تميُّز المسيح بكونه محيي الموتي

 

لقد أحيا
إيليَّا النبيّاِبن أرملة صرفة صيدا، يقول الكتاب “

فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ: يَا رَبُّ إِلَهِي، لِتَرْجِعْ نَفْسُ هَذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ.
” (
1مل17/21
).

وأحيا
إليشع النبيّاِبن المرأة الشونميَّة من الموت بنفس الطريقة تقريبًا (

2مل12
).


ويذكر الكتاب أنَّ الربّ يسوع المسيح أقام ثلاثة من الموت:

·
       


ابنة يايرس وهو رئيس مجمع لليهود بعد وفاتها بوقتٍ قليلٍ

·
       


ابنٌ وحيدٌ لأرملة من قرية تُدْعَي نايين وهو في طريقة إلي المقابر ليُدفن

·
       


لعازر بعد موته ودفنه بأربعة أيَّام.


 وفي كلِّ المرَّات كان يُحْيِيهم بكلمة الأمر منه

ففي حالة اِبنة يايرس التي كانت قد ماتت منذ وقت قليل يقول الكتاب أنَّه قال للباكين “
لاَ تَبْكُوا. لَمْ تَمُتْ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ… وَأَمْسَكَ بِيَدِهَا وَنَادَى قَائِلاً: «يَا صَبِيَّةُ قُومِي». فَرَجَعَتْ رُوحُهَا وَقَامَتْ فِي الْحَالِ. فَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لِتَأْكُلَ.
” (
لو8/52- 55
). وفي حالة الشاب اِبن الأرملة الذي كان محمولاً وفي طريقه إلي القبر يقول الكتاب أنَّه لمَّا رأى أمَّه تبكي تحنَّن عليها “
فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ».
” (
لو7/13-14
). وفي حالة لعازر يقول الكتاب “
وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضاً وَهُوَ لِعَازَرُ مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا… فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ هُوَذَا الَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ». فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ: «
هَذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللَّهِ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللَّهِ بِهِ»… فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ…قَالَ هَذَا وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لَكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». فَقَالَ تلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ علاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ…

فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ…فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي… قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ» “.
ثم أضاف

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟».

وعند القبر
” قَالَ يَسُوعُ: «ارْفَعُوا الْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ؟». فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً “
وبعد مناجاة مع الآب
” صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ»
” (
يو11/1-44
).

 
وفي هذه الحالات الثلاث نري أنَّ الربّ يسوع المسيح كان يعلم مسبقًا ما سيحدث فلم يكن ذهابه إلي مكان ما مجرَّد مصادفة وإنَّما بناء علي ترتيب إلهيّ وعلمه السابق، ويتضح ذلك جليًا في إقامة لعازر الذي تعمَّد أنْ يتركه وهو مريض لكي يموت وتركه في القبر مدَّة أربعة أيام لكي تظهر مقدرته علي إقامة الأموات ولكي يظهر مجده كالمسيح ابن اللَّه الحيّ وأنَّه كما قال عن نفسه “

أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ.

“.

كما أنَّه أقامهم جميعهم من الموت وعادت أرواحهم إليهم
بكلمة الأمر منه!
فقد كان الموت بالنسبة له مجرَّد نوم سرعان ما سيوقظهم منه، وأنَّ استعادته للأرواح من العالم الآخر وعودتها إلي أجسادها بالنسبة له كمجرَّد الاستيقاظ من النوم. كما كان يفعل ذلك بسبب فيض حبِّه وحنانه. وكان يلمس الميِّت أو النعش وهذا بالنسبة لليهود نجاسة، ولكنه هو القدُّوس البار الذي لا يمكن أنْ يتنجَّس من شيء. لأنَّ لمسته المحيِيَة لا يمكن أنْ تنجّسه وهو واهب الحياة الذي لا يستطيع الموت أنْ يقف أمامه.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي