المجمع المسكونى الثانى





مجمع القسطنطينية عام 381م

ما هو سبب إجتماع المجمع المسكونى؟

سبب أجتماع هذا المجمع هو قيام آريوس بنشر تعاليمه حيث لم يستطيع مجمع نيقية القضاء على بدعته وزادت جداً، وكذلك ظهرت أيضاً بدعة جديدة هي:

 

 بدعة مكدونيوس:

تدعوا هذه البدعة إلى إنكار لاهوت الروح القدس. لذا حينما تولى الإمبراطور ثاودوسيس الحكم دعا إلى عقد مجمع للقضاء على هذه التعاليم.

 

وقد عقد هذا المجمع في مدينة القسطنطينية عام 381م، ترأسه القديس ملانيوس رئيس أساقفة إنطاكية، ولم يتم الاعتراف بالمجمع كمجمع مسكوني إلا في القرن الخامس عندما أقرّت روما قراراته.

 

قرارات المجمع: أنقسمت قرارات المجمع إلى قرارات فى العقيدة المسيحية والقرارات الأدارية وهى كالتالى:

 

1) القرارات العقائدية المسيحية: أقرّ المجمع قانون الإيمان النيقاوي وزاده بعض التفاصيل. – أوضح المجمع التمييز بين الأقانيم الثلاثة وأكّد على ألوهية الروح القدس. – أضاف إلى قانون الإيمان الجزء الخاص بسمات وعلامات الكنيسة والحياة الأبدية.

 

 2) القرارات الإدارية: كان من أهم القرارات الإدارية التي أُخذت في المجمع هو:

 

جعل كرسي القسطنطينية في المرتبة الثانية بعد كرسي روما وإعادة كرسي الإسكندرية إلى المرتبة الثالثة، وهذا القرار أثّر تأثيراً بليغاً في الأحداث الكنسية التي تلت ذلك، وبصفة خاصة في الصراع بين كنيستي القسطنطينية والإسكندرية

 

سير بعض القديسين الذين شاركوا فى المجمع المسكونى الثانى

القديس غريغوريوس الثيئولوغوس (الناطق بالألهيات):

ولد فى مدينة نيازنيزا من أب قديس بنفس الأسم، وكانت أمه سيدة تقية وقديسة تدعى (نونى) وهما قديسان تكرمهما الكنيسة. وطلبت الأم من الرب أن يرزقهما ولدا، فأستجاب لها وأنجبت هذا القديس، ونشأ فى بيت تقى تحت رعاية أم تعتنى بحياته الروحية كما تدبر شئونه الجسدية، حتى بلغ سن الشباب فذهب للدراسة فى أثينا حيث تقابل مع صديقه الحميم القديس باسيليوس الكبير، ولما عاد إلى بلده بدأ يحيا حياة النسك، ثم ذهب ليعيش مع صديقه باسيليوس فى حياة الخلوة والتأمل فى المكان الذى أنشأه فى بنطس، ولكن حياة الخلوة لم تستمر فقد ذهب تحت الحاح والده الشيخ واصرار الشعب، وقبل سيامته قسا ليساعد والده فى الخدمة، واختير صديقه باسيليوس أسقفا على قيصرية الكبادوك، ثم رسم هو أسقفا على مدينة صغيرة تدعى سازيما، لكنه لم يدخلها (لأغتصاب الكرسى أحد الأساقفة الآريوسيين)، فهرب إلى الجبال ليختلى هناك، وظل مختليا حتى دعته الكنيسة الأرثوذكسية بعد أن انتشرت البدع والهرطقات بها ولا سيما بدعة الأريوسيين فبعث الأيمان الأرثوذكسى القويم إلى الحياة فى النفوس، وتسلح القديس بالصبر والوداعة والحب، وصار يعلم بموهبة نادرة وإرشاد إلهى، حتى عقد المجمع المسكونى الثانى (مجمع القسطنطينية)، وكان له فيه دورا كبيرا (حسبما تم ذكره فى البحث)، ثم عاد إلى موطنه نيازينزا وعكف على العبادة بالروح والحق، وكتابة العديد من المؤلفات حتى أن الكنيسة أعطته لقب (ثيؤلوغوس) أى الناطق بالألهيات لعظاته وكتاباته المشهورة عن إثبات لاهوت المسيح وعقيدة التثليث والتوحيد. وقد بلغت كتاباته خمسة وأربعين مقالا، ومائتين وأثنى عشرة رسالة روحية، وثمان وسبعون قصيدة لاهوتية، وسبع وتسعون قصيدة عن شخصيات مختلفة، ومائة وتسع وعشرون عبارة مكتوبة على النصب التذكارى. ومن تلاميذه المشهورين القديس ايرونيموس (جيروم). وبعد جهاد طويل أسلم روحه الطاهرة عام 391 م. وتعيد له الكنيسة اللاتينية فى 9 مايو. وتعيد له الكنيسة القبطية فى 24 توت. بركة صلواته فلتكن معنا، آمين.

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر الخروج 31

 

من كلمات القديس غريغوريوس الناطق بالالهيات:

+ لقد اعطيت كل ما لى الى الذى أخذته منه، وقد أتخذته وحده نصيبا لى.

+ ان العمر كيوم واحد بالنسبة لأولئك الذين يريدون أن يعملوا بشوق.

+ خلقتنى انسانا كمحب البشر، ولم تكن أنت محتاجا إلى عبوديتى.. بل أنا المحتاح إلى ربوبيتك..

+ من أجل تعطفاتك الجزيلة كونتنى إذ لم أكن.. أقمت لى السماء سقفا.. وثبت لى الأرض لأمشى عليها..

+ من أجلى ألجمت البحر.. من أجلى أظهرت طبيعة الحيوان.. أخضعت كل شىء تحت قدمى

 

الأنبا تيموثاوس البابا السكندرى:

تتلمذ على يد القديس أثناسيوس الرسولى بعد أن أتم علومه بالمدرسة اللاهوتية بالأسكندرية، ثم جلس على كرسى مارمرقس بعد نياحة البابا بطرس الثانى عام 379 م فى عهد الأمبراطور ثيؤدسيوس الكبير. كان يلقب ” بالفقير ” لأنه جمع ما يمتلكه من حطام الدنيا ووزعه على جماعة الفقراء والمساكين.. وهو الذى فضح مكيدة الآريوسيين فى مجمع صور عام 334 م عندما أحضروا المرأة العاهرة لتدعى على أثناسيوس الرسولى أنه ارتكب الشر معها، إذ قام الأنبا تيموثاوس (الذى كان كاهنا فى ذلك الوقت وكان مرافقا البابا أثناسيوس) وبدأ يخاطبها كانه القديس أثناسيوس نفسه، ولأن المرأة الشريرة لم تكن تعرف أحدهما قالت أمام المجمع مخاطبة تيموثاوس:،, حقا أنت يا أثناسيوس الذى فعلت بى هذا الشر! وبهذا ظهر كذبها وافتضحت مؤامرة الآريوسيين! كما ظهرت نجابة البابا تيموثاوس وقوة دفاعه عن أستاذه العظيم القديس أثناسيوس،،. ولقد اشترك مع سلفه البابا بطرس الثانى فى تدبير الأمور الهامة كما أظهر غيرة حسنة فى المحافظة على تراث الاباء، إذ عندما حاول أساقفة رومية اعتبار قوانين مجمع سرديكا المكانى كأنها قوانين مجمع نيقية المسكونى الأول، قاومهم أساقفة أفريقيا وأرسلوا إلى بطاركة الأسكندرية وأنطاكية والقسطنطينية يطلبون النسخ الصحيحة لقوانين المجمع النيقاوى. وعندئذ قام الأنبا تيموثاوس بنسخ العشرين قانونا الصحيحة ووزعها على كل الكنائس مبينا لهم أن الكنيسة لم تعرف ولم تقبل سواها.

ولما عقد المجمع المسكونى الثانى بالقسطنطينية حضره مع كثير من أساقفتة، ويبدو أنه كان ذا مركز ممتاز فى هذا المجمع حتى أن بعض المؤرخين اعتبروه رئيسا فعليا له، قال المؤرخ صوزومينوس ما نصه: ” فاجتمع من الذين يعتقدون بمساواة الثالوث فى الجوهر نحو 150 وفى رئاستهم تيموثاوس المتقلد إدارة كرسى الأسكندرية خلفا لأخيه بطرس الذى كان قد توفى منذ عهد ليس ببعيد “. ولقد صرف هذا البابا أوقات فراغه فى كتابة تواريخ القديسين، كما وضع قوانين للكهنة، وفى أيامه بنيت كنائس كثيرة. وأخيرا، بعد أن أكمل جهاده، رقد فى الرب سنة 385 م.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس تشكيل فاندايك وسميث عهد قديم سفر التثنية 30

 

الأنبا ملاتيوس الأنطاكى:

ولد فى أوائل القرن الرابع فى مدينة تدعى ملاطيا من بلاد أرمينيا، وكان أبواه غنيين تقيين فاهتما بتربيتة وتعليمه وتهذيبه، فنشأ محبا للفضيلة راغبا فى الوحدة والعزلة. ولما انتقل أسقف سبسطية (وهى إحدى المدن التى نمت فيها البدعة الآريوسية) اختاره الجميع ليكون أسقفا عليها، وبعد رسامته قضى فى خدمته هناك فترة قصيرة ثم ترك كرسيه وانفرد فى البرية للعبادة، وإذ لم يسترح فى البرية المحيطة بهذه البلدة انتقل الى نواحى بلدة حلب حيث اتخذ له مكانا للعبادة، فلم تمضى فترة حتى ذاع صيته وانتشر بين الناس حسن فضائله. واتفق أن عزل فى تلك الأيام أودوكسيوس الدخيل بطريرك أنطاكية (التى كانت تعتبر مركز الآريوسية فى الشرق) وخلا بذلك كرسى أنطاكية فاتفق رأى الجميع على انتخابه لهذا المنصب، ومن الغريب أن الآريوسيين أنفسهم قد وافقوا على تعيينه ظنا منهم أنه من المشايعين لهم. وما أن جلس هذا الأب على كرسى انطاكية حتى بدأ يفكر فى الطريقة السلمية التى يتمكن بواسطتها من جذب الأريوسيين الى الأيمان المستقيم، فاستقر رأيه على أن يحث هؤلاء على إصلاح سيرتهم والتمسك بأهداب الفضيلة وممارسة أعمال البر والتقوى، عالما أنه إذا استقامت سيرة إنسان استقام إيمانه أيضا. غير أن الآريوسيين لم يقبلوا عظاته هذه وبدأوا يدركون أنه ممن يرفضون تعاليمهم الشنيعة وبدعهم الغريبة، وأخيرا وشوا به لدى الأمبراطور الأريوسى قسطانس، فانتهز فرصة وجوده فى حضرته ومعه اثنين من الأساقفة الآريوسيين هما جاورجيوس أسقف اللاذقية واكاسيوس أسقف قيصرية وطلب من الثلاثة أن يفسروا له الآية التى تقول: ” الرب قنانى أول طريقة من قبل أعماله منذ القدم ” (أم 8: 22). فلما انتهى الأسقفان الأريوسيان من تفسيرهما حسب آرائهم الخاطئة، بدأ ملاتيوس يبين خطأ أقوالهما ويوضح لهما التفسير الصحيح، عندئذ غضب الأمبراطور قسطانس وأمر

بنفيه إلى أرمينيا!! ثم سأل الأمبراطور عن صك انتخاب ملاتيوس ليمزقه، فعرف أنه لدى أوسابيوس أسقف ساموس، فأرسل إليه أحد قواده وشدد عليه الأوامر قائلا: ” إن رفض أن يعطيك الصك إقطع يده اليمنى بالسيف ” وما أن وصل القائد الى أوسابيوس وأعلمه بأمر الملك حتى مد الأسقف يديه الأثنين، وقال: ” إن قطعهما الأثنين أسهل بكثير من استلامك الصك الذى تريده ” فخاف القائد – إذ كان تقيا خائفا الله – وعاد إلى الأمبراطور دون أن يلحق بالأسقف ضررا، وأخبره بما حدث، فدهش كثيرا لشجاعة أوسابيوس وأثنى عليه أمام الجميع.

ولقد بقى الأنبا ملاتيوس فى نفيه، الى أن مات قسطانس وتعين بدلا منه يوليانوس الملحد، الذى رد جميع المنفيين فى زمن سلفه، فعاد إلى كرسيه وعقد مجمعا من الأساقفة ثبت فيه الأيمان المستقيم ونبذ كل تعليم غريب أثيم. ولما تنصب الأمبراطور فالنص الآريوسى أصدر أمره بنفى ملاتيوس مرة ثانية، فغضب الشعب الأنطاكى كثيرا وحاولوا اختطاف راعيهم الأمين من يد الجنود بالقوة ولكنهم لم يتمكنوا. وهكذا بقى في نفيه الى أن عاد عندما تنصب الأمبراطور غراتيانوس المستقيم الرأى. فبدأ يصلح أحوال كرسيه التى أفسدتها أيدى الآريوسيين أعداءه كما تفقد كافة أفراد رعيته مثبتا إياهم على الأيمان. ولما عقد المجمع المسكونى الثانى فى مدينة القسطنطينية، رأسه الأنبا ملاتيوس إذ كان شيخا وقورا، وعندما وقع بصر الأمبراطور ثيؤدسيوس الكبير عليه، قال للآباء جميعا: ” أنى قد رأيت هذا الشيخ الوقور فى الرؤيا يضع على الرداء الملكى “. وقد انتقل ملاتيوس عام 381 م قبل أن ينتهى المجمع القسطنطينى من عقد جلساته ووضع قراراته

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس ن نموئيل 1

 

القديس غريغوريوس نيصص:

ولد من أبوين فاضلين، غير أنه عاش فى بداية حياته عيشة ليست بحميدة، وبقى هكذا حتى بعد نواله بعض درجات الكهنوت الصغيرة إذ أكب على مطالعة أشعار اليونانيين التى أغرم بها كثيرا وكان يلقنها دواما للشبان، فكان بذلك موضع انتقاد شديد من الأكليروس والشعب.

وما أن سمع القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس بسيرته هذه حتى تألم كثيرا وبدأ يكتب له الرسائل ناصحا وموبخا ومهددا ومبينا ما ينبغى عليه أن يفعله لينهض من كبوته هذه، وسرعان ما تأثر صاحب السيرة بتلك الرسائل الجليلة، فصمم على تغيير سيرته الرديئة.

اقتنى الكتب المقدسة ونبذ ما عداها، ثم أكب غلى دراستها مع مؤلفات الآباء القديسين فتغيرت أخلاقه وتبدلت سيرته وتحسنت حالته، وأصبح فى وقت قصير كملاك فى صورة بشر.

ثم ترك العالم وانفرد للعبادة، ولم تمضى فترة طويلة حتى شغر كرسى أبروشية نيصص، فاختير هذا الأب دون رغبته ليكون أسقفا له، فقام بتدبير أبروشيته خير قيام، وجاهد كثيرا ضد الهراطقة والمبتدعين وأتباعهم حتى طهر كرسيه منهم. ولما عين فالنص الأريوسى ملكا أبعده عن كرسيه ونفاه فبقى إلى أن عاد بعد تنصيب غراتيانوس الملك وأستأنف جهاده وخدمته فى وسط رعيته. ولقد أوفد من قبل مجمع أنطاكية فى مهمة إلى كنائس بلاد العرب فذهب إليها وقام بما عهد إليه به خير قيام، ثم عاد إلى القسطنطينية واشترك فى المجمع المسكونى الثانى بها، ويذكر بعض المؤرخين أنه عندما انتقل ملاتيوس بطريرك انطاكية قبل انتهاء جلسات المجمع رثاه هذا الأب بخطاب بليغ عدد فيه فضائل المنتقل وحسن جهاده. وبعد ارفضاض المجمع عاد إلى مقر ابروشيته وطفق يخدم شعبه إلى أن رقد فى الرب فى أواخر القرن الرابع الميلادى.

 

 

=

المراجع

(1) تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسى يوحنا

(2) الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة – للأسقف الأنبا إيسيذورس ج1 ص 483

(3) تاريخ الكنيسة القبطية – إصدار كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل وما رمينا بستاتين إيلاند بنيويورك

(4) أيريس حبيب المصرى – قصة الكنيسة القبطية – طبعة 1998 – مكتبة كنيسة مار جرجس بأسبورتنج – أسكندرية –

(5) تاريخ الاباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه من آباء القرن 12 أعده للنشر للباحثين والمهتمين بالدراسات القبطية الراهب القس صموئيل السريانى والأستاذ نبيه كامل

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي