المعارضة في مجمع أفسس (مجمع أساقفة أنطاكية)

فى الواقع لم يفعل كانديديان ما قد سبق ذكره فقط، ولكنه أيضاً كان السبب فى تمزيق اللوحات التى كان سوف ينشر عليها الحكم ضد نسطور، كما فرض الصمت على المنادون الذين يعلنون ذلك فى المدينة. ([1]) فى نفس الوقت نشر مرسوماً يعلن فيه غضبه الشديد على ما تم، وأعلن أن أى جزء تم إنجازه قبل وصول يوحنا الأنطاكى والأساقفة اللاتينيين أيضاً، يعتبر لاغياً وباطلاً بجملته. وفى خطاب منفصل ناشد هؤلاء الأساقفة الذين لم يشاركوا فى الجلسة الأولى، ألا يصيروا موالين للآخرين بل ينتظروا افتتاح المجمع المسكونى. ([2]) كما أن نسطور أيضاً لم يكف عن تقديم الشكاوى، فوجه خطاباً إلى الأباطرة فوراً حتى قبل وصول يوحنا الأنطاكى، يعرض فيه أن المصريين والآسيويين، بناءًا على رغبتهم الخاصة، قد قاموا بعقد جلسة مخالفين بذلك الأمر الإمبراطورى، الذى طالب بمفاوضات عامة تضم الجميع. وبالإضافة إلى ذلك، فقد أثير شعب أفسس على الأخص، بواسطة ممنون أسقفهم الذى أضلهم إلى ارتكاب كل أنواع العنف ضد نسطور وأصدقائه. فقد دخلوا إلى منازلهم عنوة، وشتتوا اجتماعاتهم هناك، بل هددوهم بالموت أيضاً. ولذلك قرروا أن يلجأوا إلى كنيسة القديس يوحنا أو إلى مذبح شهيد، ليعقدوا جلساتهم هناك؛ ولكن ممنون أغلق جميع الأبواب فى وجوههم. لذلك التمسوا من الإمبراطور إما أن يسمح لهم بالعودة إلى أوطانهم مرة أخرى، أو أن يقوم بحمايتهم فى أفسس، ثم يعمل على عقد مجمع حقيقى (أصلى) يحضره أساقفة فقط، ليس رهبان أو إكليروس، إنما الأساقفة الذين تمت دعوتهم فقط. ويكفى لهذا الغرض أسقفان مثقفان من كل ولاية مع المطران. وقَّع نسطور على هذه الوثيقة مع عشرة أساقفة آخرين هم: فريتيلاس
Fritilas
أسقف هراقليا
Heraclea
فى تراس
Thrace
وهيلاديوس
Helladius
أسقف طرسوس، وديكسيانوس
Dexianus

أسقف سلوكية

Seleucia
، وهيمريوس
Himerius
أسقف نيكوميديا
Nicomedia
، وألكسندر أسقف أباميا
Apamea
، وإفثيريوس
Eutherius
أسقف تيانا
Tyana
، وباسيليوس أسقف تيسالى
Thessaly
، مكسيموس
Maximus
أسقف أنازاربس
Anazarbus
، وألكسندر
Alexander
أسقف هيرابوليس
Hierapolis
، ودوروثيئوس
Dorotheus
أسقف ماركيانوبوليس
Marcianopolis
فى ميزيا
Mysia. ([3
])

 

ومن أجل الحفاظ على الرأى العام إلى جانب المجمع فى أفسس، تم إلقاء عظات ضد هرطقة نسطور، بواسطة كيرلس وريجينوس
Rheginus
رئيس أساقفة قونستانتيا
Constantia
(سلاميس) فى قبرص، وأيضاً بصفة متكررة بواسطة ثيئودوتس أسقف أنقرة
Theodotus of Ancyra
،
([4
]) وعندئذ أرسل أعضاء المجمع إلى الأباطرة تقريرهم بالكامل (الذى سبق الحديث عنه)، حيث شرحوا –فى المكانة الأولى- سبب تفكيرهم فى إنه لم يكن من الصواب الانتظار لمدة أطول قبل بدء الجلسة الأولى. هذا لم يكن فقط لأن ستة عشرة يوماً قد مرت على التاريخ الذى حدده الأباطرة لافتتاح المجمع، ولكن أيضاً لأن كثيراً من الأساقفة قد أصابتهم أمراضاً فى أفسس، بل أن بعضهم قد لقى حتفه، وقد كان كبار السن من الأساقفة على الأخص، يتوقون إلى العودة إلى أوطانهم. كما أن يوحنا الأنطاكى كان قد طلب منهم بواسطة ألكسندر أسقف أباميا وألكسندر أسقف هيرابوليس أن يبدأوا فوراً. وهكذا فعلى الرغم من رفض نسطور للحضور، إلا إنه قد تم افتتاح المجمع يوم 22 يونيو، وعند الافتتاح وُضع الإنجيل المقدس -كممثل للمسيح- على العرش الموضوع فى الوسط. علاوة على ذلك فإن كل ما حدث فى الجلسة الأولى تم إبلاغه ووصفه بدقة وبالتحديد للبابا كليستين، الذى كان قد نطق بنفس الحكم ضد نسطور. وأخيراً التمسوا من الأباطرة أن يعملوا على محو الهرطقة من جميع الكنائس وحرق كتب نسطور. كما أرفقت قرارات المجمع التى تم تجهيزها. ([5])

 

بعد انقضاء بضعة أيام، وفى يوم 26 أو 27 يونيو، ([6]) وصل يوحنا الأنطاكى أخيراً إلى أفسس، فأرسل المجمع وفداً مفوضاً لمقابلته على الفور. كان الوفد مكوناً من عدد من الأساقفة والإكليروس، وذلك للتعبير عن الاحترام اللائق له، وفى نفس الوقت لإبلاغه بعزل نسطور حتى لا يدخل فى أية مناقشات معه. لكن الجنود الذين أحاطوا برئيس الأساقفة يوحنا منعوا الوفد المفوض من التحدث إليه فى الطريق؛ وبالتالى فقد رافقه الوفد إلى مقر إقامته، حيث اضطروا إلى الانتظار عدة ساعات، تعرضوا فيها لإهانات الجنود. وأخيراً، بعد أن أبلغوه بما عهد إليهم إبلاغه، اقتيدوا إلى منازلهم بعد أن أسيئت معاملتهم وضُربوا. وقد اقترح الكونت إيرنيئوس، صديق نسطور، هذه المعاملة ووافق عليها. أبلغ المبعوثون المجمع فوراً بما حدث وأظهروا الجروح التى أصابتهم، الأمر الذى أثار سخطاً شديداً ضد يوحنا الأنطاكى. ووفقاً لبيان ممنون، ([7]) فقد تم النطق بالحرم ضد يوحنا الأنطاكى لهذا السبب، ولكننا سوف نرى أن ذلك لم يحدث إلا فيما بعد، فمن الواضح أن ممنون فى روايته القصيرة جداً قد تغاضى عن جزئية من الأحداث، ألا وهى دعوة يوحنا ثلاث مرات. ([8]) فى هذه الأثناء، تمادى كانديديان فى مقاومته لأعضاء المجمع، مسبباً لهم ضيقاً وإهانات بواسطة جنوده، كما أنه أوقف إمدادهم بالغذاء، بينما أمدّ نسطور بحرس شخصى دائم من الفلاحين المسلحين. ([9]) وبعد وصول يوحنا الأنطاكى مباشرةً، بينما كان لايزال مُغَبَراً من الرحلة، ([10]) وفى الوقت الذى سمح فيه للموفودين من أعضاء المجمع أن يكونوا فى انتظاره، عقد فى منزله مجمعاً مع أتباعه، فيه قصَّ الكونت كانديديان أولاً كيف عقد كيرلس وأصدقاؤه جلسة منذ خمسة أيام، على الرغم من كل التحذيرات، وفى تعارض مع المراسيم الإمبراطورية، وتنازعوا مع الكونت على أحقيته فى الحضور، وطردوا الأساقفة الذين أرسلهم نسطور، ولم يبالوا بخطابات الآخرين. وقبل أن يستكمل حديثه، طلب يوحنا الأنطاكى أن يُقرأ مرسوم الإمبراطور الخاص بالدعوة، وعند ذلك استمر كانديديان فى عرضه لما تم، وفى الرد على سؤال آخر وجهه يوحنا، أعلن كانديديان أن نسطور قد تمت إدانته دون أن يُسمع منه. فوجد يوحنا أن هذا يتمشى تماماً مع ميل المجمع، حيث إنهم بدلاً من استقباله هو ورفقائه بطريقة ودية، هاجموهم بعنف (هكذا وصف ما حدث). ولكن المجمع المقدس الذى كان منعقداً فى ذلك الحين، سوف يقرر ما هو مناسب بخصوصهم. وهذا المجمع الذى يتكلم عنه يوحنا بكلمات طنانة، كان عدده ثلاثة وأربعين عضواً فقط بما فيهم شخصه، بينما الجانب الآخر كان يزيد على المائتين.

 

ثم طرح يوحنا سؤالاً عما سوف يتقرر بشأن كيرلس وأتباعه. وتقدم كثير من الأساقفة الذين لم يتم ذكرهم بوضوح على إنهم نساطرة، ليقصّوا كيف كان كيرلس وممنون أسقف أفسس، منذ البداية يسيئون معاملة النساطرة، فلم يسمحوا لهم بدخول أية كنيسة، وحتى فى يوم عيد الخمسين لم يسمحوا لهم بإقامة الخدمة. علاوة على ذلك، فقد أرسل ممنون بعض الإكليروس التابعين له إلى منازل الأساقفة حيث أمروهم بتهديدات أن يشاركوه فى مجمعه. وبهذه الطريقة تسبب هو وكيرلس فى بلبلة كل شئ حتى لا يتم فحص هرطقاتهم. وكانت هرطقات مثل الأريوسية والأبولينارية والأفنومية
Eunomian
(†) واردة بالتأكيد فى خطاب كيرلس الأخير (إلى نسطور مع الحرومات). لذلك فقد كانت مهمة يوحنا هى أن يهتم بالأمر حتى تتم معاقبة رؤوس هذه الهرطقات (كيرلس وممنون) بطريقة مناسبة، من أجل هذه الأضرار الخطيرة، وأن الأساقفة الذين ضلوا بسببهم ينبغى أن تفرض عليهم عقوبات كنسية.

 

بخصوص هذه الاتهامات الوقحة والزائفة السابق ذكرها قال يوحنا بوداعة مصطنعة: “إنه كان يتمنى بالتأكيد أن لا يضطر لطرد أى شخص من الكنيسة يكون قد نال الكهنوت المقدس، ولكن الأعضاء المريضة ينبغى قطعها دون شك، لكى يُنقَذ الجسد كله، ومن أجل هذا السبب يستحق كل من كيرلس وممنون أن يُعزلا، لأنهما تسببا فى الفوضى وتصرفا ضد أوامر الأباطرة، كما أنهما كانا مدانين بالهرطقة فى الفصول (الحروم) السابق ذكرها. وجميع الذين ضلوا بسببهما ينبغى قطعهم من الشركة حتى يعترفوا بخطئهم ويُحرِّموا حروم كيرلس الهرطوقية، ويتمسكوا بشدة بقانون الإيمان النيقاوى، دون أية إضافات غريبة، وينضموا إلى مجمع يوحنا”.

 

وقد وافق الاجتماع (مجمع الأنطاكيين) على هذا الاقتراح، ثم أعلن يوحنا الحكم بالطريقة التالية: “يعلن المجمع المقدس المجتمع فى أفسس، بنعمة الله وأمر الأباطرة الأتقياء: لقد كنا نتمنى بحق أن نتمكن من عقد مجمع فى سلام، ولكن لأنكم عقدتم اجتماعاً منفصلاً له ميل هرطوقى وقح وعنيد، بالرغم من أننا كنا فى منطقة مجاورة، وملأتم المدينة والمجمع المقدس بالبلبلة، لكى تمنعوا فحص هرطقاتكم الأبولينارية والأريوسية والأفنومية، ولم تنتظروا وصول الأساقفة القديسين من جميع المناطق، وأيضاً تغاضيتم عن تحذيرات ونصائح كانديديان، لذلك إعلم يا كيرلس السكندرى وأنت يا ممنون أسقف هذا البلد، بأنكما معزولان ومطرودان من جميع الوظائف الكهنوتية، لأنكما أصل لكل البلبلة.. الخ. ويا أيها الآخرون الذين وافقتموهما فلتكونوا مقطوعين من الشركة حتى تدركوا خطأكم وتنصلحوا وتقبلوا من جديد الإيمان النيقاوى (كما لو كانوا هم الذين سلموه!) بدون أية إضافات غريبة وتحرموا حروم كيرلس الهرطوقية، وفى كل شئ أن تذعنوا لأوامر الأباطرة، الذين يطلبون تبصراً مسالماً وأكثر دقة للعقيدة.”

 

لقد وقَّع على هذا المرسوم الثلاثة والأربعون عضواً أعضاء المجمع (الأنطاكى) جميعاً. ([11]) ([12])

 

ثم قام المجمع الأنطاكى بواسطة خطابات تعبر عن وجه نظر واحدة ([13])، بإبلاغ الإمبراطور ونساء الأسرة المالكة (زوجة وأخت الإمبراطور ثيئودوسيوس الثانى) والكهنة، ومجلس الشيوخ، وشعب القسطنطينية بكل ما حدث، وبعد ذلك بفترة وجيزة، طالبوا أعضاء المجمع الأصلى مرة أخرى تحريرياً، ألا يؤجلوا التوبة والرجوع، وأن يفصلوا أنفسهم عن كيرلس وممنون، الخ..، وإلا سوف يضطرون فى القريب العاجل أن يندبوا حماقتهم. ([14])

 

وفى مساء يوم السبت ([15]) طلب المجمع من الكونت كانديديان أن يتحذَّر لئلا يقوم كيرلس أو ممنون أو أى شخص من أتباعهما (الذين قُطعوا من الشركة) بالخدمة المقدسة يوم الأحد. وقد تمنى كانديديان فى ذلك الوقت ألا يرأس أى عضو من الطرفين صلاة القداس، إنما فقط كهنة المدينة؛ ولكن ممنون أعلن أنه لن يستسلم بأى حال من الأحوال ليوحنا ومجمعه، أما كيرلس وأتباعه فقد قاموا بالخدمة المقدسة”. ([16]) وقد أحبطت جميع مجهودات يوحنا لتعيين أسقف– بالقوة الجبرية فى أفسس- بدلاً من ممنون، بسبب معارضة سكان المدينة الأرثوذكس. ([17])

 

والمفترض عموماً، (†) هو أن يكون كانديديان قد سبق المجمع الشرعى بإرسال معلوماته، ولم يسمح لتقريرهم أن يصل إلى القسطنطينية. ولكن الوضع لم يكن هكذا، لأننا نلاحظ فى خطاب)لايزال باقياً(موجه إلى المجمع من دلماتيوس
Dalmatius
ورهبان آخرين وكهنة القسطنطينية ([18])، أن الإمبراطور نفسه قد أرسل إليهم الخطابات التى وجهها المجمع إليهم بعد عزل نسطور مباشرة، وبالتالى لابد وأن يكون هو أيضاً قد استلم التقرير الذى تم إرساله إليه. ويؤكد دلماتيوس فى نفس الوقت أن الشعب قد وافق على عزل نسطور، وأن الإمبراطور قد عبّر عن الأمر بطريقة لطيفة جداً، موقراً المجمع. من هذا ندرك أنه (الإمبراطور) لم يكن إلى ذلك الحين، قد تسلم تقرير كانديديان. بعد وصول هذا التقرير حدث فجأة تغيير عنيف. فقد أرسل الإمبراطور ثيئودوسيوس الحاكم بلاديوس إلى أفسس بخطاب ([19]) موضحاً: “إنه علم من كانديديان أن بعض الأساقفة قد عقدوا جلسة دون انتظار يوحنا الأنطاكى. بالإضافة إلى ذلك، فإنه حتى الأساقفة الذين كانوا موجودين فى أفسس، لم يشاركوا كلهم فى هذه الجلسة، والذين عقدوا الجلسة لم يناقشوا العقيدة بالطريقة المنصوص عليها، ولكن بروح تحزبية. ولذلك أعلن بأن كل ما تم عمله يعتبر لاغياً، وقال إنه سوف يرسل موظفاً رسمياً خاصاً من القصر، لكى بالاشتراك مع كانديديان يستطيع أن يفحص ما حدث، ويمنع أى شغب فى المستقبل. وفى الوقت الحالى، وحتى يناقش المجمع العقيدة، فإنه لا يسمح لأى أسقف بمغادرة مدينة أفسس، إما للذهاب إلى البلاط الإمبراطورى أو للرجوع إلى بلدته. وينبغى أن ينفذ هذا الأمر إلى الحكام فى كل الأقاليم أيضاً، بألا يسمحوا لأى أسقف قد يعود من أفسس إلى وطنه، أن يظل فيه. إن الإمبراطور ليس له دور فى صالح أى شخص، وبالتالى ليس فى صالح نسطور، بل فقط لصالح الحق والعقيدة”. ويحمل هذا الخطاب تاريخ 29 يونيو ولكن حيث إن رد كيرلس الذى سلمه إلى بلاديوس
Palladius
قد كُتب يوم 1 يوليو، ([20]) فلابد أن بلاديوس يكون قد وصل إلى أفسس قبل نهاية يونيو، وهذا التاريخ لابد وأن يكون قد كُتب عن طريق الخطأ بواسطة الكاتب. فقد وجد مكتوباً على هامش نص هذا الخطاب كلمة
dekatriw/n
بدلاً من
triw/n kalandw/n
أى 19 يونيو وليس 29، ووافق كثير من المثقفين على هذا الاقتراح، ولكن تيلمونت
Tillemont
قد لفت النظر، وهو محق، لحقيقة أن جلسة المجمع الأولى وعزل نسطور التى يذكرها الإمبراطور فى هذا الخطاب، لم تتم حتى يوم 22 يونيو. ([21])

 

فرح يوحنا وأتباعه بالطبع جداً بهذا الخطاب الإمبراطورى، وظنوا أن العالم كله سعيد، بأن يكون خاضعاً لمثل هؤلاء الحكام، كما جاء فى ردهم. ثم استرسلوا فى الحديث عن السبب الذى اضطرهم لعزل كيرلس والآخرين، ولم يخجلوا من الزعم بأن سببهم الرئيسى فى ذلك هو أن هؤلاء تجرأوا وهاجموا أسقف المدينة الإمبراطورية ولم يذعنوا لأوامر الإمبراطور. وبالنسبة لمجمعهم
conciliabulum
فهم يدعونه مجمعاً مقدساً، ويتضرعون أن يعطى الإمبراطور أمراً بأنه أثناء الفحص المنتظر للعقيدة، على كل مطران أن يصطحب معه أسقفين فقط، لكى يصعق العدد الكبير لأساقفة مصر وآسيا الصغرى، الذين يظنون إنهم لن يستطيعوا أن يتكلموا عنهم بازدراء كافٍ. وقالوا إنهم تمنوا، بعد قراءة خطاب الإمبراطور، أن يقيموا صلاة شكر فى كنيسة القديس يوحنا، ولكن الناس أغلقوا الأبواب فى وجوههم، وقادوهم إلى منازلهم بالقوة. وكان ممنون هو مصدر كل هذا ولذلك ينبغى أن يقوم الإمبراطور بطرده من المدينة. ([22])

 

من المحتمل أن الحادثة التى يشيرون إليها قد حدثت عند محاولة تعيين أسقف آخر لأفسس، بما أن ممنون أيضاً يذكر أن شغباً قد نشأ بهذه المناسبة. ([23])

 

وفى خطاب ثانٍ إلى الإمبراطور، طالبوا أن يُنقل المجمع إلى مكان آخر، أقرب إلى البلاط، حيث يمكن أن يُدان كيرلس وأتباعه من كتاباته الخاصة. ([24])

—-
———–

[1]
Hefele, C.J., quoting Cf. Mansi, t.iv. p.1263; Hardouin, t.i. p. 1451
.

[2]
Hefele, C.J., quoting Hardouin, t.i. p. 1447; Mansi, t.v.p. 772
.

[3]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv. p. 1234, Hardouin, t.i. p. 1438 – Latin translation in Mansi t.v.p.766
.

[4]
Hefele, C.J., quoting Mansi t.iv.p.1246 sqq., t.v.p.218 sqq., Hardouin t.i.pp.1443, 1663,1666. Cf. Tillemont, t. xiv.p.401sq
.

[5]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1235 sqq.; Hardouin, p.1439 sqq. German, Fuchs, l.c. Bd. iv. S. 80 ff
.

[6] يتضح هذا التاريخ من تقارير المجمع الأنطاكى الذى جمعه يوحنا الأنطاكى. السؤال الوحيد هنا هو إذا كان يوم 22 يونيو محسوباً ضمن الخمسة أيام التى يتحدث عنها المجمع الأنطاكى أم لا. فى إحدى الحالتين يكون يوحنا الأنطاكى قد وصل فى اليوم السادس والعشرون (الجمعة) وفى الأخرى لم يصل حتى السبت.

 
Hefele, C.J., quoting Cf. Tillemont, Mempieres, t. xiv. note 45, Sur St. Cyrille
.

[7]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1438; Hardouin, t.i.p.1595
.

[8]
Hefele, C.J., quoting Tillemont, t.xiv. note 46, Sur St. Cyrille
.

[9]
Hefele, C.J., quoting Cf. Epistola Memnonis, U.cc
.

[10]
Hefele, C.J., quoting Epist. Synodi Mansi, t.iv.p.1334; Hardouin, t.i.p.1507
.

 

† الأفنومية نسبة إلى إفنوميوس أسقف سيزيكوس الذى كان أنومياً (كلمة يونانية بمعنى غير مساوى أى الابن غير مساوى للآب) فى مبادئه وكان ينادى بأن هناك جوهر واحد سامى ولكن بلا تمايز فى الخواص. وأن الابن ليس مولوداً من الآب بل ناتجاً عنه. وأن الروح القدس كان أول المخلوقات التى عملها الابن بالقدرة الخالقة التى أعطاها له الآب. (
Michael O’Caroll, Trinitas
)

 

[11]
John of Antioch, Alexander of Apamea, Alexander of Hierapolis John Metropolitan of Damascus, Dorotheus Metropolitan of Marcianople, Dexianus Metropolitan of Seleucia, Basilius Metropolitan of Thessaly, Antiochus Metropolitan of Bostra, Paulus Bishop of Emesa, Apringius of Chalis, Polychronius of Heraclea, Cyril of Adana, Ausonius of Himeria, Musaeus of Aradus and Antaradus, Hesychius of Castabala, Salustius of Corycus, Jacobus of Dorostolus, Zosis of Isbuntis, Eustathius of Parnassus, Diogenes of Seleucobelus, Placon of Laodicaea, Polychronius of Epiphania, Fritilas Metropolitan of Heraclea, Himerius Metropolitan of Nicomedia, Eutherius Metropolitan of Tyana, Asterius Metropolitan of Amida, Theodoret the famous Bishop of Cyrus, Macarius Bishop of Laodicaea Major, Theosebius of Cios in Bithynia, Maximian Metropolitan of Anazarbus, Gerontius Bishop of Claudiopolis, Cyrus of Marcopolis, Aurelius of Irenopolis, Meletius of Neocaesarea, Helladius of Ptolemais, Tarianus (Tarjanus) of Augusta, Valentinus of Malus, Marcianus of Abrytus, Daniel of Faustinopolis, Julian of Larissa, Heliades of Zeugma, and Marcellinus of Arca
.

 

[12]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1259 sqq.; Hardouin, t.i.p.1447 sq, Fuchs, l.c. Bd. iv.S.92 ff
.

[13]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.pp. 1271-1280; Hardouin, t.i.p.1458 sqq
.

[14]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv. p. 1270; Hardouin, t.i. p.1458
.

 

[15] إن كان يوحنا قد وصل إلى أفسس يوم الجمعة 26 يونيو فهذا السبت هو اليوم التالى لوصوله. أما إذا كان قد وصل فى اليوم السابع والعشرون فإن ما يذكر هنا يكون قد تم فى مساء يوم وصوله.

[16]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.v.p.774 sq
.

[17]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1439; Hardouin, t.i. p. 1595
.

† نذكّر القارئ أن المتكلم هنا هو المؤرخ هيفيلى.

[18]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1431; Hardouin, t.i.p.1590
.

[19]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1378sq.; Hardouin, t.i.p.1538 sq
.

[20]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1422; Hardouin, t.i.p.1582
.

[21]
Hefele, C.J., quoting Tillemont, Memoires, t. xiv. note 47, Sur St. Cyrille
.

[22]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1379 sqq.; Hardouin t.i.p.1539 sqq
.

[23]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1439; Hardouin, t.i.p. 1595
.

[24]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1386 sqq.; Hardouin, t.i.p.1546 sq
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي