الفصل الثالث


آيات صريحة تدل على لاهوته

35- آيات صريحة تدل على لاهوته | المسيح إله | الله

# المسيح إله: الله:

1 (رو9: 5) قال القديس بولس الرسول في حديثه عن اليهود ” ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين. وعبارة (الكائن على الكل) تعطي قوة للاهوته، فهو ليس إلهاً معين مثل آلهة الوثنيين. وعبارة (إلى الأبد) تعنى استمرارية عبادته. ولاهوته إلى غير نهاية.

 

2 (يو20: 28) قول توما للسيد المسيح ” ربي وإلهي “. وقد قبل السيد المسيح هذا اللقب. ووبخه على أنه آمن بعد أن رأي وكان يحب أن يكون إيمانه دون أن يري.

 

3 (يو1: 1) ” في البدء كان الكلمة (اللوجوس).. والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله ” ومع أن شهود يهوه يقولون في هرطقتهم ” وكان الكلمة إلهاً “.. إلا أنهم لا ينكرون لاهوت المسيح، بل ويرون أنه إله، وإله قدير، ولكن ليس هو الله، بل هو الثاني بعد يهوه مباشرة. ولكي لا ندخل معهم في معركة ترجمات، مجرد كونه إلهاً توصل إلى أنه الله، حيث لا يوجد سوي إله واحد. وسنشرح هذه النقطة بالتفصيل إن شاء الله.

 

4 (متى1: 23) وأشار الملاك إلى نبوءة اشعياء ” هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا” (أش7: 14). وكون المسيح هو الله معنا، اعتراف صريح بلا هوته. ولذلك فإن اشعياء النبي يوضح هذا المعني في الإصحاح التاسع بقوله:

 

5 (أش9: 6) ” لأنه يولد لنا ولد، ونعطي ابناً. وتكون الرياسة على كتفه. ويدعي اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام “. ولعل عبارة ” إلهاً قديراً ” في هذا الآية الصريحة هي التي جعلت شهود يهوه يقولون إن المسيح إله قدير (ومع ذلك فهو ليس الله في نظرهم!!). والعجيب إن هذه الآيات وردت في سفر اشعياء النبي الذي تكررت فيه مرات عديدة عبارة أنا الله وليس غيري. ليس غيري إله. لا إله سواي (اش45: 5، 6، 21، 22)..

 

6 (عب1: 7، 8) وفي شرح القديس بولس الرسول كيف أن السيد المسيح أعظم من الملائكة، قال ” عن الملائكة يقول: الصانع ملائكته أرواحاً وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن: كرسيك (عرشك) يا الله إلى دهر الدهور.. ” وقد اقتبس بولس هذه الآية من (مز45: 6) والحديث فيها عن لاهوت المسيح واضح.

 

7 (1تى3: 16) ” عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد، تبرر في الروح، تراءى لملائكة، كرز به بين الأمم، أومن به في العالم، رفع في المجد “. وواضح من هذه الآية أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد. ولكن بدعة شهود يهوه تقدم ترجمة أخرى تقول فيها ” عظيم هو سر التقوى الذي ظهر في الجسد “! ولكن باقي الآية لا تحمل هذه الترجمة. إذ كيف أمكن أن سر التقوى يتراءى لملائكة؟! أو كيف رفع في المجد؟!.. أليس هو الذي رأته الملائكة، وصعد إلى السماء في مجد، كما كرز به بين الأمم، وآمنوا به في العالم.. ومع ذلك فإن الحقائق اللاهوتية لا تتوقف على آية واحدة. فإن (1تى3: 16) تشبهها إلى حد آيه أخرى هي:

 

8 (كو2: 7، 8) حيث يقول القديس بولس الرسول عن السيد المسيح ” فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً “. ويزيد هذه الآية قوة عبارة ” كل ملء اللاهوت “. فإن كان المسيح فيه كل ملء اللاهوت، إذن لا ينقصه شئ وهو الله، وليس إله غيره، لأن خارج كل الملء لا يوجد شئ. وعبارة جسدياً تعنى أن هذا اللاهوت أخذ جسداً، أو ظهر في الجسد، كما توضح الآية السابقة (1تى3: 16). ويوضحها أيضاً قول الرسول لما حدث أنه ” من ميليتس أرسل إلى أفسس واستدعي كهنة الكنيسة” (أع20: 17). وقال لهم:

 

9 (أع20: 28) ” احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه “. والمعروف أن الله روح (يو4: 24). والروح ليس له دم. والله لا يقتني الكنيسة بدمه. إلا إذا أخذ جسداً، وبذل دمه عنها. وهنا نصل إلى نفس المعني “الله ظهر في الجسد “. أوردنا آيات عديدية يذكر فيها أن المسيح هو الله، أو هو إله، وبقي لنستكمل المعنى أن نذكر الحقيقة الثانية وهي: لا يوجد سوى إله واحد.

 

36- لا يوجد سوى إله واحد

1 هذا واضح من الوصية الأولي من الوصايا العشر ” لا تكن لك آلهة أخرى أمامي” (خر20: 3) (تث5: 7).

 

2 وأيضاً من آيات أخرى في سفر التثنية مثل ” الرب هو الإله. ليس آخر سواه” (تث4: 35) و” اسمع يا إسرائيل: الرب عديدة جداً في سفر اشعياء النبي نذكر من بينها كمثال: (اش43: 10، 11) ” أنا هو. قبلي لم يصور إله، وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب، وليس غيري مخلص” (وهذا الإصحاح هو الذي منه أخذ شهود يهوه اسمهم، من عبارة ” أنتم شهودي يقول الرب” (اش43: 10، 12)، (اش44: 6) ” أنا الأول وأنا الآخر. ولا إله غيري “.

 

(اش45: 5، 6) ” أنا الرب وليس آخر إله سواي.. أنا الرب وليس آخر” (اش45: 21، 22) ” أليس أنا الرب ولا إله آخر غيري،.. ليس سواي.. أنا الله وليس آخر “. (اش46: 9) ” لأني أنا الله، وليس آخر. الإله وليس مثلي “..

4 شهادة أخري عن وحدانية الله من سفر هوشع النبي:

(هو13: 4) ” أنا الرب إلهك.. سواي لست تعرف “.

 

هذه أمثلة من شهادات عن وحدانية الله في العهد القديم، ونجد في العهد الجديد نفس الشهادة. ومن أمثلتها:

(رو3: 30) ” لأن الله واحد هو “.

(رو3: 20) ” ولكن الله واحد “. (يع2: 19) ” أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون “. أي أنه حتى الشياطين مهما نزل مستواهم يعرفون تماماً أن الله واحد ويقشعرون من دينونته. ويعوزنا الوقت إن أوردنا كل الآيات التي تدل على وجود إله واحد لا غير. لذلك نسجل الحقيقة الآتية:

 

إن وجدت في الكتاب عبارة آلهة، فإنها لا تعني الألوهية أطلاقاً:

 

أحياناً يكون المقصود منها آلهة الوثنيين، كما قيل في المزمور ” الرب عظيم هو ومسبح جداً. مرهوب على كل الآلهة. لأن كل الآلهة. لأن كل آلهة الأمم شياطين (أصنام) (مز95: 54، 5). قوله في المزمور التالي ” اسجدوا له (الله) يا جميع الآلهة” (مز97: 7) وطبيعي أن التي تسجد لغيرها. لا تكون آلهة بالحقيقة. ومن الأمثلة الأخرى قول الوحي في (المزمور 82: 6، 7) ” أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم. ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون “. وطبيعي أن الذي يموت ويسقط لا يكون إلهاً. إنما هو تعبير رمزي يدل على القوة والسيادة، مثلما خاف بعض أعداء اليهود عند عودته تابوت الرب وقالوا ” من ينقذنا من يد هؤلاء الآلهة القادرين؟ هؤلاء هم الآلهة الذين ضربوا مصر بجميع الضربات” (1صم4: 8). وصفوا كل الشعب بأنهم آلهة. وهذا تعبير رمزي أو مجازى.

 

# استنتاج:

إذا كان لا يوجد سوي إله واحد بشهادة الكتاب المقدس بعهديه. والسيد المسيح إله بشهادة نفس الكتاب بعهديه، إذن فالمسيح هو الإله الواحد. الله يقول في سفر اشعياء ” لا إله غيري ” وفي نفس السفر يقول الوحي عن المسيح إنه إله قدير. فماذا يعني هذا، سوي أن الاثنين واحد.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي