هل


إ


نتهي عمل السيد المسيح بالفداء

هل
إ
نتهي عمل السيد المسيح بالفداء، إذ أتم خلاص العالم؟ وقال ” قد أكمل “، وأرسل لنا الروح القدس، وأصبحت الكنيسة الآن في يد الروح القدس..؟

 

الرد:

عمل السيد المسيح في الفداء قد أكمل. ولكن عمله في الرعاية لا يزال مستمراً، ويبقي إلي الأبد. وله عمل آخر في نهاية الزمان وهو الدينونة وتسليم الملك للآب.

فبعد إتمام الفداء، قام السيد المسيح بعمل آخر، وهو تثبيت إيمان التلاميذ،و إزالة شكوكهم، فظهر لهم وأراهم شخصه وجسده القائم، إذ ظنوه روحاً أ
و
خيالاً (لو 24: 36 – 43). وكذلك ظهر لتوما وعالج شكه، وقال له ” هات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن.. ” (يو 20: 26 – 29). وفتح ذهن التلاميذ ليفهموا ما في الكتب ” (لو 24: 45).و قضي معهم أربعين يوماً، يظهر لهم ويحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله (أع 1: 3). وهكذا وضع لهم أسس الإيمان.

عمل الروح القدس في الكنيسة، لا يعني إطلاقاً عدم عمل المسيح فيها:

فالروح القدس يعمل.. والمسيح أيضاً يعمل. وقد شرح لنا الكتاب أعمالاً كثيرة قام بها المسيح بعد إرساله الروح القدس في يوم الخمسين… وحقق وعده للتلاميذ في قوله لهم:

 

” ها أنا معكم كل الأيام، وإلي إنقضاء الدهر ” (مت 28: 20).

 

و من أوضح الأمور علي هذا قول الكتاب ” ثم أن الرب بعد ما كلمهم إرتفع إلي السماء وجلس عن يمين الله.و أما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان.و الرب يعمل معهم، ويثبت الكلام بالآيات التابعة ” (مر 16: 20). وواضح أنهم لم يكرزوا إلا بعد حلول الروح القدس عليهم ” (أع 1: 8). وظل الرب بعد ذلك يعمل معهم…

هل تبحث عن  تفسير الكتاب المقدس القمص تادرس يعقوب عهد جديد رسالة يعقوب الرسول 00

 

ومن أمثلة ذلك عمله مع بولس الرسول:

 

هو الذي ظهر له في الطريق إلي دمشق، وعاتبه،و دعاه ليكون رسولاً للأمم… وهو الذي أرسله إلي حنانيا. وهو الذي ظهر لحنانيا وكلمه بشأنه (أع 9: 1 – 16).و هو الذي قال لبولس ” اذهب فإني سأرسلك بعيداً إلي الأمم ” (أع 22: 21). وهو الذي ظهر له في كورنثوس برؤيا في الليل وقال له ” لا تخف، بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك. لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة ” (أع 18: 9، 10). وهو الذي وقف ببولس وقال له ” كما شهدت بما لي في أورشليم ينبغي أن تشهد في رومية أيضاً ” (أع 23: 11).

 

ولا ننسي وقوف الرب في وسط الكنائس السبع في اَسيا:

 

كما رآه يوحنا في سفر الرؤيا، وهو وسط المنائر السبع،و قد أمسك في يمينه سبعة كواكب التي هي ملائكة الكنائس السبع (رؤ 2: 1). وكيف أن الرب أرسل إلي هذه الكنائس التي في اَسيا سبع رسائل أمر رسوله يوحنا بكتابتها لهم (رؤ 2: 3)، مما يدل علي عمله، ومراقبته لهم ورعايته لهم، بل مكافأته وعقوباته أيضاً. إ،ه يقول لواحد منهم ” أذكر من أين سقطت وتب… وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها ” (رؤ 2: 5). أليس هذا عملاً؟ كذلك ما يفعله بالخاطئة إيزابل (رؤ 2: 22)… وما أكثر أعمال الرب التي يشرحها سفر الرؤيا…

 

و من عمل الرب في الرعاية، قوله أيضاً:

 

” ها أنا واقف علي الباب وأقرع. من يفتح لي أدخل وأتعشي معه..” (رؤ 3: 20).إن السيد المسيح الذي أدخل اللص إلي الفردوس بعد الفداء حسب وعده (لو 23: 43) هو الذي تقبل روح الشهيد اسطفانوس بعد حلول الروح القدس بسنوات (أع 7: 59).وهو أيضاً الذي وعدنا بقوله:

هل تبحث عن  م المسيح المسيح وألقابة 13

 

“حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم ” (مت 18: 20).

 

بل إنه يقول أيضاً ” إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي. وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً ” (يو 14: 23). أي يحل في قلبه، مع الآب.ولعله إثباتاً لهذا قال بولس الرسول:

 

” أحيا لا أنا، بل المسيح يحيا في ” (غل 2: 20). فإن كان المسيح يحيا في أتقيائه، فكيف نقول أن عمله قد أنتهي؟! وإن كان يقرع علي أبواب الآخرين، فكيف يقال إن عمله قد إنتهي. بل هو الذي يمنح القوة للعاملين، كما قال بولس الرسول:

 

” أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني ” (في 4: 13).

إنه يعمل فينا كما قال ” أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل ” (يو 5: 17). وهو يعمل ايضاً في سر الإفخارستيا، الكائن معنا كل يوم علي المذبح. وهو يعمل في ظهوراته المستمرة لقديسيه، كما حدث مع القديس الأنبا بيشوي، والقديس الأنبا بولا الطموهي، ومع عديد من الشهداء والرعاة…

 

وهو يعمل من خلال نعمته.

كما يقال في البركة ” نعمة ربنا يسوع المسيح.. مع جميعكم ” (2 كو 13: 14). ويمكن تتبع عبارة نعمته هذه في رسائل القديس بولس مثلاً.

 

كذلك سيعمل في المجئ الثاني والدينونة.

حيث يأتي في مجده ومجد أبيه مع ملائكته القديسين (لو 9: 26) ويجلس علي كرسي مجده ويدين الأمم والشعوب (مت 25: 31 – 46) ويجازي كل واحد بحسب أعماله (مت 16: 27). وتفاصيل كل هذا كثيرة في الكتاب. وفي كل ذلك يرسل ملائكته ليجمعوا مختاريه (مت 24: 31) ويجمعوا المعاثر والخطاة (مت 13: 41).

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم رؤيا إبراهيم 30

 

إنه يعد لنا مكاناً، ويأتي ليأخذنا إليه (يو 14: 2، 3).

و بعد أن يخضع كل شئ. يسلم الملك للآب (1 كو 15: 24). متي أبطل كل رئاسة وكل قوة وكل سلطان،و يخضع جميع أعدائه تحت قدميه… أخيراً أقول لك: إن الآب يعمل،و الابن يعمل،و الروح القدس يعمل… ولا يوجد عمل لاقنوم يوقف عمل أقنوم آخر.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي