المسيح هو الوحيد الذي شهد له الآب علانية من السماء

 

بالرغم من كلِّ الأعمال التي عملها المسيح أمام الجموع، والتي تميَّز بها وحده دون سائر الكائنات في الكون كلِّه، وكانت تشهد لحقيقة شخصه كالمسيح ابن اللَّه الحيّ الآتي من السماء إلي العالم، فقد شهد له اللَّه الآب علانية أمام الكثيرين من الناس:

 


(1) في العماد:

ولما أعتمد الرب يسوع المسيح يقول الكتاب “
وَإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ
” (
مت3/16
)، “
قَدِ انْشَقَّتْ
” (
مر1/10
)، “
وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ.
” (
لو3/22
)، “
وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ».
” (
مت3/17
). وهنا حدثت ثلاثة أمور ؛ السماء انفتحت أو انشقت، ونزل الروح القدس ظاهرًا “
بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ

“، وجاء صوت اللَّه الآب يُعلن من السماء “
هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ
“.



 


(2) في التجلي:

وفي حادثة التجلِّي يقول الكتاب أنَّ المسيح أظهر شيئاً من مجده ولاهوته أمام ثلاثة من تلاميذه “
أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ مُنْفَرِدِينَ. وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ.
“(
مت17/1-2
)، “
وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدّاً كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ.
” (
مر9/3
)، “
وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ وَهُمَا مُوسَى وَإِيلِيَّا اَللَّذَانِ ظَهَرَا بِمَجْدٍ وَتَكَلَّمَا عَنْ خُرُوجِهِ الَّذِي كَانَ عَتِيداً أَنْ يُكَمِّلَهُ فِي أُورُشَلِيمَ.
” (
لو9/30-31
). وعندما شاهد التلاميذ الربّ والسيِّد في هذا المشهد السمائيّ الروحانيّ الإلهيّ المهيب صاروا في حالة ذهولٍ روحيّ، دهشٍ، وراحوا في غيبوبةٍ روحيَّةٍ، يقول الكتاب
” فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقولُ لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدِي جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ هَهُنَا. فَلْنَصْنَعْ ثَلاَثَ مَظَالَّ لَكَ وَاحِدَةً وَلِمُوسَى وَاحِدَةً وَلِإِيلِيَّا وَاحِدَةً». لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ إِذْ كَانُوا مُرْتَعِبِينَ.
” (
مر9/5-6
). وهنا يقول الكتاب “
وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. ».
” (
مت5: 17
). “
لَهُ اسْمَعُوا
” (
لو9/34- 35
).

 
هذا المشهد الإلهي المهيب يقول عنه القديس بطرس بالروح “
لأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ. لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ صَوْتٌ كَهَذَا مِنَ الْمَجْدِ الأَسْنَى: «هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي أَنَا سُرِرْتُ بِهِ». وَنَحْنُ سَمِعْنَا هَذَا الصَّوْتَ مُقْبِلاً مِنَ السَّمَاءِ إِذْ كُنَّا مَعَهُ فِي الْجَبَلِ الْمُقَدَّسِ.
” (
2بط1/16-18
).



 


(3) أمام الجموع في أورشليم:

في الأسبوع الأخير طلب أناس يونانيّين من تلميذه فيلبُّس أنْ يروا الربّ يسوع المسيح، وهنا قال هو “
قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ.
“، ثم خاطب الآب مناجيًا “
أَيُّهَا الآبُ مَجِّدِ اسْمَكَ». فَجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ: «مَجَّدْتُ وَأُمَجِّدُ أَيْضاً».
“، يقول الكتاب “
فَالْجَمْعُ الَّذِي كَانَ وَاقِفاً وَسَمِعَ قَالَ: «قَدْ حَدَثَ رَعْدٌ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «قَدْ كَلَّمَهُ ملاَكٌ». أَجَابَ يَسُوعُ: «لَيْسَ مِنْ أَجْلِي صَارَ هَذَا الصَّوْتُ بَلْ مِنْ أَجْلِكُمْ.
” (
يو121/23 و 28-30
).

 


لقد شهد الآب للابن علانيةً أمام الجموع في العماد وفي الأسبوع الأخير وفي حادثة التجلِّي


فهل حدث مثل هذا لأحد غير المسيح؟


والإجابة؛ كلا.


فهل يقول أحد بعد ذلك أن هناك أحدًا ما أو مخلوقًا ما في السماء وعلي الأرض أعظم من المسيح؟


والإجابة؛ كلا وحاشا!!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي