المعجزة الرابعة عشرة شفاء نازفة الدم

25 وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، 26 وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ، وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً، بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ – 27 لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ، جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ، وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ، 28 لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». 29 فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا، وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. 30 فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُّوَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ، وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» 31 فَقَالَ لَهُ تَلامِيذُهُ: «أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ، وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» 32 وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هذَا. 33 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ، عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا، فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. 34 فَقَالَ لَهَا: «يَا ابْنَةُ، إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلامٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ» (مرقس 5: 25-34).

(وردت المعجزة أيضاً في متى 9: 20-22 ولوقا 8: 43-48).

 

اعترضت مريضةٌ بنزف الدم لمدة اثنتي عشرة سنة طريق المسيح وهو متَّجه إلى كفرناحوم، إلى بيت يايرس رئيس المجمع ليقيم ابنته من الموت. وقالت في نفسها: «إن مسَسْت ولو ثيابه شُفيت» وهي تظن أن أحداً لن يشعر بتلك اللمسة. ولكن المسيح شعر بها، وأوقف الموكب سائلاً: «من لمسني؟». استنكر تلاميذه هذا السؤال لأن الجمع يزحم المسيح، وليس فقط يلمسه. لكن المسيح عرف أن قوة شفاءٍ خرجت منه استجابةً لإيمان نازفة الدم. وأدركت المرأة أن أمرها قد انكشف، فأقبلت نحوه وسجدت له وقالت له الحق كله، فأنعم عليها بما هو أكثر من مجرد شفاء جسدها. أنعم عليها بالحياة الأبدية وبسلامٍ داخل قلبها. وطوَّبها لأنها نالت منه بركة شفاءٍ لجسدها ونفسها في آنٍ معاً.

 

في شفاء نازفة الدم نرى المسيح الذي يعمل دوماً ولا يكل، ففي طريقه لإقامة ابنة يايرس قام بشفاء المرأة. ولقد شهد الرسول بطرس لعمل الرب عندما قال لأهل بيت كرنيليوس: «يَسُوعُ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ كَيْفَ مَسَحَهُ اللهُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَالْقُّوَةِ، الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، لأَنَّ اللهَ كَانَ مَعَهُ» (أعمال 10: 38).

 

كما أن المسيح شهد عن نفسه: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ» (يوحنا 5: 17). وقال أيضاً: «يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ» (يوحنا 9: 4، 5). ولذلك يقول مزمور المصاعد: «إِنَّهُ لا يَنْعَسُ وَلا يَنَامُ.. الرَّبُّ حَافِظُكَ» (مزمور 121: 4، 5) فالوقت كله عنده نهار، لأنه نور، فلا توجد لديه ظلمة.

 

أولاً – المحتاجة والمعجزة

1 – حالة نازفة الدم:

مرض جسدي: كان مرضها الجسدي مزمناً، غير قابل للشفاء مدة اثنتي عشرة سنة، مع أنها كانت ترجو طول سنوات مرضها أن تجد علاجاً وتُشفى، ولكنها لم تجد أي دواء لدائها، بل كانت تصير إلى حال أردأ. ووصف الإنجيل نزيفها بأنه «ينبوع دمها» – فقد كان النزيف شديداً. ولكن شكراً لله، فقد التقت بالطبيب الأعظم الشافي.

 

مرض نفسي: فقد كانت حزينة «تألمت» ويائسة «صارت إلى حال أردأ» وتستحي من الحديث عن مرضها. ترى ماذا كان موقف زوجها منها؟ هل وجدت فيه المعين وقت الشدَّة؟ أو هل تزوّج بغيرها؟ ولو أن هذا حدث، فكم طُعنت في أنوثتها!

 

مرض طقسي: فقد كانت شريعة موسى ضدها، تمنعها من أن تلمس شخصاً أو شيئاً لئلا تنجّسه. «كُلُّ فِرَاشٍ تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ كُلَّ أَيَّامِ سَيْلِهَا يَكُونُ لَهَا كَفِرَاشِ طَمْثِهَا. وَكُلُّ الأَمْتِعَةِ الَّتِي تَجْلِسُ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً كَنَجَاسَةِ طَمْثِهَا» (لاويين 15: 26). «إِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ، وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا، فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ» (لاويين 15: 19).

 

فقر اقتصادي: أنفقت كل ما عندها بدون أي فائدة، حتى انهارت كل اقتصادياتها. غالباً لم يعد أحد يمدّ لها يد العون لنفقات العلاج، لأنهم رأوا عدم جدوى ذلك. ولم تكن صحّتها تسمح لها بالعمل، كما لم يكن أي يهودي مستعداً ليكلّفها بأي عمل، حتى لا يتنجس!

 

وقد نمرّ بمثل هذا الموقف: تكون لدينا مشكلة مزمنة، فتسوء حالتنا النفسية، وربما لا نجد معونة من أي مصدر ديني أو اجتماعي، وإذا الأبواب مُغلقة جميعاً. ولكن لنا رجاء أن باباً آخر مختلفاً عن جميع الأبواب ينفتح لنا على مصراعيه، هو باب السماء، لأن الله يعطي دائماً وأبداً المنفذ مع التجربة.

 

2 – إيمان نازفة الدم:

كان إيمان السيدة في قدرة المسيح صادقاً، ففكرت في نفسها: «إِنْ مَسَسْتُ ثَوْبَهُ فَقَطْ شُفِيتُ» (متى 9: 21). وقد شهد المسيح لها بذلك. كانت كلها أملاً وتصميماً لتتخطى أيَّ صعوبات تحول بينها وبين لقاء المسيح. ومن هذا نرى أن ألم السيدة كان بركة روحية لها، فهو الذي جعلها تتَّجه إلى المسيح لاحتياجها إليه لينقذها ويخلّصها.

 

قال رجل أعمال اضطرّ أن يرقد على ظهره مدة 45 يوماً: «منذ أكثر من 45 عاماً نسيت الصلاة. لم أكن أخاطب الرب. كنت مشغولاً بحساباتي وأعمالي، فأرقدني الرب على ظهري ليتَّجه بصري إليه وحده، وشفاني». أمين هو الله الذي لا يدعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، لكنه يجرّبنا ليوجّهنا إليه.

 

3 – نازفة الدم بعد الشفاء:

وبعد الشفاء جاءته خائفة من انتقاد الكتبة، ومن أن تكون قد نجَّست المسيح طقسيّاً. فطمأنها من بعد خوف، وشجَّعها ووهبها فوق ما طلبت!

 

وجاءته عابدة «فخرَّت» أمامه.

 

وجاءته معترفة «قالت له كل شيء» وهو الذي من قبل ذلك يعرف كل شيء. فاعترافنا لا يضيف لمعلوماته، ولكنه يساعدنا لننفتح على قداسته.

 

ثم ذهبت من عنده مخلَّصة بعد أن قال لها: «اذهبي بسلام وكوني صحيحة من دائك». لقد نالت خلاص نفسها فصحَّت من مرض الجسد والنفس معاً.

 

 ثانياً – المشاهدون والمعجزة

1 – يايرس المتعجِّل:

كان يايرس يواجه كارثة كبرى، فابنته عندما ترك بيته كانت على وشك أن تموت. ولا شك أنه داخل نفسه كان يرفض أن يتوقف المسيح ليسأل: «من لمسني؟». ولا شك أنه انتقد المسيح في قلبه لهذا التصرف، لأنه رأى مشكلته المشكلة الوحيدة في العالم، فهو صاحب مشكلة كبرى تهون أمامها كل مشكلة أقل!

 

ولكن رب السماء والأرض مِلْكٌ للبشر جميعاً ويوجد في قلبه مكان وفي وقته نصيب لكل شخص. ونحن عندما نقرّب مشكلة من عيوننا لا نرى سواها، ولكن المسيح يريدنا أن نرى الناس من خلال عينيه، وأن نرى العالم من خلال سلطانه، فتعتدل عندنا الرؤيا وينصلح الموقف الفكري، وتأخذ المشاكل حجمها الطبيعي، فلا نعود نهتم بأنفسنا فقط ولكن بالآخرين أيضاً. فعند المسيح ما يكفي الجميع. ولا داعي لمقارنة معاملة المسيح مع غيرنا بمعاملته معنا، فالحب هو الشيء الوحيد الذي يزيد كلما توزَّع، والمحبة كلما أُعطيت لكثيرين زادت ونمَت.

 

2 – التلاميذ المتسائلون:

سأل التلاميذ المسيح مستنكرين: «أنت تسأل من لمسني؟!» فقد كان الجمع يزحمه، وكان من الطبيعي في نظرهم أن يحدث هذا. استنكروا قبل أن يعرفوا أن المسيح يعرف أكثر منهم، ثم أنه هو (وليسوا هم) صاحب المشكلة وصاحب السؤال. وما أجمل قوله: «لا تدينوا لكي لا تُدانوا».

 

نوجّه للمسيح أحياناً أسئلة كأننا نعرف كل شيء، وكأننا ندرك طرق تحقيق أهدافه أكثر مما يدركها هو، ونعرف مصلحة ملكوته أكثر مما يعرف هو!! نلوم على الله كثيراً كأننا نريد أن نصلح فكره. فليسامحنا الله على عدم الخضوع وليعطنا روح النعمة لنصغي لكلمته ونوليها الاهتمام كله، واثقين أن هناك غرضاً لكل كلمة يقولها. فالمسيح عندما سأل عن نازفة الدم كان يريد أن يباركها أكثر، ويساعدها لتنشئ معه علاقة شخصية.

 

لم يدرك التلاميذ أن هناك فرقاً بين الزحام العشوائي ولمسة الإيمان الهادف. لقد تحدث التلاميذ عن الزحام الذي كان سبب التلامس، وأما المسيح فتحدث عن اللمسة نفسها، لمسة القرب والمحبة والاحتياج التي تشفي وتُشبع. ولعل يوحنا افتكر هذه اللمسة فقال: «الَّذِي شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا» (1يوحنا 1: 1 و2).

 

ولك أن تلمس المسيح بثقة وإيمان، بدون العبادة العشوائية التي تخلو من التركيز والتأمل.

 

ثالثاً – المسيح والمعجزة

1 – المسيح المشهور:

عندما سمعت المرأة أن المسيح قادم، جاءت ودخلت وسط الجمع من ورائه ومسَّت ثوبه، فإن شهرته كانت قد ملأت الآفاق «وَكَانُوا يَأْتُونَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ» (مرقس 1: 45). فهو فريد، لا نظير له. وُلد من عذراء ليتحقق الوعد الأول: «نسل المرأة يسحق رأس الحية» (تكوين 3: 15). عاش بدون خطية. دحرج الحجر وقام لأنه لم يكن ممكناً أن يمسكه الموت. وحده هزم القبر وجلس عن يمين العظمة في الأعالي. وهو الوحيد الذي يستحق أن يشفع فينا لسببين: الأول أنه في غير احتياج لشفيع، فهو الذي لم يخطئ. والثاني أنه الوحيد الذي دفع أجرة الخطية وسدَّد ديننا، فهو يشفع فينا بحق فدائه. وهو الوحيد الذي سيعود مرة أخرى إلى أرضنا ليدين الأحياء والأموات.

 

ولعظمة شهرته في معجزات الشفاء فكرت نازفة الدم في لمس «هدب ثوبه» (لوقا 8: 44) فقد أمرت شريعة موسى بني إسرائيل بلبس ثيابٍ ذات أهداب، ليذكروا وصايا الرب لهم (العدد 15: 37-41). فحسبت نازفة الدم أن لمس مجرد الهدب كافٍ للشفاء.

 

2 – المسيح الفعّال:

شعر المسيح بالقوة التي خرجت منه، وبسببها جفّ نزيف الدم المزمن في الحال. «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أفسس 1: 3) «يَا رَبُّ فِي السَّمَاوَاتِ رَحْمَتُكَ. أَمَانَتُكَ إِلَى الْغَمَامِ. عَدْلُكَ مِثْلُ جِبَالِ اللّهِ، وَأَحْكَامُكَ لُجَّةٌ عَظِيمَةٌ. النَّاسَ وَالْبَهَائِمَ تُخَلِّصُ يَا رَبُّ». (فالرب من رحمته يهتم بكل مخلوقاته). «مَا أَكْرَمَ رَحْمَتَكَ يَا اَللّهُ، فَبَنُو الْبَشَرِ فِي ظِلِّ جَنَاحَيْكَ يَحْتَمُونَ. يَرْوُونَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ. لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُوراً. أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ وَعَدْلَكَ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْبِ» (مزمور 36: 5-10).

 

3 – المسيح العارف:

عرف بالقوة التي خرجت منه، وبالتي انتفعت بها، فسأل: «من لمسني؟». كثيراً ما يعرف الآب مَن مِن أولاده فعل شيئاً، ولكنه يسأل عمَّن فعله، لا لأنه يجهل، ولكن ليجيء الفاعل إليه معترفاً ليسامحه ويعطيه السلام. هكذا سأل المسيح، لا لأنه يجهل، ولكن لأنه أراد أن تجيء المرأة إليه ليكون هناك اتصال مباشر بينه وبينها. فهو لا يريدها مجرد شحاذةٍ تستجدي منه، بل ابنة للآب السماوي تنال أكثر جداً مما تطلب أو تفتكر. أراد أن يمنحها الجرأة والقدوم إلى عرش النعمة بالعلاقة الشخصية بينها وبينه، لتشبع حياتها من دسم بيته.

 

هذا المسيح العارف قال لنثنائيل: «قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ» (يوحنا 1: 48) ويقول البشير يوحنا عنه: «لَمْ يَكُنْ مُحْتَاجاً أَنْ يَشْهَدَ أَحَدٌ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ عَلِمَ مَا كَانَ فِي الإِنْسَانِ» (يوحنا 2: 25).

 

4 – المسيح المخلِّص:

بعد أن سأل المسيح: «من لمسني؟» قال لنازفة الدم: «إيمانك قد شفاك! اذهبي بسلام». لقد سأل الرب آدم: «أين أنت؟» (تكوين 3: 9) لأنه أراد أن يخلّصه ويستره. كما سأل قايين في تكوين 4: 9 «أين أخوك؟» لأنه أراد أن يحرك ضميره ويعطيه فرصة التوبة. وقد سأل أليشع: «من أين يا جيحزي؟» (2ملوك 5: 25) ليوقظ ضميره.

 

يوجّه الله إلينا أسئلة لنعترف، لأنه يريد أن يعطي ويبارك أكثر. يريد أن نكتشف أنفسنا وعيوبنا بتسليط الضوء عليها، ثم يقدم لنا العلاج والشفاء والغفران.

 

5 – المسيح المعطي:

أعطى المسيح نازفة الدم بعد شفائها ثلاث عطايا:

 

أعطى الثقة: «ثقي» ليؤكد لها أن احتياجات المستقبل مضمونة في وعده. يقول المسيح: «إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي» (يوحنا 16: 24). كثيراً ما نطلب من الله طلبات صغيرة مثل النجاح والشفاء الجسدي. ولكن توجد بركات أعمق هي بركات الروح التي يجب أن نطلبها واثقين.

 

أعطى التبنِّي: «يا ابنة، إيمانك قد شفاك». «وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلادَ اللّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ» (يوحنا 1: 12).

 

ثم أعطى السلام: «اذهبي بسلام». أعطى كل هذا بالإضافة إلى الشفاء. «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلامٌ مَعَ اللّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ، إِلَى هذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ» (رومية 5: 1، 2).

 

عند المسيح نِعَم كثيرة. لا نريد أن نلمس هدب الثوب فقط، بل نريد أن نحيا في المسيح، فيمتلكنا ونسلّم له الحياة بغير قيدٍ أو شرط، ليكون هو الملك الدائم على حياتنا.

 

صلاة

أبانا السماوي، مهما كانت مشكلتنا كبيرة فَحَلُُُّها الكامل موجودٌ عندك، ومهما أصابنا اليأس فإنك تجعل من وادي التعكير والكدَر باباً للرجاء. نُحني أمامك الجباه، ونسلّمك زمام الحياة لتجعلها حياةً كريمةً فُضلى. باسم المسيح. آمين.

 

أسئلة

اذكر آيتين توضّحان أن المسيح دائم العمل.

لماذا تألمت نازفة الدم نفسياً، ولماذا تألمت طقسياً؟

لماذا سمح الله لرجل الأعمال أن يرقد على ظهره 45 يوماً؟

ما هي بركات تأخُّر المسيح عن الذهاب لبيت يايرس؟

ما هو الفرق بين الزحام العشوائي ولمسة الإيمان الهادف؟

لماذا أراد المسيح أن تجيء نازفة الدم إليه بعد شفاء مرضها الجسدي؟

اذكر البركات الثلاث التي منحها المسيح لنازفة الدم.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي