الإنشقاق الأول

كانت نتيجة لقرارات مجمع خلقيدونية أن انقسمت الكنيسة إلى شطرين وهما:

الشطر الأول:

يضم كنيسة رومية وكنيسة القسطنطينية اللتين اعتنقتا المعتقد القائل بأن للمسيح طبيعتين ومشيئتين.

الشطر الثاني:

ويضم كنيسة الإسكندرية ومن اتبع خطواتها كالسريان والأرمن وغيرهم الذين ظلوا متمسكين بقرارات المجامع الأولى ومعتقدات أثناسيوس وكيرلس في طبيعة المسيح وهي الطبيعة الواحدة (أي اتحاد اللاهوت والناسوت بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير).

 

نتائج هذا الانشقاق:

كان نتيجة لهذا الانشقاق أن اضطهد قياصرة القسطنطينية الكنيسة المصرية وذلك لأن أولئك الأباطرة كان من مصلحتهم أن لا يكون هناك انشقاق في إمبراطوريتهم ولذلك حاولوا بشتى الطرق أن يثنوا الكنيسة المصرية عن إيمانها ولكن باءت محاولاتها بالفشل وأخيراً أرسل أولئك الأباطرة بطاركة من قِبلهم إلى الإسكندرية ليحلوا محل البطاركة الأقباط وعرف أولئك البطاركة المعينين من قِبل الملك بالبطاركة “الملكيين” وطبيعي كانوا من أنصار معتقد مجمع خلقيدونية.

 

وقد أطلق خطأ بعض المؤرخين على الأرثوذكس المصريين لقب (يعاقبه) قائلين أن ذلك نسبة إلى (يعقوب) تلميذ ديسقوروس الذي أرسله إلى مصر عقب نفيه بحكم مجمع خلقيدونية لكي يثبت الأقباط على معتقد الطبيعة الواحدة.

 

وعلل البعض الآخر سبب هذه التسمية نسبة إلى “يعقوب البرادعي” الذي رُسم أسقفاً سنة 541م على إقليم أديسا اسمياً فقط لأنه كان كمرسل يجول في أنحاء الولايات الرومانية لكي يضم سكانها إلى حظيرة الكنيسة المصرية.

 

وسواء صح هذا التعليل أو ذاك فإنه من الخطأ أن يطلق على الأقباط المصريين هذه التسمية.

 

وبهذا أصبح في مصر بطريركان أحدهما يختاره الأرثوذكس الأقباط والآخر يرسله القيصر ليكون بطريركاً للملكيين. وكان الأقباط يرسمون بطريركهم سراً وكان لا يُسمح لهم بدخول الإسكندرية. وظل الحال على هذا الوضع حتى دخول العرب مصر. وتخلص الأقباط من سلطة الرومان وبطاركة الروم (الملكيين).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي