تميز المسيح بكونه الخالق

 

الخلق هو إيجاد الشيء من لاشيء، من العدم، وهو عمل اللَّه وحده والذي لا يشاركه فيه أحد علي الإطلاق. اللَّه وحده خالق الكون وكلّ ما به وما فيه يقول الكتاب ؛ “

الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ.

” (
اش40/28
)، “
هَكَذَا يَقُولُ اللَّهُ الرَّبُّ خَالِقُ السَّمَاوَاتِ وَنَاشِرُهَا بَاسِطُ الأَرْضِ وَنَتَائِجِهَا مُعْطِي الشَّعْبِ عَلَيْهَا نَسَمَةً وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا رُوحاً

” (

اش42/5
). ثم يؤكِّد الكتاب أنَّ اللَّه وحده الخالق وليس معه أحد، أي لا يوجد آخر معه “
أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي. بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟
” (
أش44/24
).

 وتتحدَّي الكُتب جميع البشر وسائر المخلوقات العاقلة وغير العاقلة إنْ كان هناك أحدٌ، غير اللَّه، يقدر أنْ يخلق أي شيء مهما كان، كما تتحدَّي جميع الأصنام أنْ تخلق، ولو اجتمعوا معًا، حتى ولو ذبابًا. اللَّه وحده هو الخالق البارئ المصوِّر وليس سواه ولا مثله ولا معه.

 ومع ذلك فقد قيل عن المسيح، أنَّه كان يخلق من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيصير طيرًا بأذن اللَّه. كان المسيح يَخْلِق وبنفس الطريقة التي خَلَقَ اللَّه بها الإنسان، يقول الكتاب المقدس “
وَجَبَلَ الرَّبُّ الالَهُ ادَمَ تُرَابا مِنَ الارْضِ وَنَفَخَ فِي انْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ ادَمُ نَفْسا حَيَّةً.

” (

تك2/7
). وهناك اتِّفاق علي أنَّ خَلْق آدم تمَّ كالآتي:

(1)
أنَّ اللَّه خلق الإنسان من طين ثمَّ سوَّاه.

(2)
ثمَّ نَفَخَ فيه من روحه
.
والمسيح خلق الطير بنفس الطريقة



(5)


:

(1)
خَلَقَ من الطين كهيئة الطير.

(2)
ثم نَفَخَ فيه فصار طيرًا… بإذن اللَّه.



(5)



وتمتلئ كتب الأساطير المسيحية التي كتُبت فيما بين القرن الثاني الميلادي والقرن الخامس الميلادي، والتي سمي بعضها بالأناجيل الأبوكريفية، بالقصص التي تروي عن المسيح قيامه بعمل الخلق ؛ ف



قد جاء في كتاب ” شبيه متى ” المنحول ف 27 ” أخذ يسوع طبن صلصال من الأحواض التي صنعها ومنها صنع أثنى عشر عصفورا. وكان السبت حينما فعل يسوع ذلك… وعندما سمع يوسف ذلك أنتهره قائلا ” لماذا تفعل أنت في السبت، تلك الأمور التي لا يحل لنا فعلها؟ “. وعندما سمع يسوع يوسف خبط يديه سويا وقال لعصافيره: ” طيري! “. وعلى صوت أمره بدأت في الطيران. وعلى مرأى ومسمع من جميع الواقفين جانبا، قال للطيور: ” أذهبي وطيري خلال الأرض وخلال كل العالم وعيشي “. وجاء في كتاب ” إنجيل الطفولة العربي ” المنحول ” وصنع أشكالا من الطيور والعصافير، التي طارت حينما أخبرها أن تطير، ووقفت ساكتة عندما أمرها أن تقف وأكلت وشربت عندما أعطاها طعاما وشرابا”!!

 

 
والسؤال هنا؛ هل هناك فرق بين خلقة الإنسان وخلقة الطير؟ والإجابة هي؛ كلا، لأنَّ كليهما عملية خلق وإيجاد حياة فيمن ليست له حياة. إذًا لماذا المسيح بالذات هو الذي أعطاه اللَّه عمل من أعماله وصفة من صفاته واسم من أسمائه؟ فقد خلق مثلما يخلق اللَّه وبنفس الطريقة التي خلق بها اللَّه الإنسان الأوَّل، وأصبح من حقِّه اسم الخالق وصفته. والإجابة دائمًا هي أنَّ اللَّه يفعل ما يريد وأنَّ له حكْمة في ذلك!!

ولكنَّنا نقول أنَّ اللَّه يفعل كلّ شيء بحسب مشورته الأزليَّة وتدبيره الإلهيّ وعلمه السابق ولا يفعل شيئًا باطلاً، فإذا كان قد أعطي المسيح، وحده، عمل الخلق وصفة الخالق واسم الخالق فهذا يعني أنَّ المسيح له امتياز خاص يتميَّز به عن كلِّ ما في الكون من كائنات، سواء كانت تُري أو لا تُري!! أو كما يقول الكتاب “
أَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.
” (
في2/9-11
).

كما يقال أن المسيح خلق بإذن اللَّه، والإنجيل يقول أنَّ اللَّه
خلق به، بالمسيح، وفيه ولهكل شيء “

اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ.
” (
أف3/9
)، “
كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ
” (
يو1/2
)، “
الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.
” (
عب1/2
)، “
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ
” (
كو1/1617
).

 ويذكر الكتاب أيضًا أنَّ المسيح قام بعملية الخلق في أكثر من مناسبة؛ فقد خلق للمولود أعمي، بلا عيْنَين، عيْنَين من طين، يقول الكتاب أنَّه “
تَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِيناً وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ». الَّذِي تَفْسِيرُهُ مُرْسَلٌ. فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيراً.
” (
يو9/6- 7
).

وفي تحويلة للماء إلي خمرٍ قام بعمليَّة خلق مادةٍ من مادةٍ أخري مختلفة عنها، كيميائيًا، تمامًا، وذلك بكلمتين للأمر “

امْلأوا الأَجْرَانَ مَاءً… اسْتَقُوا الآنَ

” (
يو2/7- 8
). وفي إشباعه لخمسة آلاف رجلٍ غير الذين كانوا معهم من نساء وأطفال بخمسة أرغفة وسمكتَين، قام بعمليَّة خلق أخري إذ خلق من كلِّ رغيفٍ واحدٍ ما يشبع أكثر من ألف فردٍ بل وزاد حوالي قفَّتَين وربع من هذا الرغيف الواحد!! خلق من الرغيف الواحد أكثر من ألف رغيف لو افترضنا أنَّ كلّ شخص أكل رغيفًا واحدًا!! (
مت14/19-22
).
فمَنْ كان له امتياز كهذا غير المسيح؟ والإجابة؛ لا أحد علي الإطلاق!!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي