المعجزة السادسة عشرة إشباع خمسة آلاف

1 بَعْدَ هذَا مَضَى يَسُوعُ إِلَى عَبْرِ بَحْرِ الْجَلِيلِ، وَهُوَ بَحْرُ طَبَرِيَّةَ. 2 وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ لأَنَّهُمْ أَبْصَرُوا آيَاتِهِ الَّتِي كَانَ يَصْنَعُهَا فِي الْمَرْضَى. 3 فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى جَبَلٍ وَجَلَسَ هُنَاكَ مَعَ تَلامِيذِهِ. 4 وَكَانَ الْفِصْحُ عِيدُ الْيَهُودِ قَرِيباً. 5 فَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ أَنَّ جَمْعاً كَثِيراً مُقْبِلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ لِفِيلُبُّسَ: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هؤُلاءِ؟» 6 وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ. 7 أَجَابَهُ فِيلُبُّسُ: «لا يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً». 8 قَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ تَلامِيذِهِ، وَهُوَ أَنْدَرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ: 9 «هُنَا غُلامٌ مَعَهُ خَمْسَةُ أَرْغِفَةِ شَعِيرٍ وَسَمَكَتَانِ، وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاءِ؟» 10 فَقَالَ يَسُوعُ: «اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ». وَكَانَ فِي الْمَكَانِ عُشْبٌ كَثِيرٌ، فَاتَّكَأَ الرِّجَالُ وَعَدَدُهُمْ نَحْوُ خَمْسَةِ آلافٍ. 11 وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلامِيذِ، وَالتَّلامِيذُ أَعْطَوُا الْمُتَّكِئِينَ. وَكَذلِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا. 12 فَلَمَّا شَبِعُوا، قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «اجْمَعُوا الْكِسَرَ الْفَاضِلَةَ لِكَيْ لا يَضِيعَ شَيْءٌ». 13 فَجَمَعُوا وَمَلأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الْكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ الَّتِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. 14 فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!» 15 وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً، انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ (يوحنا 6: 1-15).

(وردت المعجزة أيضاً في متى 14: 13-21 ومرقس 6: 30-44 ولوقا 9: 10-17).

 

تتميز هذه المعجزة بأنها الوحيدة التي ذكرتها الأناجيل الأربعة بكل تفاصيلها. ومناسبة إجرائها أن المسيح كان قد أرسل تلاميذه للوعظ، فرجعوا إليه يقدّمون تقارير عن خدمتهم، وكيف أن الله باركهم وأن الروح القدس استخدمهم.

 

وجاء في ذلك الوقت بعض تلاميذ يوحنا المعمدان يحكون للمسيح أن هيرودس قطع رأس معلِّمهم، فرأى المسيح أن يبتعد عن دائرة مملكة هيرودس، كما رأى أن يعطي تلاميذه الراجعين من خدمتهم فرصة راحة. فاقترح على تلاميذه أن يعبروا إلى شرق بحيرة طبرية، إلى بيت صيدا في قارب، ليتيح لهم فرصة الراحة. وكان الزمن وقت الربيع، وعيد الفصح يقترب.

 

وكانت الجموع تفتش عن المسيح باستمرار لشدة احتياجهم، فبعضهم مريض، والآخر حائر، والآخر متعطش لكلمة حية ولتعليمٍ بسلطانٍ يختلف عن تعليم الكتبة. وهؤلاء جميعاً لما علموا أنه يركب صفحة الماء إلى الجانب الآخر ساروا على اليابسة مشاةً ليلحقوا به.

 

وعندما رسا القارب، أخذ المسيح تلاميذه وصعد على الجبل، فرأى الجماهير تتجمَّع متَّجهة إليه يحملون مرضاهم ويسرعون بقدر ما يستطيعون، فقضى اليوم يعلّمهم. وفي المساء لم يشأ أن يصرفهم جائعين، فأطعمهم، وهم خمسة آلاف، من خمسة أرغفة وسمكتين!

 

أولاً – المحتاجون والمعجزة

المحتاجون هم الخمسة آلاف، مع نسائهم وأطفالهم. وهم يحتاجون لتعليمٍ ولرعاية.

 

يحتاجون للتعليم: جاءوا مشاةً من المدن جائعين إلى الله، يريدون أن يأكلوا الخبز الحي. وكثيراً ما يظن المؤمنون أن الناس لا يهتمّون بالروحيات، ولكن هذا غير صحيح. فحينما يجد الناس طعاماً روحياً تستيقظ شهيتهم ويشعرون بالجوع، وعندما يجدون مؤمناً يسلك سلوكاً يمجّد الرب يسألونه عن سبب الرجاء الذي فيه، وعن سبب السلوك المختلف الذي يحياه. وأصحاب ردود الفعل الحزينة أو اليائسة أو الغاضبة أو المنفلتة لما يرون مؤمناً يتمتع بثمر الروح القدس، الذي هو محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، تعفف (غلاطية 5: 22، 23)، ينذهلون ويطلبون أن يختبروه. وطوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبَعون (متى 5: 6).

 

يحتاجون للرعاية: فقد رآهم المسيح كغنمٍ لا راعي لها. وهكذا حال الناس اليوم، فهم مثقَّلون بالهموم والحيرة، وهم كثيرون، والرعاة قليلون. وكم نحتاج إلى رعاة يرعون رعيّة الله التي اقتناها المسيح بدمه.

 

استمع الجمهور لوعظ المسيح، وطال الوقت فجاعوا. وهنا جاء عمل المسيح الراعي الصالح، راعي الخراف العظيم، ليقدم رعايته الكاملة.

 

ثانياً – المشاهدون والمعجزة

نتأمل تلاميذ المسيح، وبصفة خاصة فيلبس وأندراوس، ثم الولد صاحب الخمس خبزات والسمكتين:

 

1 – فيلبس:

وجَّه المسيح سؤالاً لفيلبس لامتحانه: «من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟» فأجاب: «لا يَكْفِيهِمْ خُبْزٌ بِمِئَتَيْ دِينَارٍ لِيَأْخُذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ شَيْئاً يَسِيراً» (يوحنا 6: 7). والدينار أجر عامل في اليوم. ولعل المئتي دينار كانت كل ما تبقَّى من مالٍ في صندوق الجماعة. فكان رَأْي فيلبس أنهم فقراء لا يملكون ما يكفي.

 

هذا حساب بشري عادي ومنطق حكيم وسليم، هو حساب للنفقة التي تعتمد على نفسها وعلى إمكانياتها بدون أن تُدخِل قوة المسيح في الاعتبار. ولكن المسيح كان يريد أن يُرجع فيلبس إلى إيمانه العميق الأول، يوم التقى به في نواحي الأردن حوالي ديسمبر (ك1) سنة 26م وقال له: «اتبعني» (يوحنا 1: 43-46). فتبع فيلبس المسيح، ثم مضى يدعو نثنائيل ليتبع المسيح أيضاً. أراد المسيح أن يردّ لفيلبس فَرْحة خلاصه الأولى، وقوة تسليمه الأول، فيحصل فيلبس على قوةٍ جديدة لإيمانه.

 

امتحن المسيح فيلبس ليشجّعه ليرى أن المسيح ليس أقل من موسى وهو يُشبع بني إسرائيل في صحراء سيناء بالمن كل يوم. وليس المسيح أقل من أليشع الذي أطعم مئة رجل بعشرين رغيفاً وقال: «هكذا قال الرب: يأكلون ويفضل عنهم» (2ملوك 4: 43).

 

يضعف إيماننا في مرات كثيرة ويهتزّ، فنتساءل: من أين؟ ولكن عندما يكلّفنا الرب بشيء، لا يكلّفنا أبداً من عند أنفسنا، لكنه يعطينا ما نعطيه للآخرين، ويباركنا لنباركهم. وعندما نأخذ ونعطي نبارك ونتبارك نحن أيضاً.

 

2 – أندراوس:

شهرة أندراوس أنه يقدم الناس دائماً للمسيح، فقد عرّف أخاه بطرس بالمسيح (يوحنا 1: 35-42). وعندما جاء اليونانيون يطلبون من فيلبس تدبير لقاءٍ لهم بالمسيح، سلّمهم فيلبس لأندراوس (يوحنا 12: 22). وهكذا تدرَّب أندراوس على أخذ الناس إلى حيث يجدون البركة. ولقد قدم الأسقف د.ت. نايلز (من سيريلانكا) تعريفاً للمبشّر فقال: «هو شحاذٌ يخبر شحاذاً آخر أين يجد الخبز».

 

ومعنى اسم أندراوس «رجل حقاً». فالرجل الحق هو الذي وجد المسيح، وهو الذي يقود غيره لمعرفة المسيح. استطاع أندراوس أن يجيء بالولد إلى المسيح، ويقنعه أن يقدّم الخمس خبزات والسمكتين. ولا بد أن قلب أندراوس كان عامراً بالمحبة مليئاً بالشفقة، فاطمأن الولد إليه ومشى معه إلى حيث كان المسيح. وعندما أخذ منه خبزاته وسمكتيه قدمها الولد برضا.

 

جاء أندراوس بالخمسة أرغفة والسمكتين مع تحفُّظ وقال: «وَلكِنْ مَا هذَا لِمِثْلِ هؤُلاءِ؟»(يوحنا 6: 9). وقوله «لكن» يفيد إحساسه أن مشكلته أكبر من ثقته في المسيح، فإيماننا قد يضعُف رغم اختباراته الماضية، فيقول: «ولكن». غير أن المسيح منح الإيمان الضعيف دَفْعة قوة، لما قال: «ائْتُونِي بِهَا إِلَى هُنَا».. وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى» (متى 14: 18، 19).

 

3 – الصبي الصغير:

لا بدّ أنه كان مذهولاً يتأمل المعجزات التي تُجرى، ويسمع كلام النعمة من شفتي المسيح، فنسي طعامه ولم يتناوله منذ الصباح. وهكذا نحن عندما نرى يسوع بعين الإيمان يملك قلوبنا ويُنسينا مشاكلنا ومتاعبنا، ولا يعود للجسد سلطانه المدمّر علينا، لأن المسيح يرفعنا إلى أعلى ويجعلنا نفكر على مستوى أكبر.

 

وعندما التقى الولد بالمسيح عمَّر قلبه بالحب، فشارك المحتاجين من حوله بالقليل الذي معه.

 

4 – التلاميذ:

أرسل المسيح التلاميذ للكرازة بعد أن أعطاهم قوةً لذلك، ورجعوا إليه ليقدموا تقريرهم قائلين: «حتى الشياطين خضعت لنا باسمك». ولكن لما جاءت الجماهير قالوا له: «إصرف الجمع» (لوقا 9: 12). لقد حصلوا على قوة روحية، لكنهم كانوا لا يزالون محتاجين إلى محبة أكبر ورغبة أقوى في مساعدة الناس.

 

لقد رأى التلاميذ المسيح المحب والقوي، وعادةً يكون التأثُّر بالقوة أولاً، ثم يأتي التأثُّر بالمحبة. وكان التلاميذ محتاجين أن يتعلّموا المزيد من المحبة وممارستها، فأمرهم المسيح أن يعطوا الجماهير لتأكل، بأن يأخذوا منه ويعطوا مما أخذوه للآخرين. فهم لم يصنعوا الخبز، ولم يُقنِعوا الناس بأخذه، بل أعطوا مما أعطاهم المسيح. ونحن اليوم لا نقدر أن نقنع الناس ليتوبوا، لكننا نقدر أن نطيع المسيح فنقدّم للناس خبز الحياة، وروح الله القدوس هو الذي يقنعهم أن يتناولوه.

 

ثالثاً – المسيح والمعجزة

1- المسيح المريح:

هو الذي قال: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى 11: 28). فالمسيح يدرك احتياج أجسادنا للراحة، لأن الجسد هيكل للروح القدس وروح الله يسكن فيه. والروح نشيط أما الجسد فضعيف، ولذلك يفكر المسيح لا في أرواحنا فقط بل في أجسادنا أيضاً، ولهذا قال لتلاميذه: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً» (مرقس 6: 31).

 

2 – المسيح يحسّ بالحاجة:

عندما رفع عينيه ونظر الجمع من حوله سأل فيلبس: «مِنْ أَيْنَ نَبْتَاعُ خُبْزاً لِيَأْكُلَ هؤُلاءِ؟» (يوحنا 6: 5). إنه يحس بالحاجة من قبل أن يشعر بها المحتاج، فأبوكم السماوي «يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ» (متى 6: 8).

 

3 – المسيح يمتحن الإيمان:

ولذلك سأل فيلبس: «من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟». «إِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ» (يوحنا 6: 6). ويسمح الرب بالامتحان لأولاده ليُنجِحهم. إنه لا يريد أن يوقعهم فريسة اليأس، ولكن ليمنحهم مزيداً من التعلُّم، ليكتشفوا نواحي ضعفهم، فيثقون فيه أكثر.

 

يمكن أن يكون ردُّ المسيح على فيلبس توبيخاً، لأن فيلبس رأى كثيراً من معجزات المسيح، وكان يجب أن يعرف أن المسيح يقدر أن يشبع الجماهير. ولكن المسيح أوضح له ضعفه واحتياجه الدائم ليتكل عليه أكثر، ففيلبس لا يمكن أن يستقل عن المسيح، وبدونه لا يقدر أن يفعل شيئاً، لكن معه يستطيع كل شيء.

 

4 – المسيح ينظّم الصفوف:

فقال يسوع: «اجْعَلُوا النَّاسَ يَتَّكِئُونَ.. اجْمَعُوا الْكِسَرَ» (يوحنا 6: 10، 11) فهو يريدنا منظَّمين «وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ» (1كورنثوس 14: 40).

 

ثم إنه لا يريدنا أن نفكر في مصلحتنا كأفراد فقط، بل كجماعة أيضاً. ولا يريد أن نُزعج بعضنا بعضاً بنقص نظامنا، حتى لا يأخذ شخصٌ أكثر من احتياجه، بينما لا يجد جاره ما يحتاجه. فمشكلتنا هي في التوزيع لا في الإنتاج. ثم طلب المسيح أن يجمعوا الكِسَر الفاضلة، ليجدوا طعاماً بعد ذلك، وليحافظوا على نظافة العشب الأخضر وسلامة البيئة. وجميل أن نترك مكاننا نظيفاً لمن يجيئون بعدنا، لنجده نحن نظيفاً بعد أن يتركوه لنا.

 

5 – المسيح يخلق:

«كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ»(يوحنا 1: 3 و4) لقد عمل المسيح في لحظةٍ ما تعمله الطبيعة في عدّة شهور، من زرعٍ ونموّ وحصاد وطَحْن وخبيز. وهو نفس ما فعله في معجزته الأولى عندما حوَّل الماء خمراً (يوحنا 2: 1-11) فقد كثَّف عمل الطبيعة وعطاءها. إنه يأمر فيصير، لأنه رب الطبيعة وصاحب السلطان، والخالق العظيم، والغير محدود بزمن.

 

6 – المسيح يشبع النفس والقلب:

ظن اليهود أنه المخلص السياسي، فحاولوا أن يملّكوه عليهم ليخلّصهم من نير الرومان ويشبعهم بالخبز. ولم يكن هذا فكر المسيح، فانسحب من بينهم لأنه لا يريد أن يكون ملكاً أرضياً (يوحنا 6: 15). فأصحاب المُلك الأرضي يُسعِدون جماعةً قليلة من الناس، لفترة قصيرة من الزمن. لكن في المملكة الروحية تمتد البركة لتشمل الجميع وتصل إلى ما لا نهاية في الزمن. وعندما ينتهي الدهر الحاضر تكون هناك مملكة الدهر الآتي. لذلك قال المسيح عندما حاول اليهود أن يملّكوه عليهم: «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ» (يوحنا 6: 47-51).

 

صلاة

أبانا السماوي، يا من تفتكر فينا حتى عندما ننسى أن نفكر في أنفسنا، اخلُق فينا الجوع والعطش إليك، فنجد عندك الخبز الحي الذي يمنحنا الشبع والقوة، فيتحقق لنا قول المسيح: «طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبعون». باسم المسيح. آمين.

 

أسئلة

لماذا طلب المسيح من تلاميذه عبور بحيرة طبرية إلى بيت صيدا؟

«الناس غير جائعين للخبز الحي» – قول صحيح أم خاطئ؟ برهن على صحّة إجابتك.

«من أين نبتاع خبزاً ليأكل هؤلاء؟» – لماذا وجَّه المسيح هذا السؤال لتلميذه فيلبس؟

ما معنى اسم «أندراوس»؟ولماذا كان اسماً على مُسمَّى؟

لماذا نسي الولد أن يأكل خبزاته وسمكتيه منذ الصباح؟

في هذه المعجزة نرى المسيح «الخالق». اشرح كيف؟

لماذا انسحب المسيح بعد إطعام الخمسة آلاف؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي