الكنيسة الأرثوذكسية

رأينا فيما سبق كيف تطورت الطوائف في الغرب بانشقاق الكنيسة الكاثوليكية عن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، ثم الانشقاق البروتستانتي عن الكاثوليكي وما تبعه من انشقاقات أخرى.. والآن نلقي لمحة على تاريخ بعض كنائس الشرق.

 

الكنيسة القبطية (صخرة الإيمان الأرثوذكسي):

في مصر.. فنحن الأقباط سلالة الفراعنة، وقد بشّرنا الرسول مرقس الإنجيلي وظلت كنيستنا متمسكة بنفس التقاليد والعقائد والطقوس التي تسلمتها على ممر الأجيال، وكان لكنيستنا موقفها المشهود ضد الهرطقات والبدع التي ظهرت في العصور الأولى، فقادت المجامع المسكونية الأولى، وبفضل بطاركتها العلماء أمثال أثناسيوس وكيرلس وديسقوروس عُقد للعقيدة الأرثوذكسية الثبات رغم الهزّات العنيفة التي سببتها هذه الهرطقات.. وبدأ انشقاق الكنائس الأخرى تلو بعضها بعد انفصالها عن معتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية..

وحقاً قال الوحي الإلهي ” في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها.. مبارك شعبي مصر” (أش 19: 19، 25).

 

الكنيسة الحبشية:

في الحبشة (أثيوبيا).. وقد بشر فيلبس المبشِّر الخصي الحبشي وزير كنداكهملكة الحبشة وعمده حوالي عام 37م (أع26: 8-40).. ويقال أن أول من بشر في بلاد الحبشة هو متى الرسول.. على أن انتشار المسيحية فيها يرجع الفضل فيه إلى “فرومنتوس” أول أسقف على الحبشة في القرن الرابع، وقد قام برسامته البابا السكندري أثناسيوس الرسولي.. وقد جرت العادة على أن يرسَل إلى الحبشة أساقفة مصريين حتى عهد قريب، ثم رُسم مطارنة وأساقفة من الأحباش، وفي عهد المتنيح البابا كيرلس السادس (116) رسم للأحباش بطريرك (جاثليق) طبقاً للإتفاقية المبرمة بين الكنيستين ثم استقلت بعد ذلك.

 

الكنيسة السريانية:

وهم القاطنين بين النهرين وشمال العراق وسوريا.. وقد آمنوا في القرن الأول الميلادي.. وكانوا خاضعين للكرسي الأنطاكي، ومنذ مجمع خلقيدونية انفصلوا عنه تابعين معتَقد الكنيسة القبطية في الطبيعة الواحدة.. وقد عُرف السريان كطائفة مستقلة منذ القرن السابع الميلادي.. وفي القرن الثاني عشر انقسمت كنيسة السريان إلى ثلاث شيع فضعف شأنها حتى أن بعضهم انضم إلى كنيسة روما.. ولذلك تجد بينهم اليوم كنيسة للسريان الكاثوليك.

 

الكنيسة الأرمنية:

هم سكان أرمينيا بالأناضول (الأناضول هو شبه جزيرة جبلية في غرب آسيا يشمل الجزء الآسيوي الأكبر من تركيا، ما يُعرف بآسيا الصغرى).. وقد بشّرهم تدّاوس وبرثولماوس الرسولين.. وقد اعتنق ملكهم المسيحية في القرن الرابع، وكانت تابعة لكرسي القسطنطينية (الكنيسة اليونانية)، وفي القرن السابع انفصلت عنها.

 

الكنيسة المارونية (نسبة للقديس مارون):

في لبنان، وقد كانوا فئة من فئات السريان الثلاثة السابق ذكرهم وقد كانوا تابعين للكرسي الأنطاكي في القرن الأول ثم انفصلوا عنه أيضاً بسبب مشكلة الطبيعة والطبيعتين. ولكن أخيراً انضموا إلى الكاثوليك فأصبحوا طائفة كاثوليكية.

 

تاريخ دخول الكاثوليك والبروتستانت إلى مصر(الإرساليات)

 

لعله من أهم واجبات الكنيسة التبشير.. ولذلك إذا قرأنا كتب التاريخ نجد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قامت بعدة إرساليات لتبشير الوثنيين في أوروبا وبريطانيا وأسسوا هناك كنائس وأُخذت عنهم أنظمة الرهبنة،، وبينما كان غرض الأقباط من بعثاتهم الدينية تبشير الوثنيين لم يكن للمرسَلين الأجانب الذين أتوا إلى مصر من غرض سوى تحويل الأقباط الأرثوذكس إلى مذهبهم.

 

الكاثوليك في مصر:

منذ القرن السابع عشر الميلادي يحاول بابا روما إرسال رهبان كاثوليك إلى مصر لنشر هذا المذهب.. وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر زاد عدد المتمذهبين بالكاثوليكية زيادة طفيفة.

وفي عهد محمد علي باشا كان للفرنسيين نفوذ عظيم في مصر، وعن طريقه أُرغم المعلم غالي (وكان صاحب المقام الأعلى) على الكثلكة بشرط أن لا يُكرَه على تغيير طقوس الكنيسة القبطية وعوائدها الشرقية – على أن يكون مثلاً يقتدي به بقية الأقباط بشرط ألا يُكرَهوا على تغيير طقوسهم وعقائدهم الشرقية.. ومن ذلك الحين وُجدت طائفة الأقباط الكاثوليك التابعين لبابا روما، وأُقيم أول بطريرك لهم عام 1899م.

 

البروتستانتية في مصر:

بدأ دخول البروتستانت مصر في منتصف القرن التاسع عشر عندما جاء أحد البروتستانت ويُدعى “لانش” الأمريكي وأقام بالإسكندرية.. ثم لحقه مرسل من اسكتلندا يُدعى “يوحنا هوج”، وبعد فترة من الزمان جاء إلى القاهرة عام 1862م، ثم استقر يوحنا هوج في أسيوط منذ عام 1865م وبدأ عمله التبشيري.

 

وأخيراً بعد دراسة تاريخ الانشقاق المؤلم نطلب إلى الله مع القديس إغريغوريوس الثيئولوغوس (الناطق بالإلهيات):

 


نعم أيها المسيح إلهنا ثبِّت أساس الكنيسة.. وحدانية القلب فلتتأصل فينا.. لتنقضي إفتراقات البيعة.. حل تعاظم أهل البدع.. ونحن كلنا احسبنا في وحدانية التقوى

 

القداس الغريغوري

الأحداث التاريخية مأخوذة عن كتاب “تاريخ الكنيسة القبطية” للقس منسى يوحنا وكتاب “الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة , الجزء الأول” للأسقف ايسوذوروس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي