موسيقى

 

يرجع تاريخ الموسيقى إلى بداية وجود الجنس البشري على الأرض. فمنذ أقدم العصور دخلت الموسيقى إلى الخدمة الدينية عند الكثير من الشعوب. وقد اعتبر العبرانيون الموسيقى وسيلة جيدة للتعبير عن شكرهم وتكريسهم لله . ولم يكونوا هم الشعب الوحيد الذي استخدم الموسيقى في العبادة، بل امتد هذا الأمر إلى جميع الشعوب. فمن أقدم الكتابات الوثنية التي وصلتنا – باللغة السومرية البدائية – أناشيد وتسابيح للآلهة
.

ولا يُعلم أصل الموسيقى الصوتية، ولكننا نعلم من سفر التكوين أن “يوبال” أحد أبناء لامك من نسل قايين، كان أول “ضارب بالعود والمزمار”. كما يتضح من قول لابان ليعقوب: “لماذا هربت خفية وخدعتني ولم تخبرني حتى أشيعك بالفرح والأغاني، بالدف والعود؟” (تك 31: 27)، أنه منذ أقدم العصور اخترع الإنسان العديد من الآلات الموسيقية. وقد جمعت هذه الشعوب بين الغناء والرقص
.

اهتم العبرانيون بالموسيقى أكثر من اهتمامهم بسائر الفنون، فبالإضافة إلي الشعر الذي نبغوا فيه، ارتقوا أيضاً بفن الموسيقى بصورة واضحة، وأبدوا في كل تاريخهم اهتماماً بها، وبخاصة في العبادة، فمعظم أشعارهم نظموها بهدف العبادة والتسبيح للرب
.

وبينما لا يرد في أسفار موسى الخمسة ذكر لمغنين أو لموسيقيين مكرسين للعبادة، في التعليمات التي أعطاها الله لموسى لإقامة خيمة الشهادة، إلا أن الله أمر موسى أن يصنع بوقين من فضة لاستخدامهما لمناداة الجماعة والارتحال المحلات (عد 10: 1-10). ولم يكن استخدام الآلات الموسيقية شيئاً جديداً، فلما عبر إسرائيل البحر الأحمر، قاد موسى ومريم أخته الشعب في ترنيم تسبيحة للرب للخلاص العظيم الذي صنعه لهم (خر 15). وواضح أن هذه الترنيمة الجميلة التي رنموها، لم تكن عملاً بدائياً، أو أغنية فجة لشعب لا خبرة له بالتسبيح والموسيقى المتقدمة، بل تدل على براعة قد اكتسبوها على مدى سنين عديدة
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس أخبار سارة عربية مشتركة عهد قديم سفر يشوع 06

وعندما استقر بنو إسرائيل في أرض كنعان، أصبحت عاداتهم وتقاليدهم في العبادة أكثر رسوخاً وانتشاراً. وبعد بناء الهيكل أصبح للموسيقى دور هام في العبادة في الهيكل، ونُظمت فرق المغنيين والعازفين. ويعتبر الكثيرون من العلماء أن الفترة من أيام صموئيل النبي إلى عصر سليمان الملك كانت العصر الذهبي للموسيقى العبرية، فقد أسهم الملك داود إسهاماً كبيراً، أكثر من أي شخص آخر، في أن يجعل للموسيقى مركزاً رفيعاً في الحياة القومية. فقد وُلد داود شاعراً وموسيقياً، فليس لعبقريته في ذلك نظير، وعلاوة على مواهبه الطبيعية، كان شديد الولاء والتكريس للرب. وعندما أصبح ملكاً، جعل للموسيقى دوراً كبيراً في العبادة (1 أخ 15: 16-28، 25، نح 12: 24). كما اخترع لذلك بعض الآلات الموسيقية (1 أخ 23: 5، نح 12: 36
).

ومعلوماتنا عن طبيعة الموسيقى العبرية قليلة، يصعب معها رسم صورة واضحة لها. فلا نعرف مثلاً ما إذا كان العبرانيون قد اخترعوا نظاماً للعلامات الموسيقية، والأرجح أنهم لم يصلوا لذلك. كما لا نعرف شيئاً عن أزوانهم وألحانهم ودرجات أنغامهم الموسيقية، ولكن لا شك في أنها كانت موسيقى شجية النغم، وليس أدل على ذلك من تأثير موسيقى داود على جنون شاول، إذ كان عندما يأخذ داود العود ويضرب عليه “يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الردئ” (1صم 16: 23
).

وقد برع بنو إسرائيل في تشكيل الفرق الموسيقية التي كانت تتناوب الغناء والعزف. وأول مثال مسجل في الكتاب المقدس لذلك هو تجاوب مريم والنساء مع موسى والرجال في الترنيم عند البحر الأحمر (خر 15)، كما نرى ذلك في الكثير من المزامير (مثلاً مز 107، 136)، كما حدث هذا عند تدشين سور أورشليم في أيام نحميا بعد العودة من السبي البابلي، عندما أقام فرقتين من الحمّادين (نح 12: 31- 43
).

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أبوبيّة ة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي