فمن هو المسيح إذًا، وما الفرق بينه وبين الأنبياء؟

 

هذا السؤال نوجِّهه للربِّ يسوع المسيح شخصيًا ليُجيبنا هو عليه!! وقد أجاب الربُّ يسوع المسيح عليه بسؤالٍ وجَّهَه لرؤساءِ اليهود، يقول الكتاب: “
مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبّاً قَائِلاً: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يُجِيبَهُ بِكَلِمَةٍ. وَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ يَسْأَلَهُ بَتَّةً
.” (
مت22/4246
).

فالربِّ يسوع المسيح نفسه يُؤكِّد أنَّه ربّ داود! ولأنَّه ربّ داود فهو، كما يُعلن هو بنَفْسِهِ، أعظم من جميع الأنبياء، بل وأعظم من كلِّ ما في الكون من كائنات.

 فهو ربُّ داود كما أوضح هو نفسه، وربُّ داود هو إله داود كما يقول الكتاب “
إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا
رَبٌّ وَاحِدٌ

” (
تث6/4
).

والكتاب يُؤكِّد لنا أنَّ الربّ يسوع هو هذا الإله الواحد “

وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ

” (
1كو 8/6
). إنَّه ربّ داود وربّ جميع الأنبياء والبشر “

رَبُّ اَلْكُلِّ

” (
أع10/36
).

 

إذا كان هو ربُّ الكلِّ فكيف أعطاه الكتاب لقب نبيّ، كما قيل عنه “
فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».
” (
مت21/11
).

 
والإجابة هي أنَّه هو ربُّ الكلِّ ولكنَّه عندما تجسَّد وصار بشرًا مارس مهمَّة النبيّ، لذا لم يكنْ مُجَرَّد نبيّ كسائرِ الأنبياء، إنما هو أعظم من جميع الأنبياء، فهو ربُّ الكلِّ، كما أكَّدَ هو نفسه، أنَّه أعظم من جميع الأنبياء:



 



(1) أعظم من إبراهيم أبو الآباء والأنبياء




:

فعندما سأله اليهود قائلين “
أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟
” فقال لهم “
أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا
” (
يو8/5359
).

 
وهنا أثار قوله “
قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ
” غضب اليهود وجعلهم يحنقون عليه ويقرروا موته رجماً بالحجارة “
فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ
“.

لماذا؟ لأنَّهم فهموا من عبارته “
قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ
“، وتعبير “
أَنَا كَائِنٌ
” هو التعبير الذي عبَّر به اللَّه عن نفسه وعن اسمه لموسى النبي (
خر3/14
)، إنَّه كان موجودًا قبل أنْ يُوجد إبراهيم الذي وُجد قبل التجسُّد بحوالي 2… سنة، أيّ أنَّه يُؤكِّد علي وجوده السابق قبل إبراهيم وهذا يعني أنَّه كان كائنًا في السماء وأنَّه هو الربُّ الذي كلَّم موسى النبيّ


(2)


.



(2)



أنظر كتابنا ” هل قال المسيح أني أنا ربكم فاعبدوني “.

 

(2) أعظم من يعقوب:

قالت له المرأة السامريَّة “
أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا يَعْقُوبَ الَّذِي أَعْطَانَا الْبِئْرَ وَشَرِبَ مِنْهَا هُوَ وَبَنُوهُ وَمَوَاشِيهِ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضاً.
وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِبَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».

” (
يو4/12-14
). فقد حفر أبونا يعقوب بئرًا ليشرب منها هو وبنوه، وهذا عمل يمكن أنْ يقوم به أيّ بشر، أمَّا الماء الحيّ المؤدِّي للحياةِ الأبديَّة والذي يُعطيه الربُّ يسوع المسيح لا يقدر عليه أحدُ سواه، فهو الحيّ ومُعْطِي الحياة، لذا يقول عن نفسه “
إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ.
” (
يو14/19
)، فهو الحياة ومعطي الحياة “
فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ
” (
يو1/4
)، الحياة، أي الوجود، والحياة الأبديَّة، كما قال له القدِّيس بطرس بالروح “
يَا رَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ
” (
يو6/68


وكما قال هو عن نفسه “

أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ

” (
يو 8/12
).

 

(3) سيد ورب موسي:

يقول الكتاب في الرسالة إلي العبرانيّين في المقارنة بين المسيح وموسي “
مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْقِدِّيسُونَ، شُرَكَاءُ الدَّعْوَةِ السَّمَاوِيَّةِ، لاَحِظُوا رَسُولَ اعْتِرَافِنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِهِ الْمَسِيحَ يَسُوعَ، حَالَ كَوْنِهِ أَمِيناً لِلَّذِي أَقَامَهُ، كَمَا كَانَ مُوسَى أَيْضاً فِي كُلِّ بَيْتِهِ.
فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى، بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ.لأَنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا، وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ.
وَمُوسَى كَانَ أَمِيناً فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ، شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ. وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ.وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ.

” (
عب3/16
). إذًا فالفرقِ بين المسيح وموسي النبيّ هو الفرق بين ابن صاحب البيت ووارثه، الذي هو المسيح ابن اللَّه، والخادم الذي يقوم بخدمة صاحب البيت وابنه، والخادم هنا هو موسي النبيّ، وبيت اللَّه هو نحن. ومن ثمَّ فالمسيح أعظم من موسي كقوله “
اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ:
إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.

” (
يو13/16
).

 

(4) الأعظم من الهيكل ومن جميع البشر:

كما وصف الربُّ يسوع المسيح نفسه بأنَّه أعظم من الكلِّ، أعظم من سليمان، إذ قال عن نفسه “

هُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا


.

” (
لو11/31
)، وأعظم من يونان
” وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا!” (

لو11/32
)، أعظم من الهيكل “
وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَهُنَا أَعْظَمَ مِنَ الْهَيْكَلِ!
” (
مت12/6
).

 وبالرغم من أنَّه، الربّ يسوع المسيح، وصف يوحنا المعمدان ك ” لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ” (مت11/11)، فقد قال يوحنا عنه
” أَنَا أُعَمِّدُ بِمَاءٍ وَلَكِنْ فِي وَسَطِكُمْ قَائِمٌ الَّذِي لَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ.
هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي الَّذِي صَارَ قُدَّامِي الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقٍّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ»... وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَالَ: «
هُوَذَا حَمَلُ اللَّهِالَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ. هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ يَأْتِي بَعْدِي رَجُلٌ صَارَ قُدَّامِي لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي…
وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ».

” (
يو 1/2634
).

 ويقدِّم لنا القدِّيس بولس بالروح شخص الربّ يسوع المسيح في مقارنة رائعة بينه وبين جميع الكائنات والمخلوقات في السماء وعلي الأرض فيقول بالروح “
اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ –
الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ

أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ. الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا،
جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،

” (
عب1/1-4
).

 
وهنا يُؤكِّد لنا أنَّ المسيح يتميَّز عن الأنبياء بسبع مميزات هي:

1.
المسيح هو ابن اللَّه الوحيد “
اِبْنِهِ
” الذي من ذاته.

2.
ولأنَّه الابن الوحيد فهو الوارث لكلِّ شيء في الكون “

الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ

“.

3.
وهو الخالق ؛ خالق الكون “
الْعَالَمِينَ
“. ومن ثمَّ فهو الوارث لكلِّ شيءٍ لأنَّه خالق كلِّ شيءٍ.

4.
وهو بهاء مجد اللَّه، شعاع مجد اللَّه، مثل شعاع الشمس الصادر عن الشمس دون أنْ ينفصل عنها، فهو نورٌ من نورٍ.

5.
كما أنَّه رسم جوهر اللَّه، صورة جوهر اللَّه، صورة اللَّه الغير منظور، الكائن في صورة اللَّه، الصورة المعبِّرة لذات اللَّه، الصورة التي تعبِّر عن صاحبها، صورة اللَّه الذي هو اللَّه ظاهرًا.

6.
حامل كلُّ الأشياء في الكون، مُدَبِّر الكون ومديره ومُحَرِّكه وضابط نواميسه. فهو خالقه ومُدَبِّرَه.

7.
الجالس في يمين العظمة في الأعالي، أي الجالس علي العرش الإلهيّ، كالإله المتجسِّد بعد أنْ قدَّم بدمه كإنسان الفداء لكلِّ البشريَّة.

 

5- الأعظم من الملائكة:

وبالإضافة إلي تميُّز المسيح عن جميع المخلوقات، سواء الملائكة والبشر، بالمميزات المذكورة أعلاه، يضع الكتاب المقارنة التالية بين المسيح والملائكة، فيقول: “
صَائِراً أَعْظَمَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ بِمِقْدَارِ مَا وَرِثَ اسْماً أَفْضَلَ مِنْهُمْ. لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟ وَأَيْضاً: «
أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً»؟ وَأَيْضاً مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «
وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ». وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحاً وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ». وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: «
كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ». وَ«أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ. هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى». ثُمَّ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟» أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!

” (
عب1/4-14
).

1.
إنَّه، المسيح، ورث اسمًا أفضل منهم، من الملائكة، وهذا الاسم هو


اَلاِبْنُ
” ابن اللَّه، ابن اللَّه الوحيد، الذي لم يتسمّ به أحد مطلقًا، سواء في السماء وعلي الأرض، فقد دُعي الملائكة وبعض البشر بأبناء اللَّه، ولكن لم يدع أحدهم مطلقًا بابن اللَّه، كما أن المسيح هو “
اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ
” (
يو1/18
) ومن ذات الآب، صورة اللَّه الآب وبهاء مجده ورسم جوهره.

2.
ثم يُؤكِّد تفرُّد المسيح، الابن، ابن اللَّه الوحيد، الفريد في جنسه، بقوله “
لأَنَّهُ لِمَنْ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ قَالَ قَطُّ: «أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ»؟
“.

3.
وأيضًا “
أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً
“.

4.
وهو البكر الذي تسجد له جميع ملائكة اللَّه، والبكر هنا بمعني البكر من الأموات. والكتاب هنا يكشف لنا عن لقبَين للمسيح أُعْلِنَا بعد التجسُّد، لقب الابن الذي لم يُعْلَنْ عنه إلاَّ بعد التجسُّد، ولقب البكر الذي أُعطي له بالقيامة من الأموات، باعتباره باكورة القيامة من الأموات. ويقول الكتاب أيضًا “
الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.
” (
في2/6-11
).

 
فالمسيح بالتجسُّد “
افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ
” (
2كو 8/9
)، وضع نفسه ” قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ” (
عب2/9
)، ولكنه اِرتفع مرَّة أخري وعاد لمجده السابق بالقيامة من الأموات.

5.
لذا فالفرق بينه وبين الملائكة هو الفرق بين الجالس علي عرش العظمة في السموات، بين الخالق والخليقة.

6.
هو الخالق الحيّ إلي الأبد الباقي الذي لا يُفني ولا نهاية له.

7.
هو الجالس عن يمين العظمة في الأعالي، وهم، الملائكة، خدام اللَّه وخدام الوارثين للخلاص.

 
هذا بعض مما قاله الكتاب المقدَّس عن المسيح وما قاله هو عن نفسه، فما الفرق بينه وبين الأنبياء في الواقع؟ وما الذي تميَّز به عنهم ويكشف لنا عن عظمته وأنَّه الأعظم؟.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي