تميز المسيح بحدوث عجائب أثناء الحبل به

 

بعد أنْ بشَّر الملاك العذراء مريم بالحبل الإلهيّ بشَّرها أيضًا بحبل أليصابات بابنٍ في شيخوختها، فقامت العذراء وذهبت بسرعة إلي بيت زكرِّيا وسلَّمَت علي أليصابات، وبمجرَّد سلامها عليها حلَّ الروح القدس علي أليصابات بسرٍّ عظيم وحدثت عدة أمور لا يُمكن أنْ تًسَمَّي إلاَّ بالإعجاز الإلهيّ:

 “
فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا وَامْتَلإتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ!
فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ
يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»

” (
لو1/3945
).!!

 

إنتفض الجنين (يوحنا)، الذي حملت به أمّه منذ ستَّة شهور، في بطن أليصابات ابتهاجًا بقدوم الجنين الإلهيّ الموجود في بطن مريم العذراء والذي حبلت به منذ أقلّ من أسبوع، شعرت أليصابات بحركة قويَّة داخل أحشائها واضطرب قلبها بنورٍ جديدٍ ثم أوحي إليها الروح القدس بسرٍّ عظيم ودفعها لأنْ تهتف فرحة مسرورة لتقول ما قالته للعذراء، ويقول الحديث أنَّ أليصابات قالت للعذراء أنَّ “

من في بطني يسجد لمن في بطنك

“!!
فلماذا سجد يوحنا للمسيح؟! وكيف تحوَّل يوحنا إلي هذه الدرجة من المعرفة وهو جنين حبلت به أمّه منذ ستَّة أشهر، وأدرك أنَّ من في بطن العذراء هو الذي يجب السجود له؟!

 بمجرَّد سلام العذراء، الحامل بالجنين الإلهيّ حلَّ الروح القدس علي أليصابات وتحوَّلت إلي نبيَّة وعرفت بالروح القدس ما لم يعرفه يوسف النجَّار إلاَّ بعد أنْ ظهر له الملاك في حلمٍ إلهيٍّ (
مت1/20
)، كما عرفت أيضًا أنَّ الذي في بطن العذراء هو الربّ نفسه ولذا فقد دعتها بأمّ الرب “

أُمُّ رَبِّي

“! وهذا ما لم يدركه بعض ممن اعتبروا أنفسهم من عظماء اللاهوتيّين. وعرفت أيضًا أنَّ الجنين الإلهيّ الذي كان في بطن العذراء قد إتَّخذ الطبيعة الإنسانيَّة الكاملة من أحشائها “
مُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ
“.

 هل حدث مثل هذا عندما كان أحد من الأنبياء جنينًا في بطن أمِّه؟!!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي