الجلسة السادسة في مجمع أفسس يوم 22 يوليو 431 م

فى يوم 22 يوليو عقدت الجلسة السادسة فى منزل ممنون، ([1]) وبهذه المناسبة تمت قراءة قانون الإيمان النيقاوى أولاً، ثم مرة أخرى جميع تلك الفقرات من أقوال الآباء التى عرضت عند إدانة نسطور فى الجلسة الأولى. وذلك ليبرهنوا على أن النساطرة لم يفهموا أو لم يشرحوا بطريقة صحيحة النص النيقاوى (قانون الإيمان).

 

ثم قدم كاريسيوس
Charisius
، وهو كاهن من كنيسة فيلادلفيا، معلومات تفيد بأن كاهنين من القسطنطينية هما أناستاسيوس
Anastasius
وفوتيوس
Photius
، قد أرسلا أحد الأشخاص اسمه ياكوبوس
Jacobus
بخطابات مقدمة إلى أساقفة ليديا، ومدحوا فيها أرثوذكسيته. ياكوبوس هذا جاء إلى فيلادلفيا وللحال ضلل بعض الإكليروس، واستمالهم ليوقِّعوا على قانون إيمان آخر نسطورى بدلاً من قانون الإيمان النيقاوى. والآن كثير من الأربعتعشرية
Quartodecimans
(†) فى ليديا أرادوا أن يرجعوا مرة أخرى إلى الكنيسة، لكن تم إغراؤهم أيضاً بالتوقيع على قانون إيمان هرطوقى بدلاً من النيقاوى. وبسبب معارضة كاريسيوس لذلك أعلن البعض أنه هرطوقى، فتم قطعه من الشركة، لكنه كان أرثوذكسياً صميماً، ويستطيع أن يبرهن على ذلك بقانون الإيمان الخاص به، والذى عرضه أمامهم. هذا كان متوافقاً كليةً مع قانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى من حيث المعنى، وعلى وجه التقريب مطابقاً له من حيث الألفاظ. ([2]) كما قدم أيضاً قانون الإيمان المزيف هذا موضع التساؤل، وليس هناك شك من أنه قد كتب بلغة طنانة وحماس ظاهرى للأرثوذكسية، لكنه احتوى على خطأ نسطور الأساسى، وهو تقسيم المسيح إلى لوغوس ورجل اتخذه. ([3]) لم يؤلف نسطور نفسه هذا القانون، إنما ألفه ثيئودور الموبسويستى، ([4]) وتم نشره بواسطة نساطرة، والنسخة التى قدمها كاريسيوس وقعها عدد كبير من الأربعتعشرية السابقين وبعض من النوفاتيين، وأغلبهم علمانيون من فئات مختلفة. وكان بينهم كاهن أربعتعشرى اسمه باتريشيوس، لا يعرف الكتابة. ([5])

 

أعطى المجمع الآن أمراً، تحت طائلة القطع والعزل، بأنه لا يجب استخدام قانون إيمان آخر غير قانون الإيمان النيقاوى، وعلى الأخص ليس ما قدمه كاريسيوس، وتمت قراءة الفقرات الشهيرة التى قرأت فى الجلسة الأولى من كتابات نسطور مرة أخرى، وبعد ذلك وقَّع جميع الموجودين وعلى رأسهم كيرلس على القرارات ودقائق الجلسات.

—-
———–

[1]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.1342 sqq.; Hardouin, t.i.p.1520. In Latin Mansi, t.v.p.602 sqq. Marius Mercator, ibid, p.686 sqq
.

† هم المسيحيون الذين يحتفلون بعيد القيامة يوم 14 نيسان من كل عام بغض النظر عن اليوم الذى يقع فيه من الأسبوع. (
The Oxford Dictionary of World Religions
)

[2]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1347; Hardouin t.i.p. 1515
.

[3]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1347sqq,; Hardouin, t.i.p. 1515sqq. Fuchs l.c. S. 143ff
.

[4]
Hefele, C.J., quoting Cf. Walch, Ketzergesch. Bd.v.S.354
.

[5]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1358; Hardouin, t.i.p.1523
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي