مجمع أفسس وأعمال بامفليه والماسالين وتراس وكرسي أورشليم

أخذ([1]) مجمع أفسس فى الاعتبار عدة مواضيع خاصة أخرى، وهذا ما تبينه الوثائق المختلفة التى تم حفظها، ولكننا فقط لا نعرف إلى أية جلسة ترجع.(†*) على رأس هذه الوثائق هناك خطاب إلى المجمع المكانى فى بامفيليه
Pamphylia
وفيه إشارة إلى الأسقف أوستاثيوس
Eustathius
وهذا الرجل ([2]) (غير مؤكد إن كان مطران بامفيليا أم أسقف أتاليا
Attalia
) قد استقال لأنه لم يستطع أن يحكم إيبارشيته بطريقة صائبة ويصحح مسار معارضيه. وقد تعين شخصاً يدعى ثيودوروس بدلاً منه بواسطة باقى أساقفة الولاية، بالاتفاق مع خلفه أوستاثيوس
Eustathius
، الذى تقدم بالتماس إلى المجمع طالباً أن يسمح له بالاحتفاظ بلقب ورتبة أسقف، وقد منحه المجمع ذلك فى حدود ألا يقوم بأية سيامات، وألا يقوم بالخدمة بناءً على سلطته الخاصة دون موافقة الأسقف. ([3])

 

أما الوثيقة الثانية فهى مرسوم خاص بالمصلين
Massalians
أو الأوخيطين
Euchites
. فقد قدم أساقفة بامفيليه وليكاؤنية
Lycaonia
الذين كانت إيبارشياتهم هى موطن هذه الهرطقات، هذا المرسوم بخصوصهم، وقد تبناه مجمع القسطنطينية تحت رئاسة الأسقف سيسينيوس
Sisinnius
، وأكده هذا المجمع، بالإضافة إلى ما تم عمله فى الإسكندرية بخصوص هذا الأمر. وفقاً لهذا المرسوم، فإن الكهنة الذين كانوا إلى هذا الوقت مصلين
Massalians
ولكنهم الآن يحرمون هذه الهرطقة، فإنهم يستمرون فى الكهنوت، والعلمانيون يسمح لهم بالشركة. لكن إذا امتنعوا عن حرم خطأهم السابق، فى هذه الحالة يفقد الكهنة وظيفتهم وكرامتهم وشركة الكنيسة، ويتم حرم العلمانيين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الذين تم إثبات كونهم مصلين
Massalians
(حتى إذا تابوا) لا يُسمح لهم (بالتواجد) بأى أديرة حتى لا يتم نشر هذه العقيدة بعد (لأن موطنها هو الأديرة). وأخيراً تم إعلان الحرم على أية كتابات خاصة بهذه الهرطقات، ونسكياتها. ([4])

 

بالنسبة للمرسوم الثالث فهو لأسقفين من ثراكيا
Thracia
وهما إفبريبيوس
Euprepius
أسقف بيزا
Biza
وكيرلس أسقف كولى
Coele
طالبا فيه بالحماية ضد مطرانهما فريتيلاس
Fritilas
مطران هيراكليا
Heraclea
، الذى انحاز ليوحنا الأنطاكى، كما طالبا فى نفس الوقت، بالتصديق على الممارسة السابقة بشغل أسقفيتين فى نفس الوقت. وقد منحهما المجمع مطلبيهما. ([5])

 

وأخيراً نحن نعلم (†) أيضاً من خطاب البابا لاون الكبير، أن الأسقف جوفينال أسقف أورشليم سعى فى مجمع أفسس، ضمن أشياء أخرى بطريقة غير أمينة وبتقديم وثائق زائفة، إلى التحرر من السلطة البطريركية لأسقف أنطاكية، وكسب الرئاسة الكنسية لكرسيه على فلسطين ([6])، لكن كيرلس السكندرى رغم وحدته عن كثب مع جوفينال فيما يخص النقطة الرئيسية، وهى النضال ضد نسطور والأنطاكيين، إلا أنه عارض هذه المكيدة بجدية (†) ثم أبلغ البابا بذلك. ([7])

—-
———–

[1]
Hefele, C.J., pp. 76-82
.

†* نذكر القارئ أن المتكلم هنا هو المؤرخ هيفيلى.

[2]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1214,1226; Hardouin, t.i.p.1423,1431; Tillemont, Sur St. Cyrille, note 55
.

[3]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p. 1475; Hardouin, t.i.p.1626. Cf Hergenrother, Photius, etc., Bd.ii. S 339
.

[4]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1477; Hardouin, t.i.p. 1627. Cf. Tillemont, t.xiv. note 56, Sur St. Cyrille
.

[5]
Hefele, C.J., quoting Mansi, t.iv.p.1478; Hardouin, t.i.p. 1628
.

† نذكر القارئ أن المتكلم هنا هو الؤرخ هيفيلى.

[6] فى خطاب لمندوبى الأنطاكيين نرى أن جوفينال طالب بفينيقية والعربية.

† من ناحية هذا دليل على استقامة وعظمة هذا القديس العظيم، ومن ناحية أخرى هنا دليل على أن المجمع برئاسة البابا كيرلس كانت له حرية اتخاذ القرارات بدون بابا روما.

[7]
Hefele, C.J., vol. I p. 404 ff., p.393
.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي