مجيء المسيح


ثانية

نعرف من كتابات الأنبياء أن المسيح المنتظَر هو من نسل داود النبي والملك. ويتنبأ إرمياء النبي بالتجسد الإلهي قائلا: “…تراءى على الأرض وتردد بين البشر….كل من تمسّك به له الحياة, والذين يهملونه يموتون”. ويقول لنا النبي ميخا أن المسيح سيولد في بيت لحم مثل داود (5: 2). ونقرأ عند النبي دانيال أن كل الممالك تفنى وتنقرض إلا مملكة الله التي تثبت الى الأبد (2: 31 – 45). تكلّم الأنبياء عن مجيء المسيح ليعظوا الشعب ويردّوهم عن عبادة الأوثان. هل استمعت الى قراءة النبوءات في اليوم الذي يسبق عيد الميلاد؟

 

س 43: نعم سمعت القارئ يقول: “قراءة من سفر إشعياء النبي”, لكني لم أفهم ما يقرأ.

ج: النبي إشعياء هو الذي تكلّم كثيراً عن مجيء المسيح وقال شيئا غريبا لا يقبله العقل البشري. قال: “ها ان العذراء تحبل وتلد ابناً ويُدعى اسمه عمّانوئيل (الذي تفسيره الله معنا)”(7: 14). وفي مكان آخر يصف المسيح الآتي قائلا: “قد وُلد لنا صبيّ وأُعطي لنا ابن…دُعي اسمه رسول الرأي العظيم…إلهاً قويا رئيس السلام”(9: 6 – 7). وكشف لنا اشعياء أيضاً أن المسيح هو رجل الأوجاع, الخادم المتألم الذي يحمل احزاننا ويتحمّل أوجاعنا, وهو مجروح لأجل معاصينا ومسحوق لأجل آثامنا (الإصحاح 53).

 

س 44: يتكلّم النبي اشعياء هنا عن آلام المسيح وان المسيح حَمَلُ الله الحامل خطايا العالم.

ج: هذا صحيح, لكني اريد أن أُبيّن لك أن اشعياء قال الكثير عن مجيء المسيح, وهو يعرف ان الروح القدس يسكن في هذا الخادم المتألم: “روح الرب عليّ لأن الرب مَسَحَني (أي جعَلني مسيحياً) لأبشّر المساكين, أَرسلني لأعصب منكسري القلب, لأنادي للمأسورين بالحرية” (61: 1).

هل تبحث عن  م المسيح المسيح حياتة شروط اتباع المسيح ح

 

س 45: هل تحققت النبوءات كلها بيسوع المسيح؟

ج: نعم تحققت. فبعد 900 سنة على موت داود أتى الملاك جبرائيل مرسَلا من الله إلى الناصرة وقال لعذراء تُدعى مريم ان الروح القدس سيحل عليها وانها ستلد ابناً يكون ابن الله العلي.

 

س 46: كيف صَدّقَتْ مريم العذراء كلام الملاك؟

ج: كانت مريم تعرف الكتب المقدسة, وكانت عالمة بالنبوءات عن المسيح, وكانت تنتظره مثل كل الشعب اليهودي. لما قالت للملاك: “نعم, ليكن لي حسب قولك”, تكلّمت مريم باسم كل البشرية وصار الله إنساناً من اجل خلاصنا.

 

س 73: كيف نعرف أن المسيح سيأتي مرة ثانية؟

ج: يسوع المسيح نفسه قال لنا انه سيأتي ثانية: “ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقدرة ومجد كثير، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من… اقصى السموات إلى أقصاها” (متى 24: 30-31، مرقس 13: 26-27، لوقا 21: 27). ويذكّر القديس بولس بهذا الكلام في أول رسالة كتبها سنة 15، كتبها من مدينة كورنثوس الى اهل تسالونيكي في اليونان، قال: “لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس الملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء…”(1 تسا 4: 16).

 

س 74: متى سيكون مجيء المسيح الثاني؟

ج: لا أحد يعرف اليوم ولا الساعة الا الآب “واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده” (متى 24: 36). لذلك أوصانا يسوع ان “اسهروا اذاً لأنكم لا تعلمون في اية ساعة يأتي ربكم… كونوا انتم ايضا مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان” (متى 24: 42-44). قال يسوع اسهروا! السهر او اليقظة عنوان حياة المسيحي.

 

س 75: هل يعني هذا انه علينا الا ننام ونبقى مستيقظين؟

هل تبحث عن  الكتاب المقدس كتاب الحياة عهد قديم سفر المزامير 50

ج: السهر يعني الانتباه. لا يعني السهر هنا عدم النوم، لكنه يعني اليقظة، الوعي، الاستعداد لاستقبال المسيح في اي لحظة. وقد أعطانا يسوع المسيح في الإنجيل مثلاً واضحاً عن اليقظة والسهر هو مثل العذارى العشر اللواتي هن صورة عن الكنيسة عروس المسيح. هل تذكر المثل؟

س 76: نعم سهرت العذارى العاقلات، وبقيت مصابيحهن مضاءة لأنهن كنّ يملأن المصابيح زيتاً كلّما نقص الزيت، وكن جاهزات عند وصول العريس. اما العذارى الجاهلات فقد اهملن مصابيحهن، وما كنّ جاهزات عند وصوله.

ج: صح. وقد أعطانا يسوع ايضا مثل الخادم الأمين الذي وجده سيده مستيقظا عندما وصل على بغتة. تذكر الكنيسة هذين المثلين في صلاة الختن اي صلاة السَحَر للاثنين العظيم حيث تحثّنا الأناشيد على التشبه بالعذارى العاقلات وبالخادم الأمين والاستعداد ساهرين يقظين لاستقبال المسيح. السهر المطلوب منا يشبه سهر الحارس الذي ينتبه الى أدنى حركة قد تهدد المكان الذي يحرسه. السهر المطلوب منا ليس سهر التسلية وإضاعة الوقت، انما السهر واليقظة مع الصلاة شرط للجهاد الروحي. كيف نترصد الخطيئة ونحارب الشر فينا ان لم نكن منتبهين، كيف ينمو ملكوت الله في داخلنا ان لم نكن يقظين؟

 

س 77: لكن هل تسمح مشاغل الحياة بالجهوز الدائم لاستقبال المسيح في مجيئه الثاني؟

ج: إن عاش الإنسان حياته بشكل آلي روتيني، ينقضي عمره كالحلم وهو كالنائم روحيا. لكن ان كان واعيا يقظاً ساعيا الى العيش حسب الإنجيل والى تنقية نفسه وتقديسها، فهذا يعيش ملء حياته ويستعد لاستقبال السيد. لذلك قال الرسول بولس، معلّقا على اشعياء 26: 19: “استيقظ ايها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح” (افسس 5: 14).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي