الفصل التاسع


هل المسيح هو الله فى العهدين القديم والجديد؟

 

بينّا فى الفصول السابقة كيف أن المسيح وصف بأوصاف الله ولُقب بألقابه وأتخذ أسم الله الوحيد الدال على كينونته وطبيعته وجوهره والذى لم يسم به أحد لأنه أسم الذات الألهية “يهوه هذا أسمى ومجدى لا أعطيه لآخر”(1)، “وأغار على أسمى القدوس(2)”. وقد برهنا على أن كل ما جاء به الوحى فى العهد القديم عن الله، جاء به الوحى أيضاً فى العهد الجديد عن المسيح، أن يهوه فى العهد القديم هو يسوع فى العهد الجديد. وفى هذا الفصل نقدم الإجابة عن سؤالين محددين هما:

1- هل تنبأ العهد القديم عن كون المسيح هو الرب يهوه، والإله، الله؟

2- وهل أعلن الوحى فى العهد الجديد. صراحة، أنه إله، الإله، الله؟

والإجابة هى كالآتى:

1- العهد القديم يعلن لاهوت المسيح:

تنبأ أنبياء العهد القديم بالروح القدس وأعلنوا عن كل تفاصيل أيام حياة المسيح على الأرض تجسده، من الحبل به وميلاده من العذراء إلى صلبه وموته بالجسد وقيامته وصعوده إلى السماء، ومن أهم ما تنبأوا به أيضاً هو وجوده السابق للتجسد وكونه الرب “آدون” و “يهوه” والخالق والإله القدير “إيل” وحكمة الله الذى به خلق العالم، والقديم الأزلى الذى لا بداية له.

1- تنبأ العهد القديم عن يوحنا المعمدان سابق المسيح قائلاً:

 
C
“صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب (يهوه)(3)”.

 
C
“هأنذا أرسل إليكم إيليا النبى قبل مجىء يوم الرب (يهوه) اليوم العظيم والمخوف(4)”.

وأكد الروح القدس فى العهد الجديد أن هاتين النبؤتين عن يوحنا المعمدان، فهو الصوت الصارخ فى البرية الذى جاء بروح إيليا وقوته ليعد طريق الرب، يهوه، ويهوه هذا هو يسوع المسيح، الرب يسوع المسيح. قال الملاك عنه لأبيه زكريا الكاهن وهو يبشره بالحبل به وميلاده “امرأتك اليصابات ستلد لك أبناً وتسميه يوحنا… يكون عظيماً أمام الرب… ويتقدم أمامه (أمام الرب) بروح إيليا وقوته… لكى يهيىء للرب شعباُ مستعداً(5)”. وقد أكد الانجيل بأوجهه الأربعة، بالروح القدس، أن يوحنا المعمدان هو المقصود بالنبؤة الأولى(6). وأكد السيد المسيح أنه هو، المعمدان، المقصود بالنبؤة الثانية فقال “وأن أردتم أن تقبلوا فهذا هو (يوحنا المعمدان) إيليا المزمع أن يأتى(7)”.

تنبأ العهد القديم أن المعمدان سيعد طريق، الرب، “يهوه”، وهو يقصد بالرب هنا، الرب يسوع المسيح، ويؤكد أنه هو “يهوه”، الله الواحد. أعلن أنه سيعد طريق الرب “يهوه”، وقد جاء يوحنا المعمدان ليعد طريق الرب “يسوع المسيح”، مؤكداً أنه هو “يهوه” الله. وما يبرهن على ذلك، أيضاً، هو أعلان المعمدان نفسه عن الرب الذى جاء بعد طريقه، الرب يسوع المسيح وقوله:

 
C
“الذى يأتى بعدى هو أقوى منى الذى لست أهلاً أن أحمل حذاءه(8)”.

 
C
“الذى لست أهلاً أن أنحنى وأحل سيور حذائه(9)”.

 
C
“الذى يأتى بعدى الذى صار قدامى الذى لست بمستحق أن أحل سيور حذائه(10)”.

 
C
“الذى يأتى بعدى صار قدامى لأنه كان قبلى… هذا هو ابن الله(11)”.

 
C
“الذى يأتى من فوق هو فوق الجميع… الذى يأتى من السماء هو فوق الجميع… الآب يحب الابن وقد دفع كل شىء فى يديه(12)”.

 
C
فهو يعلن مؤكداً أن المسيح هو “الأقوى” وأنه هو شخصياً، المعمدان، ليس أهلاً ولا مستحقاً أن ينحنى ويحل سيور حذائه أو يحمل حذائه، لماذا؟ لأن المسيح، الرب يسوع المسيح، صار قدامه لأنه كان قبله، كيف كان قبله علماً بأن يوحنا مولود قبل المسيح بستة شهور؟ والأجابة هى أنه، المسيح، كان موجوداً بلاهوته قبل التجسد، كان فوق، فى السماء، فهو الآتى من فوق، النازل من السماء هو فوق الجميع، لماذا؟ لأنه رب الجميع، فهو ابن الله الذى من ذات الله وهو الذى فى يديه السلطان على كل شىء، فى السماء وعلى الأرض. أنه الرب “يهوه”فى العهد القديم، ويسوع المسيح فى العهد الجديد، “يهوه” متجسداً.

2- كما تنبأ ملاخى النبى نبؤة مزدوجة عن مجىء المعمدان ليعد الطريق أمام الرب “يهوه”، وعن كون المسيح هو “السيد” الرب “آدون” و “يهوه” و “ملاك العهد” الذى وصف فى أسفار العهد القديم، الأقدم (تكوين – قضاه) بصفات الله، “يهوه” وحمل أسم “يهوه” كما ستبين فى الفصل التالى:

 
C
“هأنذا أرسل ملاكى فيهيىء الطريق أمامى ويأتى بغته إلى هيكله السيد (آدون –
Ha Adon
) الذى تطلبونه وملاك العهد الذى تسرون به، هوذا يأتى قال رب الجنود (يهوه صبؤوت)(13)”.

المتكلم هنا، فى هذه النبؤة، هو “يهوه” والذى يعلن عن حقيقتين؛ الأولى؛ هى أنه سيرسل ملاكه هو “ملاكى” الذى يعد، يهيىء، طريقه هو، طريق “يهوه”، “أمامى”، يهيىء الطريق أمام العهد الجديد هذه الحقيقة “فأنه (يوحنا المعمدان) هذا هو الذى كتب عنه ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكى الذى يهيىء طريقك قدامك(14)”. وهنا تأكيد على أن الرب يسوع المسيح هو “يهوه”.

والثانية: هى أن السيد، وفى العبرية “آدون” الذى هو “السيد الرب (آدون يهوه)(15)”، صاحب الهيكل، رب الهيكل، الذى سيأتى إلى “هيكله”، هيكل الرب “يهوه”، كالملك والإله، هو ملاك العهد، المعلن عن الله الآب، قوة الله وحكمته، صورة الله غير المنظور، الذى هو الرب يسوع المسيح، ابن الله الآب والواحد معه فى الجوهر، الآتى من فوق والخارج من ذات الله. وقد جاء السيد المسيح إلى الهيكل فى طفولته وعندما كان فتى وأثناء خدمته وأخيراً فى الأسبوع الأخير من أيام تجسده على الأرض، فى دخوله الأنتصارى لأورشليم كالملك الآتى، وتطهير للهيكل، وقوله الشهير “مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص(16)”، مشيراً إلى ما جاء فى سفر نبؤة ارميا النبى(17)، ومؤكداً أنه هو السيد “آدون” والرب “يهوه”.

3- وتكلم داود النبى بالروح القدس متنبأ “قال الرب (يهوه) لربى (آدوناى) أجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطناً لقدميك(18)”.

وفى هذه النبؤة يتكلم عن الرب “يهوه” الذى يخاطب الرب “آدوناى” ويجلسه عن يمين العظمة. وآدوناى كما بينا هو “يهوه”، والمعنى هنا هو أن الله الآب يخاطب الله الابن الذى سبق داود النبى وتنبأ عنه قائلاً بالروح القدس “قال لى أنت ابنى. أنا اليوم ولدتك(19)”. وقد أشار السيد المسيح نفسه إلى هذه النبؤة مؤكداً على حقيقتين؛ الأولى، هى أنه هو المقصود بالرب “آدوناى” فى هذه النبؤة؛ والثانية، هى أنه هو “رب داود”، الجالس على عرش الله، فى يمين العظمة فى السماء. يقول الكتاب:

 
C
“وفيما كان الفريسسسون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون فى المسيح، أبن من هو؟ قالوا له ابن داود. قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطناً لقدميك. فأن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون أبنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة(20)”.

أكد الرب يسوع المسيح أنه هو الرب “آدوناى” وآدوناى هو “يهوه”، وأنه هو الجالس فى يمين العظمه، على عرش الله فى السماء. كما قال أيضاً “من الآن تبصرون أبن الإنسان جالساً على يمين القوه”(21). وعن صعوده يقول الوحى الإلهى:

C
“ثم أن الرب بعدما كلمهم (تلاميذه ورسله) أرتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله”(22).

C
“أرتفع بيمين الله”(23).

C
“الذى هو أيضاً عن يمين الله”(24).

C
“المسيح جالس عن يمين الله”(25).

C
“جلس عن يمين العظمه فى الأعالى”(26).

C
“جلس فى يمين عرش العظمه فى السموات”(27).

C
“جلس إلى الأبد عن يمين الله”(28).

C
“جلس فى يمين عرش الله”(29).

C
“وأجلسه عن يمينه فى السماويات”(30).

وعند أستشهاد أستيفانوس نظر إلى فوق “ورأى مجد الله ويسوع قائماً عن يمين الله”(31).

المسيح هو الرب “أدوناى، “يهوه”، رب داود الجالس فى يمين عرش العظمه، عرش الله فى السماء.

4- وتنبأ ميخا النبى بالروح القدس قائلاً: “أما أنت يا بيت لحم أفراته وأنت صغيره أن تكونى بين الوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى سيكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل”(32).

وقد أكد الإنجيل للقديس متى أن هذه النبؤه تخص المسيح الذى وُلد فعلاً فى بيت لحم، وكان علماء اليهود يعرفون جيداً أن هذه النبؤه تخص المسيح الآتى وأشاروا إلى هذه الحقيقة عندما سألهم هيرودس الملك “أين يولد المسيح؟ فقالوا له فى بيت لحم اليهودية. لأنه مكتوب هكذا بالنبى: وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا. لأن منك يخرج مُدبّر يرعى شعبى إسرائيل”(33).

ويؤكد الوحى الإلهى فى هذه النبؤه أن المسيح الذى وُلد فى زمن معين فى بيت لحم موجود منذ الأزل بلا بدايه وأن ميلاده من العذراء فى بيت لحم ليس هو بداية وجوده. أنه الموجود “منذ القديم منذ أيام الأزل”. ويستخدم الوحى فى هذه النبؤه ثلاثة تعبيرات لها مغزاها الهام”.

أ‌- “مخارجه”، وتعنى أصوله، أصل وجوده، ليس ميلاده فى بيت لحم.

ب‌- “منذ القديم”، وتعنى كلمة “القديم –
qedem
” هنا، القديم السحيق فى الأبدية، الأزل الذى لا بدايه له. وهى مستخدمه عن الله الأزلى الذى لا بدايه له “الإله القديم لنا ملجأ”(34)، “ألست أنت منذ الأزل (القديم) يا رب إلهى قدوسى”(35). ومستخدمه أيضاً عن قدم أعمال الله(36) وقدم أعلاناته “منذ البدء… منذ القدم”(37) وعن القدم الأزلى قبل الزمن وقبل الخليقة “من قبل أعماله منذ القدم”(38). وبالتالى فالنبؤه تؤكد لنا وجود المسيح القديم السابق لميلاده والسابق للخليقة والزمن، تؤكد لنا وجوده الأزلى بلا بدايه.

ج- كما تعنى عبارة “منذ أيام الأزل –
Yeme Olam
” فى العبريه القدم العظيم والأبدية، الأزل. والنبؤه بجملتها تؤكد لنا معنى واحد، وهو أن المسيح الأتى الذى سيولد فى زمن محدد ومكان محدد هو بيت لحم، هو الموجود منذ الأزل بلا بداية، القديم الموجود منذ القدم قبل الزمن وقبل الخليقة.

5- ونأتى إلى قمة إعلان العهد القديم عن لاهوت المسيح وكونه “إله”، “الإله”، “الله” فى سفرى المزامير وأشعياء النبى:

أ‌- يقول الوحى الإلهى فى مزمور 6: 45،7 “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب أستقامه قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الأثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الأبتهاج أكثر من رفقائك”.

ب‌- ويقول الوحى فى نبؤه أشعياء 6: 9،7 لأنه يولد لنا ولد ونعطى أبناً وتكون الرياسه على كتفه ويدعى أسمه عجيباً مشيراً إلها قديراً أباً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهايه على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد”.

وفى هاتين النبؤتين يتحدث الوحى الإلهى عن نسل داود الذى سيجلس على عرشه(39)، هذا العرش الأبدى الذى يمتد فى حكمه وملكوته إلى ما لا نهايه “نسله إلى الدهر يكون وكرسيه (عرشه) كالشمس أمامى. مثل القمر يثبت إلى الدهر”(40)، “للسلام لا نهايه على كرسى داود وعلى مملكته”. هذا الملك الآتى، النسل الآتى، المسيح المنتظر ابن داود، لن يكون مجرد بشر، فهو يلقب بخمسة ألقاب إلهية “عجيباً، مشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام”، وهذه الألقاب لا يمكن أن يتصف بها بشر أو يلقب بها، فهو “الإله القدير” الذى خاطبه المرنم “كرسيك يا الله”.

وقد جاء الرب يسوع المسيح من نسل داود بالجسد(41)، ولُقب بابن داود(42)، وقال عن نفسه انه “أصل وذرية داود”(43). وكان عجيباً فى الحبل به وميلاده من عذراء، وعجيباً فى أعماله وأقواله، وعجيباً فى قيامته وصعوده. وكان مشيراً فى ذاته لأنه لا يحتاج إلى مشوره أحد، فهو نفسه حكمة الله(44) والعالم بكل شئ، كلى العلم، الذى لا يحتاج إلى مشوره مخلوق(45). كما كان هو ملك السلام ورئيس السلام الذى ترنمت الملائكة عند ظهوره على الأرض بالجسد قائله “المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسره”(46)، والذى قال لتلاميذه “ليكون لكم فى سلام”(47)، “سلاماً أترك لكم. سلامى أعطيكم”(48).

وأعظم ما فى النبؤتين هو أعلان الوحى أنه “الله” و”الاله القدير”، ويستخدم فى الأول لقب “إيلوهيم”، “كرسيك يا الله (إيلوهيم)” وفى الثانية لقب “إيل” وهو لقب الله الذاتى والمرادف ليهنه، و”جيبور –
Gibbor
” الجبار. و”إيل جيبور –
El Gibbor
” والمترجم “إلهاً قديراً وهو حرفياً “الإله الجبار” هو لقب الله وحده الذى لم يطلق على غيره أبداً، مطلقاً.

ف “إيل” هولقب الله ويعنى “القدير”، “كلى القدره”، إلى جانب أنه يعنى “الله” و “اللاهوت” ويشير إلى الإلوهية، اللاهوت بمعناه الكامل والدقيق “إله”، “الله” ويعبر عن الله ذاته “أنا الله (إيل) وليس آخر، الإله (إيلوهيم) وليس مثلى”(49). واللقب “إيل جيبور –
El Gibbor
” يعنى الله الكلى القدره الجبار ولم يطلق إلا على الله وحده:

 
C
“الإله العظيم الجبار يهوه صبؤوت أسمه(50)”.

 
C
“ترجع البقية. بقية يعقوب إلى الله القدير”(51).

 
C
“يهوه إلهكم (إيلوهيم) هو إله الإلهة ورب الأرباب الإله (إيل) العظيم الجبار المهيب”(52).

 
C
“يا إلهنا العظيم الجبار المخوف”(53).

الله وحده هو الإله الجدبار، القدير، المخوف، إله افلهة ورب الأرباب، إله القوات السمائية، “يهوه القدير الجبار”(54). والرب يسوع المسيح فى هذه النبؤة هو “الإله”، “القدير”، “كلى القدرة”، “الجبار” وهو أيضاً كما قال الوحى الألهى “ملك الملوك ورب الأرباب”(55) و”إيلوهيم”، الله العظيم، المهوب، المخوف.

ويطلق عليه الوحى أيضاً “أباً أبدياً” وحرفياً “الآب الأبدى” أبو الأبد، الذى لا بداية له ولا نهاية، الأزلى الأبدى، السرمدى، أو كما لاسبق وأعلن أنه الول والآخر، البداية والنهاية، اللف والياء “يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد”(56)، “الرب الإله الكائن والذى كان والذى يأتى القادر على كل شىء”(57).

6- ونختم نبؤات العهد القديم بإعلان الوحى الإلهى أنه “المعبود” من كل الشعوب والأمم والألسنة “كنتا أرى فى رؤى الليل واذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أنى وجاء إلى القديم اليام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض”(58).

وابن الإنسان هو لقب المسيح بعد التجسد، وقديم الأيام، أى الأزلى، وهو الله الآب. وقد أخذ المسيح، الله الأبن، من الآب كل سلطان فى السماء وعلى الأرض، كما قال هو نفسه “دفع إلى كل سلطان فى السماء وعلى الأرض”(59)، وقال الرسل عنه أيضاً بالروح القدس:

 
C
“لأنه أخضع كل شىء تحت قدميه”(60).

 
C
“لكى يسود على الأحياء والأموات”(61).

 
C
“الذى هو فوق كل رياسة وسلطان”(62).

 
C
“وأجلسه عن يمينه فى السماويات فوق كل رسايه وسلكان وقوة وسيادة… وأخضع كل شىء تحت قدميه”(63).

 
C
“لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً فوق كل أسم لكى تجثوا بأسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض”(64).

هو “المعبود” من كل الخلائق فى الكون كله، الملك الأبدى، ملك الملوك ورب الأرباب، الذى له السلطان الأبدى والملكوت الذى لا يزول ولا ينقرض، والذى تنبأ عنه داود النبى بالروح القدس قائلاً: “ويسجد له كل الملوك. كل الأمم تتعبد له”(65)، وأيضاً دانيال النبى: “ملكوت ملكوت أبدى وجميع السلاطين ايه يعبدون ويطيعون”(66). وهذا ما قيل عن الله الآب “هو الإله الحى القيوم إلى الأبد وملكوته لن يزول وسلطانه إلى المنتهى”(67). وهذا ما تقوله الخليقة كلها فى الكون كله له الآب وللرب يسوع المسيح:

 
C
“أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهى بإرادتك كائنة وخلقت”(68).

 
C
“مستحق هو الحمل المذبوح (المسيح) أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة. وكل خليقة مما فى السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللحمل البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين”(69).

كل ما لله الآب هو لله الأبن، أسماء المسيح وألقاب الله هى ألقاب المسيح وصفات الله هى صفات المسيح وأعمال الله هى أعمال المسيح، وبالاجمال كل ما لله الآب هو لله الأبن، كما قال هو نفسه “كما قال هو نفسه “كل ما للآب هو لى”(70).

2- المسيح هو “إله” و “الإله” و “الله” فى العهد الجديد:

كان أسم “يهوه” فى العهد القديم هو الأسم الوحيد لله والدال على كينونته وجوهره كالإله الواحد، الخالق، الواجب الوجود، الدائم الوجود، سبب وعلة وأصل ومصدر كل وجود الكائن والذى كان والذى يأتى، الألف والياء، الأول والآخر، البداية بلا بداية والنهاية بلا نهاية، الأزلى الأبدى، السرمدى، الحى القيوم، الحى إلى أبد الآبدين، كلى الوجود، كلى القدرة، كلى العلم والمعرفة. وقد ترجم فى اليونانية سواء فى الترجمة اليونانية السبعينية أو العهد الجديد إلى “كيريوس –
Kyrios
” أى “رب”، “رب الكون وخالقه، كما ترجم أيضاً إلى “ثيؤس –
Theos
” الله، وإلى “أنا أكون –
Egoeimi
“. وفى العهد الجديد حل “يسوع” محل “يهوه” وطبقت عليه جميع أسماء وألقاب وصفات، صار جسداً، أتخذ جسداً، وبأعتباره أنه هو نفسه “كلمة الله” الذى هو “الله” وصورة الله، وبهاء “آدوناى” إلى “رب” وطبق أيضاً على الرب يسوع المسيح بأعتباره أنه رب الجميع”، “رب العالمين” الذى فيه وبه وله خلق الكل والذى هو قبل كل شىء وفيه يقوم الكل.

وإلى جانب “رب –
Kyrios
” فقد أستخدم العهد الجديد لقب “ثيؤس –
Theos
” والذى يعنى “إله” و “الإله” و “الله” فى اليونانية، كلقب لله الواحد وللتعبير عن الألوهية واللاهوت، ومنه إلى “ثيؤتيس –
Theotes
“. اللاهوت. وقد ترجمت ألقاب الله العبرية “إيلوهيم وإيل وإلو وإلاه” إلى “ثيؤس –
Theos
“. وأستخدم العهد الجديد هذا اللقب “ثيؤس –
theos
” بمعناه الكامل الدقيق “إله” و “الإله” و “الله” عن الرب يسوع بأعتبار أنه هو نفسه “إله” و “الإله” و “الله”و “الذى يحل فيه كل ملء اللأهوت (
Theotes
) جسدياً”(71).

1- جاء فى أفتتاحية الأنجيل للقديس يوحنا قول الوحى الألهى “فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان فى البدء عند الله. كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان. فيه كانت الحياة”(72).

والكلمة هنا هو الرب يسوع المسيح “والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوؤ نعمة وحقاً”(73)، ويدعى أسمه كلمة الله”(74).

ويتصف الكلمة هنا بأنه كان “فى البدء” أى الأزلى بلا بداية، وأنه كان “عند الله” فى ذات الله، ككلمة الله الذاتى وعقله الناطق، وأنه كان هو ذاته “الله” و “كان الكلمة الله” أو “هو الله”، إلى جانب أنه الله الخالق ومصدر الحياة. وهنا يدعو الوحى “كلمة الله” بأنه هو “الله ذاته”، “
Theos
” وهى حرفياً كما جاءت فى اليونانية “والله كان الكلمة –
Theos e`n Logos
“.

2- بعد قيامة الرب يسوع المسيح من الموات وظهوره لتلاميذه، وبعد أن تأكد تلميذه توما حقيقة قيامته، أدرك بالروح القدس أن المسيح ليس مجرد إنسان، وفهم هاتفاً ومعترفاً بلاهوته قائلاً “ربى وإلهى”(75)، “
ho Kyrios… ho Theos
…”. عرف أنه “الرب –
Kyrios
” و “الإله-
Theos
” واللقب الذى خاطب به توما السيد “ربى وإلهى” هو نفس لقب الله فى القديم “يهوه إيلوهيم – الرب الإله – كيريوس ثيؤس –
Kyrios Theos
“.

وكما خاطب أنبياء العهد القديم الله بلقب “الرب الإله – يهوه إيلوهيم” والذى يحمل فى ذاته كل معانى اللاهوت، وأهم ألقاب الله كالخالق والحى القيوم وكلى القدرة، وأيضاً “السيد الرب آدوناى يهوه” الذى يضيف إلى الألقاب السابقة لقب “السيد”، الرب، رب الكون وسيده والذى له السياده عليه، هكذا خاطب توما الرب يسوع المسيح “ربى وإلهى” بالمعنى الكامل والذى للاهوت، الله، الخالق، الحى القيوم، كلى القدرة، ورب الكون وسيده.

وسجل الانجيل هذا القول كحقيقة ثابتة، بل ومدح السيد المسيح توما على إيمانه هذا مؤكداً هذه الحقيقة، إلى جانب حقيقة قيامته، لأنك رأيتنى يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا”(76).

وقد تصور البعض، وزعموا بدون علم، أن ما قاله توما لم يكن إلا تعبيراً عن أندهاشه، مثلما نقول عندما نقف مندهشين أمام شىء مدهش “يا الله! يا الهى! –
O my God
“ز وقد فات هؤلاء ثلاث حقائق؛ هى أنه لم يكن اليهود سواء فى القرن الأول الميلادى أو القرون السابقة للميلاد يستخدمون مثل هذا التعبير كعلامه للتعجب، كما كان اليهود

 يخشون أستخدام أسماء الله حتى لا يقعوا تحت عقوبة التجديف على الله وهى الموت(77)، ولا يجب أن نتصور أن ما نستخدمه من تعبيرات اليوم هو نفس ما كان يستخدمه الناس منذ ألفى سنة، برغم أختلاف الزمان والمكان والبيئة والحضارة والذين وأساليب كل عصر.

3- جاء فى خطاب القديس بولس لأساقفة كنيسة أفسس “أحترزوا اذاً لأنفسكم ولجميع الرعيه التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التى أقتناها بدمه”(78). أى التى أفتداها بدمه، والذى أفتدى الكنيسة بدمه هو الرب يسوع المسيح “عالمين أنكم أفتديتم لا بأشساء تفنى… بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أظهر فى الأزمنة الأخيرة من أجلكم”(79).

الآية الولى تقول أن الذى أفتدى الكنيسة بدمه هو “الله” والذى أفتدى الكنيسة بدمه هو الرب يسوع المسيح، وهنا أعلان صريح أن المسيح هو “الله –
Theos
“. ولكن “الله روح”(80) والروح ليس له لحم وعظام”(81) وهو نور وغير مرئى “ساكناً فى نور لا يدنى منه الذى لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه”(82)، وغير كدرك بالحواس، فكيف يفتدى الكنيسة بدمه؟ والإجابة هى أن كلمة الله الذى هو الله الذى ظهر فى الجسد(83)، أتخذ جسداً(84)، أخذ صورة عبد(85)، وجاء إلى العالم فى الجسد(86)، ومن ثم تألم بالجسد(87)، وسفك دم هذا الجسد الذى أتخذه(88)، ولكنه فى حقيقته هو “الله” “رب المجد” وكما يقول الوحى الإلهى “لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد”(89).

4- وجاء فى الرسالة إلى رومية “ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل الإله المبارك إلى الأبد(90). وعبارة “حسب الجسد تعنى أنه جاء من نسل إبراهيم واسحق ويعقوب وداود “من جهة الجسد”(91)، الذى اتخذه من مريم العذراء ابنه إبراهيم وابنه داود، وظهر فيه وجاء فيه إلى العالم. ولكنه فى حقيقة هو “الكائن على الكل”، “
ho on
“، أى الذى فوق الكل، رب الكل، الإله المبارك، أو الله المبارك إلى الأبد. هو “الله –
Theos
” ورب العالمين.

5- جاء فى الرسالة الأولى إلى تيموثاؤس “لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح”(92). وهنا يقول الوحى أن المسيح بلاهوته هو “الإله الواحد”، ولكنه كإنسان، بناسوته هو الإنسان، فقد صار إنساناً بعد أن أتخذ جسداً وجاء إلى العالم فى صورة العبد، لأنه وحده الذى يجمع فى ذاته اللاهوت والناسوت.

6- جاء فى الرسالة إلى تيطس “منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح الذى بضل نفسه لكى يفدينا من كل إثم ويظهر لنفسه شعباً خاصاً غيوراً فى أعمالٍ حسنةٍ”(93). وفى هذه الآية يصف الوحى الإلهى الرب يسوع المسيح ب “إلهنا العظيم” أو “الله العظيم”. وقد تصور البعض أن هناك انفصال بين “إلهنا العظيم” و “مخلصنا يسوع المسيح”! ولكن عند دراسة الآية والنظر إليها من جهتى اللغة وسياق الكلام (القرينه) يتضح للجميع أنه لا يوجد أنفصال بين العبارتين، إذ أن الوحى افلهى يستخدم اداة تعريف “ال –
The
” واحدة للأسمين “إلهنا العظيم” و “مخلصنا”:


tou megalou Theou Kai Soteros hemon Christou lesou


The great God and Saritour of us Christ Jesus

“يسوع المسيح نا مخلص و الله عظيم ال”

وترجمتها الحرفية “إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح”. وهى تتحدث عن يسوع المسيح بصفة واحدة “العظيم” ولقبين “إلهنا ومخلصنا”، تتحدث عن شخص واحد، وهذا ما يؤكد سياق الكلام فى الآية كاملة عن ظهور شخص واحد هو “إلهنا العظيم ومخلصنا يسوع المسيح”، “الذى بذل نفسه” وحده، مفرد “لكى يفدينا” وحده، مفرد “ويطهر لنفسه” وحده، مفرد. ومن المعروف والمتوقع أن الظهور المنتظر هو لشخص المسيح وحده، وكما يقول الكتاب “ظهور ربنا يسوع المسيح”(94).

7- وجاء فى الرسالة إلى العبرانين “وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك”(95). وفى هذه الآية يخاطب الأبن الله “كرسيك يا الله”،
Theos
، وهو يعنى ملكوته الأبدى وأنه هو نفسه “الله –
Theos
” رب العرش وملك الملك، وملك الملوك ورب الأرباب.

8- وجاء فى رسالة بطرس الثانية “سمعان بطرس عبد يسوع المسيح ورسوله إلى الذين نالوا معنا إيماناً ثميناً مساوياً لنا ببر إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح”(96). وهنا يصف الرب يسوع المسيح ب “إلهنا ومخلصنا”. وتكرر مثل هذا التعبير فى هذه الرسالة مع أستخدام كلمة “ربنا” كمرادف ل “إلهنا”؛ “ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح”(97)، “معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح(98)، “وصية ربنا ومخلصنا”(99). وهكذا فالسيد المسيح هو “إلهنا –
Theos
” و “ربنا –
Kyrios
” ومخلصنا.

9- جاء فى رسالة يوحنا الأولى “ونحن فى الحق وفى أبنه يسوع المسيح هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية”(100). وفى هذه الآية يصف المسيح ب “الإله الحق” و “الحياة الآبدية”. فهو الذى قال عن نفسه أنه “القدوس الحق”(101)، كما وصف سفر الرؤيا الآب أيضاً ب “السيد القدوس والحق”(102)، وقال المسيح عن نفسه أيضاً “أنا هو الطريق والحق والحياة(103)، وقد وصف ب “كلمة الحياة”(104)، و “الحياة الأبدية”(105)، والتى كانت عند الآب.

ومن الناحية اللغوية تشير العبارة “هذا هو” بصورة طبيعية وفعلية إلى المسيح، الأبن، أبنه يسوع المسيح، الذى هو الإله الحق والحياة الأبدية.

والخلاصة: هى أن العهد الجديد يعلن لنا أن المسيح هو “إله” و “الإله” و “الله”، رب المجد، الإله العظيم، الله المبارك، الذى على الكل، والذى فيه وبه وله خلق الكل.

 

 

(1) اش 8: 42.

(2) حز 25: 39.

(3) اش 3: 40.

(4) ملا 5: 4.

(5) لو 13: 1-17.

(6) جاء فى الانجيل للقديس متى “وفى تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز فى برية اليهودية… فأنه هذا هو الذى قيل عنه بأشعياء النبى القائل: صوت صارخ فى البرية أعدوا طريق الرب. أصنعوا سبله مستقيمة” (متى 1: 3،3) وهذا ما أكدت الاناجيل الثلاثة الأخرى (مر 2: 1،3؛ لو 2: 2-14 يو 23: 1).

(7) متى 14: 11 وقال أيضاً “أنه (المعمدان) إيليا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا” (مر 13: 9؛ أنظر متى 12: 17).

(8) مت 11: 3.

(9) مر 8: 1.

(10) يو 27: 1.

(11) يو 30: 1،34.

(12) يو 31: 3،35.

(13) ملا 1: 3.

(14) متى 10: 11 (أنظر مر 2: 1،4).

(15) خر 17: 23؛ اش 24: 1… الخ.

(16) لو 22: 2؛41: 3. متى 12: 21؛ مر 15: 11-27؛ لو 45: 19،46.

(17) ار 11: 7.

(18) مز 1: 110.

(19) مز 7: 2.

(20) متى 41: 22-46؛ مر 36: 12،37؛ لو 42: 20-44.

(21) متى 64: 26، مر 62: 14.

(22) مر 19: 16.

(23) أع 32: 2، 31: 5.

(24) رو 34: 8.

(25) كو 1: 3.

(26) عب 3: 1.

(27) عب 10: 8.

(28) عب 2: 12.

(29) عب 2: 12.

(30) اف 20: 1.

(31) أع 55: 7.

(32) ميخا 2: 5.

(33) متى 4: 2-6.

(34) تث 27: 33.

(35) حبقوق 12: 1.

(36) اش 26: 37، مراثى 17: 2.

(37) أش 21: 45، 10: 46.

(38) أم 23: 8 وأستخدمت أيضاً عن “السموات القديمه” مز 33: 68.

(39) وقد تم ذلك جزئياً فى حكم سليمان الحكيم بن داود (2صم 12: 13، مل 32: 1-37)، ولكن كان هدف النبوه هو الملك الأسمى، ملك المسيح الآتى وعرش الله ذاته ملك الملوك.

(40) مز 36: 89،37.

(41) متى 43ك22، 45، رو 3: 1، رؤ 7: 3، 5: 5، يو 42: 7.

(42) متى 1: 1، 20، 27: 9، 23: 12، 22: 15… الخ.

(43) رؤ 16: 22.

(44) 1كو 24: 1.

(45) يو 30: 16، 17: 21.

(46) لو 14: 2.

(47) يو 23: 16.

(48) يو 27: 14.

(49) أش 9: 46.

(50) ار 17: 32.

(51) أش 21: 10.

(52) تث 17: 10.

(53) نح 32: 9.

(54) مز 8: 24.

(55) رؤ 16: 19.

(56) عب 8: 13.

(57) رؤ 8: 1.

(58) دا 13: 7،14.

(59) متى 18: 28.

(60) 1 كو 27: 15.

(61) رو 9: 14.

(62) كو 10: 2.

(63) اف 20: 1-22.

(64) فى 9: 2،10.

(65) مز 11: 72.

(66) دا 27: 7.

(67) دا 26: 6.

(68) رؤ 11: 4.

(69) رؤ 12: 5،13.

(70) يو 15: 16.

(71) كو 9: 2.

(72) يو 1: 1-4.

(73) يو 14: 1.

(74) رؤ 19: 13.

(75) يو 28: 20.

(76) يو 29: 20.

(77) يو 33: 10.

(78) أع 28: 20.

(79) 1 بط 18: 1-20.

(80) يو 24: 4.

(81) لو 39: 24.

(82) 1 تى 16: 6.

(83) 1 تى 16: 3.

(84) يو 14: 1.

(85) فى 6: 2.

(86) 1 يو 12: 4.

(87) 1 بط 1: 4.

(88) عب 10: 10.

(89) 1 كو 8: 2.

(90) رو 5: 9.

(91) رو 3: 1.

(92) 1 تى 5: 2.

(93) تى 13: 2،14.

(94) 1 تى 14: 6.

(95) عب 8: 1.

(96) 2 بط 1: 1.

(97) 2 بط 11: 1.

(98) 2 بط 20: 2؛ 18: 3.

(99) 2 بط 2: 3.

(100) 1 يو 20: 5.

(101) رؤ 7: 2.

(102) رؤ 10: 6.

(103) يو 16: 14.

(104) 1 يو 1: 1.

(105) 1 يو 2: 1.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي