإعادة وحدته إليه بعد أن أصابه التفكك نتيجة الانشقاق الذي نجم عن خيانة سليمان للإله الواحد (1 ملوك 11: 31-33) ولكي يجمع الأمم مع هذا الشعب في نفس العبادة الواحدة (إشعيا 56: 6- 8)، كان لا مناص من أن يأتي ذلك الذي سيكون، في آن واحد، العبد المكلف بتوحيد إسرائيل وخلاص جمهور الخطأة برمته (إشعيا 42: 1، 49: 6، 53: 10- 12)، وداود” الجديد الذي سيرعى قطيع الرب متجمعاً تحت رعاية ملكه (حزقيال 34: 23- 24، 37: 21- 24)، وابن البشر، رأس شعب القديسين، الذي سيمتد ملكه الأزلي ليشمل الكون بأسره (دانيال 7: 13-14 و 27). و بفضله ستصبح صهيون، عروس ” يهوه الوحيدة التي يحبها حباً أزليا أماً مشتركة لجميع الأمم (مزمور 87: 5، إشعيا 54 : 1 – 10، 55: 3 – 5)، والتي سيكون الله ملكها الأوحد (زكريا 14: 9
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس قاموس الكنيسة جوقة ة

ثالثاً: إتمام الوحدة في الكنيسة

إن مختار الله هذا، هو ابنه الوحيد المسيح يسوع( لوقا 9: 35). إنه يوحد الذين يحبونه، الذين يؤمنون به، معطياً إياهم روحه وأمه (رومة 5: 5، بوحنا 19: 27) ومغذياً إياهم بخبز واحد، هو جسده المضحى به على الصليب (1 كورنتس 16:10-17
).

وهكذا يصنع من كل الشعوب جسماً واحداً (أفسس 2: 4 ا- 18)، ويجعل المؤمنين أعضاء له، مُزَيِّنا كل واحد مواهب روحية متنوعة، في سبيل خير جسده العام، الذي هو الكنيسة (1 كورنتس 12: 4- 27، أفسس ا: 22 23)، مُدمِجاً إياهم بمثابة حجارة حية في هيكل الله الواحد (أفسس2: 19-22، 1 بطرس 2: 4-5
).

إنه الراعي الواحد الذي يعرف خرافه على تنوعها (يوحنا10: 3)، ويرغب في بذل حياته، ليجمع في قطيعه، أبناء الله المشتَتين (يوحنا 10: 14- 16، 11: 51- 52)، والذي به قد تجددت الوحدة على كل المستويات: وحدة الإنسان الباطنية بعد أن مزقته الشهوات (رومة 7: 14 – 15، 8: 2- 9)، ووحدة الزوجين التي مثالها اتحاد المسيح والكنيسة (أفسس 5: 25- 32) ووحدة جميع البشر، الذين يجعل الروح فهم أبناء آب واحد (رومة 8: 14- 16، أفسس 4: 4- 6)، والذين ليس لهم إلا قلب واحد ونفس واحدة (أعمال 4: 32)، فيسبحون إياهم بصوت واحد (رومة 15: 65، راجع أعمال 2: 4 و11
).

ومن ثم يلزم أن ننمي هذه الوحدة، التي تمزق، ولا شك، الانشقاقات والبدع (1 كورنتس 1: 10، 11: 18- 19)، ولكن أساسها هو الإيمان الواحد في الرب الواحد (أفسس 4: 5 و 13، راجع متى 16: 16- 17
).

إن علامة الكنيسة الواحدة، المُسلمة لمحبة بطرس (يوحنا21: 15-17)، إنما وحدتها الثمرة التي يحملها الذين يثبتون في محبة المسيحٍ ، ويحفظون بأمانة وصيته الواحدة: “أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا” (13: 34-35). فيقاس عندئذ أمانتهم وخصوبتهم بمقدار اتحادهم بالمسيح، على نمط اتحاد الأغصان بالكرمة (15: 5- 10). ووحدة المسيحيين ضرورية، حتى تُعتلن فيهم للعالم محبة الآب، التي أظهرها تعالى ببذله ابنه الواحد (3: 16)، ولكي يصبح كل البشر واحداً في المسيح (أفسس 4: 13). إذ ذاك تتحقق أمنية يسوع السامية هذه: “أيها الآب، ليكونوا بأجمعهم واحداً، كما نحن واحد” (يوحنا 17: 21- 23
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ إيمار ر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي