المجامع المسكونية والهرطقات


الأنبا بيشوى


الفهرس

مقدمة

الباب الأول: هرطقة أبوليناريوس أسقف اللاذقية

الباب الثانى: إدانة هرطقة أبوليناريوس

الباب الثالث: بداية الصراع بين كيرلس ونسطور

الباب الرابع: بداية وصراع ونصرة مجمع أفسس

الباب الخامس: الفصل الأول: إعادة الوحدة

الباب السادس: الفصل الأول: هرطقة أوطيخا

الباب السابع: محاولات الوحدة

الباب الثامن: الرؤية المعاصرة للموقف

الملاحق

 


مقدمة

كما كان هناك صراع عقائدى حول ألوهية السيد المسيح فى القرن الرابع الميلادى انتهى بانتصار الأرثوذكسية فى المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية سنة 381م حيث تم تأكيد قانون الإيمان النيقاوى الذى صاغه القديس أثناسيوس الرسولى مع إضافة الجزء الخاص بتأكيد ألوهية الروح القدس الرب المحيى المنبثق من الآب. وبذلك تم صياغة عقيدة الثالوث القدوس وهى الاعتقاد بثلاث أقانيم متساوين فى المجد والصفات ولهم نفس الجوهر الإلهى الواحد -هكذا أيضاً كان هناك صراع عقائدى حول شخص وحول طبيعة السيد المسيح.

إن السيد المسيح هو ابن الله وابن الإنسان فى نفس الوقت. أى أنه هو هو نفسه، وبنفس شخصه الكلمة الإله الحق المولود من الآب بغير انفصال قبل كل الدهور، والإنسان التام الذى بلا خطية وحده، المولود من القديسة العذراء مريم فى ملء الزمان. مساو للآب فى الجوهر من حيث لاهوته، ومساو لنا فى الجوهر من حيث ناسوته.

 

بعض الهراطقة لم يفهموا سر التجسد الإلهى: بمعنى كيف أن الله ظهر فى الجسد، أو كيف صار أقنوم الكلمة إنساناً بالتجسد، أو كيف تتحد الطبيعة الإلهية السامية جداً بالطبيعة البشرية المتواضعة جداً، أو كيف يتحد اللاهوت بالناسوت بما فيه من جسد مادى، ويكونان معاً طبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة، أو كيف
ي
وجد فى المسيح (اللوغوس) روح إنسانى عاقل وهو من حيث جوهره الإلهى هو روح وهو عاقل، وهو من حيث لقب أقنوميته كإله؛ العقل الإلهى منطوق به بالولادة من الآب الذى هو من حيث لقب أقنوميته؛ ينبوع العقل أو العاقل. أو كيف تتحد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية اتحاداً تاماً وطبيعياً دون أن تذوب الطبيعة البشرية المحدودة فى لانهائية اللاهوت غير المحدود.. وهكذا تعددت الهرطقات حول هذه العقيدة العظيمة أى سر التجسد الإلهى لخلاص البشرية. وسوف نعرض فى كتابنا هذا لهذه البدع والهرطقات، وما نشأ عنها من سجالات وصراعات وكفاح الآباء القديسين لمقاومة هذه البدع والهرطقات مع تركيز خاص على المجمع المسكونى الثالث فى أفسس. مع ملاحظة أننا قد استعنا بمراجع أجنبية مع ضمنها كتاب الأسقف الكاثوليكى تشارلز جوزيف هيفيلى
Charles Joseph Hefele
أسقف
روتنبرج
Rottenburg
فى ألمانيا، بعنوان:

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر إشعياء 20

A History of the Councils of the Church
f
rom the Original Documents

 

الذى صدر باللغة الألمانية عام 1883 فى إدنبرج
Edinburgh
بألمانيا ثم ترجم إلى الإنجليزية وصدرت أول طبعة له فى الولايات المتحدة الأمريكية باللغة الإنجليزية عام 1972، وقد استعنا به أساساً فى شرح مجمع أفسس الذى تعترف به الكنيسة الكاثوليكية لتكون الشهادة للقديس كيرلس ضد نسطور من جهة أخرى خارج عائلة كنائسنا الحالية. ويتميز كتاب
الأسقف هيفيلى
هذا بأنه وثائقى من المخطوطات القديمة، ولكنه يميل بالطبع إلى تمجيد بابا روما عند سرده للأحداث. ولكننا رجعنا أيضاً إلى كتاب الدكتور الأب صموئيل
بعنوان
: مجمع خلقيدونية إعادة تقييم
Council of Chalcedon Re-Examined
The
عن مجمع خلقيدونية لأنه من عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية (الغير خلقيدونية). وقد حدث
الا
نشقاق الخلقيدونى المؤسف عام 451م، وتبعته محاولات للوحدة لم تكلل بالنجاح الكامل.

 

ولكن شكراً للرب بفضل جهود ورعاية قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البطريرك المسكونى وسائر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية من العائلتين الأرثوذكسيتين فقد أمكن التوفيق بين الكنائس الخلقيدونية والكنائس اللاخلقيدونية فى هذا الجيل، بفضل الحوارات اللاهوتية التى أزالت سوء الفهم بين الطرفين. وكشفت رفض الطرفين معاً للهرطقات التى علّم بها كل من أبوليناريوس وثيئودور ونسطور وأوطاخى. إلى جوار رفضهم المعروف للهرطقات التى علّم بها كل من أريوس وبولس الساموساطى. وتم إرسال نتائج الحوار إلى جميع الكنائس الأرثوذكسية للنظر واتخاذ القرار المناسب سوياً نحو الوحدة الأرثوذكسية وعودة الشركة بين العائلتين.

عيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل

3 كيهك 1721ش

12 ديسمبر 2004

بيشوى

مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى

ورئيس دير الشهيدة العفيفة دميانة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي