الفصل الأول


نبذة تاريخية


(دوام بتولية العذراء)

 


1 إيمان الكنيسة منذ البدء

آمنت الكنيسة منذ البدء ان السيد المسيح هو كلمة الله



(1)


وعقله الناطق، قوة الله وحكمة الله



(2)


، صورة الله غير المنظور



(3)


، بها مجده ورسم (صوره) جوهره



(4)


، الله الظاهر فى الجسد



(5)


، عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا



(6)


، رب المجد



(7)


، القدوس



(8)


، الكائن على الكل إلهاً مباركاً



(9)


، الإله الوحيد والحكيم



(10)


، الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً



(11)


.

جاء إلينا فى ملء الزمان مولوداً



(12)


، أتخذ جسداً



(13)


، من عذراء طاهرة نقية بعد ان بشرها الملاك جبرائيل بولادة الكلمة السرمدى بحلول الروح القدس عليها



(14)


.

سكن اللاهوت فى أحشائها تسعة اشهر متحداً بالناسوت، إذ اتحد اللاهوت بالناسوت فى أحشائها أتحاداً أبدياً بغير انفصال أو أختلاط او أمتزاج أو تغير أو استحالة فدعيت بذلك والدة الإله، لأنها ولدت الإله لمتجسد ولدت الناسوت المتحد باللاهوت، ولدت عمانوئيل الله معنا، الله ظهر فى الجسد المأخوذ من أحشائها، ولدت كلمة الله المتجسد لذا دعيت
theotokos
(ثيؤتوكوس) والدة الإله.

ونظراً لأن العذراء مريم حبلت وولدت الإله المتجسد فكان لابد أن تظل عذراء إلى الأبد، عذراء قبل الحبل وعذراء أثناء الحبل وعذراء بعد الولادة، لأن الإله السرمدى لا يجب ان يكون له أب بشرى عند التجسد والفادى لا يجب ان يكون من زرع بشر حتى يكون خالياً من الخطية لذا كان لابد ان تحبل به ليس من زرع بشر بل بقوة الله، بحلول الروح القدس عليها وقوة العلى التى ظللتها



(15)


.

كما ان الإله الموجود فى كل مكان ولا يحده مكان والقادر على كل شىء



(16)


فى إمكانه ان يخرج منها دون أن يفض بكارتها، أن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة وهذا ما حدث فعلآ. فكانت عذراء قبل الحبل واستمرت عذراء بعد الحبل وظلت عذراء بعد الولادة. ومن ثم دعتها الكنيسة ب”العذراء إلى الأبد” و “الدائمة البتولية”.

وكان هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة الأولى، إيمان الرسل وخلفائهم وكان إيماناً مبنياً على الكتاب المقدس المسلم مرة للكنيسة.

2 إنكار بتولية العذراء

ظهرت فى القرن الأول بدعة دعيت ببدعة الأبيونيون وهم من المسيحيين الذين من اصل يهودى الذين أعتنقوا المسيحية وتعلقوا بالطقوس اليهودية التى تشبعوا بها وقتاً طويلاً فجاءت عقيدتهم خليطاً من المسيحية واليهودية وأنكروا لاهوت المسيح ولم يعترفوا بوجودة الإلهى قبل التجسد وأعتبروه مجرد إنسان عادى وبالتالى أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء وقالوا إنه ولد كسائر البشر من أب هو يوسف وأم هى مريم



(17)


ويقول كل من أيريناؤس



(18)


والمؤرخ الكنسى يوسابيوس أنهما تبعا ترجمة ثيودوسيون

Theodotion



(19)



الأفسسى وأكويلا البنطى
Auila of Pontus



(20)



الذين ترجما نبؤه إشعياء “هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً إلى “هوذا الفتاه
(The young woman)
تحبل وتلد أبناً”



(21)


.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى تيطس Titus 02

ثم جاء هيلفيدس (حوالى عام 382)



(22)


وأدعى أن مريم ويوسف قد تزوجا فعلاً بعد ميلاد المسيح وتبعه فى ذلك راهب هرطوقى يدعى جوفنياس (مات حوالى 405م) ويونسيوس أسقف يوغوسلافيا وحرمه مجمع كابوا (

Capua
عام 1391م)



(23)


، وأتبع هذا الرأى فى العصور الحديثه بعض المفسرين من بعض الفرق البروتستانتيه المتطرفه كالأخوة البلموث وغيرهم، وشهود يهوه



(24)


ولكن غالبيه المفسرين البروتستانت يؤمنون (كما سنرى) بدوام بتوليه العذراء.

 


3- بتولية العذراء فى كتابات الآباء

وكما قلنا أن الكنيسه المسيحيه أعتقدت فى كل عصورها بدوام بتوليه العذراء ودافعت عنها وفندت إدعاءات وهرطقه منكرى البتوليه ودعتها بالدائمه البتوليه


 

U
قال أغناطيوس الأنطاكى، تلميذ بطرس الرسول (30-107م)

“أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتوليه مريم وايلادها وكذلك موت الرب”



(25)


.


 

U
قال ايريناؤس أسقف ليون (120-202م):

“الذى هو كلمه الله.. ولد حقاً.. من مريم التى كانت وحتى الآن (هى) عذراء



(26)


.

وقال أيضاً “مريم العذراء وجدت قطيعه”



(27)



وأيضاً “صار الله إنساناً… معطياً أيانا المأخوذه من عذراء”



(28)



كما طبق نبؤه إشعياء التى يقصد بها النبى عودة بنى إسرائيل إلى أورشليم على العذراء “قبل أن يأخذها الطلق ولدت. قل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً. من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذا…”



(29)



وأعتبر أن النبى يقصد ميلاد المسيح بطريقه ليس لها مثيل. وهو بذلك يؤكد بتوليه العذراء



(30)


.


 


U
ويعترض اكليمندس الاسكندرى (150-215م) على من يقول أنها صارت امرأه ويقول أن القديسه مريم استمرت عذراء



(31)


.


 


U



وقال العلامة أوريجانوس (185-245م):

“لقد تسلمنا تقليداً… أن مريم ذهبت بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد (فى الهيكل) ووقفت فى الموضع المخصص للعذارى. حاول الذين يعرفون أنها أنجبت طفلاً طردها من الموضع، ولكن زكريا أجابهم أنها مستحقه الملكوت فى موضع العذارى، إذ لا تزال عذراء”



(32)


.

وقال أيضاً “يليق أن لا ننسب لقب أولى العذارى بغير مريم”



(33)


.


 


U



وقال القديس ميثوديوس (260-312م)

وشاهدنا أشعياء يعلن بوضوح لكل الأرض تحت الشمس وقبل أن يأخذها الطلق ولدت… الخ” العذراء الأم كليه القداسة.. أنجبت ابنها… وحفظ طهاره والدته بغير فساد وبلا دنس”



(34)


.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كينج جيمس إنجليزى KJV عهد قديم سفر التكوين Genesis 28


 


U



وقال القديس أثناسيوس الرسولى (296-373م)

“لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمه البتولية”



(35)


.


 


U
ودعاها ديديموس الضرير (توفى سنه 396م) بالعذراء أثناء وبعد الميلاد، كما دعاها بالدائمة البتوليه”



(36)


.


 


U
ودعاها البابا بطرس خاتم الشهداء (311م) “الدائمه البتولية”



(37)


وكذلك ابيفانيوس وكثيرون من الكتاب المعاصرين لهم والذين خلفوهم.

 


4- بتولية العذراء فى الكتابات الأبوكربقية

وكما كانت عقيدة “الدائمة البتولية” عقيدة راسخة فى الكنيسة كانت أيضاً منتشرة فى الكتابات الأبوكربقيه التى أنتشرت فى القرن الثانى والقرن الثالث وحتى السادس والتى أعطاها مؤلفوها لقب أناجيل ونسبوها أو أسموها بأسماء بعض الرسل لتلقى رواجاً بين بعض المؤمنين، وكانت تعبر عن الفكر الشعبى المسيحى وأحياناً يعتبر بعضها تاريخياً. ومع أن الكنيسة رفضتها من البداية لأنها أخذت أفكارها الرئيسية من الأناجيل القانونية ولكن موضوعاتها كانت مخله مملؤه بالمعجزات الصبيانيه الخرافية ومع ذلك ترى فيها الكنيسة تراثاً فكرياً شعبياً مبكراً.

وكل هذه الكتب الشعبية أو معظمها تؤكد بتولية العذراء وهذا بعض ما جاء بها


 

U
جاء فى الكتاب المسمى إنجيل يعقوب الأولى

“وقال الكاهن ليوسف أنت أخترت من الكثيرين لتأخذ عذراء الرب لتحفظها لديك وكان يوسف خائفاً وأخذها ليحفظها عنده”



(38)


.

U
وجاء فى كتاب متى المزيف

“ترتيب جديد فى الحياة إكتشف بواسطة مريم وحدها التى وعدت أن تظل عذراء لله”



(39)


. وذكر أن العذارى كن مع مريم وقت أكتشاف يوسف للعمل قلن له: “يمكن أن تختبر أنها ما زالت عذراء ولم تلمس”. وجاء فيه أن سالومى لما شكت فى حقيقة بتولية العذراء ودوام هذه البتولية قالت: “أسمح لى أن المسك وعندما سمحت لها.. صرخت… بصوت عال وقالت: يارب يارب يا قدير أرحمنا‍‍ لم يسمع أبداً ولم يفكر فى أن واحد امتلأ ثدياها باللبن وأن ميلاد ابن يبين أن أمه ما تزال عذراء… عذراء حبلت، عذراء ولدت، وتظل عذراء”



(41)


. وهذه الواقعة تذكر أيضاً فى إنجيل يعقوب الأولى



(42)


.


 

U
وجاء فى الكتاب المسمى إنجيل طفولة مريم

“سوف لن تعرف إنساناً أبداً فهى وحدها بدون نظير، نقية، بلا دنس، بدون اجتماع رجل، هى عذراء، ستلد ابناً



(43)


.

وجاء فيه أيضاً: “أخذ يوسف العذراء طبقاً لأمر الملاك كزوجة له وبرغم ذلك لم يعرفها ولكن أعتنى بها وحفظها فى طهارة”



(44)


.

هل تبحث عن  بدع وهرطقات بدع حديثة تأليه الإنسان تأليه الطبيعة البشرية ة


 


U
ويدعوا كتاب “تاريخ يوسف ومريم” العذراء ب “السيدة مريم أمه العذراء”



(45)


.


 


U
وكذلك كتاباً “نياحه، وصعود مريم يدعو مريم “المقدسة، والدة الإله والعذراء النقية” “والدة الإله والعذراء دائماً مريم” و”المطوبه العذراء مريم”



(46)


.


 


U

ويدعوا كتاب “طفولة المخلص” مريم ب “السيدة مريم أمه العذراء”



(47)


.



وسندرس هذا الموضوع بتفصيل أكثر فى الفصول التالية.

 

—–




(1)



يو 1: 1




(2)



1كو24: 1

(3) فى 6: 2، كو 16: 1




(3)



عب 3: 1




(5)



1تى 16: 3.




(6)



متى 23: 1.




(7)



فى 11: 2.




(8)



أع 14: 3، رؤ 7: 3.




(9)



رو 5: 9.




(10)



1 تى 5: 2، يه25.




(11)



كو 9: 2.




(12)



غل 4: 4.




(13)



يو 14: 1.




(14)



لو 35: 1




(15)



لو 35: 1.




(16)



رؤ 8: 1.




(17)



يوسابيوس: تاريخ الكنيسة ك 3 ف 27 فقره 1،2 يوسابيوس ك5 ف8 فقره 10.




(18)



IRENAEUS AG. HER B. III CH.
XX II.




(19)



وضع ترجمته سنة 181م.




(20)



وضع ترجمته سنة 129م.




(21)



See IREN AG. HER B. III
CH.
XX II.




(22)




Nicen & P.N. Vol. VIII.

Xli




(23)



القمص تادرس يعقوب: القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسى 23.




(24)



من الفردوس المفقود إلى الفردوس المردود (جريدة برج المراقبه لشهود يهوه ص 28).




(25)



رسالته إلى أفسس 1: 19.




(26)




Against Her.


Xxi.9.




(27)




Ibid xxll.

4
.




(28)




Ibid xxll 1.




(29)



إش 7: 66و8.




(30)




Demonstration Apostolicae 45.




(31)



Stromata 7: 16.




(32)



Com.
InMatt. 25.




(33)



القديسة مريم 18.




(34)




Oration conc. Simmon & Anna 7.




(35)



Contra Anianos 2: 70.




(36)



القديسة مريم 18.




(37)



Nicene & p. Vol.
Iv3 & 6

.




(38)




The Protevangelivm of James 9.




(39)



Psevdo Matt.
Ch.
8. 40. Ibid ch. 10. 13
.




(41)



See ch. 18-20.




(42)




Gos.


The Nativity of M. ch. 4
.




(43)



مريم العذراء 17.




(44)




Ibid ch. 10
.




(45)




The Ante Nicene Vol. VII P. 589 – 591.




(46)




Ibid 592
.




(47)




The Infancy of the savioar 6
.

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي