الرسائل المتبادلة بين الهرطوقى أوطيخا ولاون اسقف روما

إستغاث أوطيخا بالقيصرين: ثيئودوسيوس الصغير، وفالنتيوس الثالث (إمبراطور الغرب) ويقول المؤرخون أن أوطيخا كان يتمتع بمكانة مرموقة فى بلاط القسطنطينية، وكان الخصى خريساقيوس من أعظم مناصرية فى ذلك البلاط (1)

 

* وكتب أوطيخا رسالتين بعد الحكم عليه من مجمع القسطنطينية المحلى ألأولى إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس الصغير (الثانى) والرسالة الثانية أرسلها إلى لاون أسقف روما وكانت محتوى الرسالتين أنه صور نفسه البرئ المعتدى عليه، والحمل بين الذئاب وجا منهما إنصافه، وكان ذا مهارة فى الكتابة، وهذه الموهبة كانت تمكنه من أن يهز قلوب فراء كتابته ويحرك مشاعرهم فيدفعهم إلى العمل لمصلحته، ولأثبات برائته المزعومة فقد تلاعب بالألفاظ عندما كتب إعتراف إيمانه فى نهاية الرسالة إلى لاون أسقف روما، فقد أعلن إيمانه فى عقيدة أرثوذكسية صميمة دون أن يتعرض لمسألة الطبيعتين (2)

 

ثم رد لاون الأول على اوطاخى بالرسالة التالية:

 

إلى الإبن الحبيب أوطيخا القس.. من لاون الأسقف

لقد فهمنا من خطابكم أن بعض ذوى الأغراض الدنيئة قد اثاروا البدعة النسطورية من جديد وقد فرحنا بغيرتكم ولمقاومتكم إياهم، ولسنا نشك فى أن الإله الذى منحنا الإيمان الواحد سيعينك فى جهادك.. أما من جهتنا، فبعد أن وصل إلى مسامعنا رياء المناصرين للبدعة النسطورية، نرى لزاماً علينا بنعمة الإله أن نقضى على هذا الشر، والإله ضابط الكل يحفظك يا ابنى (3)

 

وعلق مارسويروس يعقوب تعليقاً على ما كتبه لاون يقوله: ” وحصل أوطيخا على جواباً شافياً من لاون مباركاً غيرته وجهاده فى سبيل الإيمان داعياً إياه إبنا روحياً وشريكاً فى الرأى والإيمان مشجعاً إياه على إصلاح فلابيانوس اسقف القسطنطينية وأوسابيوس أسقف دوريليوم وغيرهما من المتمسكين برأى نسطور إلى أن يلتئم المجمع المنشود ” (4)

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد قديم سفر المزامير 39

 

* ولم يلبث لاون أن كتب رسالة بعد رده على أوطيخا بقليل أورد فيها إيمانه بالكلمة المتجسد، وقد توسع فى رسالته فى الحديث فيها عن الطبيعتين: الطبيعة الإلهية والطبيعة الإنسانية اللتين إتحدتا فى المسيح المتأنس، ولما كان قد أسهب فى الكتابة عن كل من الطبيعتين على حدة فقد بدت رسالته لبعض الأساقفة الأرثوذكسيين أقرب إلى النسطورية منها إلى الأرثوذكسية (#)

 

* ورد لاون على رسالة فلابيانوس أسقف القسطنطينية بشأن أوطيخا وختم رسالته بهذه الكلمات: ” إننى أرجوا من أخوتكم أن تنتدبوا شخصاً أميناً يوضح لنا السبب الذى يستلزم منا إصدار حكمنا، ولا يساعدنا على الوصول إلى تثبيت السلام فى الكنيسة إلا روح التسامح التى يجب أن تسود بيننا وإيمان ألإمبراطور المتجمل بالدين، وسنبذل جهدنا فى المحافظة على الإيمان الأرثوذكسى فى صفائه التام وفى أشد أزر المدافعين عنه، ويبدو لى أن هذا الأمر سهل المنال لأن أوطيخا وعد فى خطابه إلى أن يصحح كل ما أرتكبه من خطأ فى العقيدة، وفى هذه الحالة يجدر بنا أن نتحاتشى كل خصام وأن نتذرع بالمحبة وأن لا يكون لنا هدف غير الحق “

 

ومع ما أبداه الأسقف الرومانى من عطف على أوطيخا، ورغم هذا النصح الغالى، فقد ذكر فى خطابة للأسقف القسطنطينى بأن اوطيخا مجرد من الفهم والمعرفة ” (5)

 

وأنتدب فلابيانوس ثيئودريت أسقف قورش ليقابل لاون شخصياً ليوضح له ما حدث فى المجمع الفلابيانى، وقد نجح ثيئودريت أن تمكن من إستمالة لاون إلى بدعة نسطور (6)

 

* وأرسل لان رسالة إلى الإمبراطور ثيئودوسيوس الثانى ختمها بقوله: ” إن ما يثير الفرحة هو أن قلب الأمبراطور ليس قلباً إمبراطوريا فحسب ولكنه قلب كهنوتى أيضاً ” (7)

هل تبحث عن  م التاريخ كنيسة الكاثوليك أسماء بطاركة كنيسة الكاثوليك ك

 

 * وأثناء كتابة لاون الرسائل إتفقت كلمة عدد من أساقفة الشرق على أن يجتمعوا فى القسطنطينية حضره 30 اسقفاً ورأس هذا المجمع أسقف قيسرية (كبادوكي) كما حضره اربعة من رهبان أوطيخا وقد ناقش المجتمعون حكم المجمع الفيلابيانى المحلى ضد أوطيخا، ولكنهم لم يخرجوا بقرارات.

 

* أما أوطيخا فكان لا يكل ولا يمل بالرغم من أنه كان شيخا طاعنا فى السن فبعث بأكبر عدد من الرسائل للأساقفة صور نفسه بريئاً ومظلوماً وقد اراد أن يجعل أساقفة الكنيسة كلها فى صفه فى الوقت الذى كان يرتب مع أتباعه فى البلاط أن يقنعوا الإمبراطور ثيئودوسيوس الثانى على أن يعقد مجمع مسكونى، وهكذا رتب المر فى صالحة قبل إنعقاد مجمع أفسس الثانى المسكونى.

 

===

مراجع

(1) مجمع خلقيدون ترجمة إلى العربية عن ألأصل اللاتينى المحفوظ بمكتية الفاتيكان الراهب فرنسيس ماريا وصادق عليه ثلاثة كرادلة – مطبوع فى رومية سنة 1694 ص 144

(2) راجع أيضاً تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 49

(3) مجمع خلقيدون ترجمة إلى العربية عن ألأصل اللاتينى المحفوظ بمكتية الفاتيكان الراهب فرنسيس ماريا وصادق عليه ثلاثة كرادلة – مطبوع فى رومية سنة 1694 ص 34 فى هذه الصفحة والصفحات ص 35 و 36و 39 و 40 و43 و 62و 67 و 70 و 71 و 72و 73و 75 و 76 و 77 و 163 و 211 من هذا الكتاب لا يذكر لاون عن نفسه سوى أنه أسقف ولم يسبق أسمه بلقب بابا، ويلاحظ أيضاً أن لاون دعا أوطيخا بلقب أبنى الحبيب ثم سرعان ما أنقلب عليه وإنضم إلى الذين حرموه وهاجم البابا ديسقوروس لا لشئ إلا لنه لم يصر على قرائة الطومس الذى كتبه فى مجمع افسس، وانه رأس المجمع بدون الرجوع إليه حيث قام المجمع الأخير بوضع أسقف روما فى درجة أعلى من درجات ألاساقفة ألاخرين لأن مدينة روما كانت لها ألأسبقية.

هل تبحث عن  قاموس الكتاب المقدس معجم الكتاب المقدس أ أبلس 3

(4) تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية لمارسويرس يعقوب توما متروبوليست بيروت ودمشق وتوابعها للسريان الأرثوذكس ج2 ص 106

(5) تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 554 – لوحظ أن لاون نصح فلابيانوس أنه إذا رجع أوطيخا عن هرطقته يجدر بنا ان نتحاشى كل خصام بالمحبة، ولم يطبق هذا ألمر مع البابا ديسقوروس الذى سامح أوطيخا فى مجمع أفسس الثانى وأقام لاون الدنيا ولم يقعدها بسبب أن ديسقوروس لم يقرأ رسالته فى المجمع

(6) تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية لمارسويرس يعقوب توما متروبوليست بيروت ودمشق وتوابعها للسريان الأرثوذكس ج2 ص 106

(7) تاريخ المجامع (باللغة الفرنسية) للكاردينال هيفيليه ج2 ص 528

(#) تاريخ الكنيسة باللغة الفرنسية للأرشيمندريت جيتى ج4 ص 556

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي