رسالة كيرلس إلى سك
س
ينسوس
2

رسالة 46
(






[1]





)

رسالة ثانية من
كيرلس إلى سك
س
ينسوس
رد
اً على
اسفسارات سكسينسوس.

1- الحق يجعل نفسه واضحاً لأولئك الذين يحبونه، ولكن
ى
أظن أنه
يح
جب نفسه
من أمام
الماكرين
،
لأن
هم يظهرون أنفسهم
بأنهم غير
مستحقين
ل
رؤية
الحق بنظرة
واضحة. ومحبو الإيمان غير الملوم يطلبون الرب “بقلب بسيط” كما هو مكتوب (حك1: 1).
بينما
الذين يسيرون ف
ى
طرق ملتوية ولهم “قلب معوج” (مز100: 4س) كما قيل ف
ى
المزامير،
فإنهم
يجمعون، لأجل أغراضهم الخاصة
المنحرفة
حججاً ماكرة لخطط، لك
ى
ي
عوج
وا طرق الرب المستقيمة، ويضلوا نفوس البسطاء
بجعلهم
يظنون أنهم يتمسكون بأفكار
خاطئة
. وأنا أقول هذا بعد أن قرأت المذكرات المرسلة من قداستكم، فوجدت بعض أمور مقترحة غير
صحيح
ة، من أولئك الذين أحبوا
ا
نحراف العلم الكاذب الاسم.

2- وكانت
ا
قتراح
ا
تهم هكذا:
]
إن كان عمانوئيل مركباً من طبيعتين، ولكن بعد ال
ا
تحاد تعرف طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فيتبع هذا أن
نا لابد أن نقول
أنه
اختبر ال
ألم ف
ى
طبيعته الخاصة.
[

آباؤنا المغبوطون الذين
وضع
وا
قانون
ا
ل
إ
يمان
الأرثوذكسى أكد
وا
أ
ن الكلمة الذ
ى
من الله الآب، والذ
ى
هو من جوهره، والوحيد الجنس، والذ
ى
به صارت كل الأشياء،
بشخصه
تجسد وتأنس
(صار إنساناً).
و
من الواضح
بلا شك
أننا لا نقصد
أ
ن أولئك الرجال القديسين
لم يدركوا حقيقة
أن الجسد المتحد بالكلمة كان
مح
يي
اً
ب
نفس عاقلة
،
و
لذلك، فإن قال أحد إن الكلمة تجسد، ف
إ
نه
لا يتفق مع الرأى القائل
إ
ن الجسد الذ
ى
إتحد به (الكلمة)،
كانت تنقصه
ال
نفس
ال
عاقلة. وهذا كما أظن، أو بالحر
ى
كما
نعلن
صراحة،
هو ما كان يعنيه
الانجيل
ى
يوحنا الحكيم
حينما
قال إن “الكلمة صار جسداً” (يو1: 14)، ليس أنه إتحد بجسد ب
لا حياة
، حاشا، ولا أنه تعرض للتغير أو التحول
.
ل
قد
ظل كما هو، أ
ى
إلهاً بالطبيعة،
وبعد أن
ا
تخذ
وجوداً
إنسان
ي
اً
بأن
ص
ا
ر
جسداً
مثلنا من
ا
مرأة، فقد ظل هو ال
ا
بن الواحد، ليس بدون جسد كما كان سابقاً
ق
بل
زمان
تأنس
ه
لكنه
لبس طبيعتنا.
ورغم أن
الجسد المتحد
بالكلمة
المولود من الله الآب
،
هو جسد محياً ب
نفس عاقلة،
وليس مساوياً ل
جوهر الكلمة،
لكن حيث أن العقل بديهياً يدرك الاختلاف من حيث النوع بين العناصر المتحدة، لذلك
نعترف ب
ا
بن
واحد
، ومسيح
واحد
، ورب واحد، لأن الكلمة صار جسداً. وحينما نقول

جسداً

،
نقصد “إنساناً”
.
إذن ما
ال
ضرورة
ل
أن ي
ذوق ال
ألم ف
ى
طبيعته الخاصة، إ
ذا افترضنا أن هناك تأكيد على
طبيعة واحدة متجسدة لل
ا
بن
بعد الاتحاد
؟
إن
لم
تتضمن شروط خطة الله ما هو قابل للألم لصار تأكيدهم صحيحاً أنه فى غياب ما هو قابل للألم فإن طبيعة الكلمة لابد تتعرض
ل
لألم،
لك
ن إن كان
ت عبارة “صار جسداً” تحضر بكل معنى الكلمة
خطة تدبير
التجسد،
(
لأن
التجسد
ليس
إلا
بأن يمسك نسل إبراهيم، ويشبه أخوته ف
ى
كل ش
ئ

ى
2: 7)
آخذا صورة عبد)
، إذن ف
من الجهالة أن يتكلم أحد عن
أنه
يجتاز الآلام
ف
ى
طبيعته الخاصة،
كعاقبة حتمية، حينما يتحتم أن يكون الجسد مرئياً كأساس لحدوث الألم بينما الكلمة هو غير قابل للألم. ومع ذلك فإننا لا
نستبعد أن
ننسب إليه الألم
.
ف
كما أن الجسد صار
ملكاً
خاص
اً له
، هكذا أيضاً
ينسب إليه
كل ما هو
لل
جسد
(
ما عدا الخطية وحدها
)
،
وفقاً لخطة الله فى تخصيصه لهذا الغرض.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ت تقوى ى

3-
]
إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، ف
لابد
أن
ي
حدث
نوع من الا
متزاج و
الا
ختلاط،
مع
الطبيعة البشرية
مما يجعلها تتضاءل بأن تنزع
[

هنا أيضاً
هم

ي
عوجون المستقيم” (م
ى
3: 9)،
ويفشلون فى إدراك
أن
الحقيقة
هى
طبيعة
واحدة
متجسدة للكلمة. لأنه إن كان
الكلمة المولود بطريقة سرية من الله الاب ولد كإنسان من امرأة باتخاذه جسداً، ليس جسد بلا حياة بل جسد فيه حياة وعقل، هو بالحقيقة وبالفعل ا
بن واحد، ف
لا يمكن أن ينقسم إلى
شخصين
أ
و
ا
بنين بل ظل واحداً،
لكن
ليس بدون جسد
أ
و
بطريقة غير مادية
، بل له جسده الخاص
فى وحدة
غير منفصلة
.
وهذا
الق
ول لا يعن
ى أو يتضمن
إمتزاجاً أو
ا
ختلاطاً أو أ
ى
ش
ئ من هذا القبيل
،
فكيف يكون هكذا؟
إذا دعونا
ا
بن الله الوحيد الجنس
ال
متجسد و
ال
متأنس، واحد
اً
، فه
ذا
ل
ا يعنى أنه امتزج
كما
يظنون؛
فطبيعة الكلمة لم
ت
تحول إلى طبيعة الجسد. ولا طبيعة الجسد تحولت إلى طبيعة الكلمة،
لا،
بل
بينما
ظل
كل
عنصر
منهما
مستمراً فى صفته الطبيعية الخاصة، للسبب الذى ذكرناه، متحداً بطريقة سرية وفائقة لأى شرح
، ظهر لنا
فى
طبيعة
واحدة (لكن كما قلت طبيعة متجسدة) للإبن
.
وعبارة “واحدة” لا تطبق بالضبط على عناصر مفردة أساساً لكن لكيان مركب مثل الإنسان المركب من نفس وجسد. ف
النفس والجسد، هما من نوعين مختلفين ولا يتساويان أحدهما مع الآخر ف
ى
الجوهر،
إلا أنهما فى اتحادهما
يؤلفان طبيعة
ا
لإنسان
ال
واحدة، على الرغم من
أن الاختلاف فى عناصر الطبائع
المتحدة موجود فى حالة التركيب
. ولذلك فإنهم باطلاً ي
دَّع
ون
أنه
إن كانت هناك طبيعة واحدة متجسدة للكلمة، فانه سيتبع ذلك
وجود
ا
ختلاط و
ا
متزاج
مع ا
لطبيعة الانسان
ية مما يجعلها تتضائل بأن تنزع
.
فهى لم تتضاءل ولا نزعت –بحسب تعبيرهم-
لأن القول بأنه قد
تجسد
هو
تعبير
كاف
لحقيقة
كونه صار إنساناً.
ف
لو صمت
نا
ع
لى ذلك
،
لتركنا المجال لنقدهم المغرض
. ولكن حيث أن
نا أضفنا حقيقة أنه تجسد، فكيف يكون هناك أى اقتراح بتضئيل أو إزالة محرومة؟

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس و وشتي ي

4-
]
إن
كان
هو نفسه
يُرى ك
إله كامل
و
إنسان كامل، من نفس الجوهر مع الآب
ب
حسب اللاهوت،
و
من نفس الجوهر معنا
بحسب الناسوت
، فأين يكون الكمال إن كانت
ال
طبيعة الإنسان
ية
لم
ي
عد
لها وجود
؟ وأين
مساواته لنا فى
الجوهر معنا،
إن لم يعد
لجوهر
نا أو لطبيعتنا أى وجود
؟
[

إن
الحل أو الرد الذ
ى
ورد ف
ى
ال
فقرة
السابق
ة يعتبر كافياً
لتغطية هذه النقطة
أيضاً. لأننا لو كنا قد
تكلم
نا
عن
طبيعة واحدة للكلمة
بد
و
ن الإضافة الصريحة لعبارة
“متجسدة”،
فى استبعاد واضح للخطة الإلهية
،
لصار السؤال الذى يدّعونه عن الطبيعة
البشرية
الكاملة أو إمكانية استمرار جوهرنا فى الوجود مقبولاً ظاهرياً.
ولكن
فى تقديم
نا
عبارة
“متجسدة”
تعبير عن
كمال
ه
فى الناسوت وفى طبيعتنا البشرية
، فليكفوا
إذن
عن
الاستناد
على قضيب
مرضوض
.
سوف يكون هناك سند قوى لإدانة كل من يجرد الابن من كمال ناسوته
بطرح الخطة الإلهية جانباً وإنكار التجسد، لكن، إذا، كما قلت، كان حديثنا عن تجسده يحوى إدراك جلى وتام بأنه صار إنساناً، فلن تعد هناك مشكلة فى رؤية أن المسيح وهو الابن الواحد والوحيد، هو الله وإنسان، كاملاً فى لاهوته وكاملاً فى ناسوته. إن
كمالك قد شرح بكل صواب
وفطنة
،
الأساس المنطقى ل
آلا
م
مخلصنا،
حينما صممت أن ابن الله الوحيد الجنس لم يختبر شخصياً آلام الجسد فى طبيعته الخاصة كإله، لكنه تألم فى طبيعته الأرضية. ويجب الحفاظ على النقطتين فيما يخص الابن الواحد الحقيقى ألا وهما عدم وجود الألم إلهى ونسبة آلام ناسوته إليه لأن جسده هو تألم بالفعل. لكن هؤلاء الناس
يظنون أننا بذلك
نقدم
ما يسمونه هم “تألم الله”، وهم لا يدركون ال
خطة الإلهية
ويعملون م
حاول
ات عابثة لنقل الآلام إلى الإنسان على حدة فى مواصلة حمقاء لتقوى مصطنعة. إن هدفهم هو أن
كلمة الله لن يعترف به أنه
ال
مخلص
الذى
أعطى دمه الخاص لأجلنا، بل بالحر
ى
أن يسوع
كشخص متمايز هو من
ينسب إليه ذلك
.
هذه الفكرة ت
لق
ى
بكل
مبدأ
خطة
الله
بال
ت
جسد بعيداً، و
بوضوح
تسئ تفسير
سرنا الإله
ى بكونه
عبادة إنسان
.
وهم لا يفهمون أن بولس المبارك
حينما يدعوه أنه
من اليهود

بحسب الجسد

،
أى
من نسل يسى وداود
وأنه
“المسيح”
“رب المجد” (1كو2: 8) و
أنه
” الله المبارك إلى الأبد” (رو9: 5) وهو
“الكائن على الكل”،
يخصه بالصلب، كما نطق بأن الجسد المسمر على الخشبة هو جسد الكلمة نفسه.

5-
لقد فهمت أن هناك مبحثاً آخر قد أثير
:
]
بالتأكيد من
يقول إن الرب تألم ف
ى
ال
جسد
على وجه التحديد
إنما
يفسر
الألم
بأنه
غير
معقول
و
لا
إراد
ى
. ولكن إن قال أحد إنه تألم بنفس
ه و
عقل
ه
لكيما ي
جعل
الألم إرادياً، فليس هناك ما يمنع القول إنه تألم ف
ى
طبيع
ته
ال
بشرية. ولكن إن كان هذا حقيقياً فكيف لا نكون مقرين بأن الطبيعتين قائمتان بدون
ا
نفصال بعد الاتحاد؟
والنتيجة أننا إن اقتبسنا القول التالى
أن “المسيح تألم لأجلنا بالجسد” (1بط4: 1)،
فهذا لا يعنى
سوى أن المسيح تألم لأجلنا ف
ى
طبيعتنا
[
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس بولسية عهد جديد رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10

إن هذا الاعتراض ما هو إلا هجوم جديد ضد الذين يؤكدون طبيعة واحدة متجسدة للإبن، وهم يرغبون ظاهرياً فى
أن يبرهنوا
على التأكيد التافه الذى يناقشونه بعناد ع
ن
وجود
طبيعت
ي
ن قائمت
ي
ن
.
لكنهم
قد ت
ناس
وا حقيقة أن
كل
الأشياء الت
ى
يتم عادة التم
ي
يز بينها
على المستوى الذهنى
فقط،
تنعزل تماماً
فى الاختلاف المتبادل والفردية المنفصلة.
فلنأخذ مرة أخرى مث
ا
ل
الإنسان
العادى
.
إ
ننا ن
د
ر
ك
أن هناك طبيعتين ف
ى
هذا الإنسان، إحد
ا
هما
هى ا
لنفس والأخرى
هى ا
لجسد. ولكن
نا نقسمهما فى الفكر فقط، قابلين الاختلاف ببساطة على أنه فى البصيرة الداخلية والإدراك الذهنى فقط
، فنحن لا ن
فصل
الطبيعتين، ولا ننسب إليهما
قدرات على الانفصال الجذرى، لكننا ندرك أنهما ينتميان إلى كائن حى واحد حتى أن الاثنين لا يعودوا بعد اثنين، والكائن الحى الوحيد يكمل من طبيعتين. فعلى الرغم من أننا ننسب الطبيعة البشرية والطبيعة الإلهية إلى عمانوئيل، إلا أن الطبيعة البشرية صارت طبيعة الكلمة الخاصة، ومعها يثرى ويُدرك أنه الابن الواحد. إ
ن الكتاب الإله
ى
الموحى به يقول أنه تألم بجسده، فمن الأفضل أن ن
ستخدم
نحن أيضاً
هذه الألفاظ
بدلاً من أن نقول

ف
ى
ال
طبيعة
ال
إنساني
ة”
، حتى لو
كانت هذه العبارة لا تسئ بالمرة إلى حقيقة السر، إلا إذا فهمت كما فى الإدراك ال
منحرف
للبعض
. لأنه ما ه
ى
الطبيعة الإنسانية سوى جسد ح
ى
عاقل
؟
وأن
نا نؤكد أن
الرب تألم ف
ى الجسد
؟
فالحديث سوف يكون بلا جدوى إذا تكلموا عن
أنه تألم ف
ى
طبيع
ته
ال
إنساني
ة فاصلين وعازلين إياها
عن الكلمة
، حتى يفكروا فيه أنه
ا
ثنين
وليس واحد، الكلمة الذى من الله الآب، بل والمتجسد والمتأنس.
وعبار
ة “غير الم
فترق
” الت
ى
أضافوها
يبدو كما لو كان لها مفهومنا الأرثوذكسى، لكن
ليس هذا ما يقصدونه.
أن
عبار
ة “غير الم
فترق

فى حديث نسطور الفارغ تستخدم بمعانى مختلفة
.
ف
هم يقولون أن ال
إن
سان الذ
ى
سكن فيه الكلمة
هو
غير م
فترق
عنه
فى مساواة الكرامة والرغبة والسلطة.
والنتيجة هى أنهم لا يستخدمون الألفاظ فى معناها المباشر لكن بخداع وبطريقة مؤذية.





[1]


Lionel R. Wickham
, Cyril of
Alexandria
Select Letters,Oxford At the Clarendon Press, 1983, p. 84-93.

وهى مرسلة من القديس كيرلس إلى سكسينسوس.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي