المعجزة التاسعة شفاء عبد قائد المئة

1 وَلَمَّا أَكْمَلَ أَقْوَالَهُ كُلَّهَا فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ دَخَلَ كَفْرَنَاحُومَ. 2 وَكَانَ عَبْدٌ لِقَائِدِ مِئَةٍ، مَرِيضاً مُشْرِفاً عَلَى الْمَوْتِ، وَكَانَ عَزِيزاً عِنْدَهُ. 3 فَلَمَّا سَمِعَ عَنْ يَسُوعَ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ شُيُوخَ الْيَهُودِ يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَشْفِيَ عَبْدَهُ. 4 فَلَمَّا جَاءُوا إِلَى يَسُوعَ طَلَبُوا إِلَيْهِ بِاجْتِهَادٍ قَائِلِينَ: «إِنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ يُفْعَلَ لَهُ هذَا، 5 لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتَنَا، وَهُوَ بَنَى لَنَا الْمَجْمَعَ». 6 فَذَهَبَ يَسُوعُ مَعَهُمْ. وَإِذْ كَانَ غَيْرَ بَعِيدٍ عَنِ الْبَيْتِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِ قَائِدُ الْمِئَةِ أَصْدِقَاءَ يَقُولُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لا تَتْعَبْ. لأَنِّي لَسْتُ مُسْتَحِقّاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفِي. 7 لِذلِكَ لَمْ أَحْسِبْ نَفْسِي أَهْلاً أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ. لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيَبْرَأَ غُلامِي. 8 لأَنِّي أَنَا أَيْضاً إِنْسَانٌ مُرَتَّبٌ تَحْتَ سُلْطَانٍ، لِي جُنْدٌ تَحْتَ يَدِي. وَأَقُولُ لِهذَا: اذْهَبْ فَيَذْهَبُ، وَلآخَرَ: ائْتِ فَيَأْتِي، وَلِعَبْدِي: افْعَلْ هذَا فَيَفْعَلُ». 9 وَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ هذَا تَعَجَّبَ مِنْهُ، وَالْتَفَتَ إِلَى الْجَمْعِ الَّذِي يَتْبَعُهُ وَقَالَ: «أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ أَجِدْ وَلا فِي إِسْرَائِيلَ إِيمَاناً بِمِقْدَارِ هذَا». 10 وَرَجَعَ الْمُرْسَلُونَ إِلَى الْبَيْتِ، فَوَجَدُوا الْعَبْدَ الْمَرِيضَ قَدْ صَحَّ (لوقا 7: 1-10).

(وردت المعجزة أيضاًفي متى 8: 5-13).

 

قال متى إن القائد ذهب إلى المسيح يطلب شفاء عبده، وقال لوقا إن القائد أرسل شيوخ اليهود إلى المسيح يطلبون منه ذلك. وليس بين روايتي متى ولوقا تناقض، لأن القائد جاء إلى المسيح بواسطة شيوخ اليهود. وقال الشيوخ للمسيح عن قائد المئة: «إنه يحب أمَّتنا وقد بنى لنا المجمع» وواضح أن قائد المئة لم يبن المجمع بيديه، لكنه بناه بواسطة البنائين والنجارين، فهو بنى «بغير يديه»! وهكذا جاء قائد المئة إلى المسيح بغير جسده، لكن بواسطة شيوخ اليهود!

 

وقدم البشير متى وصفاً وافياً لحالة العبد المريض إذ قال: «إنه مطروح في البيت، مفلوج، معذب» وقال لوقا: «وكان عبدٌ لقائد مئة مريضاً، مشرفاً على الموت، وكان عزيزاً عنده».

 

وتشدُّنا في هذا الأصحاح شخصية المسيح بطريقة خاصة، فهو المخلّص الحي الذي أجرى المعجزة قديماً، والذي لا يزال يجري معجزاتٍ اليوم، فهو هو أمساً واليوم وإلى الأبد (عبرانيين 13: 8). ويشدّ انتباهنا في هذه المعجزة قائد المئة، بأخلاقياته، وتواضعه وإيمانه. ونصلي أن يجعل الله القارئ مُحباً، متواضعاً، مؤمناً مثل قائد المئة، لننال من الرب بركة لنا ولبيوتنا وللذين نتعامل معهم.

 

يذكّرنا قائد المئة هذا بقائد مئة فاضل آخر، هو كرنيليوس (أعمال الرسل 10). كان وثنياً بحسب ديانته التي وُلد فيها، ولكنه لم يجد فيها شبعه، فجاء يفتش عن الحق، تماماً كما فعل وزير مالية الحبشة (أعمال 8) وكما فعلت ليديا بائعة الأرجوان من ثياتيرا المتعبدة لله، وهي تريد أن تتقرب إلى الرب أكثر، فتوصَّلت إلى معرفة المسيح المخلّص (أعمال 16).

 

قال البشير يوحنا إن المسيح جاء ليجمع أبناء الله المتفرِّقين إلى واحد (يوحنا 11: 52). جاء ليجتذب قائد المئة الروماني الذي جاء من إيطاليا ويُدخله إلى الحظيرة. ولا ندري ما هي جنسية ذلك العبد المريض الذي كان مشرفاً على الموت فشفاه المسيح. لا نعرف من أين خُطف أو أُسر ليُباع لقائد المئة في كفر ناحوم. لكن المسيح جاء لينقض حائط السياج المتوسط (أي العداوة) بين البشر، ليجمع أبناء الله من جنسياتهم المختلفة إلى واحد (أفسس 2: 14). وما أجمل قوله: «وَلِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هذِهِ الْحَظِيرَةِ، يَنْبَغِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضاً فَتَسْمَعُ صَوْتِي، وَتَكُونُ رَعِيَّةٌ وَاحِدَةٌ وَرَاعٍ وَاحِدٌ» (يوحنا 10: 16). ونشكر الله من أجل الذين يجيئون إلى المسيح من كل حظيرة أو خلفيَّة ليكتشفوه ويعرفوه المخلّص الحي المبارك.

 

أولاً – المحتاج والمعجزة

1 – العبد المريض:

هو المحتاج الفعلي لهذه المعجزة، ولكنه كان عاجزاً عن أن يجيء إلى المسيح، ولم تكن حالته تسمح بحَمْله إليه. كان في وضع مؤلم للغاية، معذّب. ولكن قائد المئة تبنَّى مشكلته، فذهب يتحدث بدلاً منه (بواسطة شيوخ اليهود) للمسيح. ونرى هنا عاجزاً يعجز عن مساعدة نفسه، يخدمه عاجز آخر هو قائد المئة، يطلب من عاجزين آخرين أن يوصّلوه إلى القادر على كل شيء!

 

نجد كثيرين في مجتمعنا يشبهون هذا العاجز. يحتاجون إلى المسيح، لكنهم لا يرون هذا الاحتياج لأنهم مشلولون بسبب الخطيّة، وهؤلاء يحتاجون إلى من يتكلم إلى الرب بدلاً منهم. فليعطنا الرب نعمة لنتبنَّى قضايا كثيرين بعيدين عن الرب.. نحبّهم ونصلي من أجلهم، ونرجو أن الله يتعامل مع نفوسهم ليشفيهم من مرض خطيتهم.

 

2 – قائد المئة:

هو الرجل المحبّ: كان العبد «عزيزاً عنده» (آية 2). كان العبد يُشترى بالمال. كان شيئاً وليس شخصاً. وكان موت العبد مجرد خسارة مادية لا أكثر، لكن قائد المئة كان يقيّم عبده تقييماً يختلف عن تقييم أهل عصره. رآه شخصاً وعزيزاً. وكان قائد المئة محباً لكل المواطنين، حتى قال اليهود عنه: «يحب أمتنا» (آية 5). ولم تكن محبته كلاماً ولا تعاطفاً شاعرياً بل كانت عملاً لأنه بنى لهم مجمعاً للعبادة. وقائد المئة بحسب وظيفته متخصّصٌ في القتل والحرب وإراقة الدماء، وكانت الأمة اليهودية كثيرة الثورة والعصيان، فكان جنود الرومان الذين يجيئون إلى فلسطين في غاية الشراسة والعنف ليقمعوا ثوراتهم الكثيرة. ولا بد أن قائد المئة هذا احتلّ مكانته لأنه قوي قادرٌ أن يقمع الثورات. لكن بالرغم من ذلك نرى أنه في موقع الشراسة والعنف كان غايةً في المحبة والرقّة. لم تؤثر طبيعة وظيفته عليه، ولم يصبغه مجتمعه، ولم يؤثر وسطه فيه، لكنه هو الذي صبغ مجتمعه، وأثَّر في وسطه! كان هو الشخصية القوية في وظيفته.

 

يعتذر كثيرون عن خطئهم لأن موقعهم يفرض عليهم الخطأ، لكن قائد المئة هذا كان عظيماً في أنه فرض الصلاح والمحبة على موقعه، وهذا يعلمنا شيئاً كثيراً عن قدرتنا على أن نعيش إيماننا ومبادئنا مهما كانت الأجواء المعاكسة المحيطة بنا.

 

ولا بد أن عبد قائد المئة كان أميناً مُخْلصاً لسيّده. ولنتذكر أننا عبيد للرب، فنحن خليقته، وقد أسَرَتْنا محبته، ونحن أحباء عنده، فيجب أن نكون أمناء له، لنسمع الكلمة الحلوة: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ. كُنْتَ أَمِيناً فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى 25: 23). ولا يجب أن ننتظر الدخول إلى فرح سيدنا بنهاية حياتنا على الأرض، لكننا ندخل فرح سيدنا الآن هنا، لأننا ندخل إلى محضره، في خدمته، وطاعته ومحبته.

 

هو الرجل المتواضع: قال شيوخ اليهود: «إنه مستحق أن يُفعل له هكذا» (آية 4)، لكنه قال عن نفسه: «لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لذلك لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك» (آيتا 6، 7). إنه يرى عدم استحقاقه في بيته وفي شخصه. قال القديس أغسطينوس: «إحساس قائد المئة بعدم استحقاقه لأن يدخل المسيح بيته، جعله مستحقاً أن يدخل المسيح قلبه».

 

دخل المسيح بيوت متكبّرين كثيرين، فلم ينالوا البركة لأنه لم يدخل قلوبهم. أما قائد المئة هذا فلم يدخل المسيح بيته، لكنه دخل قلبه وأشبع احتياجه. فالإنسان المتواضع هو الذي يصف نفسه ويقيّمها تقييماً سليماً. قال قائد المئة للمسيح: «لم أحسب نفسي أهلاً أن تدخل بيتي، لكن قل كلمة فيبرأ غلامي، لأني أنا أيضاً إنسان مرتَّب تحت سلطان» (آية 8). «مرتَّب» أي صاحب رتبة، له جند تحت يديه. لكنه في نفس الوقت تحت سلطان. فالمؤمن هو الذي لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي (رومية 12: 3) فلا يقيّم نفسه أفضل من اللازم، لكنه يقيّم نفسه تقييماً سليماً حسب التعقل، كما قسم الله لكل واحد مقداراً من الإيمان. فالمتواضع يعرف قيمته الحقيقية بما عنده من قوة وضعف، وبما له من إمكانيات وبما هو عاجز عن عمله. وعندما نقيِّم أنفسنا تقييماً سليماً نكون متواضعين.

 

ذهب تلميذ في إجازة الصيف من مدينة القاهرة إلى الريف لزيارة جدِّه الذي كان مزارعاً. وسار الولد وسط حقول القمح، وقال: «انظر يا جدي أعواد القمح المرتفعة الرؤوس! ما أقواها! وهذه أعواد منكّسة. لا بد أنها خجلانة!». فقال الجد مصحِّحاً خطأ الحفيد: «عود القمح المنتصب لا يحمل قمحاً، لكن العود المنحني يحمل قمحاً كثيراً، فالفارغة رفعت رأسها وأما الملآنة فانحنت». ليعطنا إلهنا التواضع الذي ينحني أمامه ويجثو أمام السيد يقول له: لم أحسب نفسي أهلاً أن آتي إليك، ولست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي.

 

هو الرجل المؤمن: قال: «قُلْ كلمة فقط فيبرأ غلامي». كان هذا الرجل العسكري، الذي يصدر أوامره لتُنفَّذ دائماً، يعرف أنه دُفع للمسيح كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فآمن بقوة كلمته. ووضع نفسه موضع الأدنى الذي يخاطب الأعلى، وأخذ «المستحيل إنجازه» إلى القادر على الإنجاز. لقد رأى قائدُ المئة في ابن مريم نجار الناصرة، صانعَ المعجزة وصاحب السلطان، الذي تسافر كلمته فتمتد وتصل إلى حيث يرقد العبد المريض المشرف على الموت.

 

ولم يطلب قائد المئة من المسيح علامةً على شفاء عبده، لكنه صدَّق أن كلمة المسيح تعمل المعجزة. وقد كان! فقد أكرم المسيح إيمانه، ومدحه بقوله: «أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا». الإيمان العظيم موضوعه عظيم، فموضوع إيماننا هو المهم. ربما وضع قائد المئة ثقته في طبيب بشري عجز عن شفاء عبده، وربما أخذه لأحد شيوخ اليهود ليصلي من أجله دون أن يُشفى. لكن عندما وضع إيمانه في من يستحق أن يؤمَنَ به، تحقَّق الشفاء. نقول إن الصلاة تحل المشاكل، ولكنها مجرد وسيلة وأداة توصّلنا لحلاّل المشاكل الذي يستحق أن نضع ثقتنا فيه.

 

كان نابوليون يستعرض جنوده عندما أفلت منه لجام حصانه فجرى الحصان. وتقدم جنديٌ بشجاعة وأوقف الحصان وأعاد اللجام للإمبراطور. فقال له: «شكراً أيها القائد. أنا مديون لك». وبسرعة قال الجندي: «قائد أية فرقة يا سيدي؟» فأُعجب به نابوليون وقال: «فرقة حرسي الخاص». فألقى الجندي بندقيته وقال: «ليأخذها من يريدها!» ومضى ليقود فرقة الحرس الخاص بنابوليون!

 

ولقد كان إيمان قائد المئة عظيماً لأنه صدَّق أن شفاء عبده تمَّ فوراً وليس تدريجياً. ونرى عظمة إيمانه بمقارنته بإيمان اليهود، فلم يكن في إسرائيل إيمان بمقدار إيمانه.

 

ثانياً – شيوخ اليهود والمعجزة

تركَّز كل اهتمام شيوخ اليهود على قائد المئة، ولم يكن العبد المريض ولا المسيح يعنونهما في شيء. قالوا: «إنه مستحق أن يُفعل له هذا لأنه يحب أمتنا وقد بنى لنا المجمع». كثيرون ينظرون إلى السطح ولا يدخلون إلى العمق. فهؤلاء الشيوخ بعد أن قدَّموا طلب القائد انسحبوا من المشهد، لأنهم عملوا واجباً كلَّفهم به قائد المئة، وتصرّفوا مثل زملائهم الذين سألهم هيرودس عن مكان مولد المسيح، فأجابوه: «في بيت لحم اليهودية» (متى 2: 5). لكن لم يتحرك واحد منهم إلى بيت لحم القريبة ليرى ذلك المولود الذي حفظوا كل النبوات عنه. فالفكر السطحي لا ينال بركة. لم ينتقدوا المسيح في هذه المعجزة، لكنهم كانوا مجرد متفرجين ينقلون إليه طلب قائد المئة. وانتهى دورهم بتوصيل العاجز بالقادر. أما هم فلم يستفيدوا لأنفسهم شيئاً. كانوا مجرد «عامل مساعد» في شفاء العبد.

 

ثالثاً – المسيح والمعجزة

تواضع المسيح: قال المسيح لقائد المئة: «أنا آتي وأشفيه» (متى 8: 7). لقد تلقّى طلب قائد المئة عن طريق شيوخ اليهود بالترحيب والمحبة، وكان مستعداً أن يذهب، وذهب فعلاً: «فذهب يسوع معهم» (لوقا 7: 6). كم لمسْنا مجيئه إلينا.

 

هناك مجيئان كبيران للمسيح، الأول عندما جاءنا في مذود، ومجيئه الثاني في نهاية العالم ننتظره كلنا. لكن بين هذين المجيئين العظيمين، يجيء المسيح للمؤمن آلاف المرات: في المكتب ليعاونه في حل مشكلة عمل، أو في الفِراش ليسنده في مواجهة مرض، أو في الوحدة والإحساس بالتوتّر ليمنحه السلام، أو عندما تهيج أمواج الحياة ليُسكتها. وعند الابتسامة يكون قد جاءنا لأنه هو مصدر الابتسامة والفَرْحة. إنه يجيء دائماً ولا يتأخر: يستحيل أن نطلبه ولا نجده، فعندما نطلب نجد، لا الأشياء المادية فقط، لكن ما هو أهم: شخصه الحلو الكريم.

 

سرعة المسيح: «أنا آتي وأشفيه» إنه لا يتأخر عنا! حتى عندما تأخر عن الأختين مريم ومرثا فوصل بعد موت أخيهما لعازر، كان ذلك ليعطيهما بركة أكبر من مجرد شفاء المرض. لا يتباطأ كما يحسب قوم التباطؤ (2 بطرس 3: 9). لكنه يجيء في الموعد المناسب ليكرم أكثر، ويعطي بركة أعظم. ربما نعاتبه كثيراً، ولكن لا زالت كلماته الحلوة تعزي قلوبنا في مجيئه إلينا سريعاً.

 

قوة المسيح: لكلمته سلطان «كل شيء به كان» (يوحنا 1: 3). هو صانع كل شيء. هو الذي يمدّ يده إلى موضع الضعف مباشرة ليشفيه ويعالجه ويحل المشكلة المؤرقة. كثيراً ما نشخّص مشاكلنا تشخيصاً خاطئاً، لكنه يشخّص التشخيص السليم، ويقدم بمحبة كاملة وحقيقية العلاج السليم.

لقد جاء المسيح ليخلّص ما قد هلك. وهو نفسه أمات الموت، والمرض أول أعراضه. جاء المسيح ليشفي أمراضنا ويحمل أحزاننا. وجسدنا مهم عنده لأنه الهيكل الذي يحل فيه الروح القدس، ولأنه سيقيمه في القيامة في اليوم الأخير.

 

تحذير المسيح: «لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا» (آية 9). هذه كلمات مدح لقائد المئة، وتوبيخ لأُمَّته.

 

كلما نظرنا إلى شخصٍ جاء إلى المسيح من حظيرة أخرى، يعيش مع الرب ويحبه ويضحّي في سبيله نرفع الشكر من أجله، ونسأل: هل الذين جاءوا للمسيح «من هذه الحظيرة» يحبونه ويخدمونه ويضحّون من أجله، كما يفعل الذين جاءوه من حظيرة أخرى؟ (يوحنا 10: 16).

 

لنسلّم أنفسنا للمحب المتواضع صاحب السلطان، ليحوّلنا من جماعة آخِذين إلى جماعة خادمين، بقوة إيمانٍ ومحبةٍ وتواضع.

 

صلاة

أبانا السماوي، أشكرك لأجل قوتك العظيمة ومحبتك غير المحدودة، التي تُنعم عليَّ باحتياجي في حينه. فعندما تصل إمكانياتي إلى نهايتها تتدخّل أنت بنعمتك لتعمل المعجزة التي تَقْصر كلماتي عن وصفها، ويعجز لساني عن أن يوفيك الشكر الواجب عليها. باسم المسيح. آمين.

 

أسئلة

كيف تشرح ما يظهر تناقضاً بين رواية متى ولوقا في طلب قائد المئة من المسيح أن يشفي عبده؟

كيف جمع المسيح في هذه المعجزة أبناء الله المتفرّقين إلى واحد؟

كيف تتبنَّى قضية شخص يعجز عن المجيء إلى المسيح؟

كيف ظهر تواضع قائد المئة؟

كيف ظهرت محبة قائد المئة؟

كيف ترى تواضع المسيح في هذه المعجزة؟

قدَّم المسيح لنا في هذه المعجزة تحذيراً – ما هو؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي